بعد رحيل بريغوجين الغامض.. مصير بوتين وفاجنر والحرب في 5 أسئلة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
سعيًا لاستشراف مستقبل المشهد الروسي الأوكراني بعد مصرع يفغيني بريغوجين قائد قوات فاجنر الروسية شبه العسكرية، حاول الكاتب مايك إيكيل تقديم إجابات عن 5 أسئلة رئيسية في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد".
وفي 23 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت السلطات الروسية مصرع بريغوجين ونائبه الرجل الثاني في فاجنر ديمتري أوتكين، في تحطم طائرة ركاب خاصة في منطقة تفير شمال موسكو.
وهذه الطائرة كانت مملوكة لبريغوجين الذي قاد في 23 يونيو/ حزيران الماضي تمردا فاشلا ضد قيادات في وزارة الدفاع الروسية انتقد أدائها في الحرب الروسية المتواصلة على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
وأعلنت قناة "جراي زون"، التابعة لفاجنر عبر منصة "تيليجرام"، أن الدفاعات الجوية الروسية هي التي أسقطت الطائرة للانتقام من بريغوجين، بينما نفت موسكو أي دور لها، وأعلنت فتح تحقيق في الحادث.
اقرأ أيضاً
روسيا توعز للنظام السوري بطرد مقاتلي فاجنر
1- بوتين.. أقوى أم أضعف؟
إيكيل قال إن "التمرد الذي أطلقه بريغوجين ضد الكرملين قبل شهرين بالضبط من تحطم طائرته التجارية كان هو التحدي الأكبر الذي واجهه بوتين خلال 23 عاما قضاها في السلطة".
واعتبر أن "التهديدات لا تزال قائمة بالنسبة لبوتين، وتوجد شكوك متزايدة بين النخب الروسية حول قراره بغزو أوكرانيا والطريقة التي يشن بها الحرب، وهو ما يظهر على الاقتصاد الروسي".
و"من المتوقع أن يفوز بوتين بفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات في الانتخابات المقررة في مارس/آذار المقبل، لكن الانتكاسات في الحرب وعدم اليقين بشأن المستقبل قد تجعل الحملة الانتخابية أكثر صعوبة مما يأمل"، بحسب إيكيل.
وتابع أن "الوفاة المفاجئة للرجل (بريغوجين) الذي تحدى بوتين علنا تشكل إشارة لا لبس فيها إلى أولئك الذين قد يفكرون في تجاوزه، وهو شكل من أشكال "تحصين حكمه من الانقلابات"، على الأقل في الوقت الحالي، لكن بتكلفة كبيرة بالنسبة له على المدى الطويل".
اقرأ أيضاً
ماذا يعني مقتل زعيم فاجنر لحميدتي وحفتر.. وما هي بدائل بوتين؟
2- أوكرانيا.. ما مصير الحرب؟
"لعبت قوات فاجنر دورا بازا محوريا في ساحة المعركة في عدة مواقع في أوكرانيا على مدار ال 18 شهرا الماضية (...) لكنها لم تكن سوى جزء صغير من مئات الآلاف من القوات الروسية المنتشرة، والتي تواجه الآن هجوما مضادا أوكرانيا بطيئا ولكن لا هوادة فيه وتأمل كييف أن يقلب دفة الحرب"، كما أردف إيكيل.
وأضاف: "وفقا لمحللين فإنه في ساحة المعركة، من غير المرجح أن يتأثر أداء روسيا بشكل كبير بسبب حالة عدم اليقين داخل فاجنر. وكان الكرملين يتحرك بالفعل لمحاولة وضع قوات فاجنر تحت قيادة أكثر رسمية لوزارة الدفاع، ومن المرجح أن تتسارع العملية".
إيكيل زاد بأنه "على أعلى مستويات القيادة، فإن وفاة بريغوجين ستعزز قبضة اثنين من المزعجين، وهما وزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف".
واعتبر أن "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعود ليطارد بوتين وكبار الضباط هو الانتقادات التي هاجم بها بريغوجين وحلفاؤه شويحو وجيراسيموف بشكل متكرر وكانت تتعلق بقيادتهما وسلوكهما وقراراتهما القتالية في أوكرانيا، والتي رأى مراقبون خارجيون أنها كانت مبررة وموضوعية".
اقرأ أيضاً
روسيا تلزم مقاتلي فاجنر أداء قسم الإخلاص والوفاء
3- الصقور والقوميون.. هل يتم إخضاعهم؟
"بانتقاده لكل من شويجو وجيراسيموف، أعطى بريغوجين صوتا لشكاوى حقيقية من الجنود العاديين الذين عانوا بسبب المشاكل المؤسسية في الهياكل العسكرية الروسية"، كما أضاف إيكيل.
وتابع أن "خطب بريغوجين اللاذعة كانت أكثر وضوحا نظرا لكيفية قيام الكرملين بتجريم كل الانتقادات العلنية للجهود الحربية في أوكرانيا بزعم "تشويه سمعة القوات المسلحة للاتحاد الروسي". وقد تم سجن العشرات من الروس الذين انتقدوا الحرب أو حتى عارضوها".
وأضاف أن "رحيل زعيم فاجنر يزيل أعلى الانتقادات العامة، لكن الشكوك الأساسية حول شويجو وجيراسيموف ستظل قائمة، وسوف تتضخم إذا حققت أوكرانيا تقدما كبيرا في هجومها المضاد".
اقرأ أيضاً
انترسبت: هذا هو إرث مؤسس فاجنر الأكثر ديمومة رغم الرسائل الرادعة لمقتله
4- فاجنر.. إلى أين؟
إيكيل قال إن "فاجنر هي الأكثر شهرة، إذ غرس مقاتلوها أعلامهم وتركوا وراءهم آثارا من الفوضى في أماكن مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وسوريا وأوكرانيا، كما حققت إيرادات مربحة من مشاريع تجارية مثل التعدين وتهريب الذهب في جمهورية أفريقيا الوسطى وحماية منشآت النفط والغاز المملوكة للنظام في سوريا".
وتابع أن "الوظيفة الأخيرة كانت بمثابة امتداد للسياسة الخارجية الروسية ومكنت موسكو من توسيع نفوذها خاصة في الأماكن التي تتنافس فيها مع الولايات المتحدة و/أو فرنسا، ولهذا يعتقد خبراء أن فاجنر سوف تختفي".
و"قد تكون فاجنر قوة أقل فعالية من دون بريغوجين، وربما يعطي ذلك فرصة لظهور شركات عسكرية خاصة ظاهريا أخرى تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة، وفي بعض الحالات ترتبط ارتباطا وثيقا بالدولة"، بحسب إيكيل.
اقرأ أيضاً
وصفه بالموهوب.. بوتين معزيا في وفاة بريغوجين: واجه أقدارا صعبة ولكنه ارتكب أخطاء
5- الجنرال سوروفيكين.. ما مصيره؟
ولفت إيكيل إلى أنه تم تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين مسؤولا عن حرب أوكرانيا لمدة شهرين في العام الماضي، و"كان يُنظر إليه على أنه قائد أكثر قسوة، وهذا أحد أسباب تأييد بريغوجين له".
وأضاف أنه "سوروفيكين استمر في منصبه لمدة شهرين فقط، ثم أخرجه بوتين من القيادة، وحل محله الرجل الذي سخر منه بريغوجين: جيراسيموف.. وعندما أطلق بريغوجين تمرده في 23 يونيو/ حزيران الماضي، ظهر سوروفيكين في مقطع فيديو يناشد قوات فاجنر عدم الاستمرار في التمرد".
وأردف أن "مراقبين شككوا في صحة مناشدته معتبرين أنها تبدو قسرية، فيما قال مسؤولون أمريكيون إنه ربما كان على علم مسبقا بالتمرد.. وبعد انتهاء التمرد، اختفى سوروفيكين عن الأنظار، وكثرت شائعات بأنه معتقل".
إيكيل ختم بأنه "في 22 أغسطس/ آب الجاري، ذكرت وسائل الإعلام الروسية أنه تم إعفاء سوروفيكين من قيادة القوات الجوية الفضائية، لكنه تُرك "تحت تصرف" وزارة الدفاع، وربما تم نقله إلى منصب آخر داخل الجيش.. وبعد يوم واحد من تلك التقارير، تحطمت طائرة بريغوجين".
اقرأ أيضاً
جرى احتواؤها قبل قطع رأسها.. الجارديان: هكذا تعامل بوتين مع فاجنر بعد تمردها الفاشل
المصدر | مايك إيكيل/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا بوتين بريغوجين حرب فاجنر أوكرانيا قوات فاجنر اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
تقارير استخباراتية أمريكية سرية تشكك في استعداد بوتين لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أظهرت تقارير استخباراتية سرية أمريكية شكوكًا حول استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا، حيث تبين أنه لا يزال متمسكًا بهدفه الأقصى في السيطرة على أوكرانيا، وفقًا لمصادر مطلعة على التحليل.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن شخص مطلع على التقارير قوله بأن واحدة من التقييمات السرية التي تم توزيعها على صناع القرار في الإدارة الأمريكية، قالت إن بوتين لا يزال مصممًا على الهيمنة على كييف.
وتشير التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه تحديات كبيرة، كما تثير تساؤلات حول ما إذا كانت البيت الأبيض يخطئ في فهم استعداد بوتين للسعي نحو السلام، وفي رد فعل بوتين أمس /الخميس/ على اقتراح وقف إطلاق النار، أظهر حذرًا، مشيرًا إلى أن موسكو قد تضع شروطًا على أي اتفاق في الوقت الذي كانت فيه القوات الروسية على ما يبدو تحقق تقدمًا كبيرًا في طرد القوات الأوكرانية من جزء من الأراضي في منطقة كورسك الروسية التي كانت كييف تأمل في استخدامها كوسيلة للمساومة.
وقد صرح بعض المسئولين الأمريكيين الحاليين والسابقين بأن الزعيم الروسي، حتى لو وافق على هدنة مؤقتة، فإنه سيستخدمها لإعادة تجميع قواته، ومن المحتمل أن ينقض شروط الاتفاق من خلال خلق استفزاز يحمّل فيه أوكرانيا المسئولية.
وفي المقابل، قال آخرون إن التقارير كانت أكثر حذرًا بشأن الشروط التي قد يقبلها بوتين للسلام، ولكنهم اعترفوا بعدم وجود أي إشارة على أن بوتين قد تراجع عن مطلبه بأن تندمج أوكرانيا في دائرة الأمن والاقتصاد الروسي.
وقال يوجين رومر، وهو مسئول استخباراتي أمريكي سابق وخبير في شئون روسيا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "لا أعتقد أن وقف إطلاق النار أو حتى الهدنة أو المعاهدة ستكون نهاية القصة".
وأضاف: "هذه هي المواجهة الدائمة الجديدة بين روسيا وبقية أوروبا ".
ومن جهته، قال إريك شيراميلا، وهو أيضًا مسئول استخباراتي أمريكي سابق وخبير في شئون روسيا في كارنيجي: "لكي يتوقف بوتين عن القتال، يجب أن يعتقد أنه يمكنه الفوز في المفاوضات، ولكن ذلك لا يعني أنه سيفوز، المفتاح لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار دائم ومؤثر هو وضع ترتيبات أمنية لأوكرانيا تسمح لها بإعادة بناء قوتها العسكرية وردع أي هجوم متجدد".
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب قد اطلع شخصيًا على تقرير الاستخبارات، قال شخص مطلع إن هذا النوع من التحليل كان يُشارك تقليديًا مع الرئيس.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن بعض التقييمات الأمريكية بشأن عناد بوتين قد أزعجت ترامب في الأيام الأخيرة، فقد طرح ترامب وفريقه مؤخرًا فرض عقوبات جديدة قاسية على روسيا إذا رفضت الموافقة على إنهاء الحرب، ولم يحددوا ما ستكون عليه تلك العقوبات، لكن ترامب قال يوم /الأربعاء/ الماضي إنها "قد تكون مدمرة".
وأعلن ترامب يوم الثلاثاء عن اقتراح لوقف إطلاق النار بعد محادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن توقفًا للقتال لمدة 30 يومًا لتجميد المواقع العسكرية على طول جبهات القتال التي تمتد على 1،800 ميل.
وكان هذا التحول الأخير في فترة أسبوعين شهدت توترًا شديدًا في العلاقات بين واشنطن وكييف بعد لقاء متوتر بين ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي.
من جهة أخرى، تصر موسكو على الاحتفاظ بالسيطرة على أربعة من الأقاليم الشرقية الأوكرانية التي تحتلها، بالإضافة إلى الحفاظ على "جسر بري" يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.