عربي21:
2025-03-12@11:50:55 GMT

بيلا حديد تتصدى لبن غفير

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

في مواجهة لافتة بين الجمال والقبح، وبين العدالة والظلم، وبين القيم الإنسانية والفاشية: تصدت عارضة الأزياء الجميلة إيزابيلا حديد (بيلا) الفلسطينية الأصل والأميركية الجنسية، لوزير الأمن الإسرائيلي العنصري المتطرف إيتمار بن غفير، وحرمته من الاستمتاع بالأثر الذي حققته مقابلته التلفزيونية، والتحقق من أصدائها وأثرها على زيادة شعبيته بين جمهوره المتطرف، متباهيا بتمكنه من وضع الشعب الفلسطيني في منزلة من هم دون مستوى البشر، فقد وزعت حديد مقطعا من تسجيل المقابلة المزلزلة في عنصريتها، لتحدث ارتدادات استنكارية مشمئزة منه عمت العالم بأسره.


لم يُقدَّر للوزير العنصري بن غفير رصد انعكاس تصريحاته التي أيدها رئيس الحكومة نتنياهو، بل قام بتفسير مضامينها محاولا التخفيف من وقعها على المجتمع الدولي، ليتفق معه على أولوية حياة اليهودي على حياة الفلسطيني في الحصول على وضعية أفضل منه كحق مطلق، مخلصا لعنصريته المتأصلة، متفقاً معه على جدارة المستوطنين اليهود في الحصول على حقوق وامتيازات وحريات وقوانين تمييزية خاصة لتنقلهم وحراكهم بلا قيود على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما فيها حقهم في عدم رؤية فلسطيني واحد يستخدم ذات الممرات والشوارع والجسور، لأنهم من ورثة قناعات وفكر يعتبر أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، ولامتلاكهم حقاً حصرياً مطلقاً مع ذريتهم للسيطرة على ما شاء لهم هواهم العنصري وتفوقهم العرقي المزعوم، للسيطرة على البحار والجبال والمعابر والتاريخ والجغرافيا.

تميزت المرحلة السياسية الراهنة، بأن الصهيونية استهدفت فيها القيام بكل ما في وسعها من عمليات القتل والاعتقال والمصادرات والبناء الاستيطاني وإجراءات الأسرلة والتهويد والضم والتدمير للذهاب إلى فرض الوقائع المادية التي تفضي إلى «حسم الصراع» على الأرض. جاء  الناخب الإسرائيلي بهذه الحكومة المتطرفة عبر صندوق الاقتراع لتنفيذ المخطط الاستعماري لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي وقت خَفَتَ فيه صوت الحديث عن القضية الفلسطينية، في ظل صعود قضايا دولية وإقليمية أخرى على سطح المشهد العالمي، كاشفاً عن طبيعة مخططات الاستيطان الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية تنفيذا للأطماع التوسعية لدولة الاحتلال وبما يفضي إلى إبقاء القضية الفلسطينية في ذيل الأولويات والأجندات الدولية.

من الجدير ذكره، أن بيلا حديد التي يتابعها 60 مليون شخص على امتداد العالم، تواظب على التصدي للسياسات الإسرائيلية وتستغل نجوميتها في الترويج للقضية والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، فنراها أحيانا تلبس الأزياء التراثية الفلسطينية وأحيانا تتوشح بالكوفية أو العلم الفلسطيني، تعبيراً عن هويتها، واعتزازها وفخرها بأصولها، لكنها تمارس عملا سياسيا بامتياز وتتبنى خطابا حقوقيا وإنسانيا يركز على كرامة الإنسان وعلى كشف الظلم الذي يتعرض له شعبها على الحواجز العسكرية من إسرائيل التي تدعي كونها ديمقراطية، كما أنها تبرز عنف جيش الاحتلال والمستوطنين مظهرة إيمانها بشرعية حقوق الإنسان وتطبيقها ورفع صوتها بالنيابة عن شعبها الذي لا يُسْمع صوته، مبينة بالصورة أثر التغول الإسرائيلي على التغيرات الطارئة انخفاضاً على المساحة المسيطر عليها من قبل الاحتلال بين أعوام 1918 و1947 و2020.

لقد أثّر أداء «بيلا حديد» ودأبها على إعلان مواقفها المنددة والمعارضة لدولة الاحتلال إسرائيل على الرأي العام، بسبب مصداقيتها وشعبيتها الواسعة وقدرتها على إيصال رسائلها بسهولة وبساطة مؤثرة، ولا شك أنها تعرف تماما كيف توظف شهرتها وأدواتها في المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني بجميع الأشكال المتاحة بيدهم، بالعمل السياسي المباشر وغير المباشر، وبالعلم والأدب والأغنية والقصيدة والنثر وإقامة المعارض التراثية والمنتجات الغذائية وبالسينما والمسرح، وبالأزياء أيضا.

افتضح أمر بن غفير بعد تصريحاته وردود الفعل المستنكرة لتصريحاته، ولموقف بيلا حديد، لكنه واصل الصراخ متهما الناشطة الشجاعة بأنها «كارهة إسرائيل»، داعيا إياها لزيارته في منزله الكائن في مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي الخليل، لترى زوجته التي تتحزم بمسدسين مدعياً أنهم يتعرضون للإرهاب الفلسطيني!

مواجهة «حديد» الأخيرة لـ»بن غفير» جاءت في السياق والوقت المناسب، وقدمت خدمة هائلة لشعبها وقضيته الوطنية ولقضايا العدل والإنسانية لتعطي الدروس والعبر للقيادات التي تحارب بفيض من البيانات والتصريحات المفخمة، وربما تعطي الموديل «بيلا حديد» انطباعا مضللا بسبب النمط الثقافي السائد والأحكام الشكلية والمسبقة على المعايير التي ينبغي أن يتحلى بها أصحاب المواقع التمثيلية كالسفراء على سبيل المثال، بينما يتضح بأن «حديد» أكثر تأثيرا، وهي ليست أقل انتماء لأصولها وتاريخها.

يستطيع إيتمار بن غفير وغيره من العنصريين أن يقولوا ما يريدون وأن يفتروا على الحقيقة، وأن يفعلوا ما يشاؤون، يستطيعون مواصلة القتل وسفك الدماء والسيطرة على الأرض بالقوة لكنهم لن يحصلوا على السلام والأمان والاستقرار أبدا.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية بن غفير الاحتلال بيلا حديد فلسطين الاحتلال بيلا حديد بن غفير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بیلا حدید بن غفیر

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تكشف كواليس مفاوضات مع الولايات المتحدة

 

الجديد برس|

كشفت حركة المقاومة الفلسطينية، الاثنين، كواليس المفاوضات مع الولايات المتحدة ..

يأتي ذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد عضو المكتب السياسي لحماس طاهر النونو، وفق ما نقلته وكالة رويترز، بأن النقاشات تركزت حول اطلاق سراح اسير إسرائيلي يحمل الجنسية الامريكية ، مؤكدا موافقة المقاومة على اطلاق سراحه شريطة اجبار الاحتلال على المضي قدما بتنفيذ مراحل اتفاق غزة التي وافق عليها.

وجاءت  تصريحات النونو غداة اعلان الاحتلال الإسرائيلي إعادة ارسال وفده المفاوض إلى الدوحة للمشاركة في جولة جديدة بشان المرحلة الثانية رغم محاولة نتنياهو التهرب منها عبر معاودة التصعيد.

في السياق، اتهم القيادي في حماس عزت الراشق نتنياهو بمحاولة اجهاض الاتفاق الأخير .

وكان ملف غزة شهد خلال الساعات الأخيرة حراكا مكثفا ميدانيا حيث واصل الاحتلال خطوات التصعيد بقطع الكهرباء وسياسيا بتكثيف اللقاءات للوسطاء الاقليمين والدوليين وسط مخاوف من تبعات إقليمية لعودة الحرب خصوصا بعد تلويح اليمن باستئناف عملياتها المساندة لغزة.

مقالات مشابهة

  • معروف: الاحتلال يرفع وتيرة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني
  • غارات جوية وتوغل عل الأرض.. ما الذي يريده الاحتلال من سوريا؟
  • الخارجية الفلسطينية تُدين استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • العريس الذي كان يتجهز لزفافه لكنه زُفّ إلى الجنة
  • المقاومة الفلسطينية تكشف كواليس مفاوضات مع الولايات المتحدة
  • الجيش اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أحد عسكريينا وينقله إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الخارجية الفلسطينية تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة
  • مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
  • بن غفير يقترح مشروع قانون لإلغاء اتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية
  • حزب بن غفير يدفع بمشروع قانون لإلغاء اتفاقيات وقعتها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية