محللون إسرائيليون: تشكيل لجنة "بيغاسوس" هدفها إنقاذ نتنياهو من المحاكمة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أجمع محللون إسرائيليون، اليوم الاثنين 28 أغسطس 2023، على أن لجنة تقصي الحقائق في قضية استخدام الشرطة لبرنامج التجسس السيبراني "بيغاسوس"، التي صادقت الحكومة الإسرائيلية على تشكيلها، أمس، تهدف إلى إنقاذ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، من محاكمته بتهم فساد خطيرة، تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وأشار الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في صحيفة "هآرتس"، إلى أن تشكيل اللجنة في قضية "بيغاسوس" يجب إدراكه على خلفية "وجود الحكومة الحالية – حكومة يرأسها متهم بمخالفات جنائية خطيرة".
وأضاف أنه "يتضح أن المحكمة العليا لم تدرك جيدا في حينه عمق دلالة تناقض المصالح الذي يتواجد فيه رئيس الحكومة والحكومة كلها، عندما اعتقدت أنه بالإمكان حل هذه المسألة بواسطة تسوية محدودة لتناقض المصالح"، أي الاتفاق الذي وقع عليه نتنياهو وتعهد فيه بعدم التعامل مع قضايا قانونية، وصادقت عليه المحكمة العليا.
ووصف كرمنيتسر تهجمات نتنياهو ومؤيديه ضد محققي الشرطة الذين حققوا معه والنيابة العامة بـ"الفرية"، وأن "هذه الفرية أيدها قسم كبير من الجمهور. ومن هنا، فإن سبب وجود هذه الحكومة هو إنقاذ نتنياهو من التهديد القانوني، ووضع رؤساء جهاز إنفاذ القانون، المسؤولين عن التحقيق والاتهامات ضده، في كرسي الاتهام".
واعتبر أنه "لو كان هناك سبب آخر لوجود الحكومة، لما خرج الانقلاب القضائي إلى الهواء. ومن دون هذا السبب، لما تشكلت لجنة تقصي الحقائق هذه أيضا".
ورأى كرمنيتسر بمغادرة نتنياهو اجتماع الحكومة لدى بدء المداولات حول المصادقة على تشكيل لجنة تقصي الحقائق أنه "ليس أكثر من خدعة".
وأفاد موقع "واينت" الإلكتروني بأنه سيرأس لجنة تقصي الحقائق نائب رئيس المحكمة المركزية السابق في القدس ، القاضي المتقاعد موشيه دروري. وصرح دروري في الماضي بضرورة خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء، وهاجم المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، وسلفها في المنصب، أفيحاي مندلبليت، الذي قرر تقديم لائحة الاتهام ضد نتنياهو. كذلك استهزأ دروري بالاحتجاجات ضد الخطة القضائية في تل أبيب، قائلا إن "لا خوف على الديمقراطية، يوجد خوف (لدى المعارضة) من خسارة الانتخابات".
ووصف المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، خروج نتنياهو من اجتماع الحكومة بأنه "مسرحية"، مضيفا "كأنه ليس ضالعا، وكأن القرار لم يولد من أجل عرقلة محاكمته". وأشار برنياع إلى إجابة الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، على سؤال حول ما إذا كان لنتنياهو جلد فيل، قائلا: "بالعكس. لقد وجدوا في أفريقيا فيلا له جلد نتنياهو".
وحذر نائبا المستشارة القضائية للحكومة من أن مهمة اللجنة هي تقصي حقائق في ملفات لا تزال مفتوحة أمام المحاكم، وفي مقدمتها ملفات نتنياهو الجنائية، وشددا على أن الحكومة ليست مخولة ولا صلاحية لها بالقيام بذلك.
وأشار برنياع إلى أنه بين إشكاليات تشكيل اللجنة أنها ستعمل في موازاة تحقيق يجريه مراقب الدولة حول استخدام برنامج "بيغاسوس"، وأن تشكيل اللجنة يرمز إلى ادعاء محامي نتنياهو باستخدام الشرطة للبرنامج السيبراني خلال التحقيق ضد نتنياهو، وهو ادعاء لا يسنده أي دليل. "وأضاف برنياع أنه "في الخلاصة، هذه ليست لجنة قانونية وإنما هي لجنة عائلية".
بدوره، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بِن كسبيت، أنه بتشكيل هذه اللجنة، "تتدخل الحكومة بملف فساد جاري النظر فيه في المحكمة"، وأن "السياسيين يلوثون إجراء قضائي جنائي ضد رئيس الحكومة".
وأضاف أن "الصدام الدستوري بات هنا، ومنذ مدة. وحلف الفتوة بين نتنياهو وياريف ليفين لم يعد يحاول إخفاء نفسه. ونتنياهو يرى إلى أين يأخذ الانقلاب القضائي، الذي يقوده ليفين، الدولة. وبدلا من إقالة ليفين، يفعل نتنياهو العكس ويستمر في هذا الكابوس".
