كتبت سابين عويس في" النهار": الاستحقاق الأهم يبقى في ترددات المؤتمر الصحافي الذي عقده حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري واستعرض فيه إجراءات المصرف بالنسبة الى تمويل الدولة، محذراً من مخاطر استمرار تعطل الإصلاحات المطلوبة على المالية العامة.

رغم تطمينات منصوري الى قدرة المركزي على تأمين الاحتياجات المالية ولا سيما تلك المتعلقة بدفع رواتب واجور القطاع العام بالدولار الأميركي، الا ان تحذيرات حيال العجز عن تغطيتها في الآتي من الأيام كانت بالغة الأهمية والخطورة في آن، لان مصرف لبنان لن يكون قادراً على الاستمرار اذا لم تبادر الحكومة ولا سيما وزارة المال على تحسين جبايتها لتأمين الموارد المالية الكافية بالدولار.

وقد ركز منصوري على مشكلتين أساسيتين تكمن الأولى بضرورة تأمين الالتزامات بالعملات الأجنبية لضمان الحاجات التشغيلية للدولة وهي لا تقل عن ٧٥ مليون دولار شهرياً (كهرباء،اتصالات، اوجيرو، سفارات، ادوية،، يضاف اليها نحو ٨٠ مليوناً رواتب القطاع العام .وهذا ما يبرر طلبه تشريع صرف ٢٠٠ مليون دولار شهرياً ولم يحصل عليه.
منذ توليه مسؤولياته حاكماً للمركزي بالإنابة، ومنصوري لا ينفك يرفع السقف عالياً، علماً انه وفي مبادرته الى دفع الرواتب لشهر آب الجاري قد لجأ الى التدبير عينه الذي كان يلجأ اليه سلفه رياض سلامة. فهو عاد عن كلامه بأنه لن يدفع بالدولار، كما عاد عن موقفه بعدم الالتزام بمنصة صيرفة. فكان الدفع بالدولار وعلى السعر الأخير لصيرفة قبل وقفها أي ٨٥،٥ الف ليرة للدولار. وهذا يعني عملياً استمرار بسياسة سلامة وانما بأسلوب مختلف.

والسؤال، كيف سيستمر التزام منصوري بسقوفه العالية وهو يعي تماماً ان الإصلاحات التي يطالب بها لجهة إقرار رزمة القوانين المتعلقة بالكمبيالات كونترول او إعادة هيكلة القطاع المصرفي او إعادة التوازن المالي لن تقر في المدى المنظور؟

اخطر ما يمكن استخلاصه من الكلام الجريء لمنصوري عن وضع المالية العامة من جهة، ووضعية المصرف المركزي ان البلاد مقبلة على مشكلة حقيقية وخطيرة في آن ستبدأ بوادرها بالظهور في شكل فاقع اعتباراً من نهاية أيلول المقبل ومطلع تشرين الأول، حيث ستتبين الإمكانيات الضئيلة جداً المتبقية امام المصرف المركزي، خصوصاً ان أموال حقوق السحب الخاصة بدأت تنفد، وإمكانات التدخل في السوق لشراء الدولار كذلك وسط استمرار حالة الانكار والمماطلة لدى السلطة السياسية العاجزة عن اخذ المبادرة وتسلم زمام الأمور.
في الخلاصة، لم يبق امام لبنان اكثر من شهرين على الأكثر قبل ان ينفجر مجدداً الوضع النقدي والمالي الهش اساساً.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي: 1.2 تريليون جنيه حجم المعاملات المالية عبر تطبيق إنستاباي

كشف أيمن حسين، وكيل أول محافظ البنك المركزي المصري، عن ارتفاع إجمالي حجم المعاملات المالية التي جرت عبر تطبيق إنستاباي إلى 1.2 تريليون جنيه.

وأشار خلال حديثه في فعاليات معرض القاهرة للتكنولوجيا «Cairo ICT» إلى أن حجم بطاقات المصرفية المصدرة ارتفع إلى 67 مليون بطاقة، سجل حجم بطاقات ميزة نحو 40 مليون منها حتى شهر أكتوبر الماضي.

وأضاف «حسين»، أن إجمالي قيمة المعاملات المالية عبر الإنترنت البنكي لجميع البنوك سجلت 7.5 تريليون جنيه، مشيراً إلى ارتفاع نسب فتح الحسابات المصرفية بالبنوك المصرية بنحو 71% حتى نهاية شهر يونيو الماضي.

اقرأ أيضاًالبنك المركزي يجتمع الخميس وسط ترجيح باستمرار سياسة تثبيت الفائدة

البنك الأهلي المصري يوقع بروتوكول تعاون جديد مع شركة مصر لتأمينات الحياة

بنك ستاندرد تشارترد يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4% في العام المالي 2024 - 2025

خبير اقتصادي يتوقع تخفيض سعر الفائدة بنسبة 1% في آخر اجتماع لـ البنك المركزي

مقالات مشابهة

  • المصرف المركزي يسجل زيادة طفيفة في معدل التضخم في الربع الثالث مقارنة ببداية العام
  • “المركزي” يعلن تخفيض العمولات المفروضة على نقاط البيع بالبطاقات المصرفية
  • المصرف المركزي يقرر تخفيض العمولات المفروضة على البطاقات المصرفية
  • وكيل وزارة المالية: مستمرون في إصدار السندات والصكوك المقومة بالدرهم
  • صوان: الحل الجذري لأزمة المصرف المركزي يبدأ بإنهاء الانقسام السياسي
  • البنك المركزي: 1.2 تريليون جنيه حجم المعاملات المالية عبر تطبيق إنستاباي
  • الرقابة المالية تعتمد نشرة الطرح لأسهم المصرف المتحد في البورصة
  • «العامة للرقابة المالية» توافق على طرح 30% من أسهم المصرف المتحد بالبورصة
  • وزير المالية يطمئن على الترتيبات النهائية للمؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب
  • رشوان: المركزي لن يحقق الاستقرار النقدي والاستدامة المالية لوحده