احتجاجات في ليبيا رفضاً للقاء كوهين مع المنقوش والأخيرة "تهرب" إلى تركيا
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
كشفت تقارير صحافية، عن مغادرة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش طرابلس، اليوم الاثنين 28 أغسطس 2023، عبر مطار معيتيقة الدولي، بواسطة طائرة خاصة متجهة إلى تركيا، وذلك بعد إيقافها عن العمل احتياطيا وإحالتها للتحقيق بعد لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في إيطاليا، الأسبوع الماضي، فيما شهدت العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن والمناطق، احتجاجات واسعة تنديدًا باللقاء.
يأتي ذلك فيما تصاعدت التظاهرات في ليبيا في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية عن اللقاء بين كوهين والمنقوش، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في إسرائيل؛ ووصف رئيس المعارضة، يائير لبيد، الإعلان عن اللقاء بأنه "عار قومي"، فيما اتهم رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، الحكومة، بـ"الفشل والإهمال".
Security Source: Mangoush has departed Tripoli for Istanbul on a Libyan government plane with assistance from the Internal Security Agency. #Libya #ليبيا pic.twitter.com/J3KaB94cCR
— Alwasat Libya (@alwasatengnews) August 27, 2023ووصفت الخارجية الليبية ما حدث في روما بأنه "لقاء عارض"، لكن الأنباء عن الاجتماع أدت إلى خروج احتجاجات شعبية في مدن ليبية عدة. وفي إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، زعم مسؤول إسرائيلي رفيع، يرجح أنه كوهين نفسه أو أحد مقربيه، أن تم التنسيق والاتفاق مع الخارجية الليبية حول الإعلان عن اللقاء بعد انعقاده.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه "خلال التنسيق للقاء بين وزير الخارجية كوهين ووزيرة الخارجية الليبية، المنقوش، تم الاتفاق على أن يكون اللقاء علنيا، وكان واضحا للطرفين عندما التقيا أن أمر اللقاء سينتهي في نهاية المطاف بأن يكون معلنا".
وانتقد مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية، صباح اليوم، مبادرة كوهين إلى النشر عن اللقاء، وقالوا إنه "يدل على قلّة الخبرة التي تدار من خلالها العلاقات الخارجية"، حسبما نقل عنهم موقع "واينت" الإلكتروني.
وأضافوا أن "دولا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستتخوف من إجراء اتصالات سرية بعدما ثبت لهم أن الجانب الإسرائيلي لا يحتفظ بسرية اللقاءات".
وأشار المسؤولون ذاتهم أنه "تجري اتصالات سرية كثيرة مع دول لا توجد علاقات معها والهدف هو أن تنضج هذه الاتصالات لدرجة علاقات دبلوماسية. وعندما يتضرر مستوى مصداقية الجانب الإسرائيلي، فهذا يسدّ الإمكانيات لعلاقات مع دول أخرى في المستقبل. والوزير يريد جلب دول أخرى إلى دائرة السلام، وما فعله هو أنه أطلق النار على ساقه".
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مصادر "مطلعة على العلاقات الحساسة بين إسرائيل والدول التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية"، أن هذه الاتصالات واللقاءات "لا يتم الإعلان عنها عادة، وأن هناك خوفا على حياة وزيرة الخارجية الليبية نتيجة هذه الأمور".
في القابل، قال رئيس حزب "ييش عتيد" إن الإعلان "غير المسؤول" عن اللقاء بين كوهين والمنقوش، "تصرف غير احترافي وغير مسؤول وفشل خطير في الحكم. إنه صباح العار القومي والمخاطرة بحياة الإنسان من أجل عنوان رئيسي (في وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية)".
من جانبه، قال غانتس إن "علاقات إسرائيل الخارجية مسألة حساسة وخطيرة. عندما تتصرف من دوافع محصورة بالعلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير مسبق، فهذا ما يحدث. سواء في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم، حكومة نتنياهو حكومة مهملة وفاشلة ويجب أن تسقط".
ووفقا للتقارير، فإن المنقوش غادرت طرابلس، الليلة الماضية، عبر مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا عبر طائرة خاصة تستخدمها حكومة عبد الحميد الدبيبة المؤقتة. وقالت حكومة دبيبة في بيان نُشر على فيسبوك، مساء الأحد، إنّها قرّرت وقف المنقوش "عن العمل احتياطيا" على أن "تُحال إلى التحقيق" أمام لجنة برئاسة وزيرة العدل.
واندلع الخلاف السياسي، مساء الأحد، مع إعلان الخارجية الإسرائيلية في بيان أن وزيري خارجية إسرائيل وليبيا التقيا الأسبوع الماضي. وبحسب البيان الإسرائيلي، فإن وزير الخارجية، إيلي كوهين، ونظيرته الليبية في الحكومة التي تتخذ طرابلس مقرا لها، المنقوش، تحادثا خلال اجتماع في روما استضافه وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني.
وقال كوهين في البيان الصادر عن وزارة الخارجية "تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقات بين البلدين"، لكن الخارجية الليبية أكدت أن المنقوش "رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرفٍ ممثلٍ للكيان الإسرائيلي".
وقالت إن ما حدث في روما "لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَدّ مسبقا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات". وأضافت أن الوزيرة أكدت "ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَلي وغير قابل للتأويل واللبس".
وأثارت أنباء الاجتماع احتجاجات في بعض المدن الليبية واستدعت كذلك إصدار رسالة من المجلس الرئاسي في البلاد تطلب توضيحا. واندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها رفضا للتطبيع مع إسرائيل. وامتدّت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، حيث أغلق شبّان الطرق وأحرقوا إطارات، ملوّحين بالعلم الفلسطيني.
وشملت الاحتجاجات في العاصمة طرابلس أحياء خلة الفرجان وواي الربيع وغوط الشعال وسوق الجمعة والنوفليين والهضبة وعرادة وسيدي المصري وتاجوراء وجنزور، حيث أضرم المحتجون النيران في الإطارات، وأغلقوا طرقات وسط هتافات ترفض التطبيع، وأخرى تطالب برحيل الحكومة.
وخارج طرابلس، تجمع عشرات المحتجين في الميادين العامة في مدن مصراته والخمس وزليتن والقربولي ومسلاته، شرقي العاصمة، وفي مدن غدامس والزاوية والعجيلات وصرمان صبراته وزواره والزنتان، في غربها، للتعبير عن رفضهم للقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.
واتهمت الخارجية الليبية، إسرائيل، بإعطاء ما جرى طابع اللقاء أو المحادثات؛ فيما طالب المجلس الرئاسي حكومة الوحدة بتوضيح حقيقة لقاء المنقوش مع وزير خارجية "الكيان الإسرائيلي" بحسب مُراسَلة أكّدتها الناطقة باسم المجلس الرئاسي.
ويضمّ المجلس الرئاسي الذي يتمتّع ببعض الصلاحيّات التنفيذيّة والمنبثق عن العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة، ثلاثة أعضاء يمثّلون الجهات الليبية الثلاث.
وقالت الرسالة إنّ هذا التطور "لا يعكس السياسة الخارجية للدولة الليبية ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعتبر انتهاكا للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وطالبت الحكومة في حال ثبوت اللقاء "باتّخاذ أقسى العقوبات وفق القوانين والإجراءات المعمول بها في ليبيا".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الخارجیة الإسرائیلی الخارجیة اللیبیة وزیرة الخارجیة المجلس الرئاسی وزیر الخارجیة احتجاجات فی عن اللقاء
إقرأ أيضاً:
تركيا تحدد شرطها لاستئناف التجارة مع إسرائيل
قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي نائل أولباك اليوم الثلاثاء، إن تركيا قد تستأنف التجارة مع إسرائيل "عندما يكون السلام دائماً".
وقطعت تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل العام الماضي بسبب حربها في غزة. وبدأ هذا الأسبوع تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
ورداً على أسئلة صحافيين في إسطنبول، قال أولباك أيضاً إن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي تلقى بلاغات عن مشكلات في الدفع متعلقة بالسلع المصدرة إلى روسيا عبر كازاخستان وقرغيزستان، دون الخوض في التفاصيل.
وفرضت الدول الغربية عقوبات لم يسبق لها مثيل على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في عام 2022. ومنذ ذلك الحين يواجه المصدرون الأتراك إلى روسيا بعض المشكلات في تلقي المدفوعات.
وقال أولباك، إن المجلس نقل طلباً إلى وزير المالية محمد شيمشك لتقليل أو إلغاء التزام المصدرين ببيع 30٪ من عائدات العملات الأجنبية إلى البنك المركزي.
وفي يونيو (حزيران) من العام الماضي، خفَض البنك المركزي نسبة إيرادات النقد الأجنبي التي يتعين على المصدرين بيعها له إلى 30٪ من 40٪، مع استمرار ارتفاع احتياطياته.