عربي21:
2024-12-18@15:51:31 GMT

بريكس ليست جمعية خيرية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

يخطئ من يظن أن مجموعة بريكس جمعية خيرية توزع الهدايا والهبات والصدقات على أعضائها على غرار هدايا بابا نويل ليلة عيد الميلاد.

هى تجمع يسعى كل عضو فيه لتعظيم مكاسبه وإعلاء مصالحه.

وبالتالى فإن مصر التى وافقت المجموعة يوم الخميس الماضى على الانضمام إليها ابتداء من الأول من يناير ٢٠٢٤ المقبل، ستحقق مكاسب بقدر ما لديها من إمكانيات وجهد وعمل وإنتاج وصادرات ومزايا نسبية تفيد المجموعة، وبالتالى يخرج الكل رابحا.



أما الاعتقاد بأن مجرد الإعلان عن انضمام مصر للمجموعة سيحل كل المشاكل فورا، فهو كلام غير منطقى وغير علمى وغير عملى، وبالتالى وجب الحرص منه وعدم التعويل عليه لأنه أشبه بالتخدير الذى قد يخفف الألم حينا، لكنه لا يعالج أصل المرض.

فى مقال الأمس قلت بوضوح إن انضمام مصر للبريكس أمر طيب وجيد ومفيد لأنه يحقق العديد من المزايا والمميزات والإيجابيات، لكن هناك نقطة مهمة وهى خطورة أن يقوم البعض بإشاعة أفكار وآراء وتصورات خاطئة ضررها محقق ونفعها غير موجود.

المسألة ببساطة أنه لو كانت البريكس قادرة على حل كل المشاكل مرة واحدة، لكان من الأولى أن تحل المشاكل الاقتصادية لروسيا، وهى دولة نعرف أن مساحتها الأكبر عالميا، ومواردها الأضخم خصوصا فى الحبوب والأسمدة والطاقة ثم إنها القوة العسكرية الثانية فى العالم مع ترسانة نووية ضخمة، والأمر نفسه ينطبق على جنوب إفريقيا وهى عضو فى المجموعة منذ عام ٢٠١٠ ورغم ذلك تعانى من بعض المشاكل الاقتصادية باعتبارها اقتصادا ناشئا خصوصا بعد تفشى وباء كورونا والأزمة الاوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية بفعل التضخم، الذى أدى لرفع أسعار الفائدة عالميا فهربت منها كميات من الأموال الساخنة مثلما حدث فى مصر ودول أخرى.

وقد قرأت تحليلا لوائل النحاس خبير أسواق المال يقول فيه إن الحديث عن المكاسب سابق لأوانه، لأنه حتى الآن لم يتم الحديث عن أطر وقواعد انضمام مصر للمجموعة. ولن نجنى الثمار قبل ٥ سنوات على الأقل.

هى خطوة إيجابية من وجهة نظره لكنها تحمل بعض التخوفات، فمثلا إذا تم الاستغناء عن الدولار كعملة تبادل دولية، فإن تحويلات المصريين لن تأتى بالدولار بل بعملات الدول التى يعملون بها مثل الدرهم الإماراتى والريال السعودى، كما لن نحصل على عوائد المرور من قناة السويس بالدولار، وبالتالى فإن ذلك قد يؤثر على قدرتنا على سداد ديوننا المقومة بالدولار.

النقطة المهمة الأخرى هى أن مصر وخلال فترات زمنية مختلفة استغنت عن الدولار وما تزال تفعل حتى الآن فى بعض المعاملات التجارية.

إذا استفادتنا من الانضمام إلى مجموعة البريكس تتوقف على مدى جهدنا وإصلاحنا وتقدمنا الاقتصادى، فعلى سبيل المثال إن لم نستطع أن نعظم من إنتاجنا وصادراتنا، فسوف نتحول إلى سوق كبيرة تستفيد منه بقية الدول الأعضاء، فى حين أن قدرتنا على الاستفادة من كل الفرص المتاحة من وراء هذا التجمع، يمكن أن تفيدنا فى فتح أسواق جديدة للصادرات، والأهم أيضا الاستفادة من تجارب النجاح فى دول التجمع المختلفة.

لكن قبل ذلك، لابد أن يكون لدينا صادرات أولا، وبعدها يمكن الحديث عن الأسواق.

نفس الأمر فإن الاستثمارات المتوقعة من دول البريكس فى مصر لن تأتى أبدا إلا حينما يكون هناك ظروف وبيئة جاذبة ومشجعة لهذه الاستثمارات، وعلى سبيل المثال فإن علاقتنا جيدة وماتزال جيدة للغاية مع غالبية دول البريكس الخمس ومع معظم الدول الخمس التى انضمت للتجمع معنا يوم الخميس الماضى، ورغم ذلك، لم نستطع أن نقنعهم بجلب الاستثمارات الضخمة إلى أسواقنا، ولم نتمكن من تصدير الكثير من السلع والخدمات إليهم.

مرة أخرى الانضمام للبريكس خطوة مهمة جدا، لكن لن يساعدنا أحد ما لم نتمكن من مساعدة أنفسنا والتغلب على مشاكلنا التى تعيق وتعرقل الإنتاج والاستثمار.

هناك بيت شعر يقول:
ما حك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك

ورغم ذلك، علينا أن نساعد أنفسنا وإذا حدث ذلك فسوف يساعدنا الآخرون.

يتبقى سؤال مهم: هل صحيح ان البريكس ستنهى إلى الأبد أسطورة الدولار وتخلق عملة جديدة؟!
الإجابة لاحقا إن شاء الله.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بريكس مصر الدولار مصر دولار بريكس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حكم الشماتة فى الموت ..الإفتاء : ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا

لا شك أن الحزن والبكاء على الميت مهما كان حاله لمن دواعي الرحمة والإنسانية، فلقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم- لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال « أليست نفسًا»، رواه البخاري ومسلم.

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين، حيث إنه ابتلاء لهم ولمن بعدهم، مبينًا: عند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ.

حكم الشماتة في الموت

وأوضحت دار الإفتاء أن الشماتة في الموت ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا، فكما مات غيره سيموت هو، مسائلًا: وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟!.

واستندت الإفتاء في توضيحها حكم الشماتة في الموت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك»، رواه الترمذى وحسَّنه.

الشماتة في الموت

واستكملت أن الله – تعالى- قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين فى غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}، [سورة آل عمران : الآية 140].

وأكدت دار الإفتاء أن الشماتة و التشفِّيَ في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيا كان مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة.

حكم سب الميت

قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن ينال الأحياء أحد من الأموات أو ان يسبهم فقال النبي: " لا تسبُّوا الأمواتَ؛ فإنهم قد أفضَوا إلى ما قدَّموا " الا ان من الاموات كانوا أشرارا ولهم خطورة فذكرهم لتحذير الناس ليس ممنوعا .

وأضاف هاشم قائلا: ذكرُ مساوئ الموتى - في غير ضرورة شرعيَّة - ليس من شِيَمِ الكرام، ولا هو من أخلاقِ المسلمين والحديث عن الميت لا أثر له عند الله سبحانه فهو العليم بما يستحقه من تكريم أو إهانة، وقد يكون حديث الناس عنه دليلًا ولو ظنيًّا على منزلته عند ربه، لكن ذلك لا يكون إلا من أناس على طراز معين .

ومع ذلك نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر الأموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفِّي من أهله، فذلك يُغيظُهم ويُؤذِيهم، والإسلام يَنهَى عن الإيذاء لغير ذنْب جَنَاهُ الإنسان، ولا يؤثِّر على منزلته عند الله الذي يُحاسبه على عمله، وقد قال صلى الله عليه وسلم في قتلى بدر من المشركين:”لا تَسُبُّوا هؤلاء فإنه لا يَخلُص إليهم شيء مما تقولون، وتُؤذون الأحياء” ، وعندما سب رجل أبًا للعباس كان في الجاهلية كادت تَقوم فتنة، فنُهِيَ عن ذلك.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان إسطنبول
  • التعاون المصري الصيني بمجموعة البريكس في حوار مفتوح لسفير بكين بالصحفيين
  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • حكم الشماتة فى الموت ..الإفتاء : ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا
  • تلفزيون "بريكس" يسلط الضوء على الطفرة السياحية التي حققتها دبي في 2024
  • تلفزيون بريكس يسلط الضوء على الطفرة السياحية التي حققتها دبي في 2024
  • تعرف على المشاكل والأضرار التي يسببها فرد الشعر بالحناء
  • نادي الإمارات العلمي يُتوَّج بجائزة الابتكار في «البريكس»
  • الخارجية الروسية: مجموعة البريكس ستناقش الأوضاع في سوريا للتعامل معها
  • موسكو: بريكس لن تمانع في انضمام سوريا