واشنطن وبكين.. زيارات رسمية لا تنهي العداء التجاري بين البلدين
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
على الرغم من الزيارات الرسمية بين الصين والولايات المتحدة مؤخراً، إلا أن التصعيد الأمريكي تجاه بكين مازال مستمراً ضمن سياق الحرب التجارية بين البلدين، إذ تشعر واشنطن بأن صعود بكين سيهدد مكانتها ونفوذها عالمياً.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة ربما تلجأ لسياسة الدبلوماسية الهادئة مع الصين، من خلال تبادل الزيارات الرسمية ولكن في الوقت نفسه لن تلجأ إلى تنفيذ ما تقوله في أفعالها على أرض الواقع، حتى تنهي العداء التجاري بين البلدين.
ويقول عضو لجنة الشؤون الآسيوية بالمجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور ضياء حلمي إن "الصين استقبلت عدداً من المسؤولين الأمريكيين خلال الشهور القليلة الماضية ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينغر، والتي تعتبر زيارة مدفوعة من الإدارة الأمريكية، والتقى خلالها كبار المسؤولين في الصين وعلى رأسهم الزعيم الصيني شي جينبينغ"، مشيراً إلى أن "الزيارات الأمريكية تعددت في الفترة الماضية بدءاً من زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، ثم زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ثم أخيراً زيارة وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو لتهدئة الأوضاع مع بكين".
وأوضح حلمي أنه في "أعقاب الزيارات الأمريكية الرسمية تخرج الإدارة الأمريكية بتصريحات تفسد مسارات هذه الزيارات الهامة، وآخر هذه المواقف تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ "ديكتاتور"، بعد أيام من زيارة بلينكن للصين، وهو تصريح يخرج عن الأعراف التقليدية والدبلوماسية وتسبب في خلاف بين بكين وواشنطن".
وأكد الدكتور حلمي أن "الولايات المتحدة لن تغير المنهج ولا الطريقة التي تتعامل بها مع الصين، حيث تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، وهناك رسائل متناقضة من الولايات المتحدة الأمريكية وهذا لا يناسب مسار العلاقات الدبلوماسية بين الدول والتي تحكمها الأفعال وليس الأقوال".
US Commerce Secretary Gina Raimondo met with her Chinese counterpart in Beijing on Monday, as Washington works to cool trade tensions between the world’s two largest economies.
Read more: https://t.co/7jT8zUp0FA#USA #China pic.twitter.com/DobAMdzeWq
وحول اتجاه الولايات المتحدة لسياسة التعامل مع الكل وتغليب المصلحة العامة خلال تعاملها مع الصين، قال الدكتور حلمي إن "واشنطن تسير في طريق مسدود لن يؤدي إلى شيء وسوف تستمر الصين في حماية نفسها ضد المحاولات الأمريكية في الحرب التجارية القائمة بينهما"، مؤكداً أن "هناك وهم أمريكي بأن واشنطن تستطيع هزيمة الصين تجارياً وهذا لن يحدث إطلاقاً".
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن "الصين قطب جديد جاء بالفعل، والموعد حان للرد على أي محاولات للإيقاع بها"، مشيراً إلى أن "الصين أكثر حكمة وسياسة عما تفعله الولايات المتحدة ولن تغير من سياستها (الصين) في تايوان"، وقال: "هكذا عودتنا الولايات المتحدة أن تهاجم الطرف الآخر ثم تصالحه ولا تفعل ما تقوله".
وأضاف حلمي أن "الصين مؤخراً حين وجدت أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد تغيير المنحى، أعطتها بكين تحذيرات شديدة اللهجة، وظهر ذلك في استقبال الصين للوزراء الأمريكيين من دون حفاوة وهذه رسالة سياسية بأنها لا تهتم بمثل تلك الزيارات".
USA has been living off the hard work of developing nations, thanks to extraordinary/unfair privilege of dollar.
But #dedollarization has begun -- main theme of #BRICS expansion.
Trade balance: US v. China.????
