مخاوف من توظيف الذكاء الاصطناعي لملاحقة المعارضين بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
اشترطت السلطات السعودية على الحجاج تقديم معلومات بيومترية قبل وصولهم إلى البلاد لأداء فريضة الحج
قرر المعارض الإماراتي خلف عبد الرحمن حميد الرميثي السفر من تركيا إلى الأردن في مايو/أيار الماضي بحثا عن مدرسة جديدة لنجله، لكن جرى اعتقاله في مطار الملكة علياء الدولي في عمان بعد إجراء كشف مسح لقزحية العين.
وكان الرميثي البالغ من العمر 58 عاما، مسافرا إلى الأردن بجواز سفره التركي ، لكن مسح قزحية العين في المطار كشف عن تطابق المسح مع المعلومات البيومترية الخاصة بـخلف الرميثي الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما عام 2013 في الإمارات في القضية التي عُرفت باسم "التنظيم السري" وشلمت محاكمة أكثر من تسعين معارضا في محاكمات اعتبرتها منظمات حقوقية بـ "مسيسة".
وأكد حمد الشامسي، رئيس مركز مناصرة معتقلي الإمارات، اعتقال الرميثي "في عمان بعد فحص قزحية العين"، لكنه قال إنه ليس متأكدا حيال الطريقة التي حصلت من خلالها السلطات الأردنية على البيانات البيومترية الخاصة بالرميثي، مرجحا أن السلطات الإماراتية ربما قدمت هذه المعلومات للجانب الأردني.
ولم يرد مسؤولو السفارتين الأردنية والإماراتية في ألمانيا على استفسارات DW.
وأشار محامو الرميثي إلى أن السلطات الأردنية قامت بتسليمه إلى الإمارات حيث يقبع في سجنه.
مخاوف متنامية
بدورها، ترى يانا جوروخوفسكايا من منظمة "فريدوم هاوس" أن قضية اعتقال الرميثي في عمان قد أثارت القلق حيال تزايد استخدام المعلومات البيومترية الشخصية في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع DW ، أضافت "نحن قلقون للغاية بشأن الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا البيومترية لتعزيز التعاون الوثيق بين الحكومات القمعية وهو أمر رأيناه في الشرق الأوسط وكذلك في بلدان آسيا الوسطى".
وتنطوي المعلومات البيومترية على أي علامة فريدة قد تحدد هوية الشخص بما في ذلك بصمات الأصابع المستخدمة منذ أواخر القرن التاسع عشر وأيضا الحمض النووي المستخدم في التحقيقات الجنائية منذ أواخر الثمانينات.
بيد أن اليوم طرأ الكثير من التطور على مجال المعلومات البيومترية إذ باتت أكثر تنوعا وشمولا بما في ذلك بصمة راحة اليد وشكل الوجه ومسح قزحية العين وشكل شحمة الأذن وصولا إلى طريقة التنفس والمشي فيما قد يحمل المستقبل طريقة الكتابة والتوقيع ونبرة الصوت.
لكن استخدام المعلومات البيومترية لتحديد هوية الأشخاص ليس بالضرورة يحمل في طياته تداعيات سلبية إذ يتم الاستعانة بهذه التقنية لصالح البشر على سبيل المثال استخدام بصمة الأصابع لتشغيل الهواتف الذكية وتطبيقاتها.
يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه لتشغيل الهواتف الذكية
ويدخل في إطار مجال المعلومات البيومترية ما يُطلق عليه أنظمة "تحديد الهوية البيومترية عن بعد" التي تُعرف اختصارا بـ "آر بي أى" التي تستخدم لمقارنة الصفقات الفريدة للشخص بقاعدة بيانات كبيرة تضم العديد من الصفقات الأخرى لأشخاص أخرين فيما يشبه ذلك فانتازيا هوليوود حيث ترصد كاميرا رقمية طائرة أحد الجناة وسط حشد من الناس بعد أن استطاعت مطابقة عينه أو شحمة أذنه أو حتى مشيته لتحديد أنه الشخص الذي تبحث عنه السلطات الأمنية.
تزايد المخاوف مع دخول الذكاء الاصطناعي
وأثارت هذه التنقية مخاوف المنظمات الحقوقية نظرا لأنها تنطوي على استخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، قالت إيلا جاكوبوسكا، الخبيرة البارزة في "شبكة الحقوق الرقمية الأوروبية" ومقرها بروكسل، إن الأمر برمته يتعلق بالطريقة التي جرى تطوير هذه التكنولوجيا خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضافت "هناك مؤشرات على حدوث تغيير جذري مثل الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها التعرف على شخص ما وتتبعه وأيضا قدرة البرنامج على التعرف على الصفات الشخصية قد تضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية إذ لم يعد الأمر منحصرا على تحديد هوية شخص استنادا إلى صورته بل يمكن تحديد هويته عن طريق شكل رجله وأقدامه أثناء المشي".
وحذرت من أن "هذه التطورات جعلت تقنيات تخزين البيانات ومعالجتها يتم بطريقة سريعة وغير مكلفة أكثر من أي وقت مضى حيث يمكن التعرف على الكثير من الأشخاص بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع وهو ما يزيد من احتمالات حدوث عمليات مراقبة جماعية تعسفية."
قامت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بجمع بيانات بيومترية من اللاجئين في لبنان والأردن لتسهيل عمليات التسجيل وتقديم المساعدات
وتسلط تحذيرات جاكوبوسكا الضوء على الجانب المظلم من استخدام المعلومات البيومترية الحديثة في الشرق الأوسط فيما يتفق ذلك مع خلصت إليه دراسة نشرها المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط العام الماضي.
وقالت الدراسة المعنية باستخدام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط إن "الاستخدام الواسع النطاق لأنظمة تحديد الهوية بناء على المعلومات البيومترية إلى جانب ضعف قوانين الخصوصية وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان بشكل عام (في الشرق الأوسط) يفتح الباب أمام انتهاكات استبدادية يُرجح أن تتفاقم مع دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي".
التحول الرقمي على قدم وساق
ويبدو أن دول الشرق الأوسط الثرية لا سيما في منطقة الخليج، الأكثر حماسا لهذا المجال لأنه بات "أساسيا في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المنطقة خاصة في دول الخليج"، بحسب محمد سليمان، مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية والأمن السيبراني بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن.
تستخدم دول الشرق الأوسط المعلومات البيومترية في المطارات والمعابر الحدودية
الجدير بالذكر أن جميع دول الشرق الأوسط تستخدم المعلومات البيومترية في المطارات والمعابر الحدودية فيما روجت الإمارات بقدرتها على القبض على محتال استخدم بطاقات ائتمان مزيفة بعد تحديد هويته عن طريق شكل أذنيه رغم تنكره.
كذلك قامت دول مثل قطر والسعودية والإمارات بجمع معلومات بيومترية كجزء من إجراءات الحصول على الخدمات الحكومية أو حتى لأغراض تسجيل الناخبين كما الحال في العراق.
لكن الخبراء يقولون إن كل هذه المعلومات يمكن استخدامها بطريقة مختلفة وأكثر ضررا في الوقت نفسه.
وفي ذلك، قالت إيلا جاكوبوسكا، الخبيرة البارزة في "شبكة الحقوق الرقمية الأوروبية"، إنه يمكن لأي حكومة "أن تجمع قاعدة بيانات للقياسات الحيوية (السمات الجسمانية أو السلوكية) لجميع سكانها ثم تقوم بعد ذلك باستخدامها عن طريق الكاميرات التي تراقب مدن بأكملها.. يمكن معرفة الأشخاص الذين التقى بهم صحافي ما أو من ارتداد حانة للمثليين أو الاشخاص الذين التقى بهم معارض ما.. هذا هو مبعث القلق".
وتتفق في هذا الرأي أمبا كاك، مديرة "معهد الذكاء الاصطناعي الآن" في نيويورك، قائلة إن "التكنولوجيا يمكن أن تمكن الحكومات من فرض سيطرتها على مواطنيها عن طريق أنظمة المراقب الجماعية وهو ما يثير مخاوف خطيرة على الحياة السياسية وحياة المواطنين بشكل عام".
يسعى الاتحاد الأوروبي ليكون الأول في العالم الذي يتبنى إطارًا قانونيًا للحد من تجاوزات الذكاء الاصطناعي
كيف يمكن مواجهة ذلك؟
وإزاء ذلك، يطرح مراقبون ونشطاء تساؤلات حيال طريقة منع إساءة استخدام المعلومات البيومترية من قبل بعض حكومات الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، أقرت جاكوبوسكا بأن معالجة البيانات البيومترية الشخصية قد تكون بالأمر المفيد، لكنها حذرت من أن هذه البيانات تتسم بالحساسية الكبيرة، قائلة "إنها ليست مثل كلمة المرور التي يمكن تغييرها، إنها ترتبط بالإنسان طول حياته".
الجدير بالذكر أن المشروع الأوروبي لتنظيم الذكاء الاصطناعي قد اجتاز مرحلة حاسمة بالحصول على أول ضوء أخضر من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين طالبوا بقيود جديدة فيما يتوقع أن تكون القواعد المتعلقة بكيفية استخدام المعلومات البيومترية من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل.
وحثت جاكوبوسكا الاتحاد الأوروبي إلى تبني مواقف أكثر صرامة، قائلة "مبعث قلقي هو أنه عندما يقر الاتحاد الأوروبي قانونية حالات استخدام هذه التقنيات، فإن هذا سوف يمهد الطريق أمام إضفاء شرعية استخدامها في دول أخرى.. لا نعتقد أن هذا الشيء مقبول ".
يعد الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في "رؤية 2030" الرامية إلى تنويع مصادر الدخل في السعودية بعيدا عن النفط
بدورها، قالت أمبا كاك إن "معهد الذكاء الاصطناعي الآن" يدعو إلى فرض حظر كامل على أنظمة "تحديد الهوية البيومترية عن بعد".
