أعلنت السلطات الروسية فجر اليوم الاثنين إحباط هجمات ليلية شنتها طائرات مسيرة أوكرانية في منطقتي موسكو وبريانسك الحدودية في جنوب غربي روسيا، في حين عقدت أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" اجتماعا سريا لإعادة ضبط الإستراتيجية العسكرية، وفقا لصحيفة الغارديان.

وكتب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على تطبيق تليغرام أن قوات الدفاع الجوي لمنطقة ليوبيرتسي (جنوب شرق العاصمة) أسقطت طائرة مسيرة معادية قرب موسكو في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

وأضاف أنه وفقا للمعلومات الأولية لم يتم الإبلاغ عن وقوع خسائر في الأرواح أو أضرار على الأرض.

وأوضح "لم تقع إصابات أو أضرار وفقا للمعلومات الأولية"، مشيرا إلى أن الأجهزة المعنية موجودة على الأرض.


هجوم بمنطقة بريانسك

وبدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين إن الدفاعات الجوية الروسية تصدت لهجوم أوكراني بمسيرتين فوق منطقة بريانسك الحدودية في جنوب غربي روسيا.

وذكرت الوزارة عبر قناتها على تطبيق تليغرام أن الدفاعات الجوية دمرت مسيرتين فوق منطقة بريانسك، متهمة كييف بتنفيذ الهجوم.

وأضافت أنه جرى إحباط محاولة أخرى من جانب كييف "لتنفيذ هجوم إرهابي بمسيرات ضد منشآت على أراضي روسيا الاتحادية". ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من المعلومات، وبحسب المعلومات الأولية فإن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو وقوع أضرار.

وقد أعلنت موسكو عن تعرضها لهجمات مماثلة بمسيرات عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك فوق منطقتي بريانسك وكورسك الحدوديتين.

وازدادت في الأسابيع الأخيرة الهجمات بطائرات مسيرة ضد الأراضي الروسية، وخاصة فوق منطقتي بريانسك وكورسك الحدوديتين، التي تستهدف العاصمة الروسية، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، في إطار هجوم كييف المضاد الذي بدأ أوائل يونيو/حزيران الماضي.


ضبط الإستراتيجية العسكرية

على صعيد آخر، نقلت صحيفة الغارديان عن مصادر عسكرية أن بعض كبار الضباط في حلف شمال الأطلسي (ناتو) سافروا قبل أيام إلى مكان سري على الحدود البولندية الأوكرانية للقاء القائد العسكري الأوكراني فاليري زالوجني، للمساعدة في إعادة ضبط الإستراتيجية العسكرية لأوكرانيا.

وبحسب هذه المصادر، فإن الهدف من الاجتماع الذي استمر 5 ساعات هو المساعدة في إعادة ضبط الإستراتيجية العسكرية لأوكرانيا، ومساعدتها لكي تتقدم في هجومها المضاد، وبحث خطط معركة الشتاء القادم.

ونقلت الغارديان عن هذه المصادر أن نتائج هذا الاجتماع أفضت إلى تغيير الإستراتيجية المتبعة للقوات الأوكرانية في هجومها المضاد، حيث بات التركيز على جبهة زاباروجيا.

ويأتي الاجتماع على الحدود البولندية بعد لقاء غير معلن جمع الأدميرال البريطاني توني رادكين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف بهدف فهم أفضل لإستراتيجية أوكرانيا.

في سياق موازٍ، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، في تصريحات لقناة أوكرانية، إن الحرب الحالية يجب ألا تنتهي باستعادة الأراضي الأوكرانية إلى حدود عام 1991 فحسب، بل يجب أن تنتهي أيضا بتدمير النخبة المحيطة ببوتين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

5 سيناريوهات متوقعة للحرب الروسية الأوكرانية في 2025

كييف- مع نهاية سنة 2024 وبداية 2025، تقترب حرب روسيا على أوكرانيا من دخول عامها الرابع، وفي حين يرى مسؤولون ومراقبون فيه أفقا لنهاية الحرب، يتوقع آخرون تصعيدا كبيرا تكون فيه السنوات الماضية "مجرد لا شيء".

وتعتمد الآراء والتوقعات على حقيقة أن 2024 كان لصالح موسكو بامتياز على الأرض حيث تقدمت بوتيرة ملحوظة، وسيطرت خلاله على نحو 2800 كيلومتر مربع، لا سيما في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا.

وفشلت كييف في تحرير أي من أراضيها أو حتى شن عمليات مضادة على غرار عامي 2022 و2023، رغم أنها كثفت استخدام المسيّرات الهجومية، وحصلت على طائرات "إف-16"، وعلى ضوء أخضر لضرب العمق الروسي بصواريخ غربية بعيدة المدى.

سيناريوهات الحرب

وتحت الضغط الروسي ومطالب "الحلفاء الغربيين"، باتت أوكرانيا تبعث -بين الحين والآخر- رسائل الموافقة على وقف الحرب بالمفاوضات، واستعدادها لتقديم تنازلات على الأرض مقابل ضمانات أمنية.

واقع يضع الحرب في أوكرانيا أمام 5 سيناريوهات رئيسية في سنة 2025، منها ما يخص شكل وموعد نهاية الحرب، ومنها ما يُعتبر "مجرد عام جديد" فيها:

السيناريو الأول: السيطرة على كامل دونباس: 

يتضمن استمرار روسيا بالتقدم، وصولا إلى الاستحواذ على كامل إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا (بمقاطعتيه دونيتسك ولوهانسك)، وكذلك السعي لضم أراضٍ جديدة في مقاطعتي زابوريجا وخيرسون، قبل ربيع العام المقبل.

إعلان

وبحسب موقع "ديب ستيت" لخرائط العمليات العسكرية، تسيطر موسكو حاليا على نحو 60% من مساحة دونيتسك، ونحو 98% من مساحة لوهانسك.

في السياق، تقول الكاتبة في الشأن العسكري، أوليانا بيزبالكو، للجزيرة نت: "دونباس هدف روسيا الرئيسي، لكنها تحشد اليوم لعمليات هجومية واسعة في الجنوب، والشتاء أفضل فترة بالنسبة لها لتحقيق هذا الغرض، ولن نشهد قبل الربيع أي جديد، والكلمة ستكون للقوة العسكرية".

وبرأيها، فإن أوكرانيا غير قادرة على وقف تقدم الروس أو أخذ زمام المبادرة على الجبهات، وتراجعت السلطات عن هدف تحرير كل الأراضي "كما لا يؤمن القادة الغربيون بإمكانية ذلك ويريدون دفع كييف نحو سلام ما".

السيناريو الثاني: انتظار مفاوضات ملغومة:

يتعلق السيناريو بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، فكل الأطراف باتت ترى نهاية الحرب في هذه الوسيلة، مع اختلاف في وجهات النظر حول الموعد والأهداف.

وتُعلق الكاتبة بيزبالكو: "الحرب ربما أقرب من أي وقت مضى إلى ذروتها، ثم ستؤول إلى النهاية. المهم في هذه النهاية هو شكلها. أوكرانيا لا تريد تجميد الصراع بل وقفه بوعود وضمانات أمنية مع انسحاب روسيا من أراضٍ لم تكن تسيطر عليها قبل 2014، وموسكو تريد ضمانات أخرى تتعلق بأمنها ووضعها العام في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الانتساب له".

لهذا الغرض ترى بيزبالكو أن الولايات المتحدة تملك وسيلة "العصا والجزرة" لدفع كل من موسكو وكييف والضغط عليهما، لكن فشلها يعني استمرار الحرب بتكاليف أكبر على الجانبين مع استمرار أفضلية التقدم لصالح روسيا.

وبحسب مسؤولين أوكرانيين، فإن موسكو تسيطر حاليا على نحو 18% من مساحة أوكرانيا البالغة 603.6 آلاف كيلومتر مربع.

تفاوض هش السيناريو الثالث: روسيا لن تفاوض:

يرى مسؤولون آخرون أن هذا السيناريو -الذي تعد له روسيا- بعيد كل البعد عن التفاوض الجاد، بدلالة ما تفعله وتحشد له على الأرض، حتى وإن لمحت إلى غير ذلك.

إعلان

يقول أوليغ جدانوف، وهو خبير عسكري وعقيد في قوات الاحتياط، "لا أصدق الروس مهما قالوا. موسكو جندت 430 ألفا خلال 2024، وخطة 2025 تتضمن تجنيد 450 ألفا آخرين. كما أنها تحشد لعمليات هجومية واسعة جديدة في جنوب البلاد. هذا يعني أنها تجهز للمزيد، وليس أي شيء آخر".

ووفقا له، لا يستطيع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إجبار الكرملين على التفاوض، لكن واشنطن قد تزيد بشكل كبير حجم مساعداتها لتحويل أوكرانيا من الدفاع إلى الهجوم، ولكن ليس قبل منتصف العام.

السيناريو الرابع: نهاية الحرب بعد عام:

على أساس هذا الرأي، يرسم الخبير أوليغ جدانوف هذا السيناريو، متوقعا أن تكون نهاية الحرب بالتفاوض فعلا، ولكن ليس قبل عام كامل.

ويقول: "أعتقد أن جهود التفاوض ستكون شكلية خلال العام إن حدثت. نحن أمام فرص تصعيد كبير يستمر حتى ترجح كفة القوة في التفاوض لصالح أوكرانيا. لا أعتقد أن ذلك ممكن قبل نهاية 2025 أو حتى بداية 2026".

تجميد مؤقت السيناريو الخامس: وقف النار وتجميد الصراع:

هذا السيناريو لا يحدد نهاية للحرب، بل يجمدها مؤقتا ريثما تتفق الأطراف مع الوسطاء على اتفاقية ومعايير سلام ما.

في حديث للجزيرة نت، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية (بنتا)، "يدعم هذا السيناريو حقيقة أن فريق ترامب يصر على وقف مؤقت لإطلاق النار في حال بدء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. تجميد الحرب ممكن أكثر، وسيكون أسرع من وقفها".

ويرى أن روسيا لم تحقق أهدافها، لكنها قد تكون معنية فعلا بتجميد الحرب لا وقفها، وإنها تعاني مشاكل داخلية تدفعها إلى ذلك. وأن "المجتمع الروسي (كالأوكراني) تعب من الحرب، وحتى الإنجازات العسكرية الضئيلة التي تحققت، كلفت موسكو خسائر فادحة في البشر والموارد والاقتصاد".

يُذكر أن روسيا بدأت في فبراير/شباط 2022 حربا واسعة على 9 مقاطعات أوكرانية تحاذي أراضيها، من بينها كييف في الشمال، قبل أن تنسحب كليا أو جزئيا من 5 مقاطعات، وتعلن في سبتمبر/أيلول من العام نفسه تعديلا دستوريا ضمت بموجبه لوهانسك ودونيتسك وزابوريجا وخيرسون في الشرق والجنوب.

إعلان

وبحسب الناتو، حصدت الحرب حتى أواخر العام 2024 نحو مليون جندي بين قتيل وجريح، من بينهم 400 ألف أوكراني.

مقالات مشابهة

  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط 68 طائرة مسيرة أوكرانية
  • انفجارات قوية تهز العاصمة الأوكرانية كييف
  • القوات الروسية تتصدى لهجوم مسيرات بحرية أوكرانية
  • الدفاع الروسية: صفقة تبادل أسرى بين موسكو وكييف وعودة 150 جنديا روسيا
  • موسكو تكثف ضرباتها وتحذر كييف من الظلام الكامل
  • موسكو تكثف ضرباتها ضد أوكرانيا وتحذر كييف من الظلام الكامل
  • عاجل - روسيا ترفض مقترحات فريق ترامب حول أوكرانيا.. تجميد عضوية الناتو و"قوات حفظ السلام" تثير استياء موسكو
  • دبلوماسي أوكراني: كييف قد تعطى أولوية لتأمين ضمانات أمنية قوية بدلا من الانضمام الفورى للناتو
  • 5 سيناريوهات متوقعة للحرب الروسية الأوكرانية في 2025
  • لافروف: كييف والغرب يريدان وقفا لإطلاق النار لتعزيز إمكانات القوات المسلحة الأوكرانية