توسع بريكس.. لماذا الآن وإلى أين؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
جاء قرار تجمع بريكس في قمته الأخيرة بجنوب إفريقيا بضم ست دول جديدة كأعضاء أساسيين فيه، لكي يمثل انطلاقة جديدة حقيقية لهذا التجمع الآخذ في التوسع والتطور.
ويأتي هذا القرار بالتوسع ليكون الأكبر والأهم منذ عقد أول قمة للتجمع عام 2009 بعضوية أربع دول (روسيا – الصين – الهند – البرازيل)، وأضيفت إليها في العام التالي جنوب إفريقيا ليتخذ التجمع اسمه من الحرف الأول لكل دولة.
ومنذ ذلك الوقت وحتى ما قبل اندلاع الحرب الروسية – الغربية على الأراضي الأوكرانية بقليل، ظل تحرك التجمع في الإطار العالمي متمهلاً ويشوبه الحذر وأحياناً البطء.
إلا أن حالة الاستقطاب الدولية الكبيرة التي رافقت هذه الحرب والمتواصلة حتى اليوم، ومعها كل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تصاحبها، سواء في الطاقة أم الحبوب أم سلاسل الإمداد أم في نظم ومؤسسات التمويل والنقد الدولية، منحت بريكس فرصاً جديدة غير مسبوقة ومساراً مختلفاً عما سلكته طوال أعوامها السابقة.
وقد ترافق هذا الانقسام السياسي – العسكري – الاقتصادي مع تطور انقسام آخر قديم ليصبح حاداً للغاية، جوهره اقتصادي وإن راح يجنح شيئاً فشيئاً نحو المواجهة السياسية – العسكرية، بين الولايات المتحدة والصين.
فقد تداخلت العلاقات السياسية والاقتصادية بين هذين البلدين في ظل الحرب وحالة المقاطعة والعقوبات الأمريكية – الغربية غير المسبوقة على روسيا، لكي تضيف للهاجس الأمريكي الاقتصادي الكبير من الصين هواجس أخرى سياسية وعسكرية، تتعلق بما تراه واشنطن "حلفاً" جديداً في مواجهتها آخذ في التشكل.
ولم تكن الهند بمنأى عن شكوك واشنطن في دعم روسيا، على الرغم من احتفاظها المعلن بالحياد تجاه الحرب المشتعلة، وكان سند هذا بالنسبة لواشنطن هو التطور اللافت في التبادلات التجارية، وخصوصاً في مجال الطاقة بين روسيا والهند فيما بعد اندلاع الحرب.
في ظل هذه التطورات المهمة والجديدة في النظامين الدوليين، السياسي والاقتصادي، راح العالم يتجه بصورة مباشرة وسريعة في اتجاهين: الأول هو تضعضع فكرة العولمة التي رآها البعض في العقود الأخيرة المسار والمصير الوحيدين لمستقبل العالم.. وكان الثاني هو التوجه سريعاً نحو تحطيم فكرة القطبية الأحادية لقيادة العالم على المستوى السياسي، واستبدال مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي الكبرى والغربية –مثل صندوق النقد والبنك الدولي والدول السبع الكبار وغيرها– بمؤسسات وتجمعات اقتصادية أخرى تكسر هذه الهيمنة الأمريكية – الأوروبية، وتؤسس لنظام اقتصادي دولي مختلف.
والتقطت دول بريكس الخمس الخيط الاقتصادي بسرعة ومهارة لكي تسعى لتعميق مجالات التعاون بين أعضائها، وفي الوقت نفسه توسيع أنشطتها وعلاقتها المالية والاقتصادية والتجارية مع عدد أكبر من دول العالم.
ولم تكن دول العالم النامية ومتوسطة النمو بعيدة عن هذا المسعى، فهي أُرهقت من نماذج التنمية الغربية ومن علاقاتها المضطربة مع مؤسسات التمويل الموروثة منذ الحرب العالمية الثانية والمسيطر عليها أمريكياً وأوروبياً.. ولذا، فقد التقى المسعيان في خلق حالة من التفاعل غبر مسبوقة بين عدد كبير من هذه الدول وبين تجمع بريكس سواء على مستواه ككيان أم على مستوى التعاون مع كل من دوله.
ولذلك لم يكن غريباً في التقاء المسعيين أن يكون الهدف المباشر هو تدعيم تجمع بريكس كمقدمة ضرورية لتأسيس مؤسسات اقتصادية ومالية وتجارية جديدة، في ظل هدف كبير أبعد وهو خلق نظام اقتصادي دولي جديد.. وبناءً على هذا فقد بدا منطقياً أن تنظر قمة بريكس الأخيرة في جنوب إفريقيا طلبات انضمام لعضوية التجمع من 23 دولة حول العالم، وأن يشارك هذه القمة قرابة خمسين من رؤساء دول ورؤساء حكومات العالم.
وبقرار التجمع ضم ست دول جديدة لعضويته، وللفخر ثلاث منها عربية هي مصر والإمارات والسعودية، يتسع تمثيله السكاني ووزنه الاقتصادي ومساحته الجغرافية، والذي كان قبل الضم يشمل نحو 25% من اقتصاد العالم وحوالي 40% من سكانه.
ليس هذا فقط، فالمسعى الأبعد للتجمع يبدو أنه أضحى أقرب كثيراً –وإن اكتنفته صعوبات ليست بالهينة– مما كان عليه لدى تأسيسه، وهو صياغة جديدة للنظام الاقتصادي الدولي أكثر تعددية وأقل مركزية وأوسع مشاركة من مختلف دول العالم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب الآن في مصر.. وعيار 21 يسجل مفاجأة جديدة
قال سامح عبد الحكيم، عضو الغرفة التجارية، إن عيار 21سجل اليوم3590 جنيهًا وهو العيار الأكثر تداولا، لافتًا إلى أن أسعار الذهب هذه الفترة هي أنسب أسعار للشراء.
وأضاف “عبد الحكيم” خلال حواره ببرنامج “صباح البلد”، المذاع عبر فضائية “صدى البلد”، اليوم، الأربعاء، أن ما يتم الإقبال عليه حاليًا هي المشغولات الخفيفة، حيث لم يعد هناك إقبالًا كبيرا على الأوزران الثقيلة كما كان في السابق.
وتابع عضو الغرفة التجارية أن هذا التوقيت هو الأنسب لشراء الذهب وليس بيعه، مؤكدًا: “لا ننصح أحد ببيبع الذهب إلا في حالة احتياجه فقط”.
ويبحث كثير من المواطنين خلال الفترة الأخيرة عن أسعار الذهب بشكل يومي، بل كل ساعة، وذلك بسبب حالة عدم الاستقرار التي شهدتها أسعار الذهب بالأسواق في الفترة الأخيرة:
سعر جرام الذهب عيار 24 في مصر:
وسجل جرام الذهب عيار 24 ، سعرا يبلغ 4217 جنيها للجرام.
سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر:
سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في مصروهو الأكثر شيوعا 3690 جنيها.
سعر جرام الذهب عيار 18 في مصر
ووصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 3163 جنيها للجرام.
أما سعر الجنيه الذهب فسجل 29520 جنيه.