وقال تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية، السبت: “إن الدبلوماسيين الأمريكيين كانوا على علم بالتفاصيل والمعلومات حول قيام القوات السعوديّة بإطلاق النار على المهاجرين الأفارقة في الحدود اليمنية، وقصفهم؛ ما أَدَّى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم، إلى جانب إساءة معاملتهم”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” نشرت قبل أَيَّـام تقريراً مطولاً كشفت فيه تعرض المهاجرين على الحدود اليمنية السعوديّة لجرائمَ وانتهاكات وحشية متنوعة من قبل قوات العدوّ السعوديّ، خلال 15 شهراً حتى يونيو الماضي.

 واستند تقريرُ المنظمة إلى شهادات من الضحايا ورفقائهم، بالإضافة إلى صور ومقاطع فيديو، ولقطات من الأقمار الصناعية.

وأخبر مهاجرون المنظمة أن الجنودَ السعوديّين كانوا يسألونهم عما إذَا كانوا يفضِّلون إطلاق النار عليهم في الذراع أَو في الساق، فيما قال صبي إن الجنود أجبروه على اغتصاب فتاتَينِ أمامهم.

ونقلت الصحيفةُ عن مسؤولين وأشخاص مطلعين، أن الأمم المتحدة كانت تعلم أَيْـضاً وقدمت للولايات المتحدة كافة المعلومات عن هذه الجرائم والانتهاكات.

وأكّـد التقرير أن المسؤولين الأمريكيين اختاروا عدمَ الحديث عن تلك الجرائم طيلة الفترة الماضية.

ونقل التقريرُ عن مصادر كانت حاضرةً في الاجتماعات بين المسؤولين الأمميين والدبلوماسيين الأمريكيين، أن سفير الولايات المتحدة في اليمن، ستيفن فاجن، كان من ضمن الأشخاص الذين تلقوا المعلومات والتفاصيل حول الجرائم السعوديّة بحق المهاجرين.

وأضافت الصحيفة أن دبلوماسيين آخرين من فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد والاتّحاد الأُورُوبي كانوا على علم بالتفاصيل.

 

ونقل التقرير عن مصادرَ طبية قريبة من الحدود اليمنية السعوديّة أن الجرائم بحق المهاجرين تُرتكب بشكل يومي، وأن المستشفيات تستقبلُ ما بين أربع إلى خمس حالات بصورة يومية بينها نساء وأطفال.

وكان مسؤولون أمريكيون زعموا قبل أَيَّـام أنهم تحدَّثوا إلى السعوديّة بشأن تلك الجرائم، لكن الصحيفة أوضحت أن “انتهاكات حقوق الإنسان، مهما كانت جسيمة، نادراً ما تحظى بالأولوية عندما يتعامل الدبلوماسيون (الأمريكيون) مع نظرائهم من الشركاء الأثرياء مثل المملكة العربية السعوديّة”!

 

وتؤكّـدُ هذه المعلوماتُ بوضوحٍ المسؤوليةَ المباشرةَ للولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية، عن استمرار جرائم وانتهاكات النظام السعوديّ؛ وهو ما ينسفُ كُـلَّ المزاعم والدعايات الغربية بشأن الحِرْصِ على حقوقِ الإنسان، وتحقيق السلام.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السعودی ة

إقرأ أيضاً:

لماذا تسعى أمريكا للسيطرة على قطاع غزة ( 2 )؟

في المقال السابق، تناولنا الصراع العالمي بين النظام القائم بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، والنظام القادم الذي تقوده الصين وروسيا، مدعومًا بمجموعة بريكس.

وأوضحنا أن "طريق الحرير الصيني" يمثل كلمة السر في إصرار واشنطن على السيطرة على غزة وتهجير سكانها، حيث تسعى لجعل القطاع مرتكزًا لوجستيًا وملاحيًا رئيسيًا في مشروع "الممر الاقتصادي الهندى الذي يربط آسيا بأوروبا وأمريكا.

هذا الصراع لا يقتصر على غزة وحدها، بل هو جزء من معركة أوسع للسيطرة على المنافذ البحرية، والممرات الملاحية، ومناطق الثروات والمعادن الاستراتيجية، وخاصة تلك التي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية والطاقة الخضراء المتجددة. فهذه الصناعات تمثل العمود الفقري للاقتصاد العالمي القادم، وأي قوة تسيطر عليها ستتمكن من فرض نفوذها على المشهد الدولي.

في هذا السياق، تحتل مصر موقعًا محوريًا، إذ تعد الجسر الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات، والمتحكم في شريانين ملاحيين استراتيجيين: البحر الأحمر والبحر المتوسط. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك مصر احتياطيات ضخمة من الرمال الغنية بمادة السيليكون، الأساسية في صناعة الرقائق الإلكترونية. وهذا ما جعلها ساحة رئيسية للصراع بين القوى الكبرى، التي تمارس عليها ضغوطًا اقتصادية وسياسية وعسكرية لإجبارها على الانسحاب من مجموعة بريكس، وهو الهدف الحقيقي وراء محاولات إقناعها بقبول توطين سكان غزة على أراضيها.

إدارة القيادة السياسية المصرية لهذا الصراع تمثل معادلة تاريخية معقدة ستكون محل دراسة في مراكز الأبحاث العالمية، ودوائر الاستخبارات وصنع القرار. فمصر، التي كانت قبل عقد من الزمان على شفا الانهيار، استطاعت خلال عشر سنوات فقط أن تصبح لاعبًا رئيسيًا يناطح أعتى القوى العالمية، وترفض الانصياع للإملاءات الخارجية، مما قد يساهم في إعادة تشكيل النظام العالمي وسقوط الهيمنة الأمريكية.

وفي هذا الإطار، جاء رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة واشنطن في هذا التوقيت حسبما تردد ليعكس موقفًا مصريًا حاسمًا برفض أي ترتيبات تمس الأمن القومي المصري.

هذا القرار لم يكن مجرد رفض دبلوماسي، بل رسالة صريحة بأن القاهرة عازمة على الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي، وأنها لن تخضع للضغوط أو الإغراءات.

ردًّا على هذا الموقف، استقبلت واشنطن رئيس وزراء الهند بحفاوة بالغة، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اللقاء عن "إطلاق أحد أعظم مشاريع التجارة في التاريخ، والذي يمتد من الهند إلى إسرائيل، ثم إلى إيطاليا، وصولًا إلى الولايات المتحدة". وكان لافتًا أن ترامب لم يذكر السعودية أو الإمارات أو الاتحاد الأوروبي، على عكس ما كان قد أعلنه الرئيس السابق جو بايدن في سبتمبر الماضي، مما يشير إلى محاولة تجاهل أو الضغط على الدول التي أبدت تضامنًا مع الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة.

بالتزامن مع ذلك، صعّدت واشنطن لهجتها ضد موسكو، حيث صرّح نائب ترامب، جي دي فانس، بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات قاسية أو حتى تتخذ إجراءات عسكرية ضد روسيا إذا لم يوافق بوتين على اتفاق يضمن استقلال أوكرانيا على المدى الطويل.

هذا التصعيد يعكس حالة القلق والاضطراب الأمريكي بسبب مجموعة بريكس، التي تهدد هيمنة الدولار على التجارة العالمية، ونفوذ الولايات المتحدة في المشهد الاقتصادي العالمي.

معركة غزة إذن ليست مجرد صراع إقليمي، بل هي المنفذ والمنقذ الوحيد للنظام العالمي القائم، الذي تعاني الولايات المتحدة من تراجعه. السيطرة على غزة تعني التحكم في أحد أهم المفاصل الجيوسياسية للتجارة الدولية، وتأمين موطئ قدم استراتيجي يسمح لواشنطن وحلفائها بتطويق النفوذ الصيني والروسي في المنطقة.

لكن الإرادة المصرية، ومعها إرادة القوى الصاعدة، قد تُعيد رسم قواعد اللعبة، لتكون غزة، بدلًا من أن تكون جسرًا للهيمنة الأمريكية، نقطة تحول في انهيار النظام العالمي القديم، وبزوغ عالم جديد أكثر تعددية وتوازنًا.

مقالات مشابهة

  • إستونيا توسّع آفاق التعاون الرقمي مع السعودية وتستعرض ريادتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
  • الشركة السعودية للصناعات العسكرية “SAMI”.. تعرض أحدث ابتكاراتها في الجناح السعودي بمعرض “آيدكس 2025”
  • كييف ترفض إرسال مفاوضيها إلى السعودية.. ماذا تتضمن صفقة «ترامب» لدعم «زيلينسكي»؟
  • من واشنطن إلى نيويورك.. لِم تتفاقم أعداد الفئران في مدن العالم الكبرى؟
  • عمرو أديب: نيويورك تايمز تتكلم عن مقترح طلعت مصطفى لإعمار غزة مثل ترامب
  • البيت الأبيض يهدد المهاجرين في رسالة عيد الحب
  • إيلون ماسك يفتح النار على سرية المعلومات الحكومية في الولايات المتحدة
  • هل تهمش واشنطن أوروبا في سلام أوكرانيا؟
  • لماذا تسعى أمريكا للسيطرة على قطاع غزة ( 2 )؟
  • من نيويورك.. سفراء أوروبيون وعرب يرفضون قطعاً تهجير فلسطينيي غزة