نماذج ملهمة لـ«نون النسوة».. مهندسات «الإمارات للألمنيوم» يسطّرن نجاحهن في الصناعات الثقيلة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
حققت المرأة الإماراتية إنجازات استثنائية، واستطاعت أن تخطو خطوات تاريخية مشرفة في مختلف الميادين طوال العقود الماضية، استمراراً للنهج الراسخ الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإيماناً من القيادة الرشيدة بمساهمات بنات الوطن ودورهن في جهود التنمية ورفاهية البلاد، وتقديراً وتكريماً لما قدمنه لدعم مسيرة الدولة منذ تأسيسها.
مستلهمةً فكر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومستنيرة برؤية قيادتنا الرشيدة، تمضي الإمارات العالمية للألمنيوم في سياساتها الداعمة للمرأة وتعد من أوّل الشركات التي حرصت على زيادة مشاركتها في قطاع الصناعة، وذلك إيماناً من الشركة بقدرة المرأة على دفع عجلة الابتكار والنمو والاستدامة، مع حرصها على تطبيق مبدأ الاستدامة في جميع عملياتها والمساهمة الفعالة في دعم المجتمعات التي تعمل بها وحماية البيئة.
لبنى قاسم.. أول امرأة تعمل بنظام المناوبات
تؤكد لبنى مالك قاسم، مهندسة في قسم العمليات وأول امرأة تعمل بنظام المناوبات في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في موقع جبل علي، أن الإماراتيات دخلن مهناً كان المجتمع يعتبرها حكراً على الرجال، فتحدين الصعاب وأثبتن جدارتهن، معربة عن فخرها بالعمل في هذه المهنة وأن تكون مصدر إلهام للمرأة الإماراتية.
بدأ شغف لبنى للعمل بهذا المجال في وقت مبكر، في ظل ميلها واهتمامها بمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء خلال مراحل الدراسة، ومع استمرار شغفها بالاطلاع على آلية عمل المعدات من خلال تفكيكها وتركيبها والعمل على إصلاحها، قررت التخصص في الهندسة الميكانيكية، مؤكدة أن الإمارات الدولة التي لا تعرف المستحيل رسمت للمرأة نهجاً واضحاً وفتح أمامها آفاقاً واسعة للإبداع والابتكار لتكون شريكاً أساسياً في بناء الوطن إلى جانب الرجل في شتى الميادين.
حصلت لبنى على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الشارقة، فضلاً عن دبلوم مهني في إدارة المشروعات الصغيرة، وخلال دراستها جمعت لبنى بين المعرفة النظرية والخبرة العملية لتشكيل مسار وظيفي هادف، مؤكدةً حرص القيادة الرشيدة على توفير برامج تخصصية مهنية تستهدف تمكين المرأة للعمل في شتى المجالات، مضيفة: «تركز حكومتنا الرشيدة على التوازن بين الجنسين، لذلك تدعم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المبادرة الحكومية من خلال تمكين المرأة لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة بما في ذلك في قطاعات الهندسة والعلوم والطب».
وتقول لبنى: «بالنظر إلى المستقبل، أرى نفسي جزءاً من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأسعى باستمرار لتطوير حياتي المهنية مع مواصلة شغفي للتعلم والمساهمة في تحقيق رؤية الشركة وأهدافها، حيث أطمح لأن أكون نموذجاً يحتذى به لجميع النساء العاملات في الشركة»، مؤكدة أن المرأة الإماراتيةَ شريك فاعل في مسيرة التنمية والتطور بفضل سياسات تمكين المرأة وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصراً فاعلاً ورائداً في التنمية المستدامة، ونموذجاً مشرفاً في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
العنود الكلباني.. شاركت في أكبر هاكاثون عالمي مع وكالة «ناسا»
تلقت العنود خليفة الكلباني، مهندس متدرب في خطوط الإنتاج في الشركة، العديد من البرامج التدريبية في مجموعة من الشركات والهيئات الحكومية في الدولة، كما شاركت في أكبر هاكاثون عالمي مع وكالة «ناسا» كونها قائدة لفريق الإمارات، فضلاً عن إتمامها لأكثر من 100 ساعة تطوعية، وهي الآن مهندسة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأول امرأة تنضم للعمل والإشراف على وحدات إنتاج الألمنيوم بما في ذلك مهام متعددة تشمل التعامل مع الآليات الثقيلة.
تواصل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم التزامها الكبير تجاه ممارسات تمكين المرأة في العمل، هذه السياسة التي انتهجتها الشركة، ساعدت الكلباني على تخطي الصعاب في بداية مراحل عملها، مضيفة «في البداية، كان من الصعب عليّ التكيف مع بيئة العمل في قطاع صناعة الألمنيوم، ولكن بدعم من الشركة، تغلبت على التحديات الأولية واكتسبت الكثير من الخبرة في العمل وقمت بتطوير المهارات اللازمة لمواصلة مسيرتي المهنية».
