عربي21:
2025-04-27@04:31:11 GMT

بيلا حديد تتصدى لبن غفير

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

في مواجهة لافتة بين الجمال والقبح، وبين العدالة والظلم، وبين القيم الإنسانية والفاشية: تصدت عارضة الأزياء الجميلة إيزابيلا حديد (بيلا) الفلسطينية الأصل والأميركية الجنسية، لوزير الأمن الإسرائيلي العنصري المتطرف إيتمار بن غفير، وحرمته من الاستمتاع بالأثر الذي حققته مقابلته التلفزيونية، والتحقق من أصدائها وأثرها على زيادة شعبيته بين جمهوره المتطرف، متباهيا بتمكنه من وضع الشعب الفلسطيني في منزلة من هم دون مستوى البشر، فقد وزعت حديد مقطعا من تسجيل المقابلة المزلزلة في عنصريتها، لتحدث ارتدادات استنكارية مشمئزة منه عمت العالم بأسره.


لم يُقدَّر للوزير العنصري بن غفير رصد انعكاس تصريحاته التي أيدها رئيس الحكومة نتنياهو، بل قام بتفسير مضامينها محاولا التخفيف من وقعها على المجتمع الدولي، ليتفق معه على أولوية حياة اليهودي على حياة الفلسطيني في الحصول على وضعية أفضل منه كحق مطلق، مخلصا لعنصريته المتأصلة، متفقاً معه على جدارة المستوطنين اليهود في الحصول على حقوق وامتيازات وحريات وقوانين تمييزية خاصة لتنقلهم وحراكهم بلا قيود على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما فيها حقهم في عدم رؤية فلسطيني واحد يستخدم ذات الممرات والشوارع والجسور، لأنهم من ورثة قناعات وفكر يعتبر أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، ولامتلاكهم حقاً حصرياً مطلقاً مع ذريتهم للسيطرة على ما شاء لهم هواهم العنصري وتفوقهم العرقي المزعوم، للسيطرة على البحار والجبال والمعابر والتاريخ والجغرافيا.

تميزت المرحلة السياسية الراهنة، بأن الصهيونية استهدفت فيها القيام بكل ما في وسعها من عمليات القتل والاعتقال والمصادرات والبناء الاستيطاني وإجراءات الأسرلة والتهويد والضم والتدمير للذهاب إلى فرض الوقائع المادية التي تفضي إلى «حسم الصراع» على الأرض. جاء  الناخب الإسرائيلي بهذه الحكومة المتطرفة عبر صندوق الاقتراع لتنفيذ المخطط الاستعماري لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي وقت خَفَتَ فيه صوت الحديث عن القضية الفلسطينية، في ظل صعود قضايا دولية وإقليمية أخرى على سطح المشهد العالمي، كاشفاً عن طبيعة مخططات الاستيطان الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية تنفيذا للأطماع التوسعية لدولة الاحتلال وبما يفضي إلى إبقاء القضية الفلسطينية في ذيل الأولويات والأجندات الدولية.

من الجدير ذكره، أن بيلا حديد التي يتابعها 60 مليون شخص على امتداد العالم، تواظب على التصدي للسياسات الإسرائيلية وتستغل نجوميتها في الترويج للقضية والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، فنراها أحيانا تلبس الأزياء التراثية الفلسطينية وأحيانا تتوشح بالكوفية أو العلم الفلسطيني، تعبيراً عن هويتها، واعتزازها وفخرها بأصولها، لكنها تمارس عملا سياسيا بامتياز وتتبنى خطابا حقوقيا وإنسانيا يركز على كرامة الإنسان وعلى كشف الظلم الذي يتعرض له شعبها على الحواجز العسكرية من إسرائيل التي تدعي كونها ديمقراطية، كما أنها تبرز عنف جيش الاحتلال والمستوطنين مظهرة إيمانها بشرعية حقوق الإنسان وتطبيقها ورفع صوتها بالنيابة عن شعبها الذي لا يُسْمع صوته، مبينة بالصورة أثر التغول الإسرائيلي على التغيرات الطارئة انخفاضاً على المساحة المسيطر عليها من قبل الاحتلال بين أعوام 1918 و1947 و2020.

لقد أثّر أداء «بيلا حديد» ودأبها على إعلان مواقفها المنددة والمعارضة لدولة الاحتلال إسرائيل على الرأي العام، بسبب مصداقيتها وشعبيتها الواسعة وقدرتها على إيصال رسائلها بسهولة وبساطة مؤثرة، ولا شك أنها تعرف تماما كيف توظف شهرتها وأدواتها في المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني بجميع الأشكال المتاحة بيدهم، بالعمل السياسي المباشر وغير المباشر، وبالعلم والأدب والأغنية والقصيدة والنثر وإقامة المعارض التراثية والمنتجات الغذائية وبالسينما والمسرح، وبالأزياء أيضا.

افتضح أمر بن غفير بعد تصريحاته وردود الفعل المستنكرة لتصريحاته، ولموقف بيلا حديد، لكنه واصل الصراخ متهما الناشطة الشجاعة بأنها «كارهة إسرائيل»، داعيا إياها لزيارته في منزله الكائن في مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي الخليل، لترى زوجته التي تتحزم بمسدسين مدعياً أنهم يتعرضون للإرهاب الفلسطيني!

مواجهة «حديد» الأخيرة لـ»بن غفير» جاءت في السياق والوقت المناسب، وقدمت خدمة هائلة لشعبها وقضيته الوطنية ولقضايا العدل والإنسانية لتعطي الدروس والعبر للقيادات التي تحارب بفيض من البيانات والتصريحات المفخمة، وربما تعطي الموديل «بيلا حديد» انطباعا مضللا بسبب النمط الثقافي السائد والأحكام الشكلية والمسبقة على المعايير التي ينبغي أن يتحلى بها أصحاب المواقع التمثيلية كالسفراء على سبيل المثال، بينما يتضح بأن «حديد» أكثر تأثيرا، وهي ليست أقل انتماء لأصولها وتاريخها.

يستطيع إيتمار بن غفير وغيره من العنصريين أن يقولوا ما يريدون وأن يفتروا على الحقيقة، وأن يفعلوا ما يشاؤون، يستطيعون مواصلة القتل وسفك الدماء والسيطرة على الأرض بالقوة لكنهم لن يحصلوا على السلام والأمان والاستقرار أبدا.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية بن غفير الاحتلال بيلا حديد فلسطين الاحتلال بيلا حديد بن غفير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بیلا حدید بن غفیر

إقرأ أيضاً:

تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة

غزة- «عُمان»- بهاء طباسي: في ساعات الليل الأولى من الإثنين، الثاني والعشرين من أبريل 2025، اشتعلت السماء فوق غزة بموجات متلاحقة من القصف، كان الصوت هذه المرة مختلفًا، وكذلك الهدف. لم يكن منزلًا ولا مسجدًا أو حتى مدرسة؛ بل كانت الجرافات والكباشات والآليات الثقيلة هدفًا مباشرًا لصواريخ الاحتلال الإسرائيلي.

غارات تحرق المعدات الثقيلة

«كأنهم يقتلون أذرعنا وأقدامنا»، هكذا وصف محمد الفرا، موظف في بلدية خانيونس، مشهد احتراق كراجه البلدي الذي يحتضن آخر ما تبقى من جرافات. ويضيف لـ«عُمان»، بينما يلف ذراعه المصابة بشاش طبي: «نستخدم هذه الآليات لفتح الطرق، لانتشال الشهداء، لتوصيل المياه، لإزالة الركام.. هم لا يقصفون الآلة، بل يقصفون قدرتنا على التنفس».

في منطقة القرارة شرق خانيونس، استُهدفت جرافات تعود لشركة جورج، كانت تعمل ضمن مشاريع إعادة الترميم في ظل هدنة سابقة سمحت بدخولها. وقد دُمرت بالكامل.

