لبنان ٢٤:
2024-09-17@10:55:41 GMT

نايا حنا سفيرة الطفولة إلى السماء

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

نايا حنا سفيرة الطفولة إلى السماء



نايا حنا تلك الفرشاة فارقتنا باكرًا، ولكن غير آسفة. احفظوا هذا الاسم جيدًا. وعلى الذي أطلق تلك الرصاصة الطائشة والغادرة أن يعلم أن تلك الرصاصة لم تصب فقط نايا، بل كل لبناني أبكاه رحيل هذه الطفلة – الملاك. وليعلم أن الرصاصة، التي أطلقها ابتهاجا بنجاح ابنه في الشهادة الرسمية سترتدّ عليه، وإن طال الزمن، وسيلاحق صوت مايا، الذي خطفه الغدر والطيش، ذاك الذي اعتادت يداه أن تحمل سلاحًا صُنع فقط للرجال الرجال، في الليل والنهار، وسيكون ذاك الصوت الخافت أقوى من تلك الرصاصات الطائشة التي تزرع الموت والحزن في الأحياء المجاورة.

  على مدى 23 يومًا كانت نايا ترقد في سريرها في المستشفى من دون حراك، ولكنها كانت تشارك أهلها الصلاة لكي تتم مشيئة الله في كل شيء. كانت تصلي من أجل من أطلق عليها النار من دون أن يعرفها. هي متأكدة من أن مطلق النار ما كان ليطلق تلك الرصاصة القاتلة في الهواء لو كان يعرف أنها ستتسبّب بهذه المأساة. هذه الرصاصة أفرحت عددًا قليلًا من المنتشين بفرحة النجاح، ولكنها أبكت الكثيرين، وأنا واحد منهم، ليس على موتها، وقد أصبح لنا ملاك جديد في السماء، بل على وطن لا يزال فيه أشخاص يعتبرون أن الأرض والفضاء ملكهم، ويستطيعون بالتالي أن يتصرّفوا بهما على هواهم، ومن دون رادع أو وازع. 
نبكي نايا اليوم، ولكننا نبكي في الوقت نفسه لأننا لم نستطع أن نحميها برموش العيون، ولم نستطع أن نكّون لها مظّلة حديدية تقيها من هذا الرصاص الذي يُسمّى عن خطأ "طائشًا"، فيما هو في الحقيقة رصاص قاتل لا يرحم. هذا الرصاص هو جبان تمامًا كالذي يطلقه في مناسبات الفرح والحزن على حدّ سواء. لم أرَ في حياتي من هو أكثر جبنًا من ذاك الذي يحمل السلاح تبخترًا، وهو يعرف أن كل رصاصة يطلقها في الجو قد تصيب أحد الأبرياء، وقد يكون واحدًا من أقاربه. فلو لم يكن هذا القاتل والمتخفّي وراء تسمية "رصاصة طائشة" جبانًا لما حمل سلاحًا ولا أطلق رصاصة واحدة في غير موضعها الطبيعي والشرعي. 
نايا حنا اسم يجب ألاّ ينساه أحد، وبالأخص ذاك الذي كان يطلق الرصاص"ابتهاجًا" في ذاك اليوم المشؤوم، لأن فرحته المؤقتة ستتحوّل إلى حزن داخلي سيرافقه مدى الحياة. 
نايا حنا انت سفيرتنا إلى السماء. غادرت هذه الأرض طفلة لتصيري ملاكًا في السماء. دورك سيكون كبيرًا جدّا حيث أنت. دورك أن تتضرعي إلى خالق السماء والأرض وكل ما يُرى وما لا يُرى لكي يحفظ الطفولة في لبنان، وأن يحميها من شرّ كل أشرار الأرض، وأن يحفظ وطنك ويردّ عنه كيد الكائدين وخبث المتربصين به شرًّا. 
صوتك الخافت يا نايا سيرافقنا في حّلنا وترحالنا، وسيكون لنا صوت ضميرنا، الذي يجب ألا يستكين قبل أن يرتدع كل طائش، وأن يفكرّ ألف مرّة قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على رأسه لا أن يطلقها طائشة على رؤوس الناس الآمنين. 
     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: نایا حنا الذی ی

إقرأ أيضاً:

سفيرة «حياة كريمة»: المبادرة تسعى لاكتشاف مواهب الأطفال وصقلها

قالت سماح أبو بكر، سفيرة حياة كريمة، إنّه منذ إطلاق المبادرة ومشروع تنمية الأسرة المصرية من قبل القيادة السياسية كان لدى مؤسسة حياة كريمة يقين كامل بأنّ تنمية الأسرة تبدأ بالطفل، موضحة أنّ كل فعاليات مبادرة «أنت الحياة» التي تنفذها «حياة كريمة» توجهت إلى الأطفال بمختلف القرى المصرية، معلقة: «كان يدور حوار بيني وبين الأطفال في مختلف المواضيع، وبالتالي لمست امتلاكهم للموهبة والحماس».

جهود مبادرة حياة كريمة

وأضاف «أبو بكر»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ مبادرة «حياة كريمة» تسعى إلى اكتشاف مواهب الأطفال وجعلهم يشعرون بالاهتمام من قبل الدولة ومنحهم الفرصة لتنمية مواهبهم، مشيرة إلى أنّه يمكن تحقيق ذلك من خلال ورش عمل توفرها المبادرة من شأنها صقل موهبة الأطفال، معقبة: «نريد رؤية حياة كريمة بعيون الأطفال الصغيرة، ويعد ذلك أحد أهداف المبادرة».

تحمل الأطفال للمسؤولية

وتابعت سفيرة حياة كريمة بأنّ المبادرة تسعى أيضا إلى جعل الأطفال قادرين على تحمل المسؤولية، فضلا عن غرس قيم أخلاقية جديدة مثل العطاء والتعاون وإكسابهم مهارات جديدة، ما أدى إلى إطلاق معسكر «بعيون صغيرة» للأطفال الموهوبين.

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال مدير الخدمة السرية الأمريكية: المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب لم يطلق أي رصاصة
  • رصاصة طائشة.. قلب ممزق: احتفال الحوثيين بالمولد تحول إلى مأساة
  • النعماني يستقبل سفيرة المملكة المتحدة
  • سفيرة «حياة كريمة»: المبادرة تسعى لاكتشاف مواهب الأطفال وصقلها
  • وزير الخارجية يلتقي سفيرة المملكة المتحدة
  • «صديق الطفولة» يهدي هدف الفوز لـ «المولد»
  • الناظور: إطلاق مشروع لدعم الأطفال اللاجئين والعابرين
  • محمد الرحمة المهداة
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • من ذكريات الطفولة الجميلة