“قوات الدعم السريع” تطرح رؤيتها لحل الأزمة في السودان حل شامل ودائم وينهي الحروب الممتدة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
السودان – أصدر قائد “الدعم السريع” في السودان محمد حمدان دقلو، بيانا، أعلن فيه رؤية قواته للحل الشامل للأزمة وتأسيس الدولة السودانية الجديدة على أسس تحقق سلاما مستداما وحكما ديمقراطيا مدنيا.
وقال البيان “إن الحرب التي اندلعت في 15 أبريل الماضي، ليست سوى انعكاس لأزمة الحكم المستفحلة في السودان منذ الاستقلال، موضحا أنها امتداد لحروب السودان التي حاولت فيها فئات أو جماعات من أطراف السودان تغيير السودان إلى الأفضل سلما، لكن قادة الدولة الذين ظلوا باقين ومستمرين في الحكم بالقوة واجهوهم بالعنف ظنا منهم بأن القضايا يمكن أن تنتهي بهزيمة المتمسكين بها، الذين يخالفون النخب السياسية والعسكرية الرأي”.
وأضاف البيان “أن السودان عانى طوال فترات الحكم الوطني الحديث من مشكلات عدم الاستقرار السياسي، والحروب الأهلية، وضعف الاقتصاد وغياب التنمية المتوازنة، والخلل البائن في مؤسسات الدولة، التي يتوجب أن تكون قومية ومهنية”.
وأوضح أنه لم يكن هنالك من قطاع قد تجلى فيه ذلك الخلل كالقطاع الأمني والعسكري، أو مجال لتصورات النخب حول هوية الشعوب السودانية مجتمعة، الأمر الذي أضر كثيرا بالتزام الدولة عمليا بمبدأ المواطنة المتساوية، الذي هو أعظم ما أنتجه الفكر السياسي الحديث باعتباره العمود الأساسي للدولة الحديثة.
وأشار البيان إلى أن الحرب التي تدور الآن رحاها في الخرطوم، إنما هي دورة من دورات الصراع المسلح الذي ظل يشتعل باستمرار لما يقارب السبعة عقود من عمر السودان.
وذكر البيان “كما هو الحال في الحروب السودانية السابقة، لم تكن الحرب خيارا مفضلا للمطالبين بالتغيير أو الحرية، ولن تكون هي الحل الأمثل لمعالجة قضايا البناء والتأسيس الوطني، لكن قوات الدعم السريع وجدت نفسها مرغمة لخوض حرب فرضت عليها، حرب بين الباحثين عن دولة المواطنة المتساوية والتعددية الديمقراطية وبناء سودان علي أسس جديدة، من ناحية، والساعيين للعودة إلى الحكم الشمولي الدكتاتوري، من ناحية أخرى”.
وأردف قائلا إن “حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى ما كانت تتمسك به قوات الدعم السريع دوما وهو الحل السلمي، ولذلك لم تتردد قيادة الدعم السريع في الاستجابة لجهود الأصدقاء الإقليميين والدوليين الهادفة إلى مساعدة الأطراف السودانية للوصول إلى حل سياسي شامل، ناتج عن مناقشة الأسباب الجذرية لحروب السودان بأكبر وأوسع مشاركة ممكنة من أصحاب المصلحة المدنيين، بغية المساهمة في معالجتها وبناء سودان جديد قائم على الديمقراطية والاعتراف بالتنوع والتسامح والسلام الحقيقي، الذي لا يمكن تحقيقه أو استدامته إلا بالعدالة الاجتماعية”.
وأشار البيان إلى أنه ثمة مبادئ عامة يجب الالتزام بها في أية تسوية مستقبلية، وقضايا محددة ينبغي التطرق إليها، كما ينبغي تحديد الأطراف التي سوف تشارك في العملية المفضية إلى تلك التسوية، حتى لا يتم إغراقها بالعناصر المعادية للتغيير والتحول الديمقراطي في السودان، مشددا على أنه لا ينبغي نسيان أن هنالك ثورة اندلعت ضد النظام القديم الذي أشعل هذه الحرب للحيلولة دون وصول الثورة إلى مراميها وعودته إلى السلطة مرة أخرى.
وعن قضايا التفاوض، كشف البيان أنه يجب أن تشمل بناء جيش جديد قومي مهني واحد، والفترة الانتقالية والحكم المدني الانتقالي، والسلام الشامل والعادل المستدام، والنظام الفيدرالي وهياكله ومستوياته وسلطاته وقسمة الموارد، والعدالة الانتقالية، وإجراءات وتدابير التحول الديمقراطي مثل الانتخابات وقضية التعداد السكاني، وقومية ومهنية الخدمة المدنية والمؤسسات العامة، وقضية الفصل بين الدولة والانتماءات الهوياتية الضيقة، سواء أكانت دينية، أو ثقافية، أو عرقية، وقضية اللغات السودانية، وعملية صناعة الدستور.
واختتمت قوات الدعم السريع البيان بالقول إن “الحقيقة الكبرى في السودان منذ ديسمبر 2018 هي الثورة الظافرة، التي أزالت نظام البشير وعناصر النظام القديم من السلطة، وفتحت الباب واسعا لبناء دولة جديدة ديمقراطية في السودان، واصفا إياها بأنها ثورة انفجرت في الأساس ضد المجموعة الأيدولوجية، التي كانت تهيمن على الدولة والأحزاب والشخصيات السياسية، المتحالفة معها.
وأوضح أن هذه الثورة قادتها قيادات ومنظمات سياسية ومدنية ومهنية ومسلحة معروفة بالتزامها الذي لا يتزحزح بقضية التغيير والتحول الديمقراطي، لذلك فإن المشاركة يجب أن تشمل في الأساس القوى التي تصدت لجبروت قادة نظام البشير الأيديولوجي وأسقطته، سواء كانت هذه القوى في المركز أو الأطراف، وعلى رأسها المهنيين ولجان المقاومة والشباب والنساء.
وفي هذا الخصوص، يجب أن يكون هنالك تمثيل عادل لأطراف السودان، لا سيما المناطق المهمشة، التي عانت كثيرا وطويلا من ويلات الحروب.
وبين أن هذه المشاركة يجب ألا تشمل المؤتمر الوطني وعناصر النظام القديم الذين ظلوا يعملون من أجل إعاقة التحول الديمقراطي بما في ذلك عن طريق الحرب، مؤكدا على ضرورة ألا تشمل هذه المشاركة المجموعات والشخصيات التي ظلت تعمل سرا أو علنا ضد التغيير والديمقراطية خلال السنوات التي أعقبت سقوط نظام البشير.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع في أصعب لحظاتها العسكرية.. أسئلة المصير تتزايد
تواجه قوات الدعم السريع في السودان، موقفا ميدانيا صعبا بعد خسارتها الكثير من المناطق التي سيطرت عليها خلال حربها مع الجيش السوداني، ولاسيّما العاصمة الخرطوم بمختلف مرافقها الرئيسية. ولعلّها المرّة الأولى التي يكون فيها مصير قوات الدعم السريع على المحك.
بإعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، من القصر الرئاسي في الخرطوم، أن العاصمة السودانية باتت "حرّة" وخالية من قوات الدعم السريع، تتجه هذه القوات إلى مصير صعب بعد خسارتها مساحات واسعة ومواقع ذات أهمية استراتيجية كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب المتواصلة منذ منتصف نيسان/أبريل 2023.
وباستثناء مناطق الجنينة في غرب دارفور ونيالا في جنوبها، وأجزاء أخرى مترامية من شمالها، لم يعد للقوات التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، أي سيطرة واضحة في السودان. كما أن العمليات المتواصلة التي تشنّها هذه القوات للسيطرة على مدينة الفاشر الاستراتيجية لم تنجح حتى كتابة هذه السطور.
وبحسب مصادر إعلامية سودانية، شهد القصر الجمهوري ومحيطه اشتباكات مباشرة وعلى مسافة الصفر بين الطرفين، قبل أن يتمكن الجيش السوداني من السيطرة عليه. النتيجة على الأرض كانت مخالفة تمامًا لما أعلنه حميدتي قبل أسبوع، حين قال إن قواته "لن تغادر الخرطوم أو القصر الجمهوري فيها"، متهمًا خصومه بالسعي لتنفيذ مخطط في إقليم دارفور شبيه بما جرى قبل انفصال جنوب السودان.
Relatedمشاهد مؤثرة لسكان غرب "أم درمان" عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة على المنطقةانعطافة ميدانية في الصراع السوداني: الجيش يقترب من الحسم في العاصمةالأمم المتحدة تحذر: قيود الدعم السريع على تسليم المساعدات قد تؤدي إلى أسوأ أزمة إنسانية في السودانوقد أثار انسحاب قوات الدعم السريع من أماكن سيطرتها، بهذه السرعة، أسئلة عديدة من دون إجابات واضحة حتى الآن، تتعلق بمدى الكفاءة القتالية لقوات الدعم، وبالأسباب الميدانية المباشرة التي أدّت إلى ما جرى، كنتيجة للحصار الذي فرضه الجيش السوداني مثلًا لأسابيع على العاصمة الخرطوم. وبسبب الانهيار المتسارع في صفوف قوات "حميدتي"، تتعزز الأسئلة أيضًا عن مصيرها.
