عربي21:
2024-11-15@20:42:06 GMT

بريكس ليست جمعية خيرية

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

يخطئ من يظن أن مجموعة بريكس جمعية خيرية توزع الهدايا والهبات والصدقات على أعضائها على غرار هدايا بابا نويل ليلة عيد الميلاد.

هى تجمع يسعى كل عضو فيه لتعظيم مكاسبه وإعلاء مصالحه.

وبالتالى فإن مصر التى وافقت المجموعة يوم الخميس الماضى على الانضمام إليها ابتداء من الأول من يناير ٢٠٢٤ المقبل، ستحقق مكاسب بقدر ما لديها من إمكانيات وجهد وعمل وإنتاج وصادرات ومزايا نسبية تفيد المجموعة، وبالتالى يخرج الكل رابحا.



أما الاعتقاد بأن مجرد الإعلان عن انضمام مصر للمجموعة سيحل كل المشاكل فورا، فهو كلام غير منطقى وغير علمى وغير عملى، وبالتالى وجب الحرص منه وعدم التعويل عليه لأنه أشبه بالتخدير الذى قد يخفف الألم حينا، لكنه لا يعالج أصل المرض.

فى مقال الأمس قلت بوضوح إن انضمام مصر للبريكس أمر طيب وجيد ومفيد لأنه يحقق العديد من المزايا والمميزات والإيجابيات، لكن هناك نقطة مهمة وهى خطورة أن يقوم البعض بإشاعة أفكار وآراء وتصورات خاطئة ضررها محقق ونفعها غير موجود.

المسألة ببساطة أنه لو كانت البريكس قادرة على حل كل المشاكل مرة واحدة، لكان من الأولى أن تحل المشاكل الاقتصادية لروسيا، وهى دولة نعرف أن مساحتها الأكبر عالميا، ومواردها الأضخم خصوصا فى الحبوب والأسمدة والطاقة ثم إنها القوة العسكرية الثانية فى العالم مع ترسانة نووية ضخمة، والأمر نفسه ينطبق على جنوب إفريقيا وهى عضو فى المجموعة منذ عام ٢٠١٠ ورغم ذلك تعانى من بعض المشاكل الاقتصادية باعتبارها اقتصادا ناشئا خصوصا بعد تفشى وباء كورونا والأزمة الاوكرانية والأزمة الاقتصادية العالمية بفعل التضخم، الذى أدى لرفع أسعار الفائدة عالميا فهربت منها كميات من الأموال الساخنة مثلما حدث فى مصر ودول أخرى.

وقد قرأت تحليلا لوائل النحاس خبير أسواق المال يقول فيه إن الحديث عن المكاسب سابق لأوانه، لأنه حتى الآن لم يتم الحديث عن أطر وقواعد انضمام مصر للمجموعة. ولن نجنى الثمار قبل ٥ سنوات على الأقل.

هى خطوة إيجابية من وجهة نظره لكنها تحمل بعض التخوفات، فمثلا إذا تم الاستغناء عن الدولار كعملة تبادل دولية، فإن تحويلات المصريين لن تأتى بالدولار بل بعملات الدول التى يعملون بها مثل الدرهم الإماراتى والريال السعودى، كما لن نحصل على عوائد المرور من قناة السويس بالدولار، وبالتالى فإن ذلك قد يؤثر على قدرتنا على سداد ديوننا المقومة بالدولار.

النقطة المهمة الأخرى هى أن مصر وخلال فترات زمنية مختلفة استغنت عن الدولار وما تزال تفعل حتى الآن فى بعض المعاملات التجارية.

إذا استفادتنا من الانضمام إلى مجموعة البريكس تتوقف على مدى جهدنا وإصلاحنا وتقدمنا الاقتصادى، فعلى سبيل المثال إن لم نستطع أن نعظم من إنتاجنا وصادراتنا، فسوف نتحول إلى سوق كبيرة تستفيد منه بقية الدول الأعضاء، فى حين أن قدرتنا على الاستفادة من كل الفرص المتاحة من وراء هذا التجمع، يمكن أن تفيدنا فى فتح أسواق جديدة للصادرات، والأهم أيضا الاستفادة من تجارب النجاح فى دول التجمع المختلفة.

لكن قبل ذلك، لابد أن يكون لدينا صادرات أولا، وبعدها يمكن الحديث عن الأسواق.

نفس الأمر فإن الاستثمارات المتوقعة من دول البريكس فى مصر لن تأتى أبدا إلا حينما يكون هناك ظروف وبيئة جاذبة ومشجعة لهذه الاستثمارات، وعلى سبيل المثال فإن علاقتنا جيدة وماتزال جيدة للغاية مع غالبية دول البريكس الخمس ومع معظم الدول الخمس التى انضمت للتجمع معنا يوم الخميس الماضى، ورغم ذلك، لم نستطع أن نقنعهم بجلب الاستثمارات الضخمة إلى أسواقنا، ولم نتمكن من تصدير الكثير من السلع والخدمات إليهم.

مرة أخرى الانضمام للبريكس خطوة مهمة جدا، لكن لن يساعدنا أحد ما لم نتمكن من مساعدة أنفسنا والتغلب على مشاكلنا التى تعيق وتعرقل الإنتاج والاستثمار.

هناك بيت شعر يقول:
ما حك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك

ورغم ذلك، علينا أن نساعد أنفسنا وإذا حدث ذلك فسوف يساعدنا الآخرون.

يتبقى سؤال مهم: هل صحيح ان البريكس ستنهى إلى الأبد أسطورة الدولار وتخلق عملة جديدة؟!
الإجابة لاحقا إن شاء الله.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بريكس مصر الدولار مصر دولار بريكس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كاراجانوف: «قمة بريكس» خطوة كبيرة على طريق تأسيس نظام عالمي جديد

قال الدكتور سيرجي كاراجانوف، رئيس مجلس الشئون السياسية والدفاعية الروسية، إن قمة بريكس تعد خطوة كبيرة على طريق تأسيس نظام عالمي جديد، هي خطوة ليست محورية بعد، لكنها خطوة كبيرة إلى الإمام، أما النظام القديم الذي أسسه الغرب في المجمل بعد الحرب العالمية الثانية، فهو يتهاوى، بجانب تراجع دور هيئات الأمم المتحدة على نحو جذري، كما سيضعف الاتحاد الأوروبي، وعاجلا أم آجلا سيتراجع دور الناتو إذ سيصبح أضعف.

وأضاف "كاراجانوف"، خلال لقاء خاص مع حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في موسكو، أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي غير مؤثرين كما كان الوضع قبل عشرين عاما على خلفية القروض التي يمنحها البنك الصيني للتنمية، وهي تتفوق على قروض المؤسستين المذكورتين بأضعاف مضاعفة، مردفا: "نحن بحاجة إلى اعتماد ضمن مجموعتي بريكس وبريكس بلس منظومة تعاون موازية للمنظومة الآخذة بالتراجع، كي تتسنى لها المنافسة، وسنرى بعد عشرين أو ثلاثين عاما ما الذي سيسفر عن ذلك؟".

وتابع: "من الوارد أن نعود مجددًا إلى بث روح الحياة في هيئة الأمم المتحدة علمًا بأن هذه المنظومة الأممية وللأسف باتت غير فعالة، وهذا لا يعني أن يتم تحييدها، لأنها بمثابة منتدى جامع لنا ككل، لكن من الواضح أنه من الملح الآن تأسيس هيئة جديدة في مجال الرعاية الصحية والتموين ومعالجة تداعيات الكوارث الطبيعية، وهو ما ينبغي القيام به في إطار مجموعة بريكس".

 

مقالات مشابهة

  • ستعمم في بقية المدن.. ديالى تعلن تشكيل تنسيقية خيرية لدعم العوائل اللبنانية
  • ستعمم في بقية المدن.. ديالى تعلن تشكيل تنسيقية خيرية لدعم العوائل اللبنانية - عاجل
  • افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية
  • العكاري: تقوية العملة المحلية ليست مشكلة البنك المركزي فقط
  • تلفزيون بريكس يشيد بتجربة الهند في «صناعة أشباه الموصلات»
  • كاراجانوف: «قمة بريكس» خطوة كبيرة على طريق تأسيس نظام عالمي جديد
  • ليست لبنان.. غارة جوية تصطاد قاتل رفيق الحريري أثناء اختبائه في دولة عربية
  • سوريا قد تنضم لمجموعة البريكس بعد تسوية الأزمة السورية
  • ترامب يجهّز إدارته المقبلة من فلوريدا.. الكفاءة ليست أولوية
  • خبير: قانون إنهاء المنازعات الضريبية يقضي على المشاكل بين المصلحة والممولين