تمكنت الكلباني من التغلب على الصعوبات التي واجهتها في بداية حياتها العملية، وتحقيق التوازن بين منزلها وحياتها العملية، بفضل إصرارها على النجاح، وما لقيته من دعم ومساندة كبيرين من عائلتها، مؤكدة: «شعرت عائلتي بالفخر والسعادة لاختياري هذا المجال، ووقفت إلى جانبي لتحقيق أحلامي، لأنهم مؤمنون بقدرتي على تحقيق الأفضل كمهندسة في هذا المجال». وتضيف: «لقد قدمت الشركة كل الدعم المطلوب لتطوير مهاراتي لأصبح مهندسة إماراتية تمارس عملها على أكمل وجه في المصنع، حيث شاركت في العديد من الدورات التدريبية، الأمر الذي عزز بشكل تدريجي من معرفتي ومهاراتي القيادية».
ترى الكلباني أن تميز المرأة الإماراتية نموذج عالمي يحتذى به، بفضل الدعم والاهتمام المتواصل من قبل القيادة الرشيدة حيث تشغل المرأة اليوم العديد من المناصب المرموقة على مستوى الدولة في المؤسسات العامة والخاصة، وعليه ستظل المرأة عنصراً أساسياً في عملية التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة المستقبل.
وتقول: «ما يحفزني دائماً هو الشعور بالتقدير والرضا تجاه علمي، خصوصاً بعد إكمال أي مهمة أو مشروع يتم تكليفي به، ذلك ما يدفعني لتقديم المزيد والتميز بوتيرة مستمرة»، مشيرة إلى أهمية التوازن المثالي بين العمل والحياة بشكل متناغم، بما في ذلك الالتزامات المتعلقة بالأسرة وأولويات العمل فضلاً عن الصحة والترفيه.
القايدي.. اختبار شامل للمنتجات لضمان الجودة
تخرجت ميثاء راشد القايدي، مهندس كيميائي أول في الشركة، في الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2014 بتخصص مزدوج، بكالوريوس الكيمياء إلى جانب العلوم البيئية، كما أنها نالت درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة «سري» في المملكة المتحدة عام 2015. التحقت القايدي بالعمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في عام 2018، وانضمت إلى مختبر تطوير وتحسين العمليات التقنية، لتشارك وتتولى مهام تشغيل العديد من المعدات في المختبر، كما أنها كانت جزءاً من الفريق الذي قدم الدعم لفريق هندسة العمليات أثناء تشغيل أول آلة لعمليات التكليس الخاصة بتكرير الألومينا. وتقول القايدي، إن عملها في الشركة يتمثل بشكل أساسي في التركيز على تطوير وتنفيذ الأساليب والتقنيات التحليلية المبتكرة، وتقديم الدعم لفريق تطوير وتحسين العمليات التقنية من خلال إجراء اختبار شامل للمنتجات، مع ضمان جمع وتحليل موثوق للبيانات لتعزيز عملية تكرير الألومينا.
وتضيف: حصلت أيضاً على شهادة الحزام الأخضر لـ«سداسية سيغما» التي تسمح لي باستخدام الأدوات الإحصائية في تحديد العيوب في العمليات المعملية وتنفيذ تدابير للتحكم وضمان الجودة والتحسين المستمر.
المناصب الإشرافية
وفي سياق خطة طموحة، أعلنت الشركة التي يبلغ عدد النساء اللواتي يعملن فيها أكثر من 400 امرأة حول العالم، في مناصب متفاوتة من بين المناصب الفنية وصولاً للتنفيذية القيادية، عزمها زيادة نسبة النساء في المناصب الإشرافية في دولة الإمارات إلى 25% بحلول العام 2025، ارتفاعاً من 18% حالياً، من ضمنهن عضوتان في الإدارة التنفيذية للشركة، وفي سبيل تحقيق ذلك بدأت الشركة تنفيذ برنامج توجيهي للنساء بقيادة كبار التنفيذيين في الشركة، يركز على التطوير الشخصي والنمو الوظيفي.
وتعتبر الإمارات العالمية للألمنيوم شريكاً في «آرورا 50»، المبادرة المحلية المعنية بتطوير خبرات النساء اللازمة لشغل مناصب على مستوى المجالس الإدارية، كما أطلقت الشركة العام الماضي «شبكة المرأة»، وهي منصة لجميع النساء في مختلف مستويات الشركة لمشاركة إنجازاتهن وتحدياتهن، وتعزيز التطور والنمو المهني أيضاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات للألمنيوم المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية الإمارات الصناعة تمکین المرأة فی الشرکة العدید من
إقرأ أيضاً:
المشاط تلتقي وزير الاقتصاد التونسي ومدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية ورئيس شركة استرازينيكا
تواصل الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءاتها الثنائية المكثفة مع شركاء التنمية، وممثلي القطاع الخاص، والحكومات، وذلك خلال فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد بمدينة "دافوس" السويسرية.
العلاقات المصرية التونسية
والتقت الدكتورة رانيا المشاط، السيد/ سمير عبد الحفيظ، وزير الاقتصاد التونسي، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون المُشترك بين جمهورية مصر العربية ودولة تونس الشقيقة، في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لدعم جهود التنمية المُشتركة.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حرص مصر على توطيد العلاقات مع الجمهورية التونسية، حيث انعقدت في عام 2022 الدورة السابعة عشر من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتي تعد آلية رئيسية لتعزيز العلاقات ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المُشترك، مشيرة إلى أهمية العمل على انعقاد الدورة المقبلة من اللجنة المُشتركة من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون تتسق مع المتغيرات الاقتصادية المحيطة، وتعزز التنمية في البلدين.
وتعد اللجنة العليا المصرية التونسية المشتركة هي مظلة التعاون بين البلدين حيث عقد خلالها 17 دورة متتالية برئاسة رئيسي وزراء البلدين باعتبارها إحدى أقدم اللجان العربية المشتركة، وانبثق عنها أكثر من 135 وثيقة وبروتوكول تعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والفنية، وانعقدت آخر دورة في تونس في عام 2023، كما عقدت لجنة المتابعة الوزارية خلال أغسطس 2018، وتنبثق عن اللجنة العليا عددُ من اللجان الفنية في مجالات البنية التحتية واللوجيستيات والنقل البري والسكك الحديدية والشباب والتجارية والصناعية.
توطين صناعة الدواء
من جانب آخر عقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع السيد/ ميشيل ديماري، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا، المتخصصة في مجال الصناعات الدوائية، لمناقشة سبل تعزيز الشراكة في مجال الرعاية الصحية للمرأة ودعم المشاريع الصحية في مصر، فضلًا عن مناقشة استثمارات وتوسعات الشركة في مصر، في ضوء الأولوية التي توليها الدولة للتوسع في توطين صناعة الأدوية واللقاحات.
وناقش الجانبان سبل تعزيز الشراكة بين أسترازينيكا والحكومة المصرية، بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرأة في مصر، بالإضافة إلى استعراض المبادرات الصحية الحالية للشركة، موضحة أن الرعاية الصحية عنصر أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة في المجتمع، ولذلك تعمل الحكومة على زيادة الإنفاق الاستثماري على القطاعات التنموية الرئيسية مثل قطاع الصحة، فضلًا عن تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل.
كما سلطت" المشاط"، الضوء على الجهود الوطنية في تحسين خدمات الرعاية الصحية في مصر في القطاع الصحي مثل القضاء على فيروس سي، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، مع حصولها على شهادة المستوى الذهبي مما يعكس نجاح الدولة في تحقيق أهدافها الصحية، لافتة إلى أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على دعم هذا التوجه من خلال الخطة الاستثمارية والشراكات الدولية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين.
المنظمة العالمية للملكية الفكرية
من جانب آخر التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السيد/ دارين تانغ، مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
وخلال الاجتماع أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى مبادرات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مجال التعاون الإنمائي، حيث تسعى جمهورية مصر العربية، من خلال دبلوماسيتها الاقتصادية المبدئية واعترافها بأهمية المنصات الوطنية التي تركز على التنسيق بين مختلف الأطراف، إلى دعم الأهداف العالمية للتعاون الإنمائي الفعّال.
وذكرت أنه في إطار جهود مصر لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف المجالات، فقد تم إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف إلى تمكين النساء من الحصول على فرص تعليمية وتدريبية في المجالات التي تؤثر بشكل إيجابي على تطور الاقتصاد الوطني، وإحدى هذه المبادرات هي التعاون بين الأكاديمية الوطنية للملكية الفكرية في مصر (NIPA) وأكاديمية المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO). في يونيو 2024، بهدف رفع كفاءة الباحثات المصريات وتعليمهن كيفية دمج استراتيجيات الملكية الفكرية في أعمالهن، وتمكين المشاركات من فهم آليات حماية الملكية الفكرية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية الاستفادة من حقوق الملكية الفكرية لتعزيز وتطوير أعمالهن البحثية.
وأكدت "المشاط" أن المبادرات التي أطلقتها مصر في مجالات التعاون الإنمائي، والملكية الفكرية وريادة الأعمال تعد من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية. حيث تسهم هذه المبادرات في تمكين المرأة والشباب، وتفتح أمامهم فرصًا كبيرة للمشاركة في الاقتصاد الرقمي والمساهمة في تحقيق الأهداف التنموية. كما تؤكد مصر التزامها العميق بدعم الابتكار والتنمية الاقتصادية، مما يساهم في تطوير البيئة التشريعية والاقتصادية لتكون أكثر ملاءمة للأعمال والابتكار.
كما التقت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، السيد/ جيم أندرو، نائب الرئيس التنفيذي وكبير مسئولي الاستدامة بشركة بيبسيكو، حيث ناقش اللقاء جهود تعزيز التعاون المشترك والاطلاع على تطورات استثمارات الشركة في مصر، كما استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، الجهود التي تقوم بها الدولة لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي من خلال الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، وتمكين القطاع الخاص باعتباره محرك رئيسي لتحقيق التنمية في مصر.