اليوم، تتجه المعارك لتنحسر في إقليم دارفور. وعلى وقع تقهقرها الميداني، يبدو أن قوات الدعم السريع تواجه مأزقًا سياسيًّا أيضًا، خصوصًا بعد تصريح الخارجية الأميركية عقب سيطرة الجيش على القصر الرئاسي، ووصفها ذلك بأنه "حدث مهم في مسار الحرب".
وفي مقاربة عسكرية مستندة إلى وقائع منشورة ومتداولة، تبدو خسائر قوات الدعم السريع كبيرة ومؤثرة في قدراتها الميدانية، الأمر الذي يضعها في موقف حرج في معركتها المقبلة، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويعيد الهدوء إلى السودان.
تعاني قوات الدعم السريع من نزيف في عديد مقاتليها، بدأ يظهر خلال الأشهر الأخيرة من الحرب. وقد خسرت عددًا كبيرًا منهم في حرب المدن، رغم أنّه من المتعارف عليه كفاءتها في هذا النوع من الحروب أكثر من الحروب في الجبهات ذات التضاريس المفتوحة.
وعلى مستوى العتاد، ورغم أن خطوط التسليح كانت مفتوحة دائمًا في السودان منذ عقود، إلا أن ملامح خسارة الدعم السريع لقسم مهم من عتادها تظهر بوضوح مما عرضه الجيش السوداني بعد استيلائه عليه. ويتوزع هذا العتاد على أسلحة وذخائر من مختلف الأعيرة، وآليات عسكرية للنقل، ومنظومات تشويش حديثة، ومدافع، وطائرات مسيّرة.
Relatedقرار أممي يطالب قوات الدعم السريع بوقف فوري لحصار مدينة الفاشر السودانيةتصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيامالولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودانوفي معركة دارفور المرتقبة، لن تواجه قوات الدعم السريع الجيش السوداني فقط، بل ستواجه أيضًا مجموعات لطالما قاتلتها سابقًا، أبرزها "القوات المشتركة" المدعومة من الجيش السوداني، والتي تمتلك معرفة واسعة بجغرافيا دارفور.
وفي شباط/فبراير الماضي، وقّعت قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها دستورًا انتقاليًّا، من شأنه إنشاء حكومة موازية لمجلس السيادة الذي يترأسه البرهان. وبموجب هذا الدستور، تكون "الدولة اتحادية علمانية مقسّمة إلى ثمانية أقاليم"، كما ينص على وثيقة للحقوق الأساسية تمنح تلك الأقاليم الحق في تقرير المصير إذا لم تُستوفَ شروط معينة، أهمها فصل الدين عن الدولة. لكن مع خساراتها المتتالية، فقدت قوات الدعم السريع هذه الورقة السياسية، بعدما باتت العاصمة تحت سيطرة الجيش.
ولطالما كرّر البرهان تصريحاته بأن قواته ستواصل عملياتها العسكرية حتى تتمكن من القضاء على "الميليشيا"، كما يصف قوات الدعم السريع.
وتقدّر الأمم المتحدة بأن مليوني شخص في السودان يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، فيما يعاني أكثر من 320 ألفًا من ظروف مجاعة، وفي الخرطوم فقط، يعاني أكثر من 100 ألف شخص من المجاعة. وقد أدّت الحرب كذلك إلى تدمير البنية التحتية في السودان، وإلى انهيارات اقتصادية عميقة.
وفيما أبدت واشنطن رفضها لإنشاء حكومة موازية، واعتبرته خطوة نحو تقسيم السودان، يتضاعف الضغط السياسي على قوات الدعم السريع. ففي الداخل، يُتوقّع أن تضعف القوى السياسية السودانية المتحالفة معها بفعل انكسارها العسكري. أما إقليميًّا، وهو الأهم، فليس واضحًا بأي طريقة ستحاول الدول الداعمة لهذه القوات دفعها لاستعادة ما خسرته، في حين تعتبر دول داعمة للجيش السوداني أنها انتصرت بعد استعادته العاصمة وأجزاء واسعة من البلاد.
أحلى الخيارات أمام قوات الدعم السريع مرّ. فهي تتأهب لمعركة قد تكون الأصعب، بالنظر إلى وضعها العسكري الراهن. وبحسب مطّلعين على الشأن السوداني، ليس واضحًا إلى أين ستتجه قوات "حميدتي". وبينما لا يزال خيار الاستسلام مستبعدًا، تتأرجح التقديرات بين خوض معركة قاسية في دارفور، أو الانسحاب نحو الحدود الغربية للسودان والتموضع هناك، بانتظار تطورات جديدة، خصوصًا أن هامش المفاجآت القادرة على تغيير الوقائع بات ضيقًا جدًا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع زعيم المعارضة التركية يزور إمام أوغلو في سجنه شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ عبد الفتاح البرهان إقليم دارفورجمهورية السودانقوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)