المثلث الجنوبي - خاص صفا

تأبى جلجولية بخانها ومقاميها اللذيْن شهدا تاريخًا مشرفًا لتلك البقعة الفلسطينية، إلا أن تحفظ هذا الإرث، الذي حمته من أي ملوثات احتلالية على مدار عقود، حتى اليوم.

ويداوم الفلسطينيون في البلدة على زيارة وترميم خانها ومقاميها التاريخيين، من أجل حمايتهم وحراستهم، من أي غدر لجماعات المستوطنين، أو الجهات المحسوبة على ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل".

وتتربع قرية جلجولية على طرف السهل الساحلي في المثلث الجنوبي بالأراضي المحتلة عام 1948، وتتميز بوجودها في موقع تاريخي، كان مكان البلدة الكنعانيّة جلجال، والذي ظل مأهولًا بالفلسطينيين إلى اليوم".

وينظم الفلسطينيون ممثلين بالمجلس المحلي في جلجولية واللجنة الأهلية وفعاليات شعبية، حملة تنظيف لخان جلجولية، بشكل دوري.

بقعة بتاريخ مميز

ويقول المؤرخ الفلسطيني والمختص بالآثار في أراضي الـ48 فوزي حنا: "إن جلجولية تتميز بأنها بقعة تاريخية في فلسطين، لأن قادة تاريخيون عظام مروا بها".

ويوضح حنا، لوكالة "صفا"، أن من هؤلاء القادة تحتمس الفرعوني وناپليون الفرنسي والظاهر بيبرس المملوكي.

وكانت جلجولية إحدى محطات حنا التي يمرّ بها يوميًا، متجولًا بين آثار فلسطين التاريخية، ويصفها بأنها تتميز بـ"آثارها العنيدة التي استعصت على الغزاة، والتي من أبرزها خان مملوكي وبعض المقامات".

ووفق حنا فإن الخان بناه والي الشام المملوكي "تنكز الناصري" على أنقاض كنيسة بيزنطية، بين العامين 1330-1320.

ويشير إلى أن الخان كان محطة مهمة للبريد بين القاهرة ودمشق، موضحًا أنه امتاز بمدخله من الشرق من ناحية الدرب المطل على البحر.

ويتوسط الخان ساحة واسعة في مركزها بئر ماء، ويتكون من طبقة واحدة، وكان العثمانيون جعلوا منه لاحقًا محطّة جباية رسوم الطّريق.

منزل القادة والفاتحين

وعن تاريخ الموقع، يؤكد المؤرخ أن من أهم الشخصيات التي نزلت في الخان، السلطان العثماني سليم الأول، في القرن الميلاديّ السادس عشر، في حربه ضد المماليك.

كما نزل بالخان والي عكا سليمان باشا في مطلع القرن التاسع عشر، أثناء حربه ضدّ "أبي المرق" في يافا.

وبالرغم من إصابة الخان بعض الشيء أثناء تلك الحرب، إلا أن لجانًا شعبية وأهلية تشكلت خلال السنوات الأخيرة، وعملت على ترميمه وحمايته.

أما مقامات جلجولية، فمن أبرزها اثنين، أحدهما مقام "أبو العون"

وصاحب المقام المذكور محمّد بن سالم بن علي العون، وهو من أصول عديدة، وفق حنا، هي "غزي ومغربي وجلجولي وشافعي وقادري".

ويعود أصل أبو العون إلى الزبير بن العوّام، وعاشت عائلته في غزة وهو مولود في جلجوليه.

ومما تميزت به حقبة أبو العون، أنه أخذ على عاتقه ترميم مقام سيدنا علي في قرية الحرم سنة 1481.

وقال عنه الشيخ نجم الدين محمد بن محمد الغزي، في كتابه: "الكواكب السّائرة بأعيان المئة العاشرة"، ما يلي: "الشيخ الإمام العالم العامل الخاشع الناسك، ولي الله العارف به، كان كثير القِرى للواردين عليه من الغرباء وغيرهم".

"وكانت تتوافد الناس إلى أبو العون بالهدايا والنذور وللزيارة والتبرّك بأنفاسه ويزوره المظلومون ويستشفعون به، وكانت المظالم لا ترد لأصحابها بدونه"، يقول حنا.

وانتقل أبو العون لاحقًا إلى الرملة وهناك توفي ودُفن عام 1504م، فيما أصيب المقام بقذيفة في الحرب العالمية الأولى.

أما المقام الآخَر في جلجولية، الذي يصفه المختص حنا بـ"المهم"، فهو مقام "شمس الدين"، وصاحبه أحد قادة صلاح الدين الأيوبي.

ويقول: "هذا المقام أقيم على أنقاض بناء من زمن الفرنجة، وما زال الضريح يغطّيه الأهل بالستائر ويزوروه الفلسطينيون حتى اليوم".

ويشدد على أن أهمية مقام شمس الدين، هي أنه "مقام مقدس وطأه أهم قادة الحضارة الإسلامية والفاتحين في التاريخ الإسلامي وتاريخ فلسطين".

وما زال أهل فلسطين يقصدون الخان والمقامين، برغم أنف إجراءات سلطات الاحتلال، التي تحاول الانقضاض على ما تبقى من آثار فلسطين بالداخل المحتل.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الداخل المحتل الآثار الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

رجل يتسلق برج «بيج بن» ويرفع علم فلسطين

قالت صحفية الاندبندنت البريطانية، إن رجلًا قام برفع علم فلسطين بعد تسلقه برج إليزابيث الذي يضم ساعة بيج بن، وتم استدعاء خدمات الطوارئ إلى مكان الحادث.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم استدعاء الشرطة ورجال الإطفاء والمسعفين إلى قصر وستمنستر، حيث تسلق الرجل أحد المباني صباح اليوم السبت.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي رجلًا حافي القدمين يقف على حافة ويرفع علم فلسطين على ارتفاع عدة أمتار من برج إليزابيث، بحسب الصحيفة.

رجل يرفع علم فلسطين فوق برج بيج بن

وأشارت الصحيفة إلى أن الرجل، الذي لم يتم كشف تفاصيل عنه، وقف محتجًا لأكثر من ثلاث ساعات حيث أظهر تضامنه مع فلسطين، كما دعا إلى إصلاح قوانين منع الاحتجاج في المملكة المتحدة.

وتم إغلاق شارع بريدج بوسط لندن حيث اصطف ما لا يقل عن 9 سيارات تابعة لخدمة الطوارئ البريطانية بينما قامت الحشود بمشاهدة الحادث من وراء طوق أمني للشرطة.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48453 والإصابات إلى111860 منذ بدء العدوان

معبر رفح البري يستقبل 38 جريحا و57 مرافقا من أهالي قطاع غزة

متحدث الخارجية: مصر تواصل جهودها الدولية لدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة

مقالات مشابهة

  • تأهيل المدارس.. بادي يقف على مشروعات الشراكة مع منظمة اليونيسيف
  • ترامب تحت ضغط المسيحيين الإنجيليين للاعتراف بسيادة الاحتلال على الضفة الغربية
  • المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد الاهتمام بالروحانيات
  • قرار من ترامب يلحق ضررًا كبيرًا بـ”السودان”
  • قرارات ترامب تلاحق  مشاريع النيل الأزرق
  • تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
  • رجل يتسلق برج «بيج بن» ويرفع علم فلسطين
  • موسكو: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة التسلح خطير
  • شاهد.. مئات اليهود المتشددين يعبرون الحدود إلى لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي
  • اعتقال ناقل دجاج حي بشهادة مزورة في محافظة عراقية