واعتبر كسبيت أن نتنياهو يقعل ذلك "لأن ليفين شكل أمس لجنة تحقيق لها مهمة واحدة: محاولة تشويش، عرقلة أو ربما إحباط ملفات نتنياهو. وهذا إجراء غير قانوني منذ بدايته، لكن هذه الحكومة لم تعد تهتم بما هو قانوني وما هو ليس قانونيا. واللجنة التي تشكلت أمس على أيدي ثلة من السياسيين بلا رسن وبلا خجل هي ركلة على رأس الديمقراطية واستمرار للتصفية الزاحفة لسلطة القانون".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
توجيه رئاسي.. الحكومة تصيغ مستقبل الإعلام والدراما في 10 سنوات
-رئيس الوزراء:
-خطة متكاملة لصياغةمستقبل الإعلام والدراما فى 10 سنوات
- إعداد تقريراً بنتائج أعمال اللجنة وتوصياتها خلال شهرين
-الدراما يجب أن يواكبها اهتماما في الوقت نفسه بالمسرح والثقافة
-القوى الناعمة المصرية لها مكانة وقدرة كبيرين
-مصر تمتلك القدرة على تقديم إنتاج درامي وإعلامي مُتميز
-الإعلام والدراما قادران على صياغة وتوجيه رسائل ترسيخ الإنتماء
التقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بأعضاء اللجنة المُشكلة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة؛ لبحث تحديات ومستقبل الإعلام والدراما المصرية، وذلك بحضور أعضاء اللجنة من ممثلي الهيئات الإعلامية، والجهات المعنية، وذوي الاختصاص.
وأكد رئيس الوزراء أن تشكيل هذه اللجنة؛ جاء تنفيذا لتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة تضم المُختصين، وتعمل على مستوى استراتيجي في هذا الملف، بما يحقق أهداف تشكيلها من حيث الآتي:
دراسة التأثيرات الإجتماعية للدراما المصرية والإعلام خلال العشرين عاماً الأخيرة، مع إعداد خطة مرحلية متكاملة لتنفيذها خلال السنوات العشر القادمة؛ لتفعيل دور الإعلام والدراما في إعادة صياغة الشخصية المصرية، بحيث تُعد اللجنة تقريراً بنتائج أعمالها وتوصياتها وآليات التنفيذ المُقترحة خلال شهرين من هذا التوقيت، يعرضه وزير الثقافة على رئيس مجلس الوزراء، تمهيداً للعرض على رئيس الجمهورية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه حرص على أن يلتقي أعضاء اللجنة في اجتماعها الأول؛ للاتفاق على التوجه الاستراتيجي لعمل اللجنة، قبل أن يترك العمل للجهات المُتخصصة، مُؤكداً أن القوى الناعمة المصرية لها مكانة وقدرة كبيرين، حيث لا يتوقف تأثيرها عند الداخل المصري فقط؛ بل يمتد إلى المحيط الإقليمي وأوسع نطاقا.
ولفت إلى أن مصر كانت على الدوام تمتلك القدرة على تقديم إنتاج درامي وإعلامي مُتميز، وملهم، بالنظر إلى امتلاكها قامات من المُبدعين في مختلف مجالات الإبداع، ومن ثم فإن الإعلام والدراما المصرية قادران على صياغة وتوجيه رسائل تُسهم في ترسيخ الإنتماء، وغرس القيم، وإبراز الهوية ومعدن الشخصية المصرية.
وخلال الاجتماع، عرض أعضاء اللجنة عدداً من الرؤى والمقترحات بشأن دورهم في هذه اللجنة المُهمة، التي ستسهم، بالتنسيق بين الجهات المعنية، في صياغة الرسالة الإعلامية، وكذا الدراما المصرية على الوجه الذي يحقق الأهداف المنشودة، خاصةً في ظل ما تمتلكه مصر من كوادر مُتميزة في تلك المجالات.
وأكدوا أنهم سيبحثون التحديات التي تواجه الإعلام والدراما المصرية، وسبل مُواجهتها، مُستعرضين نماذج من هذه التحديات، ومُؤكدين ضرورة الاهتمام بصناعة السينما والدراما، وخلق نماذج في الدراما المصرية تُمثل قدوة للأجيال الجديدة، مع استثمار الدراما المصرية كذلك في الترويج للسياحة المصرية.
واقترح الحضور عدداً من المُحفزات من جانب الدولة؛ لإنتاج الأعمال الدرامية المُميزة، لأهمية ذلك في هذه المرحلة، بالنظر إلى تجارب بعض الدول الأخرى، حيث أبدى رئيس الوزراء اتفاقه مع هذا الطرح، مُؤكداً أهمية الدراما والإعلام والثقافة في صناعة العقول، وبناء القيم.
وشهد الاجتماع استعراضا لمفردات القوى الناعمة المصرية في مختلف المجالات، حيث أكد الحضور على التنوع الذي تحظى به الدراما المصرية، وما شهده جانب من الأعمال المُقدمة خلال السنوات الماضية من طرح أفكار ورؤى، وتقديم مُمثلين، ومخرجين، وكتاب جدد، في مُحاولة وسعي دائمين لمُواكبة تغيرات العصر.
وأضافوا أن الدراما يجب أن يواكبها اهتماما في الوقت نفسه بالمسرح والثقافة بوجهٍ عام، مع التأكيد على ضرورة البناء على ما تم تقديمه خلال السنوات السابقة، مشددين على ضرورة صياغة وجود إطار فكري مصري تعبر عنه الدراما والإعلام.
ومن جهته، أكد رئيس الوزراء أن مصر تمثل قوة ناعمة فاعلة في المنطقة، مهما تكن التحديات، وبالتالي فإن مهمة هذه اللجنة هو وضع توجه استراتيجي لإبراز دور القوى الناعمة المُتعددة، لافتاً إلى أن هناك جهدا مبذولا بالفعل في هذه القطاعات، ويجب البناء عليه.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الحكومة مُستعدة لتقديم الدعم المطلوب للأعمال الدرامية الهادفة، التي تحقق الأهداف الاجتماعية والوطنية المطلوبة، سواء فما يتعلق بغرس الإنتماء، أو تعزيز تماسك الأسرة، وإبراز القيم المصرية المُتميزة.
وقال: "هدفنا واحد وهو دفع هذا القطاع إلى الأمام، وتعزيز دوره المُهم، ومصر تمتلك الإمكانات التي تحقق ذلك".