One country working its ass off; other country printing money and… pic.twitter.com/D85AjeFt1v
وكانت بكين قالت قبل أسابيع إنها تشعر "بخيبة أمل كبيرة"، لأن إدارة بايدن تقدمت بخطط لفرض قيود جديدة على الاستثمارات الاقتصادية الأمريكية في الصين.
وقال ليو بينجيو، المتحدث باسم السفارة الصينية: "على الرغم من تعبير الصين المتكرر عن قلقها العميق، تقدمت الولايات المتحدة بخطوات لفرض قيود جديدة على الاستثمارات، الجانب الصيني يشعر بخيبة أمل كبيرة من هذا".
مستقبل اقتصادي جديدورأى الدكتور ضياء حلمي أن "نهج الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة سوف تتغير قواعده تماماً في ظل المستقبل الاقتصادي العالمي الجديد، والاتجاه للاستغناء عن عملة الدولار عالمياً وربطها في المبادلات التجارية".
وقال حلمي إن "النظام المالي العالمي الحالي لن يستمر في الاعتماد على الدولار كعملة عالمية، وهناك تعاملات بالعملة الوطنية بين الدول الآن، والأرجنتين سددت قسطاً بعملة اليوان الصيني، ولن يتم استخدام الدولار كوسيلة عقاب في المستقبل".
كما أكد حلمي أن "بنك التنمية التابع لمجموعة بريكس قد يصدر عملة وطنية لدول المجموعة، والفترة المقبلة لن يكون هناك عقوبات مثلما كان يحدث في الماضي"، مشيراً إلى أن "الصين لا تهتم بالآخر ولا تريد أن توجه صراعها للآخر على عكس الولايات المتحدة، التي ترى أنها حينما تعطل الآخرين وتدخلهم في صراعات، فإن ذلك من ضمن مصلحتها.
ووقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً أمراً تنفيذياً لتقييد الاستثمارات الأمريكية في بعض قطاعات التكنولوجيا العاملة في جمهورية الصين الشعبية، وفقاً لما ذكره مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية.
وأوضح المسؤولون أن القطاعات الثلاثة تشمل الشركات العاملة في أشباه الموصلات الكهربائية وأشباه الإلكترونيات الدقيقة، وتكنولوجيا المعلومات الكمومية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين أمريكا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. كل ما يجب معرفته عن الحدث الأبرز في الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ستحدد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ60 الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، وهو المنصب الذي يُعتبر على نطاق واسع الأكثر قوة في العالم، بالإضافة إلى اختيار نائب الرئيس الـ50.
ويوصف المرشحون وداعموهم هذه الانتخابات بأنها "الأهم في حياتهم"، حيث يعتبرون أن الديمقراطية وطريقة الحياة الأمريكية على المحك.
وتم جمع وإنفاق مبالغ قياسية على الإعلانات الانتخابية والحملات الميدانية، بينما لم تكن التغطية الإعلامية، سواء المطبوعة أو التلفزيونية أو عبر الإنترنت أو البودكاست، أكثر كثافة أو انقسامًا من قبل.
ويُعاد انتخاب جميع مقاعد مجلس النواب الـ435 بالإضافة إلى 34 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، مما سيحدد تشكيلة الكونغرس الـ119. كما ستُجرى انتخابات لحكام 13 ولاية ومناطق أخرى، إضافة إلى عدد كبير من الانتخابات المحلية والولائية.
في 41 ولاية، سيصوّت الناخبون على 159 مبادرة انتخابية. وتشمل بعض القضايا الهامة إجراءات متعلقة بالإجهاض في 10 ولايات مثل أريزونا وفلوريدا وكولورادو، بالإضافة إلى استفتاءات حول تقنين الماريجوانا في ولايات مثل فلوريدا وداكوتا الشمالية والجنوبية.
مع زيادة عدد الناخبين الذين يصوتون مبكرًا عن طريق البريد أو شخصيًا لتجنب الازدحام وسوء الأحوال الجوية، أصبح من غير المنطقي الحديث فقط عن "يوم الانتخابات".