وفي مقابلة مع DW، أضافت "لا يوجد بديل آخر لأن قوانين الخصوصية وغيرها لن تساعد وهذا لا ينحصر على بلدان الشرق الأوسط بل يشمل أيضا الولايات المتحدة وأوروبا. المشاكل المترتبة على استخدام هذه التقنيات لا يتم حلها بطريقة سحرية في الديمقراطيات الليبرالية الغربية رغم أن خلل التوضع لما قد يحدث من خطأ يكون جليا في الغالب في ظل الأنظمة الاستبدادية."
كاثرين شاير / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السعودية البيانات الشخصية الذكاء الاصطناعي حقوق الانسان شات جي بي تي الإمارات السعودية البيانات الشخصية الذكاء الاصطناعي حقوق الانسان شات جي بي تي الإمارات الذکاء الاصطناعی فی الشرق الأوسط التعرف على عن طریق
إقرأ أيضاً:
طبقا لتصنيف سيماجو.. البحوث الزراعية ضمن أفضل 10 مراكز بالشرق الأوسط وأفريقيا
كتب-عمرو صالح:
قدم علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي التهنئة إلى الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية وقيادات المركز والباحثين والعاملين فيه لحصول المركز على المرتبة الثالثة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا طبقا لتصنيف SCImago الإسباني الدولي، حيث جاء ضمن أفضل 10 مراكز بحثية لعام 2024.
"فاروق" أشاد بدور العلماء والباحثين في المراكز البحثية، وطالبهم ببذل المزيد من الجهد لخدمة القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن القيادة السياسية توفر كل الدعم للأبحاث التطبيقية الجادة التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.
فيما وجه رئيس مركز البحوث الزراعية الشكر إلى وزير الزراعة لدعمه الدائم للباحثين وإيمانه العميق بأهمية ودور البحث العلمي في النهضة الزراعية التي تشهدها مصر حاليا.
وكان وفد من وزارة الزراعة برئاسة د شرين عاصم نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور محمد الخولي مدير معهد الأراضي والمياه والبيئة، والدكتور مصطفى فاضل - مدير معهد التناسليات قد شاركوا اليوم في إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لنتيجة تصنيف سيما جو لعام 2024.
حيث أظهرت النتيجة تقدم مركز البحوث الزراعية ليحتل المرتبة الثالثة على مستوى جميع المراكز البحثية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من بين 233 مركز بحثي يمثلون 22 دولة، هذا ويعتبر مركز البحوث الزراعية في المرتبة الأولى بالنسبة للمراكز البحثية في تخصص الزراعة والعلوم البيولوجية.
والجدير بالذكر أن تصنيف SCImago (SIR) يهتم بتصنيف الجامعات والمراكز البحثية وفقًا لمؤشر مركب يجمع بين ثلاثة مؤشرات مختلفة تستند إلى أداء البحث (40%) ومخرجات الابتكار (40%) والتأثير المجتمعي (20%) ويتضمن كل مؤشر رئيسي على العديد من المؤشرات الفرعية، وبشرط أن تنشر المؤسسة ما لا يقل عن 100 بحث في قاعدة بيانات SCOPUS في عام التقييم.
اقرأ أيضًا:
طقس الساعات المقبلة.. الأرصاد: أمطار ورياح والحرارة تصل لـ18 مئوية
عباس شراقي: عودة النشاط الزلزالي في إثيوبيا بعد هدوء 45 يومًا
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: فلكيًا.. تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان 2025 الأخبار المتعلقة حدث في 8ساعات| إجراءات جديدة بشأن تراخيص المحال.. والأرصاد تحذر من أخبار في حوار مع شباب الجامعات والخريجين.. وزير الزراعة: مكتبي مفتوح لتلقي أخبار تفاصيل بروتوكول تعاون مرتقب بين "الزراعة" و"الصحة" لمكافحة الآفات أخبار وزراء الزراعة والتخطيط والري يفتتحون الجمعية التعاونية الزراعية بقرية أخبار أخبار مصر طبقا لتصنيف سيماجو.. "البحوث الزراعية" ضمن أفضل 10 مراكز بالشرق الأوسط منذ 12 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر "زراعة الشيوخ" توصي بتشكيل لجنة لبحث تغطيات الترع منذ 12 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر حدث في منتصف الليل| نتيجة قرعة الحج السياحي لعام 2025.. وتفاصيل مد منذ 12 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر نشرة التوك شو| مد فترة التقديم على وحدات الإسكان الاجتماعي والأرصاد منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر فلكيًا.. تعرف على موعد أول أيام شهر رمضان 2025 منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس "العربية للتصنيع" يبحث مع وزير الشباب والرياضة تعزيز التعاون منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارطبقا لتصنيف سيماجو.. "البحوث الزراعية" ضمن أفضل 10 مراكز بالشرق الأوسط وأفريقيا
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك للإعلان كامل للإعلان كامل 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك