ناقش الخبير الاقتصادي المصري ممدوح الولي، بمقال له في "عربي21"، دوافع الحكومة بالإعلان المستمر عن انخفاض معدل البطالة، رغم الركود الاقتصادي، وتراجع معدلات النمو.

وقال الولي في مقاله المعنون بـ"عجائب مصرية: اقتصاد راكد وبطالة تتراجع"، إن إعلان وزارة التخطيط تراجع معدل النمو للناتج المحلي إلى 3.9 بالمئة مع نهاية العام الماضي، تزامن مع الإعلان عن تراجع معدل البطالة إلى نحو 7 بالمئة.



وبحسب الولي فإن هذه المعطيات التي تأتي في ظل معاناة القطاع الخاص من نقص العملات الأجنبية، وتقييد الاستيراد، وما ترتب عليه من نقص في المواد الخام ومستلزمات الإنتاج اللازمة للصناعة، أدت إلى انخفاض قيمة الصادرات المصرية بنسبة 24 بالمئة في النصف الأول من العام الحالي.

وحول الإعلان الرسمي عن انخفاض معدلات البطالة رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة، قال الولي إن ذلك بات "مثار تندر" من قبل المصريين، مضيفا أن قطاع التشييد والبناء الذي يستوعب حوالي 14 في المائة من عدد المشتغلين يعاني من صعوبات في إصدار تراخيص البناء أدت إلى تراجع نشاطه، مما دفع بعض العاملين فيه للعمل كسائقي عربات توك توك.

وقال الولي إن التوجه نحو العمل في عربات "توك توك" لم يقتصر على العاملين في مجال بعينه، إذ باتت ظاهرة الهجرة نحو هذا المجال تشمل حتى الحرفيين الذين لم يعودوا قادرين على مواصلة أعمالهم بسبب بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام.


33 شهرا من الركود المستمر

بحسب الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، فإن "الغريب أيضا أن وزارة التخطيط تنشر شهريا بيانات مؤشر مديري المشتريات، والذي يشير إلى حالة ركود في النشاط الاقتصادي مستمرة للشهر الثالث والثلاثين على التوالي".

وتساءل "كيف يتسق الركود مع تراجع البطالة؟ وكما يقول المثل العامي المصري أن (الكذب ملوش رجلين)، فها هي بيانات جهاز الإحصاء الحكومي المسؤل عن بيانات البطالة الفصلية، تشير إلى تراجع معدل البطالة بين الإناث خلال الفصول الثلاثة، من الفصل الربع من العام الماضي وحتى الربع الثاني من العام الحالي".

وذكرت البيانات أن عدد المشتغلات قد بلغ 4.514 مليون مشتغلة في منتصف العام الحالي، بينما كان عدد المشتغلات قد بلغ 4.634 مليون مشتغلة عام 2007 أي منذ 16 عاما، زاد خلالها عدد النساء بشكل كبير، بل إن نسبة المشتغلات إلى إجمالي قوة العمل كانت عام 2007 نحو 21.3 في المائة، بينما تراجعت النسبة منتصف العام الحالي إلى 15.7 في المائة، وكان عدد المشتغلات قد تخطى الخمسة ملايين مشتغلة خلال سنوات ما بعد عام 2015 لكنه تراجع حاليا.

أمر آخر تشير إليه بيانات العمالة الرسمية في العام الماضي، والتي أشارت إلى أن عدد المشتغلين البالغ 27.9 مليون شخص، قد توزع ما بين: 73.7 في المائة يعملون عملا دائما، و18.4 في المائة يعملون عملا متقطعا، و6.8 في المائة يعملون أعمال مؤقتة، و1.1 في المائة يعملون أعمالا موسمية، أي أن هناك 26 في المائة يعملون أعمالا غير دائمة يصل عددهم إلى 7.334 مليون شخص، لكن البيانات الرسمية تعتبر كل هؤلاء مشتغلين!

العمل ساعة بالأسبوع يُخرج من البطالة

بحسب ممدوح الولي، يكمن السر في ذلك في تعريف جهاز الإحصاء للمشتغلين، حيث أنهم الأفراد البالغة أعمارهم 15 سنة فأكثر، والذين يزاولون أعمالا في أي من الأنشطة الاقتصادية لبعض الوقت، وحدد ذلك الوقت بساعة على الأقل في الأسبوع سواء داخل المنشآت أو خارجها، بحسب قوله.

ونوه الولي إلى أن البعض يعتبر في حكم المشتغلين وهم الأفراد المرتبطون بعمل، ولم يتمكنوا من ممارسته بسبب المرض أو الإصابة أو الإجازة الاعتيادية أو في منحة تدريبية أو دراسية، أو لنزاع عمالي أو لعدم انتظام العمل بالمنشأة لأسباب مؤقتة، أو لأسباب ترجع إلى طبيعة العمل ببعض الأنشطة.


ووفقا للمعطيات أعلاه بسحب الولي، تعتبر الحكومة المصرية أن معدل البطالة حاليا يبلغ 7 في المائة، وينخفض معدل البطالة بين الذكور إلى 4.8 في المائة، كما يصل معدل البطالة في الريف إلى 4.6 في المائة، رغم الشكوى العامة من نقص فرص العمل.

وأضاف أن "قبول الكثيرين مسألة الدورة التدريبية لمدة ستة أشهر بالكلية الحربية مرتدين زيا عسكريا خلالها، كشرط للقبول للترشح للعمل بوزارة التربية والتعليم، أحد الشواهد على قلة فرص العمل".

وخلص ممدوح الولي إلى أنه "وبتلك الأرقام المصرية تصبح مصر المتخمة بالمشاكل الاقتصادية، والعاجزة حتى الآن عن إجراء المراجعة الأولى لخبراء صندوق النقد الدولى أو تحديد موعد لها، والتي كان مقررا لها شهر آذار/ مارس الماضي، يقل معدل البطالة بها عن جنوب أفريقيا البالغ 32.6 في المائة والأردن 21.9 في المائة وجورجيا 16.7 في المائة، وأقل من معدل بطالة العراق والجزائر والمغرب، وكذلك أقل من معدل بطالة إسبانيا البالغ 11.6 في المائة، وكذلك أقل من معدل بطالة كل من اليونان وتركيا والهند والبرازيل وإيطاليا وفرنسا!".

للاطلاع إلى المقال كاملا (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الاقتصادي المصري مصر السيسي الاقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معدل البطالة العام الحالی تراجع معدل

إقرأ أيضاً:

عبد المحسن سلامة: حل الأزمة الاقتصادية بالمشروعات الاستثمارية والإصلاحات الهيكلية

أكد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق، إنه آن الأوان لأن يستشعر المواطن أن الحكومة أفضل حالًا من سابقيها، فالمواطن يجب أن يستشعر بحجم التطور الإيجابي الذي يحدث، والأزمة الاقتصادية التي نعيشها لها أسباب متعددة ولهذا من الضرورة العمل على ضبط الأسواق ومنع الاحتكار.

فك الأزمة الاقتصادية من خلال المشروعات الاستثمارية

وأضاف سلامة، خلال لقائه في برنامج «الحياة اليوم» المُذاع على قناة «الحياة»، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، أن هناك بعض الأشخاص كسبوا مليارات خلال الفترة الماضية، وآن الأوان لإيقاف إيقاف ذلك، متابعًا: «نحن تجاوزنا عنق الزجاجة الخانقة عقب توقيع اتفاقية رأس الحكمة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وكان آخر حدث مررنا به، ويعبر عن فك الأزمة الاقتصادية خلال الأسبوع الماضي وهو مؤتمر الاتحاد الأوروبي وتوقيعه شراكة استراتيجية مع مصر».

المرحلة المقبلة تحتاج إلى جهود الحكومة 

وأردف: «وقعنا اتفاقات بـ8.2 مليار دولار ووعود تصل إلى 70 مليار دولار، وأمام الحكومة أن تحول هذه الوعود إلى اتفاقيات، وذلك يتطلب الكثير من الجهود خلال المرحلة المقبلة، مثلما عين الرئيس السيسي نائبين لمجلس الوزراء، أحدهما للتنمية الصناعية لفكرة توطين الصناعة، لأنه لا بديل عن توطين الصناعة في مصر لحل الأزمة الاقتصادية، والزراعة جرى قطع شوطًا كبيرًا فيها، يتبقى ملف الصناعة، والتي نجحت في تنفيذ مبادرة (ابدأ)، التي عملت على إنقاذ مصانع مُغلقة ومشروعات في بدايتها».

مقالات مشابهة

  • محمد يوسف يكتب: تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة.. توجهات مرحلة جديدة
  • خبير: العبء الأكبر للحكومة الجديدة يقع على عاتق المجموعة الاقتصادية
  • خبير اقتصادي: العبء الأكبر في الحكومة على المجموعة الاقتصادية (فيديو)
  • عبد المحسن سلامة: حل الأزمة الاقتصادية بالمشروعات الاستثمارية والإصلاحات الهيكلية
  • النفط يهبط وسط مخاوف من تراجع الطلب وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي
  • لـ41.8 في يونيو.. انخفاض مؤشر مديري المشتريات لقطاع البناء في منطقة اليورو
  • أهم ما جاء في استقصاء الظرفية الاقتصادية لبنك المغرب
  • تقرير: التضخم في تركيا يرتفع 113%
  • الشارع يراهن على الحكومة الجديدة لعبور الأزمة الاقتصادية
  • تراجع على وقع الهزيمة في انتخابات الدور الأول.. حزب ماكرون يعلق إصلاح إعانات البطالة