أهداف المليشيا من معركة المدرعات عسكرية وسياسية في نفس الوقت. هي لا ترغب في هزيمة الجيش بقدر ما ترغب في هزيمة المدرعات. هؤلاء بالنسبة للمليشيا العقبة الكبرى أمام الحل التفاوضي مع البرهان.

فبالنسبة للمليشيا، المدرعات هي اللواء نصر الدين واللواء بكراوي، وهي انقلاب بكراوي ضد الدعم السريع، وهي الضباط الشرفاء الذين تم فصلهم من الجيش إرضاءً لحميدتي ولكفيل حميدتي، هي المجاهدين، هي كل ما وقف ويقف صخرة صلبة أمام مشروع حميدتي لابتلاع السودان.

المدرعات هي كابوس حلف المليشيا وقحت وكفليهم الخارجي، هي العقبة الكؤود أمام التسويات المفروضة من الخارج، أمام إخضاع السودان ورهن إرادته للأجنبي.

المليشيا لا ترغب في هزيمة الجيش ومن وراءه الشعب السوداني فهي تعلم أنها لا تستطيع ذلك، ولكنها تريد إخراج المدرعات من المشهد بكل ما تمثله من صلابة وعناد أمام مشاريع سلب الإرادة الوطنية، ومن ثم عقد تسوية مع البرهان وما يتبقى من الجيش.

هل يريد البرهان ذلك؟ لا أعرف. ولا أحب أن اتهمه وسأحكم عليه بخطواته المعلنة الصريحة. ولكن لم يرد ذلك أم أراده ستبقى المدرعات عصية على أوهام المليشيا وستقضي عليها للأبد. وستبقى رمز قوة وصلابة الشعب السوداني أمام مخططات الخيانة والتآمر والغدر من أعداء الداخل والخارج.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البرهان وسلفاكير يبحثان تعزيز العلاقات الأمنية

أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان اتصالا هاتفيا مع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس الأحد، لبحث تطورات الأوضاع الأمنية في جنوب السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووفقا لبيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، تناول الاتصال العلاقات بين الخرطوم وجوبا، وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب قضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل التوترات الأمنية المتزايدة في جنوب السودان.

وأكد البرهان خلال الاتصال "حرص السودان على استدامة الأمن والاستقرار في دولة جنوب السودان"، مشددا على أن استقرار جوبا ينعكس إيجابيا على الأوضاع في السودان نفسه.

كما أشار إلى أن أمن البلدين مترابط بشكل وثيق، مما يتطلب تعزيز التعاون المشترك للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

من جانبه، عبّر سلفاكير عن التزام حكومته بالعمل على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع السودان، مشيرا إلى أن حكومته تبذل جهودا مكثفة لاستعادة الأمن والاستقرار في بلاده.

قلق أممي

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف الدولية بشأن تصاعد التوترات في جنوب السودان، حيث أمرت الولايات المتحدة أمس الأحد موظفيها الحكوميين غير الأساسيين بمغادرة البلاد بسبب "المخاوف الأمنية"، مؤكدة أن "الصراع المسلح مستمر، والقتال يجري بين مجموعات سياسية وعرقية مختلفة، في حين أن الأسلحة متاحة بسهولة للسكان".

إعلان

كما أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عن قلقهما إزاء الوضع الأمني في جنوب السودان، خاصة بعد استهداف مروحية تابعة للأمم المتحدة في مدينة ناصر بولاية أعالي النيل (شمال) يوم الجمعة الماضي، إلى جانب اندلاع أعمال عنف في مناطق متفرقة من البلاد.

وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان عام 2011 بعد استفتاء شعبي، لكنه سرعان ما انزلق إلى حرب أهلية دامية عام 2013 عقب إقالة سلفاكير نائبه رياك مشار، وسط اتهامات بمحاولة انقلاب.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقيتي سلام عام 2018 و2022، فإن المواجهات المسلحة لا تزال تندلع بين القبائل والمجموعات السياسية المختلفة من حين لآخر.

وفي الآونة الأخيرة، سيطرت مليشيا تُعرف باسم "الجيش الأبيض"، وتتكون من عناصر من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، على مدينة ناصر، مما دفع السلطات إلى اعتقال عدد من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار.

ويأتي اتصال البرهان بسلفاكير في ظل هذه التطورات المتسارعة بوصفه محاولة لاحتواء الأزمة وضمان عدم امتداد تداعياتها إلى السودان، الذي يواجه بدوره تحديات أمنية وسياسية داخلية منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.

مقالات مشابهة

  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «9 – 20»
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (9 – 20)
  • على طريقِ الانعتاقِ من الهيمنةِ المصرية (8 – 20)
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (8 – 20)
  • البرهان: الجيش لن يعود لمفاوضات جدة إلا بعد إلقاء المليشيا السلاح ومحاسبة منتسبيها
  • على مدار العامين الماضيين لم يستطيع حميدتي بماله ورجاله أن يهزم الجيش السوداني
  • إيفي دفرين المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي
  • البرهان وسلفاكير يبحثان تعزيز العلاقات الأمنية
  • هذا ما جعل كاكا يهرع نحو التفاهم مع حكومة السودان
  • يوفنتوس يتعرض لأثقل هزيمة على أرضه منذ 57 عاماً