جلجولية.. مهبط القادة والفاتحين بشهادة خانها ومقاميها
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
المثلث الجنوبي - خاص صفا
تأبى جلجولية بخانها ومقاميها اللذيْن شهدا تاريخًا مشرفًا لتلك البقعة الفلسطينية، إلا أن تحفظ هذا الإرث، الذي حمته من أي ملوثات احتلالية على مدار عقود، حتى اليوم.
ويداوم الفلسطينيون في البلدة على زيارة وترميم خانها ومقاميها التاريخيين، من أجل حمايتهم وحراستهم، من أي غدر لجماعات المستوطنين، أو الجهات المحسوبة على ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل".
وتتربع قرية جلجولية على طرف السهل الساحلي في المثلث الجنوبي بالأراضي المحتلة عام 1948، وتتميز بوجودها في موقع تاريخي، كان مكان البلدة الكنعانيّة جلجال، والذي ظل مأهولًا بالفلسطينيين إلى اليوم".
وينظم الفلسطينيون ممثلين بالمجلس المحلي في جلجولية واللجنة الأهلية وفعاليات شعبية، حملة تنظيف لخان جلجولية، بشكل دوري.
بقعة بتاريخ مميز
ويقول المؤرخ الفلسطيني والمختص بالآثار في أراضي الـ48 فوزي حنا: "إن جلجولية تتميز بأنها بقعة تاريخية في فلسطين، لأن قادة تاريخيون عظام مروا بها".
ويوضح حنا، لوكالة "صفا"، أن من هؤلاء القادة تحتمس الفرعوني وناپليون الفرنسي والظاهر بيبرس المملوكي.
وكانت جلجولية إحدى محطات حنا التي يمرّ بها يوميًا، متجولًا بين آثار فلسطين التاريخية، ويصفها بأنها تتميز بـ"آثارها العنيدة التي استعصت على الغزاة، والتي من أبرزها خان مملوكي وبعض المقامات".
ووفق حنا فإن الخان بناه والي الشام المملوكي "تنكز الناصري" على أنقاض كنيسة بيزنطية، بين العامين 1330-1320.
ويشير إلى أن الخان كان محطة مهمة للبريد بين القاهرة ودمشق، موضحًا أنه امتاز بمدخله من الشرق من ناحية الدرب المطل على البحر.
ويتوسط الخان ساحة واسعة في مركزها بئر ماء، ويتكون من طبقة واحدة، وكان العثمانيون جعلوا منه لاحقًا محطّة جباية رسوم الطّريق.
منزل القادة والفاتحين
وعن تاريخ الموقع، يؤكد المؤرخ أن من أهم الشخصيات التي نزلت في الخان، السلطان العثماني سليم الأول، في القرن الميلاديّ السادس عشر، في حربه ضد المماليك.
كما نزل بالخان والي عكا سليمان باشا في مطلع القرن التاسع عشر، أثناء حربه ضدّ "أبي المرق" في يافا.
وبالرغم من إصابة الخان بعض الشيء أثناء تلك الحرب، إلا أن لجانًا شعبية وأهلية تشكلت خلال السنوات الأخيرة، وعملت على ترميمه وحمايته.
أما مقامات جلجولية، فمن أبرزها اثنين، أحدهما مقام "أبو العون"
وصاحب المقام المذكور محمّد بن سالم بن علي العون، وهو من أصول عديدة، وفق حنا، هي "غزي ومغربي وجلجولي وشافعي وقادري".
ويعود أصل أبو العون إلى الزبير بن العوّام، وعاشت عائلته في غزة وهو مولود في جلجوليه.
ومما تميزت به حقبة أبو العون، أنه أخذ على عاتقه ترميم مقام سيدنا علي في قرية الحرم سنة 1481.
وقال عنه الشيخ نجم الدين محمد بن محمد الغزي، في كتابه: "الكواكب السّائرة بأعيان المئة العاشرة"، ما يلي: "الشيخ الإمام العالم العامل الخاشع الناسك، ولي الله العارف به، كان كثير القِرى للواردين عليه من الغرباء وغيرهم".
"وكانت تتوافد الناس إلى أبو العون بالهدايا والنذور وللزيارة والتبرّك بأنفاسه ويزوره المظلومون ويستشفعون به، وكانت المظالم لا ترد لأصحابها بدونه"، يقول حنا.
وانتقل أبو العون لاحقًا إلى الرملة وهناك توفي ودُفن عام 1504م، فيما أصيب المقام بقذيفة في الحرب العالمية الأولى.
أما المقام الآخَر في جلجولية، الذي يصفه المختص حنا بـ"المهم"، فهو مقام "شمس الدين"، وصاحبه أحد قادة صلاح الدين الأيوبي.
ويقول: "هذا المقام أقيم على أنقاض بناء من زمن الفرنجة، وما زال الضريح يغطّيه الأهل بالستائر ويزوروه الفلسطينيون حتى اليوم".
ويشدد على أن أهمية مقام شمس الدين، هي أنه "مقام مقدس وطأه أهم قادة الحضارة الإسلامية والفاتحين في التاريخ الإسلامي وتاريخ فلسطين".
وما زال أهل فلسطين يقصدون الخان والمقامين، برغم أنف إجراءات سلطات الاحتلال، التي تحاول الانقضاض على ما تبقى من آثار فلسطين بالداخل المحتل.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الداخل المحتل الآثار الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
مركز محمد بن راشد لإعداد القادة يطلق دفعة جديدة من برنامجه
أعلن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، التابع للمكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، انطلاق الدفعة السابعة من برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، إحدى البرامج القيادية التابعة لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة، والذي يستهدف رفع كفاءة القيادات الوطنية من الصفين الأول والثاني في دبي، وتعزيز مهاراتهم القيادية والتخصصية مما يمكنهم من دعم الخطط التنموية والتطويرية في دبي.
وقد تم اختيار المنتسبين للبرنامج بناءً على معايير دقيقة تعكس أهمية البرنامج في تطوير الكفاءات الوطنية ليكونوا قادة المستقبل، ويسهموا إسهاماً فعالاً في إدارة المشاريع الاستراتيجية والتحولية في دبي، وتحقيق الغايات الاستراتيجية في القطاعات كافة.وسيخضع المنتسبون إلى برنامج تدريبي مكثف مبني على المنظومة القيادية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتجاربه القيادية الفريدة في تمكين المواطنين وتفعيل دورهم في إحداث تأثير إيجابي ومستدام، وتسخيرها لتواكب طموحه لمستقبل دبي، كما يستلهم أفكاره في كتابه "قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً"، ويتناول مساقات رئيسية مستندة إلى فصول من كتابه. برنامج تدريبي مكثف وعقد مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ورشة تعريفية للمرشحين قدمت نظرة شاملة عن أهداف برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة، وأهم محاوره وآليات تنفيذه، والتعريف بالمحتوى التدريبي الذي يعتمد على أحدث أساليب القيادة والإدارة، إضافة إلى تسليط الضوء على المهارات القيادية التي سيتم تطويرها لدى المنتسبين للبرنامج، كما تُعد هذه الورشة فرصة لتبادل الأفكار وبناء شبكة علاقات قوية بين المشاركين لدعمهم في تحقيق أهدافهم القيادية. خبرات عملية وأكد محمد القرقاوي رئيس المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، أن برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة والذي تم تصميمه لرفع قدرات المسؤولين من الصفين الأول والثاني، يجسد رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الاستثمار بالكفاءات الوطنية وصقلها واستكمال إعداد أجيال من القادة القادرين على مواكبة متطلبات المستقبل ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية.
وقال: نؤمن بأن القيادة الفعالة لا تقتصر على المعرفة الأكاديمية فحسب، بل تحتاج إلى خبرات عملية تُمكّن القادة من التعامل مع التحديات المختلفة في جميع القطاعات وتحويلها إلى فرص نجاح، وهو ما يحققه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة عبر برامجه المختلفة، ومساقاته التدريبية المتكاملة التي تم تصميمها بالاستفادة من الخبرات الوطنية السابقة وبالتعاون مع خبراء وشركاء استراتيجيين عالميين.
وأشار محمد القرقاوي إلى أن برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة خرّج منذ إطلاقه في عام 2017 العديد من القادة الذين أثبتوا كفاءتهم وأسهموا في تطوير العمل الحكومي والمؤسسي وقيادة مشاريع تحولية في مختلف القطاعات الحيوية، داعياً المنتسبين للبرنامج إلى الاستفادة القصوى من الفرص التدريبية المتاحة لهم لتطوير مهاراتهم وإثراء معارفهم وتعزيز قدراتهم على تقديم مساهمات فعالة لمؤسساتهم والمجتمع بشكل عام. رحلات دولية تدريبية ويستمر برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة على مدار 9 أشهر من خلال التدريب العملي المباشر للكوادر القيادية من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وشبه الحكومية ورواد الأعمال، حيث يحاكي البرنامج في مساقاته المتقدمة أحدث التوجهات العالمية في تخصص تأهيل وإعداد قيادات متميزة.
ويعتمد البرنامج على العديد من العناصر منها المساقات التخصصية والقيادية، وتنظيم جلسات قيادية للمنتسبين مع صناع القرار بهدف التعلم من تجاربهم القيادية، والمساهمة في خلق قيادات وعقول مبتكرة قادرة على مواجهة التحديات، والمشاركة في الحراك التنموي المتواصل والشامل عبر رسم خطط وسياسات واستراتيجيات ووضع آليات للتنفيذ وترجمتها على أرض الواقع.
كما ينظم البرنامج لمنتسبيه رحلات دولية تدريبية في علوم القيادة، والتي توفر لهم فرصة ثمينة لتطوير مهاراتهم والتفاعل مع خبراء وقادة آخرين، إضافة إلى تبادل المعرفة والخبرات وتطوير مهارات التواصل والتفاعل مع أشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة، كما تتيح هذه الرحلات للقادة فرصة التعرف على نماذج قيادية ناجحة وتطبيق أساليبها ونهجها في أعمالهم.
وخلال محطات البرنامج، يتم تكليف المنتسبين بتطوير مشاريع تحولية تتواءم مع خطط واحتياجات دبي وعرضها على قيادات عليا في مختلف القطاعات، سعياً من البرنامج إلى تحويل التحديات إلى فرص وإحداث تأثير إيجابي ومستدام في القطاعات التي ينتمي إليها منتسبو البرنامج. تطوير 8 مهارات قيادية ويستهدف البرنامج تطوير 8 مهارات قيادية أساسية لدى المنتسبين وهي الاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، والشغف والالتزام، وخلق القيمة، والتنوّع والمشاركة، والاهتمام بالإنسان أولاً، وتنمية المرونة والفضول، وهي الركائز الرئيسة التي تقوم عليها منظومة محمد بن راشد للقيادة.
كما تم تصميم البرنامج لتلبية احتياجات القادة المستقبليين وتعزيز مهاراتهم في مجالات متعددة، مثل التفكير الاستراتيجي، وابتكار حلول مبتكرة، والتعامل بمرونة في بيئة متغيرة باستمرار، والتفاوض واتخاذ القرارات، ومهارات بناء فريق العمل، إضافة إلى تمكين المنتسبين من مهارات الاستشراف الاستراتيجي والقيادة الإبداعية المتقدمة اللازمة لاستشراف الاتجاهات المستقبلية، ودفع الابتكار، وتحقيق الأهداف الطموحة من خلال استراتيجيات قابلة للتنفيذ تسهم في تعزيز نمو إمارة دبي ونجاحها المستدام.