لوباريزيان: 6 أسئلة لفهم المواجهة بين فرنسا والانقلابيين في النيجر
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
قالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن العلاقات بين فرنسا والنيجر تقترب من نقطة اللاعودة، بعد أن ظلت تتدهور باستمرار منذ الانقلاب الذي دفع بـ"المجلس الوطني لحماية الوطن" إلى السلطة، برئاسة الجنرال عبد الرحمن تياني، مشيرة إلى أن إمهال الانقلابيين السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة البلاد يعكس رغبة واضحة في عدم إقامة أي علاقات دبلوماسية مع باريس.
وقامت الصحيفة بتقييم للوضع المتوتر للغاية -في تقرير بقلم إنزو غيريني- في 6 أسئلة، على أساس المهلة التي قدمها الانقلابيون، كما يلي:
ما الذي حدث؟يوم الجمعة الماضي (25/8/2023)، قرر المجلس الوطني لحماية الوطن الذي وصل إلى السلطة في النيجر طرد السفير الفرنسي سيلفان إيتي من البلاد، لأنه تجاهل "دعوة" من وزارة الخارجية النيجرية، ولكن أيضًا بسبب "أفعال أخرى من قبل الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر"، وأمهلته 48 ساعة، وذلك بالتزامن مع تظاهر آلاف الأشخاص بالقرب من القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، وبعد يوم من تجمع 20 ألف شخص أول أمس السبت في نيامي لدعم النظام العسكري هناك.
ماذا يعني مثل هذا القرار؟قال باريسي تيري فيركولون، منسق مرصد وسط وجنوب أفريقيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن "هذا القرار يثبت أن النيجر لم تعد ترغب في إقامة أي علاقات دبلوماسية مع باريس"، وأوضح أن الانقلابيين يستلهمون ما حدث في بلدان أخرى في منطقة الساحل، مثل مالي وبوركينا فاسو، حيث لم يعد هناك سفير فرنسي.
ماذا كان رد فعل فرنسا؟أمام هذا القرار، أعلنت باريس أن "الانقلابيين لا يملكون صلاحية تقديم هذا الطلب، وموافقة السفير لا تنبثق إلا عن السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة"، خاصة أن الرئيس المطاح به محمد بازوم لم يستقل بعد من منصبه، ومن ثم طلبت فرنسا من سفيرها البقاء في منصبه.
ماذا سيفعل السفير؟
يقول نيكولا نورمان، السفير الفرنسي السابق لدى مالي والكونغو برازافيل والسنغال، إن "السفير سيبقى لأن باريس أعطته الأمر"، موضحا أن "السفير -مع ذلك- سيغادر على المدى الطويل، ولكن بعد حل الوضع السياسي، إذ يوجد رئيس شرعي لم يستقل، لكنه مسجون، ورئيس فعلي منقلب عليه".
ما الذي يخافه السفير إن بقي؟لا يخشى نيكولا نورمان من أن يحدث في نيامي ما حدث في إيران عام 1979، عندما هاجم حرس الثورة الإسلامية السفارة الأميركية واحتجزوا الدبلوماسيين رهائن، لأن الانقلابيين -حسب رأيه- يتبعون منطقا شعبويا لا منطقا ثوريا، واستدل على ذلك بخطاب زعيم المجلس إبرو أمادو أمام حشد في نيامي قائلا "لطردهم (يعني الفرنسيين) لا تذهبوا إلى سفارتهم (…) بعد عودة الجميع إلى منازلهم سينتهي بهم الأمر بالمغادرة".
كيف وصلنا إلى هنا؟يرى نيكولا نورمان أن فرنسا تبنت موقفا متشددا منذ بداية الأزمة، بدل أن تكون أكثر واقعية مثل شركاء النيجر الآخرين، ورأى أنها تتحمل مسؤولية الإخفاقات الاقتصادية والأمنية للحكومات الأخيرة باعتبارها قوة استعمارية سابقة وشريكة للنيجر الآن، موضحا أن "التصريحات المعادية لباريس تلعب لصالح الانقلابيين، من خلال تصنيف فرنسا كخصم وكبش فداء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی نیامی
إقرأ أيضاً:
اللواء أحمد وصفي يوثق رؤيته لمكافحة الإرهاب في «المواجهة»
صدر حديثًا كتاب «المواجهة» من تأليف اللواء أركان حرب د.أحمد محمود وصفي، مساعد وزير الدفاع السابق، يتناول بشكل موسع تداعيات الإرهاب على الدول الحديثة، وكيفية مواجهته في ظل التحديات الأمنية والسياسية.
يعد كتاب «المواجهة» إضافة هامة إلى الأدبيات العسكرية والسياسية المعاصرة، حيث يسلط الضوء على تطور الإرهاب وتنوع أساليبه، كما يقدم مقترحًا عمليًا لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد استقرار الدول، مع التركيز بشكل خاص على مصر والدول العربية.
كتاب «المواجهة» يتناول بالتفصيل مختلف أنواع الإرهاب المسلح وغير المسلح، ويعتبرهما من الأدوات الرئيسية المستحدثة في الصراعات الحديثة، ويوضح المؤلف كيف أن الإرهاب قد تحول إلى أداة معقدة تهدف إلى إسقاط الأنظمة الحاكمة في الدول، والتسبب في تفشي الفوضى وإفشال الدولة.
وضع اللواء أحمد وصفي في الكتاب أسسًا علمية لمقاربة الإرهاب من جوانب استراتيجية وأمنية، موضحًا كيفية استهداف المؤسسات الحكومية والاقتصادية وكذلك الشعب في سبيل تحقيق أهداف الجماعات الإرهابية.
كما يركز كتاب «المواجهة» على ضرورة أن تكون هناك استعدادات استراتيجية وقائية على المستوى الوطني والدولي لمواجهة تفشي الإرهاب، وخاصة في الدول التي تشهد بيئات سياسية غير مستقرة أو هشة.
يقدم اللواء أحمد وصفي مقترحًا لمخطط المواجهة الذي يهدف إلى الحفاظ على كيان الدولة المصرية ودول العالم العربي بشكل عام، والتأكيد على أهمية التنسيق الأمني الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب.
اللواء أركان حرب دكتور أحمد محمود وصفي تولى العديد من المناصب القيادية المهمة، وصولًا إلى قائد الجيش الثاني الميداني، ثم رئيسًا لهيئة تدريب القوات المسلحة المصرية، كما كان مساعدًا لوزير الدفاع.
تمتد الخبرة العسكرية للواء أحمد وصفي إلى أكثر من أربعين عامًا، تولى القيادة المباشرة في محاربة الإرهاب في سيناء، وكانت له بصمات واضحة في العمليات العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة.
أكاديمياً، حصل اللواء وصفي على العديد من الدورات العلمية المتخصصة في الاستراتيجية العسكرية، ويعد من أبرز العسكريين الحاصلين على درجة دكتوراه في فلسفة الاستراتيجية القومية، بالإضافة إلى العديد من الأوسمة والنياشين العسكرية، وكان آخرها نوط الجمهورية.
يعتبر كتاب «المواجهة» بمثابة مرجع مهم في مجال مكافحة الإرهاب، ليس فقط من خلال تقديم التحليلات المتعمقة حول طبيعة هذه الظاهرة، بل أيضًا من خلال تقديم حلول عملية تهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في مصر والعالم العربي.
الكتاب يعكس خبرة اللواء أحمد وصفي الطويلة في المجال العسكري والأمني، ويستحق القراءة من قبل المهتمين بالشأن الأمني والسياسي.