موقع 24:
2025-03-01@16:59:32 GMT

حبل ولوح صابون

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

حبل ولوح صابون

في 24 يونيو (حزيران) الماضي أعلن يفغيني بريغوجين وهو على بعد 250 كيلومتراً من موسكو أنه أوقف زحفه على العاصمة.. وبعد ساعات أعلن ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا المجاورة، وأقرب حلفاء فلاديمير بوتين، أن صديق الطرفين وصاحب مؤسسة فاغنر للحروب مدفوعة الثمن موجود عنده في مكان آمن.

لكن بريغوجين لم يظهر في بيلاروسيا، بل في إفريقيا.

. ثم غاب في دنيا الغموض إلى أن ظهر –أو قيل– رفاتاً محترقة في تحطم إحدى طائرات فاغنر الخاصة، بينما كان في الطريق من موسكو إلى سانت بطرسبرغ؟ على الفور صدر بيان ينفي أن تكون للكرملين أي علاقة بالحادث، عادة تتأخر مثل هذه البيانات قليلاً، أو تصدر بالخطأ قبل وقوع الحادث.. الكرملين مشهور بالدقة في التوقيت ونعي الخصوم.

نعود إلى السيد الرئيس لوكاشينكو.. هو أيضاً غاب لعدة أيام ثم ظهر مثنياً على بيان النفي.. إضافة إلى ذلك نشرت البرافدا الإنجليزية الرسمية لقاء مع الرئيس الجار، كنوع من الوثائق التاريخية التي تُعتمد في حالات الشك هذه، قال لوكاشينكو إنه خلال التمرد عرض على صديقه بريغوجين أن يرسل إليه حبلاً وقطعة صابون "لكي يساعده على الانتحار".. لكن الرجل أجاب بأنه ليس خائفاً من الموت: "لا، لن أنتحر، بل سوف أموت كبطل".

ماذا أراد لوكاشينكو، (أو البرافدا) أن يقول؟ هل كان يشعر بأن بريغوجين لم يكن أمامه سوى الانتحار بعد تمرده؟ هل أراد أن يلمّح إلى أنه شخصياً كان موافقاً على القرار، ومن معرفته بعقلية بوتين، أراد أن يسهل الأمر على المتمرد.

لا يتحدث لوكاشينكو أكثر في هذه النقطة، لكنه ينتقل إلى ما هو أهم بكثير: مصير فاغنر! آه، قيادة فاغنر باقية هنا في بيلاروسيا ولن يتغير شيء.. الانسجام تام بين الجميع، وحركة المجندين بين القارات سوف تكون في غاية السهولة.

تتعاطى البرافدا مع بريغوجين في غاية الاحترام. إنه رجل الأعمال الراحل.. والطائرة طائرته، لكن للأسف سوف يكون مستحيلاً التعرف على رفات أحد من ركابها.. لذلك سارع بعض المتعاطفين إلى إقامة مدفن رمزي من ورق الشجر، ونشروا فوقه وروداً حمراء.. قانية.

أتابع مسألة بريغوجين منذ اللحظة الأولى كعمل أدبي، لا كحدث سياسي.. الدراما الروسية في ذروتها.. أساطير "كي جي بي" وما خفي، وما لن يخفى.. ورئيس دولة قادم من الصقيع مثل أبطال جون لو كاريه ينعى طباخه بائس الملامح بالقول إنه كان ذا مزايا كثيرة.. وخطايا قاتلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

شراكة مبتكرة لتطوير المدارس

بقلم : تيمور الشرهاني ..

قدّم النائب الخبير المهندس عامر عبد الجبار رئيس تحالف المعارضة النيابية مقترحاً يهدف إلى تحسين بيئة المدارس بطريقة مبتكرة تعتمد على استثمار الساحات المدرسية وتحويلها إلى ملاعب خماسية، مع توفير خدمات أساسية مثل التبريد في جميع الصفوف والمرافق الصحية وإنشاء مرسم متطور، وتجهيز المدارس بالرحلات لجلوس الطلبة والسبورات دون أن تتحمل الحكومة أية تكلفة مالية. المقترح يعتمد على إشراك المستثمرين من القطاع الخاص، بحيث يتولون إنشاء الملاعب لخدمة الطلبة خلال ساعات الدوام المدرسي، بينما تُتاح للمستثمرين لاستغلالها بعد انتهاء الدوام وفي ايام العطل المدرسية .المقترح تضمّن شرطاً واضحاً يمنع المستثمرين من استخدام الساحات لأي أغراض تجارية أخرى مثل بناء المحلات، لضمان الالتزام بجوهر المشروع.

من جانبه استجاب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إحالة المُقترح إلى المستشارين التسعة لدراسته، إلا أن الرفض كان النتيجة النهائية. المستشارون برروا قرارهم برفض المشروع بحجة التخوف من استغلال المستثمرين للساحات المدرسية في بناء منشآت تجارية لا تتماشى مع أهداف المشروع. ورغم وضوح النصوص التي تمنع ذلك في المقترح، إلا أن الرفض يثير تساؤلات حول خلفيات القرار، خصوصاً في ظل وجود إشارات إلى أن الرفض قد يكون مرتبطاً بالتزاحم السياسي بين الكتل المختلفة، حيث يبدو أن بعض الأطراف سعت إلى عرقلة المشروع لعدم احتسابه كإنجاز لصالح جهة سياسية محددة، مثل تجمع “الفاو زاخو”. هذا التنافس السياسي قد يكون عائقاً أمام تنفيذ مبادرات تحمل في طياتها فوائد مباشرة للطلاب والبيئة التعليمية.

فضلاً عن أن هذا المُقترح يحمل مزايا كبيرة، كونه يهدف إلى تحسين البيئة التعليمية في البلاد عبر تزويد المدارس بوسائل الراحة الحديثة مثل التكييف والمرافق الصحية والملاعب والمرسم المتطور، وكل ذلك دون تحميل الموازنة العامة أية أعباء إضافية وينفذ خلال 180 يوم فقط . هذه الفكرة تعكس نموذجاً مثالياً للشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يتم تمويل المشروع من قبل المستثمرين مع ضمان استفادة الطلاب. ومع ذلك، فإن التخوف من تجاوز المستثمرين للشروط المحددة قد يكون مبرراً، لكنه لا يستدعي رفض المقترح بالكامل، بل يتطلب وضع آليات رقابية صارمة لضمان الالتزام ببنود المشروع ومنع أي استغلال.

بيد أن تعطيل مثل هذا المشروع يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في آليات اتخاذ القرارات الحكومية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمبادرات تمثل مصلحة عامة. ينبغي إعادة طرح المشروع مع معالجة المخاوف التي أثارها المستشارون، مع التأكيد على الشفافية ووضع شروط واضحة في العقود تضمن تنفيذ المشروع كما هو مقترح. كما أن إشراك المجتمع المدني والجهات التربوية في مناقشة المشروع قد يضيف دعماً شعبياً يساهم في تقليل التأثيرات السياسية السلبية.

لذا يُعد هذا المشروع فرصة لتحسين واقع المدارس، ولا ينبغي أن تضيع مثل هذه الفرص بسبب التنافس السياسي أو التخوفات التي يمكن معالجتها بالإجراءات المناسبة. إعادة النظر في المشروع وتنفيذه بشفافية قد يحقق نقلة نوعية في جودة التعليم وظروفه في العراق.
علما بان إقليم كردستان استفاد من المقترح وتم ادخاله حيز التنفيذ !!

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة