هل يصلى الجنازة على الجنين السقط؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن هل يصلى الجنازة على الجنين السقط؟ فأجاب الشيخ على جمعة رحمه الله وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه لا شك أن فقد الولد من المصائب العظيمة على من وقعت عليه، فمن صبر عليها ورضي بقضاء الله وقدره، حصل له هذا الأجر العظيم بفضل الله وكرمه.
وأضاف جمعة، فى إجابته عن سؤال « توفي لي ابن بعد الأسبوع الأول من ولادته فهل ننال الأجر الذي ورد في الأحاديث لمن فقد وليده؟»، أنه إذا ولد طفل وبعد ولادته توفى فنفعل معه ما نفعله مع الإنسان المعتاد فنغسله ونكفنه ونصلى عليه وندفنه وجوبا طالما استهل الدنيا صارخًا.
وأشار الى أنه إذا مات فى بطنه أمه ونزل ميتا فيغسل ويكفن ويدفن ولكن لا يصلى عليه لأنه لم يستهل صارخًا.
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الطفل الذي توفي بعد ولادته ولو بدقائق إذا استهل الحياة صارخا يعتبر إنسانا طبيعيا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ، وينال والديه الأجر كاملا . أما إذا نزل من بطن أمه ولم يصرخ لا يصلى عليه.
وأضاف جمعة خلال رده على سؤال شخص يقول: " توفي لي ابن بعد ولادته بأسبوع فهل ننال الأجر الذي ورد لمن فقد ولده؟ قائلا: أما إذا مات الجنين في بطن أمه يتم تغسيله وتكفينه ولا يصلى عليه، لأنه لم يأت إلى الحياة أصلا . فالصراخ بعد الولادة شرط أساسي للصلاة عليه.
نوه الشيخ عويضة، عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الجنين إذا خرج حيًّا وصرخ ثم مات فإنه يغسل ويصلى عليه ويدفن بغير خلاف عند العلماء.
وألمح «عويضة» إلى أن الجنين إذا خرج سقطًا بعد أربعة أشهر من الحمل فيغسّل ويكفن وتصلي عليه الجنازة ويدفن، أما إذا كان قبل أربعة أشهر فلا يغسل ولا يصلى عليه، بل يلف في خرقة ويدفن فقط إكرامًا له، معللًا ذلك بأن الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد أربعة أشهر.
وأوضح الحكمة من صلاة الجنازة على الجنين السقط رغم أنه لم يرتكب ذنبًا، «بأن الصلاة عليه تكون دعاءً لوالديه بالرحمة والمغفرة والصبر وأن يُخلف الله عليهما بطفل آخر».
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
نور القلوب: كيف تفتح الواردات الإلهية والذكر أبواب الحق في حياتنا؟
القلب، مهبط الواردات التي هي الأحوال والخواطر النورانية، يعدّ من أهم المحاور التي يُمكن أن ينطلق منها الإنسان في رحلته الروحية نحو الله.
كيف يكون الذكر وسيلةً لاستقبال الأنوار؟
فكيف تعمل هذه الواردات؟ وكيف يكون الذكر وسيلةً لاستقبال هذه الأنوار؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها الدكتورعلي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي جمهورية مصر العربية السابق، في حديثه عن القلب وأثر الواردات عليه عبر صفحته الرسمية على موقع الإلكتروني(الفيسبوك)
القلب وفتح أبواب الحق:وضح جمعة، القلب هو مهبط الواردات الإلهية التي تُحدث تغييرات جذرية في الإنسان. فالذكر المستمر لله والتزام العبادة يؤديان إلى تنزل الأنوار على القلب، مما يفتح له أبواب الحق ويقوده إلى الفهم والمعرفة. تتجلى هذه الواردات في صورة أنوار تملأ القلب وتؤثر في سلوك الإنسان.
سيدنا رسول الله ﷺ: نموذجٌ للنور الإلهيمن أعظم الأمثلة على تأثير الواردات الإلهية على القلب هو ما عاشه سيدنا رسول الله ﷺ. فبكثرة تنزل الأنوار على قلبه الشريف، كان يغلق باب الخلق، فينعزل عن الناس ويشغل نفسه بذكر الله، وذلك بسبب شدة الأنوار التي كانت تملأ قلبه. يقول د. علي جمعة: "كان النبي ﷺ يستغفر الله في اليوم سبعين مرة بسبب كثرة الأنوار التي كانت تغمر قلبه، حتى لا تلهيه عن تبليغ الرسالة والصبر على أذى الناس."
النور الذي يغير حياة الصحابةكانت الصحابة الكرام، الذين تجولوا بالقرب من النبي ﷺ، يشهدون تأثير هذا النور الإلهي في حياتهم. فالصحابي، وفقًا لرؤية د. علي جمعة، هو من نظر إلى النبي ﷺ، حتى وإن كان أعمى، لأن النور الذي ينبثق من قلب النبي ﷺ كان يعدّل فطرة هذا الإنسان ويحيي قلبه. وهذا النور هو الذي جعل الصحابة يشهدون التحول الروحي الذي كانوا يعيشونه.
كيف ينفع الذكر القلب؟ينبّه جمعة إلى أن القلب يحتاج إلى عدة وسائل لتنزيل الواردات النورانية عليه، وأهم هذه الوسائل هو الذكر المستمر بالله، والعبادة، والتخلية من الصفات القبيحة، والتحلية بالفضائل. هذه هي الطريقة المثلى لتزكية القلب، وجعل الإنسان قادرًا على استقبال الأنوار التي تقوده إلى الله.
الطريق إلى النور الإلهي
في النهاية، يشرح الدكتور علي جمعة أن القلب هو مركز الواردات النورانية التي تأتي من الله، وأنه يجب على المؤمن أن يتنقى قلبه ويجعل من الذكر وسيلة لتلقي هذه الأنوار. فالذكر والعبادة لا يقتصران على الأوقات المخصصة فقط، بل يجب أن يتخللا كل جوانب الحياة، ليظل القلب مفتوحًا لاستقبال الأنوار التي تعينه على السير في طريق الحق.