بعد مرور شهر على الانقلاب العسكري في النيجر، لا تزال بوادر حل الأزمة بعيدة، إذ يصر الرئيس السابق محمد بازوم مدعوما بمجموعة "إيكواس" على استعادة الشرعية، فيما يرفض المجلس العسكري ذلك، ويطرح فكرة حكومة انتقالية قبل عقد انتخابات لاحقا.

وفي الذكرى الشهرية الأولى للانقلاب، يواصل مؤيدو المجلس العسكري محاصرة قاعدة عسكرية في العاصمة نيامي، تتواجد فيها القوات الفرنسية.



وتزايدت التحشيدات الشعبية حول القاعدة "نيامي 101" بعد تسريبات غير مؤكدة تفيد بأن السفير الفرنسي في النيجر سليفان إيتي يتواجد داخل القاعدة.

ولوح المتظاهرون بأعلام روسيا وكوريا الشمالية والصين وكذلك أعلام النيجر، رافعين لافتات كتب عليها "تسقط فرنسا" و"لا نريد جنودا فرنسيين".

ووفقا لاتفاقية وقعت عام 2013، تستخدم القوات الأمريكية والفرنسية قاعدة "101" التابعة للقوات الجوية النيجرية في نيامي، كمركز لأنشطة الطائرات بدون طيار.

وفي 25 أغسطس/ آب الجاري أمهلت وزارة خارجية النيجر إيتي 48 ساعة لمغادرة البلاد، بيد أن أي أنباء لم تصدر عما إذا كان غادر أم لا.

ونفذ عناصر من الحرس الرئاسي انقلابا على بازوم المحتجز في مقره الرئاسي منذ نهاية تموز/ يوليو الماضي، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور وتشكيل "مجلس وطني لإنقاذ الوطن"، ثم حكومة تضم مدنيين وعسكريين.

وتطالب الإدارة العسكرية في النيجر باريس بعدم التدخل في سياساتها الداخلية، وتتهم حكومة بازوم بأنها تابعة سياسيا للإرادة الفرنسية.
Thousands of pro-military regime supporters in Niger???????? demonstrated outside Air Base 101 and Diori Hamani International Airport in the Niger Capital of Niamey today, where around 2,000 US and French Troops pic.twitter.com/BsN488N8en — AA (@AaAa97292919) August 27, 2023


تحذير لإيكواس
في سياق متصل، حذر تحالف يضم ست منظمات مجتمع مدني من مختلف أنحاء غرب أفريقيا، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من خطورة إقدامها على التدخل العسكري في النيجر.

وقال التحالف في بيان له، إن "مثل هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الناس".

وفي بيان مشترك، قال الدكتور ذكر الله معلم إبراهيم، منظم التحالف: “إن التحالف يرفض محاولات صناع القرار لدفع المنطقة دون الإقليمية نحو صراع مسلح، الأمر الذي سيؤدي بكل المقاصد والأغراض إلى مضاعفة البؤس والعنف”.

وأضاف إبراهيم "لذلك فإن التهديد بالحرب والتعبئة الفعلية للخيارات العسكرية في سياق الأزمة السياسية، ليس في مصلحة شعب النيجر ونيجيريا وبقية دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".

ويضم التحالف مركز الموارد لحقوق الإنسان والتربية المدنية "CHRICED"، ومركز الدعوة التشريعية للمجتمع المدني "CISLAC"، وأجندة التنمية البشرية والبيئية "HEDA"، ومركز الديمقراطية والتنمية "CDD".

كما يضم أيضا المركز الأفريقي لدعم القيادة في الحقوق الإنسانية والابتكار الاجتماعي "CALDHIS"، وشبكة المنظمات النيجيرية للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان "RONIDDEDH".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النيجر إيكواس النيجر نيجيريا إيكواس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سردية الباز المقلوبة: تأملات في وهم الانتصار وخدعة الحياد