وفقًا للمسؤولين، حطمت جورجيا الأرقام القياسية في أول أيام التصويت المبكر، بينما صوت أكثر من 97,000 شخص في أول يوم في ولاية ويسكونسن.
حزب الديمقراطيين شجع الناخبين على التصويت عبر البريد في انتخابات 2020 لتجنب مخاطر جائحة فيروس كورونا، في حين ادعى ترامب – زيفًا – أن هذا النظام مليء بالتزوير، رغم ندرة حدوثه.
على مستوى التصويت المبكر، تتيح معظم الولايات للناخبين التصويت الشخصي قبل يوم الانتخابات في أماكن مخصصة، بينما توفر بعض الولايات نظام تصويت غيابي بالبريد أو عبر صناديق إسقاط مؤمنة.
كما تجري 8 ولايات انتخابات "بريدية بالكامل" حيث يحصل جميع الناخبين المسجلين على بطاقات اقتراع عبر البريد.
في يوم الانتخابات، الموافق 5 نوفمبر هذا العام، يتوجه باقي الناخبين إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وتبدأ النتائج في الظهور بمجرد فرز الأصوات.
من هم المرشحون للرئاسة؟
كامالا هاريس، 60 عامًا، نائبة الرئيس الحالي والمرشحة الديمقراطية بعد أن قرر جو بايدن عدم الترشح لولاية ثانية. تسعى هاريس لأن تصبح أول امرأة وأول امرأة من ذوي الأصول الملونة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
دونالد ترامب، 78 عامًا، المرشح الجمهوري يخوض ثالث محاولة له للوصول إلى البيت الأبيض. يعد ترامب أول رئيس يتم اتهامه مرتين بجرائم، ونجا من محاولتي اغتيال هذا الصيف.
تشيس أوليفر، 39 عامًا، مرشح حزب الليبرتاريين، لم يحقق نجاحًا كبيرًا سابقًا، ولكنه يأمل في التأثير في الولايات المتأرجحة.
جيل ستاين، 74 عامًا، مرشحة حزب الخضر التي خاضت الانتخابات عام 2016، وتكرر حملتها هذا العام بدعوى خذلان الديمقراطيين للطبقة العاملة والشباب.
كورنيل ويست، 71 عامًا، الفيلسوف والناشط الأكاديمي يخوض الانتخابات كمستقل، مستهدفًا جذب الناخبين الديمقراطيين التقدميين.
ما هي القضايا الحاسمة التي ستحدد السباق؟
الإجهاض: يعد هذا هو أول سباق رئاسي منذ إلغاء المحكمة العليا لقرار "رو ضد ويد"، ما جعل حقوق الإجهاض قضية محورية. تدعم هاريس قوانين وطنية تضمن الحق في الإجهاض، بينما يواجه ترامب صعوبات في تحديد موقفه.
الديمقراطية: يتهم الديمقراطيون ترامب بتهديد القيم الديمقراطية، مشيرين إلى أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021. من جهته، يتهم ترامب هاريس بأنها تشكل التهديد الحقيقي للديمقراطية.
الاقتصاد: رغم قوة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، تتخلف هاريس في استطلاعات الرأي المتعلقة بالاقتصاد. تسعى هاريس لدعم التصنيع المحلي وخفض الضرائب، بينما يعد ترامب بخفض الضرائب وفرض رسوم جمركية واسعة النطاق.
الهجرة: لطالما كانت الهجرة قضية أساسية في خطابات ترامب، حيث وعد بأكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. أما هاريس فقد اتخذت موقفًا معتدلاً يدعم تعزيز الأمن على الحدود.
ماذا بعد انتهاء السباق؟
الفائز في الانتخابات سيشكل فريقًا انتقاليًا للإعداد لتسليم السلطة، مع التركيز على الأولويات السياسية واختيار الشخصيات الرئيسية في إدارته. سيتم تنصيب الرئيس الـ47 في 20 يناير 2025، ليبدأ فورًا في توقيع أوامر تنفيذية واتخاذ قرارات أساسية.