أمّا في جباليا شمال قطاع غزة، فامتدت النيران إلى كراج بلدي آخر، تحوّل إلى رماد بعد أن طالته قذائف الطائرات الإسرائيلية. كان الكراج يضم معدات مصرية أدخلت خلال اتفاقات إنسانية سابقة، لكنها الآن باتت أجزاء محترقة متناثرة.

الدفاع المدني بلا أدوات

«نطفئ النار بصدورنا، ونحفر بأيدينا»، يصرخ أحد أفراد طواقم الدفاع المدني بينما يحاول بصعوبة السيطرة على حريق اشتعل في إحدى الجرافات قرب مجمع السرايا وسط غزة.

يقول الرائد محمد المغير، المسؤول فيرالدفاع المدني في قطاع غزة: «كل المعدات التي نملكها إما أُتلفت أو باتت غير صالحة للاستخدام، نقوم بانتشال الضحايا من تحت أنقاض منازل قُصفت منذ أيام، باستخدام أدوات يدوية».

ويوضح المغير لـ«عُمان»: «الاحتلال يعلم أننا بحاجة لهذه الجرافات لفتح الطرق المغلقة بالركام والنفايات، وللبحث تحت الأنقاض عن أحياء ربما ما زالوا يصارعون الموت. لهذا يستهدفها عمدًا».

ركام فوق الركام

تُظهر الصور الجوية -التي التُقطت فجر اليوم، من طائرات استطلاع غير مأهولة- مساحات واسعة من خانيونس وقد تحولت إلى ساحة فوضى: حفارات محطمة، شاحنات محروقة، وشوارع مملوءة بالركام من جديد بعد أن جُهزت لمرور فرق الإنقاذ.

في شارع الثلاثيني بمدينة غزة، شوهدت نيران مشتعلة تلتهم أرضًا زراعية كانت تأوي ثلاث جرافات، كانت تعمل على توسعة ممر طارئ لوصول المساعدات. الآن، تحولت الأرض إلى مقبرة للأمل.

تقول منى سكيك، وهي مهندسة بقسم الطوارئ في بلدية غزة خلال حديثها لـ«عُمان»: «في كل مرة نعيد ترتيب ركامنا، يأتي الاحتلال ليبعثره من جديد»،

وتشير إلى صور كانت قد التقطتها لجرافة بلون أصفر فاقع قبل أن تُقصف بساعات: «كان زميلنا هاني يقول إن هذه الجرافة ستُسهم في إنقاذ حياة مئات الأشخاص. لم يعلم أنها ستُدمر بهذه الطريقة، كي لا ننقذ أحدًا».

سياسة الأرض الميتة

ما يحدث لا يبدو عشوائيًا، بل هو تنفيذ دقيق لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، تهدف إلى تدمير أي مقومات لحياة مدنية. يقول الدكتور نائل شعث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: «الاحتلال لا يكتفي بقتل الناس، بل يقتل القدرة على الترميم والبقاء».

ويضيف لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات جزء من سياسة الأرض المحروقة، التي تهدف إلى إفراغ المناطق من السكان، ومنع العودة إليها، عبر نسف كل أدوات الحياة فيها. إذا استمرت هذه الحملة أسبوعًا آخر، سنشهد تكرارًا لنموذج شمال القطاع: تدمير كامل وتفريغ سكاني».

هذا الرأي يوافقه المحلل العسكري الفلسطيني عبد الحكيم عبد العال، الذي قال في اتصال هاتفي لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات يهدف للسعي لإفقاد قطاع غزة القدرة على فتح الشوارع المغلقة بالركام والنفايات، والبحث تحت الأنقاض وما إلى ذلك، وبالتالي رفع حاجة القطاع لتفاهمات تسمح بإدخال معدات جديدة».

غزة تقاوم بيديها

في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، اجتمع عشرات الشبان بعد الفجر، بعضهم يحمل معاول، وآخرون يحملون أكياس رمل. لا جرافات ولا شاحنات. فقط سواعد نحيلة تقاوم جبلًا من الحطام.

يقول وسام الشريف لـ«عُمان»، وهو متطوع في إحدى مجموعات الطوارئ: «كلما أُبيدت آلية، يظهر عشرة شبان يعوضونها بأجسادهم. الاحتلال يحاول تحطيمنا نفسيًا، لكنه لا يعرف أننا نحن من نصنع الجرافة».

في شارع عمر المختار، سار طابور من الأطفال وهم يحملون أوعية مياه صغيرة يملؤون بها حفرًا غمرها الغبار، في محاولة بائسة لجعل الطريق سالكًا.

وفي مستشفى الشفاء، روت الطبيبة أميرة أبو جامع كيف اضطروا لنقل جرحى في عربات يدوية بعد أن استُهدفت شاحنة الإسعاف الخاصة بهم. تقول لـ«عُمان»: «حتى الحركة لإنقاذ الناس أصبحت عذابًا، وكل ما نملكه هو الصبر».

كراجات الموت المؤجل

تشير الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الأشغال العامة بغزة إلى أن أكثر من 40 آلية ثقيلة تم تدميرها خلال ليلة واحدة فقط. وشملت الغارات كراجات البلديات في جباليا، وخانيونس، ومدينة غزة، إضافة إلى معدات شركات خاصة مصرية كانت تعمل على إعادة فتح الشوارع بعد الهدنة.

وقد أكد الرائد محمود بصل، مدير الدفاع المدني في غزة، في تصريح لـ«عُمان»: «إننا أمام نكسة كبيرة في قدراتنا التشغيلية، ونحتاج بشكل عاجل إلى دخول معدات بديلة. الاحتلال يدرك أن هذه المعدات لا تُستخدم في الحرب، بل في ترميم آثارها، ومع ذلك يستهدفها بمنهجية».

في جباليا، قال سامر النجار، عامل سابق في كراج البلدية: «كنت أنام في الكراج بجوار الجرافة التي أعمل عليها، واليوم أراها مدمرة، وكأنني فقدت جزءًا من جسدي».

تصعيد غير مسبوق

جنوبًا، وتحديدًا في مناطق قيزان رشوان وقيزان النجار بخان يونس، سُجّلت انفجارات متتالية بفارق زمني لا يتجاوز أربع ثوانٍ، هزّت الأرض وأطلقت سحبًا كثيفة من الدخان.

«هذه الانفجارات لم أشهدها منذ بداية الحرب» يقول أيمن النجار من سكان المنطقة لـ«عُمان»: «كانت الأرض ترتجف كأن زلزالًا يضربنا. ثم رأينا النيران تبتلع كل شيء».

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط 17 شهيدًا بينهم خمسة أطفال، جراء هذه الغارات المكثفة التي لم تبقِ مكانًا آمنًا جنوب القطاع.

رسالة الاحتلال: لا ترميم

يرى مراقبون أن الرسالة واضحة: لا ترميم، لا إعادة إعمار، لا حياة. فالاحتلال لا يكتفي بالقتل، بل يستهدف أدوات النجاة.

وقال الناشط الحقوقي علاء الديري: «استهداف الجرافات انتهاك مزدوج، لأنه يحرم الجرحى من الوصول للمستشفيات، ويمنع إخراج جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وهو أمر تجرّمه اتفاقيات جنيف».

وأضاف لـ«عُمان»: «نحن أمام جريمة مركبة، لا تستهدف المدنيين فقط، بل تستهدف قدرتهم على التعامل مع المأساة».

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بما في ذلك استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
  • المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني مع وزير خارجية النرويج
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • "المركزي الفلسطيني" يصدر بيانه الختامي عقب انتهاء أعمال دورته الـ 32
  • الرئيس الفلسطيني: نثمن موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • موظف سابق في مايكروسوفت: الشركة تهتم بالربح المادي على حساب الدم الفلسطيني
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • حركة فتح: مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بحرص تام والقرار الفلسطيني يجب أن يظل مستقلًا