فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك ويجره إليك جرا.. علي جمعة: احذره
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
لاشك أن وجود فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك يمثل أكبر المخاوف لدى الكثيرين، حيث إن الفقر من أشد الابتلاءات الدنيوية ، ففيه هلاك محقق للإنسان ، وكما أن الرزق من أهم الحاجات الدنيوية التي يسعى لنيلها طوال حياته، ولا ينفك الإنسان عن طلبها ، ففي هذا أيضًا دلالة على خطورة ضيق الرزق خاصة إذا وصل إلى درجة الفقر، ومن ثم فلا أحد يمكنه تجاهل أي فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك
أو الاستهانة به، وإنما ينبغي تجنبه والإقلاع عنه للنجاة من الفقر.
فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك
حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك
، قائلاً إن هذا الفعل هو التبذير وصرف الأموال في غير مواضعها.
واستشهد «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قال الله تعالي في سورة الإسراء : { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} وفي هاتين الآيتين نجد أن الله سبحانه وتعالي قد أمرنا بالوسطية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } .
وأضاف أن هذه الوسطية وتلك الشهادة تحتاج إلي دُربه وتحتاج إلي بناء نفسي في علاقة الإنسان مع نفسه، وهذا التصوير البليغ {لَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً} والذى لم يقف عند هذا الحد بل إنه يقول {مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِ} فهو يشير بذلك إلي أن غل اليد يؤدي إلي الإختناق ؛ لأن اليد إذا ما وضعت علي العنق وأخذت في الضغط فإن في إستمرار هذا الضغط إختناق .
وتابع: وعلي ذلك فالإنسان إذا ما كان بخيلاً يكون خانقاً لنفسه وخانقاً لمن حوله، وهي حالة ينبغي عليه أن يتخلص منها ، ولكن لا يكون ذلك بفعل متطرف يوقعه في التبذير ، فلقد نهينا عن التبذير كما نهينا عن الشح، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} نُهينا عن الشح وجعل الله سبحانه وتعالي من صفات المتقين أن يتقي الإنسان شح نفسه ، { وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ }.
وأوضح أنه تعالى نهي أن نبسط هذه اليد كل البسط حتي لا تنتهي الموارد في النهاية ويقف الإنسان عاجزاً، وكم رأينا في حياتنا من الأفراد ومن العائلات الكبيرة الغنية ومن المجتمعات التي كانت تملأ الأرض ثراءً ، وجدناها وقد كر عليها الفقر بناءاً علي وضع الأموال في غير مواضعها، أي نتيجة للسفاهة الفردية أو الإجتماعية أو الجماعية التي تبناها الإنسان فأخذ يصرف بطريقة مبذرة سفيهه نهي الله سبحانه وتعالي عنها ، فقال الله عز وجل :{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ}.
وأشار إلى أن بعض الناس يتعلل قائلا (أن الرزاق هو الله جل وعلا) وأيضاً (إصرف ما في الجيب يأتيك مافي الغيب) وهذه الأمثال تمثل ثقافة وعقلية سائدة ، لكن الله سبحانه وتعالي ينبه أنه كما يبسط الرزق لعباده فإنه يقدر عليهم أيضاً أي يضيق عليهم ، ويجعل هذا مرتبطاً بمشيئته سبحانه وتعالى أي بأمر غيبي ليس من عالم الشهادة ، ولكن في عالم الشهادة نسعي لتحصيل الأرزاق ، ونسعي لصرف هذه الأرزاق في مواردها وأبوابها التي شرعها الله لنا بإعتدال ، أوجب علينا الإعتذار للناس بقول حسن إذا ما هم ضغطوا علينا في هذا التبذير .
وأكد قائلاً: فنحن أمرنا ألا يكون لنا عادة في هذا التبذير، وكل ذلك فيه بناء نفسي للإنسان، فقال الله عز وجل :{ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} أي ويضيق أيضاً { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } فبعض العباد يصلحهم الغني ، وبعض العباد يصلحهم الفقر لأنه يطغي إذا ما أغتني، وبعض العباد يكفر إذا ما أفتقر .
وأفاد بأن ربنا سبحانه وتعالي وهو يعطي نعمة الغني أو إبتلاء الفقر فإنه يختبر الإنسان بين الشكر وبين الصبر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ »، وبذلك فإنه إذا ما تعلق قلب المؤمن بالله ولله وفي الله فإنه يكون في هذا العجب الذي تعجب منه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة فی هذا إذا ما
إقرأ أيضاً:
طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام
من الطاعات التي تعقب شهر رمضان صيام الست من شوال، فعن ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها» [رواه ابن ماجه].
يقول ابن حجر الهيتمي: «لأن الحسنة بعشر أمثالها، كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها «صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي: من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة» أي: مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر: ﴿قل هو الله أحد﴾ تعدل ثلث القرآن وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها؛ يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك.
واستطرد: حاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك؛ تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا» [تحفة المحتاج].
الذكر بعد رمضان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن المأثور من الذكر المساعد على الثبات على العبادة بعد رمضان، هو ترديد ذكر "يا وارث" 1000 مرة ما بين المغرب والعشاء، وهذا ما ورد من المجربات عن العلماء السابقين.
وقال “جمعة”: عليك أخي الكريم بذكر الله؛ لما ورد فى قوله- تعالى-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.. [الرعد : 28].
علامات قبول الطاعة بعد رمضانقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المخاصمة سبب لعدم قبول الأعمال عند الله أو التوبة من الذنوب، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس؛ فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا".
وطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال أحد الدروس الدينية، بالتخلق بخلق المسامحة، حتى ولو أخطا الآخر في حقنا، وأضاف: "فقد كنا قديما عندما يعتدى علينا أحد؛ نقول له: "الله يسامحك" التي لم نعد نسمعها الآن، وأيضًا كنا نقول "صلي على النبي-صلى الله عليه وسلم-"، وأيضًا: "وحدوا الله"، فنحتاج هذه الأدبيات والأخلاق، وتراثنا الأصيل المشبع بأخلاق الإسلام يجب أن يعود مرة أخرى".
واستطرد: "القصاص لا نستوفيه من أنفسنا، وإنما يكون من خلال القضاء الذي وضعه الشرع لنا كضابط، فعندما يظلمنا أحد؛ لا نقتص منه بأيدينا، وإنما نلجأ للقاضي؛ ليقتص لنا".