المهرجانات المسرحية في العالم كله تقام على أساس فلسفي جمالي، يصنع هوية للمهرجان ويعطي له مشروعية الوجود، وعندما يتم ذكر مهرجان المسرح، فهو ليس المقصود به مهرجان التكريمات، فهذا فرع، ومن المعيب أن يصبح الأساس.
فمهرجان المسرح تظاهرة فنية ثقافية للتواصل والاحتكاك والتفاعل، والانفتاح على الآخر، ولكي تتحقق الحالة هذه لا بد أن يكون هناك مسرح، وليس عروضا مسماة بالمسرح، ولكنه المسرح الحقيقي متنا وشكلا.
وبنظرة عامة على مسارح هيئة المسرح، نجد أنها ترزح تحت وطأة البيروقراطية، بل انعدمت إنتاجات كتاب المسرح الكبار، وتاهت البوصلة بغياب ما يسمى ريبورتوار المسرح، والذي كان يحفظ الأعمال الهامة في ذاكرة المسرح.
كــ"ليلة مقتل جيفارا" لميخائيل رومان ومن إخراج كرم مطاوع، و"المخططين" ليوسف إدريس وإخراج سعد أردش، و"إنت اللي قتلت الوحش" لعلي سالم وإخراج جلال الشرقاوى، و"القاهرة في ألف عام" من إخراج أحمد عبد الحليم، و"مأساة الحلاج" من إخراج سمير العصفوري، وغيرها من كنوز وجواهر مسرحنا المصري والتي بلا شك في إعادة إحيائها من خلال الريبورتوار سيحتقق أكثر من هدف؛ فبالدرجة الأولى ستتاح أمام الأجيال الشابة التعرف عن كثب على الإبداع المسرحي لكبار كتابنا، كسعد الدين وهبة وألفريد فرج ونعمان عاشور وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم.
ثانيا: الصياغة الفنية على خشبة المسرح لهذه الأعمال بين القديم والحديث.
ثالثا: وهو الأهم، استيعاب هذه الأعمال لأكبر قدر من موظفي هيئة المسرح، وأغلبهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، فضلا عن أنها أعمال جيدة تستوعب أكبر قدر من الطاقات، فهي أيضا بمثابة تدريب جيد وشحذ للطاقات الفنية للفنانين العاملين بهيئة المسرح.
وقد كان هذا هو الحلم والأمل، ولكن ما أشد ما يحدث الآن من مراهقة فنية أو محاكاة عروض الستاند أب كوميدي بينما الاختلاف كبير.
ولكن لا أحد يسمع، ولا أحد يريد أن يسمع، وفي كل عام تعقد دورات المهرجانات المسرحية، وتعقد الندوات، وتقام العروض في وقت تعاني فيه ميزانية هيئة المسرح من الضمور والتقشف، وتفتقر إلى التنوع الكيفي في مسارحها، فالآن كل المسارح تتشابه في خططها الفنية.
فكان بالأمس القريب مسرح الطليعة معنيا بالتجارب الطليعية في العالم، وكذلك بأعمال طليعية مصرية، كمسرح العبث وتقديم رائعة توفيق الحكيم يا طالع الشجرة. وكذلك المسرح القومي المعني بتقديم كلاسيكيات من المسرح العالمي، وكذلك الإبداع المسرحي المحلي.
وهناك المسرح الكوميدي المعني بتقديم الأعمال الكوميدية العالمية، كالضفادع لاريستوفانيز وأعمال موليير.
وهكذا.. ولكن في غياب الخطة الطموح، والتخصص العلمي لنوع المسرح، ومع ما يتلاءم من وظيفته وفلسفته. ولكن نأمل أن يتم مراعاة هذا في المستقبل القريب، نأمل ونحلم ونطمح إلى حركة مسرحية حقيقية، وليست مهرجاناتية كرنفالية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسرحية المصري الفنية مصر الفن تمثيل المسرح مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
حاكم عجمان يشيد بجهود هيئة الأعمال الخيرية العالمية خلال 40 عاما
أشاد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بالجهود المتميزة التي بذلتها هيئة الأعمال الخيرية العالمية بعجمان منذ تأسيسها قبل أربعين عاما، والتي تجاوز حجم مشاريعها 5.3 مليار درهم داخل الدولة وخارجها.
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو حاكم عجمان، بمجلسه في الديوان الأميري، اليوم، بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، والشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي رئيس مجلس أمناء الهيئة، وسعادة الدكتور خالد الخاجة، الأمين العام للهيئة، وأعضاء مجلس الأمناء.
وأكد صاحب السمو حاكم عجمان، الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به الهيئة في دعم وتنمية المجتمعات، مشيرا إلى أن تأسيسها كواحدة من أوائل الجهات المانحة للعطاء في الإمارات، جاء بهدف تقديم العون والمساعدة للفئات المحتاجة حول العالم، وتخفيف معاناتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وقال سموه ” نفتخر بالإنجازات الكبيرة التي حققتها هيئة الأعمال الخيرية على مدار أربعة عقود من العمل الدؤوب والمستمر، وندرك حجم التحديات التي واجهتها في ظل عملها بعشرات الدول، إلا أن التزامها القوي بالمبادئ الإنسانية السامية والجهود المستمرة من فرق العمل، جعلها قادرة على تحقيق هذه النجاحات”.
واطلع صاحب السمو حاكم عجمان، وسمو ولي عهده، على مجموعة من المشاريع والمبادرات الجديدة التي ستطلقها الهيئة خلال عام 2025، ومنها إنشاء مركز تدريب خيري في عجمان لتدريب الأسر المتعففة والشباب الباحثين عن فرص عمل، وإنشاء حديقة مستدامة في الإمارة، إضافة لمجموعة مشاريع في القرى النائية بالخارج أهمها إنشاء مدينة الإمارات الطبية في السنغال، وقرية الأُلفة لأسر الأيتام في النيجر، ومبادرة نور العالمية لإنارة ألف منزل في إفريقيا.
من جانبه، أثنى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي على الدور المحوري لهيئة الأعمال الخيرية العالمية، ضمن منظومة الخير الإماراتية، وبصمتها المميزة في كافة الحملات الوطنية والإغاثية، وجهودها الميدانية داخل الدولة وخارجها، ووصولها لمناطق المحتاجين بهدف تلبية متطلباتهم، موجها بأهمية مواصلة المسيرة وتوسيع مساحة العطاء لدول جديدة، إلى جانب مواكبة التطور التكنولوجي والتركيز على مشاريع التنمية المستدامة.
ووجه الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس مجلس الأمناء، الشكر لصاحب السمو حاكم عجمان وسمو ولي عهد عحمان، على دعم سموهما المستمر للهيئة، مؤكدا أن هذا الدعم كان له عظيم الأثر في تعزيز دور الهيئة، وتمكينها من توسيع أنشطتها الإنسانية.
وقال إن الدعم الكبير من القيادة الرشيدة للهيئة يعد أكبر حافز لمواصلة مسيرتنا الإنسانية، حيث تسعى الهيئة لأن تكون من أكبر الداعمين للمحتاجين حول العالم، وقد نجحت حتى الآن في تقديم المساعدات لأكثر من 40 دولة منذ تأسيسها.
وأضاف ” بفضل الله ثم عطاء أهل الخير، تجاوز حجم مشاريع الهيئة خلال 40 عاما 5.3 مليار درهم، كان أبرزها مشاريع كفالة ورعاية الأيتام التي بلغت قيمتها أكثر 2 مليار و300 مليون درهم، فيما تجاوزت قيمة مشاريع الزكاة 540 مليون درهم، ووصل حجم مشاريع المساجد وصيانتها وتأثيثها 370 مليون درهم، ومشاريع الصدقات العامة نحو330 مليون درهم، والمشاريع الصحية 310 ملايين درهم، وتخطت المشاريع التعليمية 264 مليون درهم، وغيرها من المشاريع الخيرية.
وتوجه سعادة الدكتور خالد الخاجة بالشكر والتقدير لأصحاب الأيادي البيضاء، الذين كانوا وما زالوا عنوان الخير والعطاء، معلنا أن الهيئة تسعى عبر مكاتبها ومناطق عملها بالخارج، لتنفيذ مشاريع جديدة ترسخ نهج دولة الإمارات في مساعدة المحتاجين وتنمية المجتمعات، ومنها بناء المساجد وحفر الآبار وتشييد المدارس والمستشفيات والقرى للفقراء والأيتام واللاجئين، إلى جانب مشاريع إطعام الطعام والإغاثة العاجلة، وغيرها من المشروعات الإنسانية والخدمية.
حضر اللقاء سعادة طارق بن غليطة مدير مكتب صاحب السمو الحاكم، وسعادة الدكتور راشد بن غليطة السكرتير الخاص لصاحب السمو الحاكم، وسعادة يوسف محمد النعيمي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة.