خبير آثار بعد سرقة المتحف البريطاني: "بردية آنى" خرجت بشكل غير شرعي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
ما زالت تتوالى أصداء سرقة المتحف البريطانى وتصريحات عن مقتنيات بالمتحف حصل عليها بطرق غير شرعية، وهذا ما رصدته دراسة أثرية للباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية الدكتور حسين دقيل عن شخصية "والاس بدج" البريطانى الجنسية المنقب عن الآثار فى مصر (1857-1935) وأحد أبرز ناهبي آثار مصر خلال القرن التاسع عشر الميلادى، وحكاية نهبه لبردية آنى "كتاب الموتى" الموجود بالمتحف البريطانى حاليًا بالكذب والتضليل.
ويشير الدكتور حسين دقيل إلى أن "والاس بدج" بدأ حياته الوظيفية مساعد أمين جناح الآثار المصرية بالمتحف البريطانى، وأرسله المتحف في مهمة رسمية إلى مصر لأول مرة عام 1886 من أجل جلب قطع الآثار الثمينة وفي مصر استقبله "اللورد كرومر" بفتور ملحوظ لأنه لم يكن راضيًا عن أساليب الإنجليز في التعامل مع الآثار المصرية وجمعها، لكن هذا الفتور لم يؤثر على بدج الذي صمم على تحقيق هدفه الذي جاء من أجله ولو من خلال مهربي الآثار، وكان له الكثير من الاكتشافات الأثرية لكنه كان يستخدم في تلك الاكتشافات وسائل فجة وغير مستساغة، مما أغضب "ماسبيرو" وبعض موظفي الحكومتين الإنجليزية والفرنسية بمصر الذين استاءوا من أفعاله، ولكن بدج لم يعبأ بذلك كله بدعوى ولائه للمتحف البريطاني والسعي لتحقيق أهدافه.
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار لـ"البوابة نيوز" الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن "والاس بـدج" سعى إلى إنشاء شبكة علاقات وطيدة مع الأهالي في كل من الأقصر والقاهرة ففُتحت له المقابر التي كان قد سُرق معظمها من قبل، ثم اتجه إلى أسوان لإكمال مهمته ولحق به مجموعة من كبار العسكريين البريطانيين لمساعدته؛ فاستخرج من هناك مجموعة كبيرة من قطع الآثار وأرسلها إلى بريطانيا.
ويوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن "والاس بدج" عثر في مصر على 800 جمجمة للمصريين القدماء، فكّومها في كوخ وغلّفها؛ وعند نقلها إلى بريطانيا شك موظفو الجمارك فيما يحمله؛ فأخبرهم بأنه يحمل عظامًا من أجل تسميد الأرض فسُمح له بسفرها، حتى أنه كتب عن هذا الموقف قائلا: "عندما تعاملت مع الجمارك، وجدت مساومتهم سهلة باستخدام هذه التسمية" ولما علا شأن بدج واشتهرت حيلُه في جمع الآثار، قام بعض الأثريين بتحذير الأهالي منه ومن أساليبه الملتوية، لكن جاء هذا التحذير بنتيجة عكسية؛ فأصبح قبلة لتجار الآثار والمهربين؛ خاصة عندما أغدق المتحف البريطاني في العطاء مقابل جمع القطع النادرة؛ حتى إن فاقدي الضمير والباحثين عن الثروة - من المصريين وغيرهم - تسابقوا إلى التعاون مع المتحف فسارعوا في تسليمه التحف وتأجيل الدفع حتى عودة المندوب بالمال من بريطانيا، واستطاع بدج أن يعود إلى المتحف البريطاني حاملا معه 24 صندوقًا مليئًا بقطع الآثار النادرة، وحظى بالتكريم عام 1887 مكافأة له على نشاطه.
وعن سرقة بردية "آني" المعروفة بـ "كتاب الموتى" ينوه الدكتور ريحان إلى العثور عليها بإحدى مقابر البر الغربي بالأقصر، وهي بردية يبلغ طولها 23.6 م، وعرضها 39 سم، وقام "والاس بـدج" بتسجيل ما عليها بإتقان شديد، ثم قام بفكها بهدوء؛ واندهش مما بها لدرجة أنه كتب يقول: "لقد ذُهلت لروعة الصور البشرية والحيوانية المصورة وجمال ألوانها حتى بدت لي كأنها حية"، وبعد محاولات حثيثة - استخدم فيها كل الوسائل الملتوية من الكذب والتضليل والرشاوي وصلت بردية آني وغيرها من البرديات النادرة إلى المتحف البريطاني، بعد شحنها ضمن حمولات حربية رسمية.
ويؤكد الدكتور ريحان خروج كتاب الموتى بالكذب والتضليل والرشاوي والحيل الماكرة وبالتالى فخروجه من مصر إلى المتحف البريطانى كان بشكل غير شرعى ووجوده بالمتحف حاليًا غير شرعى ومن حق مصر المطالبة بعودته، فقد تم اكتشاف البردية في الأقصر عام 1888 من قبل المنقبين عن الآثار من المصريين بشكل غير شرعى بهدف الإتجار بها، وحصل عليها واليس بدج، كما أوضح فى سيرته الذاتية المعروفة باسم "عن طريق النيل ودجلة"، كما هو موضح في سيرته الذاتية عن طريق النيل ودجلة، وبعد وقت قصير من رؤية بدج للبردية لأول مرة، ألقت الشرطة المصرية القبض على العديد من تجار الآثار وأغلقت منازلهم، وكان أحدها يحتوي على الأشياء التي اشتراها بدج من التجار، فقام بدج بتشتيت انتباه الحراس من خلال تقديم وجبة لهم بينما كان السكان المحليون يحفرون نفقًا تحت جدران المنزل لاستعادة الأشياء، بما في ذلك بردية آنى، وتم تخزين أوراق البردية والأشياء الأخرى التي حصل عليها بدج في عدة صناديق مخصصة من الصفيح، بعدها تم تهريبها إلى أمين المكتبة الرئيسي في المتحف البريطاني، ودفع بدج منحة قدرها 150 جنيه استرليني من وزارة الخزانة البريطانية نيابة عن المتحف البريطاني للحصول على ورق البردية بالرشوة .
وجدير بالذكر أن بردية آنى هى مخطوطة من ورق البردى على شكل مكتوب ومصور عليها حروف هيروغليفية ورسوم توضيحية ملونة، ترجع إلى عام 1250 قبل الميلاد، أى من عصر الأسرة التاسعة عشرة فى عصر الدولة الحديثة فى مصر القديمة، وهى عبارة عن تصريحات وتعاويذ لمساعدة المتوفى في حياتهم الآخرة.، وبردية آنى هي المخطوطة التي خطّت لكاتب مصري من طيبة يدعى "آنى".
370525378_3379705299010187_2695579792832561907_n 370575624_1518649312215335_4699316046810053515_n 370548308_617459180551781_8435981762508919896_n 370544268_1592749901249775_6360442555939440284_n 370537956_618473217037673_4946397577901830727_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المتحف البریطانی
إقرأ أيضاً:
كيف تمكن اللصوص من سرقة متحف اللوفر؟
قال لوران نونيز، وزير الداخلية الفرنسي، اليوم الأحد، إن هناك نحو 3 أو 4 لصوص نفذوا عملية السطو في متحف اللوفر خلال 7 دقائق.
وأضاف :"المجوهرات المسروقة من متحف اللوفر ذات قيمة تراثية".
وأضاف قائلاً :" اللصوص دخلوا متحف اللوفر باستخدام رافعة وضعت على ظهر شاحنة لدخول قاعة أبولو".
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
قالت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، إنه تم سرقة متحف اللوفر عند افتتاحه هذا الصباح دون تسجيل إصابات والشرطة تجري تحقيقات.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر إنه تم سرقة مجوهرات خلال عملية سطو في متحف اللوفر بباريس.
في قلب العاصمة الفرنسية باريس، يواصل متحف اللوفر رحلته كأحد أعظم المعالم الثقافية في العالم، حيث يجسد فلسفة التحول المستمر والتفاعل مع الزوار. لا يقتصر دور المتحف على كونه مجرد مستودع للآثار والتحف الفنية، بل هو مساحة حية ومفتوحة للحوار بين الماضي والمستقبل، يهدف إلى إعادة تعريف المعرفة الإنسانية من خلال معارض جديدة وتجهيزات مبتكرة، بالإضافة إلى المشاريع الإنشائية المستمرة.
من خلال التحديث المستمر للمعروضات والترتيبات الداخلية، يسعى متحف اللوفر إلى تقديم تجربة غنية تجمع بين الحفظ العميق للتاريخ وفتح أبواب جديدة للمستقبل. لا يعد المتحف مجرد مكان للعرض، بل هو ملتقى ثقافي يعكس التفاعل بين الأجيال ويدعو الزوار لإعادة التفكير في معنى التاريخ وأثره على الحاضر.
وفي سياق متصل، عبر كريستيان غريكو، مدير المتحف، عن شكره وامتنانه لرئيس الدولة على دعمه المستمر. وأشار إلى أن "حضور الرئيس يعزز من مسيرة المتحف ويؤكد على دوره المهم في تشكيل الثقافة المعاصرة وتوسيع آفاق المعرفة".
المرآة الزمنية: من الماضي إلى المستقبل
يظل متحف اللوفر شاهدًا على تطور الحضارات الإنسانية، حيث يعرض بشكل مستمر كنوزًا تاريخية وفنية تعد مرآة للثقافات المتنوعة. وبينما تتغير الأجيال وتواجه تحديات العصر، يستمر المتحف في تقديم نفسه كفضاء للتفكير النقدي والإبداعي، داعماً الوعي الثقافي والفكري في المجتمع.
وتم الإعلان في وقت سابق أنه لن يتم السماح باستئجار جهاز نينتندو 3DS لإرشادك في أرجاء متحف اللوفر وإطلاعك على القطع المعروضة فيه. وقد رصد موقع "نينتندو إيفريثينغ" إعلانًا على الموقع الرسمي لمتحف اللوفر، يفيد بأن الأدلة الصوتية لجهاز نينتندو 3DS "ستتوقف عن العمل في سبتمبر 2025".
كما ذكر الموقع أن جهاز 3DS سيُستبدل بنظام جديد، لكن المتحف لم يكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذا الأمر بعد. هل سيستبدل متحف اللوفر جهاز 3DS بجهاز سويتش أم بجهاز دليل صوتي تقليدي؟ سنعرف ذلك خلال بضعة أشهر.
يقدم متحف اللوفر أدلة نينتندو 3DS الصوتية منذ عام 2012 للإيجار مقابل 6 يورو. ويمكن لهذه الأدلة أن تُطلعك على معلومات عن المعروضات باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والألمانية واليابانية والكورية والصينية.
يُمكنه أيضًا أن يُطلعك على تاريخ القصر، وليس فقط على الأعمال الفنية الموجودة فيه، كما يُتيح لك الوصول إلى صور عالية الدقة لأعمال فنية مُختارة لتتمكن من تكبير الصورة ورؤية أدق التفاصيل. ولكن إذا سبق لك أن تهت داخل متاحف كبيرة، فقد تُعتبر ميزة تتبع الموقع الجغرافي هي أفضل ميزاته. متحف اللوفر ضخم، وبمساحة 782,910 أقدام مربعة للاستكشاف، من المُحتمل جدًا أن تضل طريقك ولا تجد مخرجًا عندما تكون في أمسّ الحاجة إليه.
قدّم ساتورو إيواتا وشيجيرو مياموتو من نينتندو شرحًا لكيفية عمل جهاز 3DS كدليل صوتي لمتحف اللوفر ومُتتبع مواقع، قبل أكثر من عقد، ويُمكنك مُشاهدته أدناه.