موقع 24:
2024-09-19@22:38:46 GMT

توسع بريكس.. لماذا الآن وإلى أين؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

توسع بريكس.. لماذا الآن وإلى أين؟

جاء قرار تجمع بريكس في قمته الأخيرة بجنوب إفريقيا بضم ست دول جديدة كأعضاء أساسيين فيه، لكي يمثل انطلاقة جديدة حقيقية لهذا التجمع الآخذ في التوسع والتطور.

ويأتي هذا القرار بالتوسع ليكون الأكبر والأهم منذ عقد أول قمة للتجمع عام 2009 بعضوية أربع دول (روسيا – الصين – الهند – البرازيل)، وأضيفت إليها في العام التالي جنوب إفريقيا ليتخذ التجمع اسمه من الحرف الأول لكل دولة.

ومنذ ذلك الوقت وحتى ما قبل اندلاع الحرب الروسية – الغربية على الأراضي الأوكرانية بقليل، ظل تحرك التجمع في الإطار العالمي متمهلاً ويشوبه الحذر وأحياناً البطء.

إلا أن حالة الاستقطاب الدولية الكبيرة التي رافقت هذه الحرب والمتواصلة حتى اليوم، ومعها كل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تصاحبها، سواء في الطاقة أم الحبوب أم سلاسل الإمداد أم في نظم ومؤسسات التمويل والنقد الدولية، منحت بريكس فرصاً جديدة غير مسبوقة ومساراً مختلفاً عما سلكته طوال أعوامها السابقة.

وقد ترافق هذا الانقسام السياسي – العسكري – الاقتصادي مع تطور انقسام آخر قديم ليصبح حاداً للغاية، جوهره اقتصادي وإن راح يجنح شيئاً فشيئاً نحو المواجهة السياسية – العسكرية، بين الولايات المتحدة والصين.

فقد تداخلت العلاقات السياسية والاقتصادية بين هذين البلدين في ظل الحرب وحالة المقاطعة والعقوبات الأمريكية – الغربية غير المسبوقة على روسيا، لكي تضيف للهاجس الأمريكي الاقتصادي الكبير من الصين هواجس أخرى سياسية وعسكرية، تتعلق بما تراه واشنطن "حلفاً" جديداً في مواجهتها آخذ في التشكل.

ولم تكن الهند بمنأى عن شكوك واشنطن في دعم روسيا، على الرغم من احتفاظها المعلن بالحياد تجاه الحرب المشتعلة، وكان سند هذا بالنسبة لواشنطن هو التطور اللافت في التبادلات التجارية، وخصوصاً في مجال الطاقة بين روسيا والهند فيما بعد اندلاع الحرب.

في ظل هذه التطورات المهمة والجديدة في النظامين الدوليين، السياسي والاقتصادي، راح العالم يتجه بصورة مباشرة وسريعة في اتجاهين: الأول هو تضعضع فكرة العولمة التي رآها البعض في العقود الأخيرة المسار والمصير الوحيدين لمستقبل العالم.. وكان الثاني هو التوجه سريعاً نحو تحطيم فكرة القطبية الأحادية لقيادة العالم على المستوى السياسي، واستبدال مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي الكبرى والغربية –مثل صندوق النقد والبنك الدولي والدول السبع الكبار وغيرها– بمؤسسات وتجمعات اقتصادية أخرى تكسر هذه الهيمنة الأمريكية – الأوروبية، وتؤسس لنظام اقتصادي دولي مختلف.

والتقطت دول بريكس الخمس الخيط الاقتصادي بسرعة ومهارة لكي تسعى لتعميق مجالات التعاون بين أعضائها، وفي الوقت نفسه توسيع أنشطتها وعلاقتها المالية والاقتصادية والتجارية مع عدد أكبر من دول العالم.

ولم تكن دول العالم النامية ومتوسطة النمو بعيدة عن هذا المسعى، فهي أُرهقت من نماذج التنمية الغربية ومن علاقاتها المضطربة مع مؤسسات التمويل الموروثة منذ الحرب العالمية الثانية والمسيطر عليها أمريكياً وأوروبياً.. ولذا، فقد التقى المسعيان في خلق حالة من التفاعل غبر مسبوقة بين عدد كبير من هذه الدول وبين تجمع بريكس سواء على مستواه ككيان أم على مستوى التعاون مع كل من دوله.

ولذلك لم يكن غريباً في التقاء المسعيين أن يكون الهدف المباشر هو تدعيم تجمع بريكس كمقدمة ضرورية لتأسيس مؤسسات اقتصادية ومالية وتجارية جديدة، في ظل هدف كبير أبعد وهو خلق نظام اقتصادي دولي جديد.. وبناءً على هذا فقد بدا منطقياً أن تنظر قمة بريكس الأخيرة في جنوب إفريقيا طلبات انضمام لعضوية التجمع من 23 دولة حول العالم، وأن يشارك هذه القمة قرابة خمسين من رؤساء دول ورؤساء حكومات العالم.

وبقرار التجمع ضم ست دول جديدة لعضويته، وللفخر ثلاث منها عربية هي مصر والإمارات والسعودية، يتسع تمثيله السكاني ووزنه الاقتصادي ومساحته الجغرافية، والذي كان قبل الضم يشمل نحو 25% من اقتصاد العالم وحوالي 40% من سكانه.

ليس هذا فقط، فالمسعى الأبعد للتجمع يبدو أنه أضحى أقرب كثيراً –وإن اكتنفته صعوبات ليست بالهينة– مما كان عليه لدى تأسيسه، وهو صياغة جديدة للنظام الاقتصادي الدولي أكثر تعددية وأقل مركزية وأوسع مشاركة من مختلف دول العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

لماذا تعد الإمارات الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم؟

دبي - وام
أطلقت حملة «استثمر في الإمارات» سلسلة من الأفلام القصيرة بالتعاون مع «بي بي سي Storyworks»، بهدف تسليط الضوء على بيئة الاستثمار والأعمال في الإمارات ودورها كمركز عالمي لتحويل الأفكار الطموحة إلى واقع ملموس.
وتأتي هذه السلسة التي ستُعرض عالميًا عبر شبكة “بي بي سي نيوز” ضمن حملة «استثمر في الإمارات» الهادفة إلى دعوة المستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للاستثمار في الإمارات والاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم.
وتتناول الأفلام قصص نجاح مميزة لأفراد اختاروا الإمارات وأطلقوا منها مشاريع رائدة في مختلف القطاعات مثل الضيافة وتكنولوجيا المستقبل والحلول اللوجستية.
وتوثق الأفلام مسيرة مجموعة من رواد الأعمال البارزين مثل المصمم البريطاني بول بيشوب، والشيف المصري حاتم مطر، ورائد الأعمال السويدي ماغنوس أولسون، ورائد الأعمال الأمريكي في مجال التكنولوجيا الزراعية سكاي كورتز، وصانع السيارات اللبناني رالف دباس، والطاهي الإماراتي أحمد عبد الحكيم.
كما تتناول السلسة قصص نجاح الطاهية الإسبانية باتريسيا روج، والعالم الإماراتي الدكتور سعيد الحسن الخزرجي، والطاهي الأسترالي الذي تحول إلى صاحب مطعم توم أرنيل، والفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، والمستثمر اللبناني داني فرحة، والمستثمر الإماراتي محمود عدي.
بيئة مثالية
ويقول سكاي كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة بيور هارفست إن الكثير من الناس شككوا في قراري بزراعة الطماطم في صحراء الإمارات لكن الإمارات أثبتت أنها البيئة المثالية لبدء مشاريع مبتكرة يمكنها إعادة تعريف مستقبل أنظمة الغذاء.
وأضاف “ قدمت لنا الإمارات مزيجًا مثاليًا فعلى الرغم من التحديات المناخية، هناك بيئة مزدهرة للشركات الناشئة، ودعم حكومي للمشاريع المبتكرة ما جعلها المكان المثالي لنا وبفضل بيئة خالية من ضرائب الدخل وربط عالمي في مجالات التجارة وخدمات لوجستية متطورة، أصبحت الإمارات منصة انطلاق للآلاف من الشركات التي تبحث عن فرص عالمية”.
ويضيف كورتز «عندما وصلت إلى دبي، كانت بمثابة أرض غير مستكشفة، لكن كان هناك دوماً شعور بالطاقة الإيجابية.. الإمارات كانت ولا تزال أرض الفرص».
وأسس بول بيشوب شركة «بيشوب ديزاين» في عام 2004، وهي شركة تصميم داخلي رائدة مقرها في ميامي ودبي، وتتمتع بمحفظة عالمية تضم مشاريع تجارية وفندقية وسكنية، وحصدت أكثر من مائة جائزة على أعمالها المبتكرة.
ويؤكد «بيشوب» أن الجيل الجديد من قادة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في الإمارات يقدم أفكارًا جديدة ويدعو مجتمع الأعمال لابتكار أفكار وتقنيات جريئة تحسن الحياة اليومية.
دعم الشركات الناشئة
وتستمر دولة الإمارات في تسريع وتيرتها التنموية من خلال المبادرات الحكومية مثل «HUB 71» في أبوظبي، ومؤسسة دبي للمستقبل، و«شراع» في الشارقة، حيث قدمت هذه الجهات دعمًا كبيرًا للشركات الناشئة من خلال توفير البنية التحتية والمساحات الذكية للعمل. وقد أسهمت شركات الاستثمار الخاصة مثل «شروق» في نمو وازدهار هذه الشركات.
اليوم، تفخر الإمارات بوجود نحو ألف شركة ناشئة، من بينها خمس شركات مليارية «يونيكورن» تقود صناعات المستقبل مثل التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الغذاء والتكنولوجيا العقارية. في الآونة الأخيرة، استثمرت شركة مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي G42 التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، مما عزز مكانة الإمارات كقائدة عالمية في تطوير الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مجالات مثل التشفير والتكنولوجيا المالية وغيرها من الأسواق الناشئة.
ويشرح ماغنوس أولسون، المؤسس المشارك لشركة «كريم»: «الحكومة الإماراتية تتحرك بسرعة. هناك حاضنات ومسرعات وصناديق استثمارية تستهدف المواهب من حول العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا»بلوك تشين«، وتشجعهم على الاستقرار في الإمارات. لقد كانت هذه المقاربة مدروسة جدًا». ويضيف: «الإمارات خلقت بيئة تجذب أفضل المواهب في العالم، وعندما تجذب أفضل المواهب، فإنهم يبدعون أشياء مذهلة».
أصحاب الأفكار الواعدة
من جانبه، يشير داني فرحة، المؤسس المشارك لشركة BECO Capital، إلى أن الإمارات تشجع بشكل كبير الأشخاص الذين يرغبون في القيام بأعمال جيدة وبناء حياة أفضل. وأضاف: «من السهل جدًا القيام بالأعمال هنا. تأسيس شركة، فتح حساب مصرفي، الحصول على تمويل – كل هذا ممكن في الإمارات».
وتعكس حملة «استثمر في الإمارات» الإعلامية العالمية والتي أطلقتها دولة الإمارات وتجوب مدنًا عالمية مثل كان، وميونيخ، وباريس، ولندن، وزيورخ، وجنيف ونيويورك، رؤيتها التنموية وتستهدف رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع.
وتتعدد الحقائق والإحصاءات والقصص التي تسردها الحملة التي جاءت مصحوبة بإطلاق منصة Invest.ae لتقدم أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال، فيما جاءت انطلاقتها عبر رسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات، والاستفادة من البيئة الاقتصادية المتكاملة والإمكانات القوية التي تحظى بها الدولة والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي: أنقرة ستتخلى عن الانضمام إلى "بريكس" في حال قبولها في الاتحاد الأوروبي
  • رئيس الوزراء: تفعيل استثمارات كويتية جديدة في مصر وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين قريبا
  • لماذا الآن؟.. سؤال رئيسي بعد الهجمات على اتصالات حزب الله
  • لماذا الآن.. سؤال رئيسي بعد الهجمات على اتصالات حزب الله
  • أبل توسع دعم الذكاء الاصطناعي بإضافة لغات جديدة
  • تقرير لـNBC: لماذا فجرت إسرائيل مئات من أجهزة الاستدعاء التابعة لحزب الله الآن؟
  • «البوابة نيوز» تواجه «التيجاني»: لماذا أنت.. ولماذا الآن.. وما حقيقة ما أثير حول شات الفتاة؟
  • لماذا تعد الإمارات الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم؟
  • هاريس تدعو لإنهاء الحرب بغزة وعدم معاودة احتلال إسرائيل للقطاع
  • رسمياً إسرائيل توسع الأهداف على غزة.. وتضيف هدفا جديدا من الحرب في الشمال