في كتاباته الأخيرة، يشيّد الأستاذ عادل الباز خطابًا يعيد إنتاج سردية مألوفة تنزع إلى التبسيط، وتمارس إخفاءً واعيًا لعناصر أساسية في معادلة الصراع السوداني. فبينما يلوّح بانتصار "الجيش" كحتمية سياسية وميدانية، يبني منطقه على فرضيتين مضللتين: الأولى، أن الحرب أملتها ضرورات عسكرية طارئة لا علاقة لها بمشروع سياسي مضمر. والثانية، أن من حق طرف أن يحتكر الدولة، وأن يُصفى الآخر بالعزل أو الحسم، في مسار خطّي لا يمر عبر صناديق الانتخابات، ولا يعترف بتعدّد القوى الاجتماعية والسياسية.
ما يغفله الباز – وربما يتغافله – هو أن الصراع الحالي لا يمكن عزله عن هندسة إقليمية جرت على مدى سنوات، كان "التحالف الإقليمي" فاعلًا فيها بشكل حاسم. فذلك التحالف لم يتوقف عن إعادة تشكيل السلطة في السودان عبر أدوات دعم غير مرئية أحيانًا، ومكشوفة في أحيان كثيرة، لصالح مراكز نفوذ بعينها. والمفارقة أن الكاتب الذي يفاخر بحرصه على السيادة الوطنية، لا يجد حرجًا في التماهي مع خطوط التدخل نفسها التي تُملى من خارج الحدود، وتُدار بعقلية وصاية تتخطى السودانيين وحقهم في تقرير مصيرهم.
ثمّة مغالطة أخرى في خطاب الباز، وهي تقديم الحرب كضرورة أخلاقية. إذ يصور الجيش كحارس للمدنية، متناسيًا أن ذات المؤسسة ظلت تعرقل كل فرص التحول الديمقراطي منذ الاستقلال. فهل تحققت المدنية يوماً بانقلاب؟ وهل الدفاع عن "الدولة" يقتضي سحق العاصمة، وتدمير البنى التحتية، وتشريد ملايين الناس؟ أليس من الأجدر التساؤل عن الدولة التي نريد حمايتها: هل هي دولة الجميع، أم دولة النخبة العسكرية الأمنية، المصنوعة على أعين التحالف الإقليمي، ووفق مصالحه؟
لقد تجنب الباز، عمدًا، أي مساءلة لمواقف القوات المسلحة حيال عملية الانتقال، وتخندق عند تصور سطحي للثورة لا يرى فيها سوى لحظة عاطفية تم اختطافها. لكنه لا يجيب: من اختطفها؟ هل كان المدنيون وحدهم؟ أم أن "الشراكة" كانت اسمًا مخففًا لتبعية مدنية لمؤسسة عسكرية تتقن صناعة التحالفات في الخارج أكثر من صيانة التوافق الوطني في الداخل؟
إن سردية الباز تنتهي إلى خلاصة بالغة الخطورة: لا مستقبل إلا عبر الإقصاء، ولا حل إلا بانتصار طرف واحد، فيما التاريخ يعلمنا أن أكثر الحروب التي سُميت بـ"الانتصارات" تحوّلت إلى نكبات قومية، وحفرت جراحًا عميقة يصعب التئامها.
ربما آن للباز أن يتأمل في سؤال بسيط: لماذا لا يُترك الأمر للسودانيين ليقرروا شكل دولتهم دون وصاية، لا من "التحالف الإقليمي" ولا من حراس الدولة العميقة؟ ذلك هو التحدي الحقيقي، وما عداه فهو مجرد غبار حرب.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • بدء إضراب شامل وإغلاق تام للمحال التجارية في عدن
  • سردية الباز المقلوبة: تأملات في وهم الانتصار وخدعة الحياد
  • يورانيوم النيجر في قلب صراع روسي صيني مع فرنسا
  • عبد الفتاح البرهان: بين التحالفات المتعددة والعداوات المتجددة (1)
  • أردول..لا اعتقد التنسيق الامني والتحالف العسكري بين الحركة الشعبية الحلو – ومليشيا الدعم السريع باسم (قوات التحالف ) يمكن ان يشكل تهديد كبير
  • إعلامي: أزمة تصريح العمل لـ بنتايك لا تؤثر على نتائج الزمالك.. والنادي يسعى للحل
  • "الصديق المفترس".. كيف يهدد ترامب التحالف مع أوروبا؟
  • احتجاجات شعبية في أمريكا.. 1200 تظاهرة ضد ترامب وماسك
  • التحالف الراسخ لحماية السودان
  • بوادر تأييد لتوسيع مهام اليونيفيل