عربي21:
2024-09-21@02:42:55 GMT

بيلا حديد تتصدى لبن غفير

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

في مواجهة لافتة بين الجمال والقبح، وبين العدالة والظلم، وبين القيم الإنسانية والفاشية: تصدت عارضة الأزياء الجميلة إيزابيلا حديد (بيلا) الفلسطينية الأصل والأميركية الجنسية، لوزير الأمن الإسرائيلي العنصري المتطرف إيتمار بن غفير، وحرمته من الاستمتاع بالأثر الذي حققته مقابلته التلفزيونية، والتحقق من أصدائها وأثرها على زيادة شعبيته بين جمهوره المتطرف، متباهيا بتمكنه من وضع الشعب الفلسطيني في منزلة من هم دون مستوى البشر، فقد وزعت حديد مقطعا من تسجيل المقابلة المزلزلة في عنصريتها، لتحدث ارتدادات استنكارية مشمئزة منه عمت العالم بأسره.


لم يُقدَّر للوزير العنصري بن غفير رصد انعكاس تصريحاته التي أيدها رئيس الحكومة نتنياهو، بل قام بتفسير مضامينها محاولا التخفيف من وقعها على المجتمع الدولي، ليتفق معه على أولوية حياة اليهودي على حياة الفلسطيني في الحصول على وضعية أفضل منه كحق مطلق، مخلصا لعنصريته المتأصلة، متفقاً معه على جدارة المستوطنين اليهود في الحصول على حقوق وامتيازات وحريات وقوانين تمييزية خاصة لتنقلهم وحراكهم بلا قيود على أرض الضفة الغربية المحتلة، بما فيها حقهم في عدم رؤية فلسطيني واحد يستخدم ذات الممرات والشوارع والجسور، لأنهم من ورثة قناعات وفكر يعتبر أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، ولامتلاكهم حقاً حصرياً مطلقاً مع ذريتهم للسيطرة على ما شاء لهم هواهم العنصري وتفوقهم العرقي المزعوم، للسيطرة على البحار والجبال والمعابر والتاريخ والجغرافيا.

تميزت المرحلة السياسية الراهنة، بأن الصهيونية استهدفت فيها القيام بكل ما في وسعها من عمليات القتل والاعتقال والمصادرات والبناء الاستيطاني وإجراءات الأسرلة والتهويد والضم والتدمير للذهاب إلى فرض الوقائع المادية التي تفضي إلى «حسم الصراع» على الأرض. جاء  الناخب الإسرائيلي بهذه الحكومة المتطرفة عبر صندوق الاقتراع لتنفيذ المخطط الاستعماري لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي وقت خَفَتَ فيه صوت الحديث عن القضية الفلسطينية، في ظل صعود قضايا دولية وإقليمية أخرى على سطح المشهد العالمي، كاشفاً عن طبيعة مخططات الاستيطان الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية تنفيذا للأطماع التوسعية لدولة الاحتلال وبما يفضي إلى إبقاء القضية الفلسطينية في ذيل الأولويات والأجندات الدولية.

من الجدير ذكره، أن بيلا حديد التي يتابعها 60 مليون شخص على امتداد العالم، تواظب على التصدي للسياسات الإسرائيلية وتستغل نجوميتها في الترويج للقضية والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، فنراها أحيانا تلبس الأزياء التراثية الفلسطينية وأحيانا تتوشح بالكوفية أو العلم الفلسطيني، تعبيراً عن هويتها، واعتزازها وفخرها بأصولها، لكنها تمارس عملا سياسيا بامتياز وتتبنى خطابا حقوقيا وإنسانيا يركز على كرامة الإنسان وعلى كشف الظلم الذي يتعرض له شعبها على الحواجز العسكرية من إسرائيل التي تدعي كونها ديمقراطية، كما أنها تبرز عنف جيش الاحتلال والمستوطنين مظهرة إيمانها بشرعية حقوق الإنسان وتطبيقها ورفع صوتها بالنيابة عن شعبها الذي لا يُسْمع صوته، مبينة بالصورة أثر التغول الإسرائيلي على التغيرات الطارئة انخفاضاً على المساحة المسيطر عليها من قبل الاحتلال بين أعوام 1918 و1947 و2020.

لقد أثّر أداء «بيلا حديد» ودأبها على إعلان مواقفها المنددة والمعارضة لدولة الاحتلال إسرائيل على الرأي العام، بسبب مصداقيتها وشعبيتها الواسعة وقدرتها على إيصال رسائلها بسهولة وبساطة مؤثرة، ولا شك أنها تعرف تماما كيف توظف شهرتها وأدواتها في المساهمة في نضال الشعب الفلسطيني بجميع الأشكال المتاحة بيدهم، بالعمل السياسي المباشر وغير المباشر، وبالعلم والأدب والأغنية والقصيدة والنثر وإقامة المعارض التراثية والمنتجات الغذائية وبالسينما والمسرح، وبالأزياء أيضا.

افتضح أمر بن غفير بعد تصريحاته وردود الفعل المستنكرة لتصريحاته، ولموقف بيلا حديد، لكنه واصل الصراخ متهما الناشطة الشجاعة بأنها «كارهة إسرائيل»، داعيا إياها لزيارته في منزله الكائن في مستوطنة «كريات أربع» المقامة على أراضي الخليل، لترى زوجته التي تتحزم بمسدسين مدعياً أنهم يتعرضون للإرهاب الفلسطيني!

مواجهة «حديد» الأخيرة لـ»بن غفير» جاءت في السياق والوقت المناسب، وقدمت خدمة هائلة لشعبها وقضيته الوطنية ولقضايا العدل والإنسانية لتعطي الدروس والعبر للقيادات التي تحارب بفيض من البيانات والتصريحات المفخمة، وربما تعطي الموديل «بيلا حديد» انطباعا مضللا بسبب النمط الثقافي السائد والأحكام الشكلية والمسبقة على المعايير التي ينبغي أن يتحلى بها أصحاب المواقع التمثيلية كالسفراء على سبيل المثال، بينما يتضح بأن «حديد» أكثر تأثيرا، وهي ليست أقل انتماء لأصولها وتاريخها.

يستطيع إيتمار بن غفير وغيره من العنصريين أن يقولوا ما يريدون وأن يفتروا على الحقيقة، وأن يفعلوا ما يشاؤون، يستطيعون مواصلة القتل وسفك الدماء والسيطرة على الأرض بالقوة لكنهم لن يحصلوا على السلام والأمان والاستقرار أبدا.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية بن غفير الاحتلال بيلا حديد فلسطين الاحتلال بيلا حديد بن غفير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بیلا حدید بن غفیر

إقرأ أيضاً:

الأغا: سياسة إسرائيل في تجويع الشعب الفلسطيني ليست وليدة اللحظة (فيديو)

قال أحمد الأغا، الكاتب الصحفي، إن سياسة قوات الاحتلال الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ليست وليدة اللحظة، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال لا زالت تمنع دخول مزيد من المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

بطولة سيدات غزة في مواجهة مخاطر الموت والمرض (شاهد) سقوط شهداء في غزة إثر استهداف العدوان الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

وأضاف «الأغا» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه حسبما أفادت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن هناك ما يزيد عن 83% من المواد الأساسية والرئيسية التي كان دخولها منتظمًا إلى القطاع، لافتًا إلى أن أهالي غزة كانوا يعتمدوا على حبوب وبذور الزراعة إلى أن منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي دخولها.

وأوضح أن المواطن الفلسطيني يتناول وجبة واحد خلال 24 ساعة إلى 48 ساعة، متابعًا أن الوضع أصبح يمثل خطرًا على حياة المواطنين الفلسطينيين لاسيما محدود ومعدومي الدخل التي يتراوح أعدادهم من 60 إلى 70% من السكان، كون أنهم كانوا يعتمدوا على الدخل اليومي والحرف التي أصبحت معدومة بسبب قوات الاحتلال الإسرائيلي.

الراتب لا يكفي لسد احتياجات اليومية

وأكد أن الوضع لا يقف عند محدودي الدخل بل يتعدى الموظف، إذ أنه يتقاضى راتب لا يكفيه لسد احتياجاته اليومية بسبب غلاء الأسعار الذي أصبح لا يقارن بأي دولة أوروبية.

جدير بالذكر أن  قناة «القاهرة الإخبارية» عرضت تقريرا بعنوان « بطلات غزة يواجهن مخاطر الموت والمرض بقوة لا مثيل لها».

بطلات من نوع آخر تحدين رصاصات العدو وقذائفه ولم تخفهن ألته العسكرية، ولم تردعهن سلاسل الفقد الطويلة ولا ليالي الحرب الحزينة، عن أداء واجبهن تجاه عائلاتهن، إلا أن الصراع المشتعل منذ أكثر من 11 شهرا، وانهيار القطاع الصحي لم يترك أجسادهن الهزيلة دون أضرار بلغت معظمها مرحلة الخطر، وبحسب ما أوردته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالدول العربية، فإن أكثر من 177 ألف امرأة غزية تواجهن مخاطر صحية مهددة للحياة بينهن نحو 162 ألف امرأة مصابة بأمراض غير معدية أو معرضة لخطر الإصابة بها، مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما تقف 15 ألف امرأة حامل على شفا المجاعة.

جبل الصبر هكذا وصفت تلك البطلة الغزية الصامدة، التي تحملت آلام الولادة دون مواد تخدير أو لرعاية صحية سليمة، لكن ذلك الإجراء كان سببا في إصابة نحو 68% منهن بأمراض فقر الدم والاضطرابات ارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الامراض الخطرة، المثير في أسطورة بطلات غزة، هو أنه بالرغم  من الحرب والمرض إلا أنهن لم يتناسين دورهن الطبيعي كأمهات وطبيبات ومعلمات، فمع ارتفاع معدلات الجوع والفقر عملت تلك المرأة على توفير كافة السبل الممكنة لراحة عائلاتها.

معاناة نساء غزة المتفاقمة دفعت الهيئة الأممية للتحذير من كونهن على شفا الموت بسبب المضاعفات الطبية معلنة انضمامها إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، لوقفا فوري لإطلاق النار، والوصول الإنساني دون أي عوائق، فضلا عن الإفراض عن جميع المحتجزين، مؤكدا ضرورة توفير الخدمات الصحية للجنسين، وحماية العاملين في القطاع الصحي.
 

مقالات مشابهة

  • الأغا: سياسة إسرائيل في تجويع الشعب الفلسطيني ليست وليدة اللحظة (فيديو)
  • كاتب صحفي: المواطن الفلسطيني يتناول وجبة واحدة خلال 24 إلى 48 ساعة
  • حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة تنهي حلم «باتو الفلسطيني» في كرة القدم.. ما القصة؟
  • وزير الخارجية: يجب على الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح
  • القوات الروسية تتصدى لمحاولات تقدم قوات كييف في كورسك وتكبدها خسائر فادحة
  • ما هي الدول التي صوتت ضد قرار إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية؟
  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين قصف إسرائيل مدرسة ابن الهيثم شرق غزة
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو