NYT: السيسي يهدم الجواهر التاريخية في القاهرة باسم التطوير
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمديرة مكتبها بالقاهرة فيفيان يي قالت فيه إن الدفع من أجل تحديث العاصمة المصرية خلف وراءه ضحايا من الجواهر الثقافية والمساحات الخضراء.
فقد دمرت الحكومة المصرية المقابر التاريخية والمراكز الثقافية ومحلات الحرف اليدوية والحدائق في عمليات التجديد الحضري. وقالت: "مقابر قديمة حطمت، وحدائق اختفت، ومعها الكثير من أشجار القاهرة.
وقالت إن قلة من المدن تعيش داخل العصور القديمة مثل القاهرة. مدينة تحرقها الشمس وتعاني من اختناقات مرورية ويعيش فيها 22 مليون نسمة لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بتحديثها وبسرعة. وهو يحاول صقل تعقيداتها الجامحة وتحويلها إلى مكان منسجم فعال، وتدجين حركة المرور والترويج لنهر النيل كمنطقة جذب سياحية، وتنظيف الأحياء العشوائية والفقيرة وإسكان سكانها في شقق حديثه. ويعتبر الرئيس البناء أهم إنجاز لفترته الرئاسية.
وأعلن السيسي متفاخرا "لا يوجد مكان في مصر لم تصله يد التطوير". وعليه يجب أن يختفي الحجر القديم والطوب وطمره بالإسمنت. فالطرق السريعة تتموج فوق المقابر القديمة، وتركب دعامات أفعوانية رمادية اللون وممشى تصطف عليه مطاعم الوجبات السريعة على نهر النيل لا يمكن للكثير من المصريين العاديين الشراء منها نظرا لنسبة التضخم التي تصل إلى 38%.
وتقول الصحيفة إن الشوارع الجديدة والطرق الوعرة تظهر بسرعة لدرجة لم يعد فيها سائقو السيارات مواكبة التغيرات ولا حتى "غوغل ماب".
والقاهرة لا يتم إعادة بنائها بل واستبدالها. ويقوم السيسي ببناء عاصمة إدارية جديدة بزوايا جديدة وأبراج عالية وفلل راقية في الصحراء خارج القاهرة. وتقدر قيمة إكمال العاصمة الجديدة بحوالي 59 مليون دولارا إلى جانب مليارات أخرى مخصصة لمشاريع إنشائية أخرى، مثل الطرق والقطار السريع الذي سيربط العاصمة الجديدة بالقديمة. وكل المشاريع ممولة بالدين، وحجمها الضخم شل قدرة المصريين للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا. وقبل أسابيع قليلة وصلت عملية التحديث للفسطاط، العاصمة القديمة لمصر والتي بنيت منذ قرون قبل التفكير بالقاهرة.
وطرق مسؤول المنطقة على باب الفنان ممتاز نصر الدين وأخبره أن يبدأ بالخروج من درب 1718 وهو مركز ثقافي أنشأه نصر الدين قبل 16 عاما، ولأن الحكومة ستوسع الطريق خلفه من أجل إنشاء طريق سريع. وسيذهب الدرب ومجموعة من ورشات الأواني الفخارية التي يعمل فيها حرفيون محليون إلى جانب مساكن قريبة. وكما هو الحال في مصر اليوم، فالحكومة تقوم بالحفر والجرف في الممتلكات الخاصة وبدون أي إنذار أو معلومات عن القرار. وقال نصر الدين، 61 عاما إنه وأصحاب محلات الفخار لم يطلعوا على قرار الهدم أو أية أوراق رسمية.
وقال محمود عابدين، 48 عاما وصاحب ورشة فخار: "كل يوم تستيقظ فيه ولا تعرف ماذا سيحدث". وقال إن ورشته التي ستهدم ظلت مصدر رزق لعائلته ولأجيال منذ عشرينات القرن الماضي. ودافع المعلق التلفزيوني المؤيد للسيسي، أحمد موسى قائلا:"هذا هو التطوير الذي يجب على البلد مشاهدته".
ويرد الآخرون بأنهم لم يعودوا يتعرفون على مدينتهم. ويقول محمود صقر، الخبير الحضري والمعماري: " لو تعرضت للغزو، فكل ما يهمك هو معالمك وأشجار وتاريخك وثقافتك" و"كل هذا دمر الآن وبدون أي داع أو تفسير وبدون حاجة".
وفي معظم الأحيان يخضع المصريون بدون أي قوة أمام السلطة، إلا أن نصر الدين قدم دعوى قضائية وأدار حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقول السلطات إنها تعيد التفكير بالمشروع بدون أي ذكر عن وقت القرار. ويشرف الجيش على معظم مشاريع الشوارع والطرق السريعة والجسور، وهو نفس الجيش الذي يشرف على بناء العاصمة الجديدة ودعم السيسي لتولي السلطة. ويقول القاهريون الذي حاولوا التواصل مع مسؤولي الحكومة لمنع عمليات التطوير إن المسؤولين عنها يرفضون النصيحة الاستشارية ولا يهتمون بمصالح السكان المحليين. ولم يتم حماية المعالم التاريخية إلا في حالات قليلة.
وأدت المشاريع التي يشرف عليها الجيش إلى انتشار نكتة ساخرة عن "مذاق الجنرالات" والذي برز في المتحف الوطني المصري للحضارة الجديد، حيث تم وضع معظم المومياءات القديمة فيه. وعملت الجرافات والآليات الضخمة لسنوات ودمرت أحياء الطبقة العاملة من أجل فتح مجال للمبنى الجديد. وسقطت كل الأشجار حول الموقع.
ومن المبالغة وصف القاهرة بأنها وافرة بالخضرة، لكن حكام مصر في القرن التاسع عشر زينوا العاصمة بالحدائق العامة، واستوردوا الخضار الذي أصبح جزءا من المدينة. واختفت الكثير من الحدائق في السنوات الماضية، وحلت محلها المطاعم السريعة والمقاهي والطرق الجديدة ومحطات الوقود التي يملكها الجيش والمصطفة على ضفاف النيل التي كانت خضراء، مثل الزمالك وهيلوبوليس.
ووسط التقارير السيئة في الداخل والخارج حول الهدم، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن حدائق ومتنزهات جديدة ستبنى على أنقاض ما كانت تعرف بمدينة الموتى. وقال صحيفة "الأهرام" أن "حديقة الخالدين" ستبنى وسيتم دفن بقايا الرموز التاريخية التي دمرت قبورهم الأصلية من أجل التطوير. ويقول السكان المحليون إنهم لا يعارضون التطوير ولكنهم يعارضون الدمار الشامل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المصرية القاهرة مصر القاهرة تراث صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نصر الدین من أجل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يستعيد مدينة أم روابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة رئيسية في ولاية شمال كردفان من قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر عليها منذ مايو 2023.
وقال الجيش في بيان: «طهَّرت قواتنا المسلحة مدينة أم روابة من مليشيا آل دقلو الإرهابية وكبدتهم خسائر فادحة».
تقع أم روابة على طريق سريع استراتيجي يربط شمال كردفان بوسط السودان. وهي ثاني أكبر مدن الولاية، وتبعد نحو 480 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الخرطوم.
وتأتي استعادة السيطرة على أم روابة في وقت أعلن الجيش أيضاً إحراز تقدم في قطاع الخرطوم الشمالي (بحري).
وقال مصدر عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأربعاء: «أكمل الجيش السيطرة على وسط وجنوب بحري حتى جسر المك نمر الرابط ما بين بحري ووسط الخرطوم».
والأسبوع الماضي زار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين من استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.
وأضاف الجيش أن قواته تمكّنت من «طرد (قوات الدعم السريع) من مصفاة الخرطوم للبترول بالجيلي».
وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على المصفاة منذ اندلاع الحرب.