مطبّات التطبيع السعودي-الإسرائيلي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
السعي الدبلوماسي الأمريكي الحثيث لاستكمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل هو جعجعة من دون طحن. هكذا يرى الكاتبان دانييل دو بيتريس وراجان مينون في ناشيونال إنترست.
رغم ما يبدو أنه صفقة كبيرة، وفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلا أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل تعيقه مسائل كثيرة ولا يصبّ في مصلحة أمريكا.
والقضية الحساسة هنا هي موقف محمد بن سلمان من القضية الفلسطينية. فهو ولي العهد وابن خادم الحرمين الشريفين. ورغم قدرته على إجراء تغييرات كبيرة في المملكة وتوجهاتها، إلا أن القضية الفلسطينية تبدو استثناء. ولن يستطيع والده، العاهل السعودي، أن يحذو حذو الإمارات في التطبيع. أما نتنياهو وحكومته المتطرفة فلن يقبلوا بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم لأن حكومتهم قد تنهار سريعا.
وتأتي علاقة المملكة مع الصين. فولي العهد، محمد بن سلمان، لن يفرّط فيها بالطبع. فقد عمل بن سلمان على تعزيز هذه العلاقات منذ عام 2017. والعلاقات التجارية مع الصين تشمل مفاصل عسكرية وتنموية واقتصادية وأمنية وتحقق رؤية ولي العهد والتوازن الاستراتيجي وتدرّ على المملكة أرباحا طائلة.
ويختم الكاتبان بالتساؤل: هل ستخدم أمريكا أمن الدولة (السعودية) التي استغنت عن الولايات المتحدة بسهولة من أجل أسعار النفط والعقوبات على روسيا؟ وتم استخدام عبارة بلاغية في النهاية، وهي كناية عن عدم جدوى العملية الدبلوماسية: عصير التطبيع الإسرائيلي-السعودي لا يستحق عصره.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اتفاق السلام مع إسرائيل بنيامين نتنياهو محمد بن سلمان
إقرأ أيضاً:
محمد بن سلمان.. ماذا يعني التغيير الكبير لمستقبل السعودية؟
يرسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استراتيجية جديدة للنظام العالمي بعد أن تحول من أمير شاب معتدٍ بنفسه قبل عدة سنوات، إلى وسيط دولي مؤثر وقوي، وفقا لوكالة "بلومبرغ".
وقالت بلومبرغ في مقال لبرادلي هوب، الذي نشر هو وجاستين تشيك كتاب "الدم والنفط" في عام 2020 حول الأمير محمد بن سلمان، إن السنوات الأربع الأخيرة من حكم محمد بن سلمان تمثل تغييرا كبيرا عن أول خمس سنوات له، وما يعنيه ذلك لمستقبله ومستقبل المملكة العربية السعودية.
تميز صعود محمد بن سلمان، الذي اختير وليا للعهد في عام 2017، بسلسلة من التعقيدات، بدءا من الحرب المدمرة في اليمن والتضييق على المعارضين والإنفاق الباذخ والمشاكل مع الجارة قطر وانتهاء بمقتل الصحافي جمال خاشقجي والتي ساهمت في توتر علاقات الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويوضح الكاتب كيف أن محمد بن سلمان تمكن بعد ذلك من تجاوز كل هذه القضايا، ليصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
في البداية تصالح مع قطر في عام 2021، وبعدها نجح في تخفيف حدة التوتر مع إيران، العدو التقليدي للسعودية، قبل أن تعود واشنطن للتعامل معه من جديد مستفيدا من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
السعودية أولايقول الكاتب إنه وعلى الرغم من استمرار الانتقادات التي توجهها المنظمات الحقوقية لمعاملة السعودية للمعارضين وغياب الحريات السياسية، لكن العالم الذي سعى إلى عزل محمد بن سلمان أصبح الآن "بلا خيار سوى التفاعل معه."
ويضيف أن عصر محمد بن سلمان، الذي تمتد فيه تأثيرات السعودية إلى ما هو أبعد من أسواق النفط، بدأ الآن.
ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية باتت تتبع اليوم بوضوح مبدأ "السعودية أولاً".
ويلفت إلى أن تأثيرات السعودية توسعت لتشمل الشركات الكبرى في وادي السليكون إلى ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز وألعاب الفيديو والغولف وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
ويختتم الكاتب بالقول إن بصمات المملكة أصبحت أكثر وضوحا في الاقتصاد العالمي وإن تداعيات تحول السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان ستستمر في التأثير على ما وراء حدود المملكة لعقود قادمة.
وفي إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030" التي أطلقها قبل عدة سنوات، يسعى محمد بن سلمان إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية والى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.
ومنذ تولي محمد بن سلمان (37 عاما) ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت مغلقة لعقود انفتاحا اجتماعياً واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق.
وتنفق المملكة ببذخ في إطار استراتيجية لتطوير بنيتها التحتية وتحسين صورتها، فتقوم ببناء مرافق سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار بالإضافة لاستضافة فعاليات رياضية وترفيهية تضم صفوة نجوم العالم.