إماراتيات في «الذكاء الاصطناعي»: نعمل من أجل المستقبل
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعتبر من الدول الأكثر استعداداً لمواكبة المتغيرات التكنولوجية، وتوفير بنية تحتية مستقبلية لتحسين أسلوب ونمط حياة أفضل، وأكثر سهولة وذكاء، لتمضي قدماً نحو تحقيق رؤيتها وتطلعات شعبها من خلال مشاريع وخطط واضحة نحو مئوية الإمارات 2071.
ومع توسع إطار تأثير الذكاء الاصطناعي في العالم وامتداده ليشمل جميع القطاعات، بدءاً من القطاع الحكومي وصولاً إلى الرعاية الصحية والتعليم والطيران وإدارة المرافق، أصبح من الضروري ضمان مشاركة المرأة في تطوير هذه التكنولوجيا وتكاملها، وذلك نظراً إلى أسباب عدّة منها المساواة والاندماج، وتحقيق أهداف حكومة الدولة في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وتجنب التحيّز اللاواعي في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وانطلاقاً من احتفالات دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام، نستعرض خلال هذا التقرير المفصل قصص ونجاح الإماراتية في قطاع الذكاء الاصطناعي، بالتحديد المتواجدات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي القادرات على أحداث التغيير في مجال التحول الرقمي واعتماد الطاقة النظيفة والنقل المستدام والعل الخيري وغيرها المسخرة في خدمة البشرية.
المعرفة والمهارات
وقالت فرحة البريكي، الحاصلة على شهادة الماجستير في تعلّم الآلة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «من خلال تطبيق المعرفة والمهارات التي اكتسبتها في مجال الذكاء الاصطناعي كمهندسة مشروع طاقة في شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة - طاقة، وإدارة المشاريع المتعلقة بنقل الطاقة، فقد مهدت دراستي في الجامعة الطريق أمامي للمشاركة في المشاريع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات من أجل استشراف المستقبل والتنبؤ به، والشهادة التي حصلتُ عليها والتعليم الذي تلقيته جعلاني مميّزة عن زملائي الذين يتمتعون بنفس الخلفية، فقد ساعدتني مهاراتي على طرح الأسئلة الصحيحة، ما سيؤدي إلى تحسين الحل المتكامل الذي نعمل عليه ويضمن أن يكون حلاً طويل الأمد».
وأعربت البريكي عن قلقها من العدد المحدود للنساء الموجودات في مجال التكنولوجيا سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو الهندسة، فهي تأمل أن تشغل النساء نصف الغرفة على الأقل، في مجال التدريب أو في المؤتمرات وورش العمل، مشيرة إلى أنها تساهم في حل مشكلة المشاركة النسائية، فهي فخورة بعضويتها في مجموعة العمل النسائية في شركة ترانسكو، التي تندرج تحت مجلس المرأة في شركة طاقة وتهدف هذه المجموعة إلى تمكين تنمية المرأة في قطاع النقل، ودعم المساواة والتنوّع.
وقالت: أستمد الإلهام من العديد من زميلاتي الإماراتيات اللواتي حققن مسيرة مهنية ناجحة في قطاعيّ التكنولوجيا وإدارة المرافق، بما في ذلك معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والمهندسة هيفاء المطيري، مديرة قسم الوقاية في شركة ترانسكو.
كما أدعو إلى الاحتفاء بإنجازاتهن وطموحاتهن المستقبلية في يوم المرأة الإماراتية الثامن، بمباركة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تشكّل مصدر إلهام لجميع الإماراتيات.
تغير إيجابي
قالت نوف الشامسي التي تدرس للحصول على شهادة الماجستير في الرؤية الحاسوبية، والتي تأسرها الإمكانيات الهائلة التي تنتج عن تلاقي تخصصات مختلفة، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الكهربائية: «التحقت في العام 2022، بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الإمارات العربية المتحدة بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث تركز دراساتها وأبحاثها على خوارزميات تتبع التصوير الحراري والتصوير النهاري في المناطق النائية، وهو تخصص له العديد من التطبيقات العملية المتنوعة، مثل مراقبة الحياة البرية، وعمليات البحث والإنقاذ، على سبيل المثال لا الحصر».
وأضافت: «لقد انجذبتُ إلى هذا المجال لأنه قادر على إحداث ثورة في تفاعلاتنا مع التكنولوجيا التي نستخدمها والبيئة التي تحيط بنا، إذ أن ابتكار أنظمة ذكية يمكنها معالجة المعلومات المرئية واتخاذ القرارات من شأنه أن يشرّع الأبواب أمام احتمالات لا حصر لها. فقد أثار اهتمامي العمل على الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد في الوقت عينه، لأنه يعِد بإيجاد حلول لم يكن من الممكن تصورها من قبل».
وأعربت الشامسي عن تجربتها الشائقة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث ساهم البرنامج الذي التحقت به في تعميق معرفتها بالذكاء الاصطناعي وتزويدها بالمهارات العملية اللازمة للانخراط في المجال الصناعي، وأن أبرز ما اكتسبته هو القدرة على مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي من منظور شامل، بما في ذلك النظر في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، وترى أن المرأة الإماراتية في قطاع التكنولوجيا تواجه تحديات وتجد فرصاً في الوقت عينه، إلا أنها متفائلة بانضمام المزيد من النساء إلى هذا القطاع، نظراً إلى التزام دولة الإمارات بتعزيز التنوع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وذكرت أن الذكاء الاصطناعي في حال تم استخدامه بشكل مسؤول، سيتمكن من إحداث تغيير إيجابي في مختلف القطاعات، من خلال معالجة المشكلات المعقدة وأتمتة المهام الروتينية، يمكن توجيه الموارد البشرية نحو المساعي الإبداعية والاستراتيجية التي من شأنها أن تعيد رسم صورة عالمنا هذا، ونظراً إلى الوتيرة السريعة لتطور الذكاء الاصطناعي، يتحتم على النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في جميع القطاعات توسيع معرفتهن بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يتيحه لهن البرنامج التنفيذي الذي تقدمه جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهو برنامج يمتد على 12 أسبوعاً يهدف إلى تطوير خبرات المشاركين فيه لدعم الحاجة إلى قادة ماهرين في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات.
عصر الذكاء الاصطناعي
قالت الدكتورة مريم كتيت، القائدة الإقليمية للمسرعات العالمية والابتكار في شركة بوينغ، والتي تخرجت مؤخراً من البرنامج التنفيذي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «متحمسة جداً للتغييرات التحويلية التي يمكن أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي والتي ستؤدي إلى عصر طيران أكثر تقدماً وكفاءة، وتفرحني جداً قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في جوانب متعددة بقطاع الطيران، بدءاً من صيانة الطائرات وتعزيز السلامة وصولاً إلى التحليلات التنبؤية للكفاءة التشغيلية».
وأضافت: «المشاركة في البرنامج التنفيذي عمّقت بشكل كبير فهمي لعملية صناعة القرار التي تستند إلى البيانات في مجال العمل الخيري. فمن خلال خوارزميات تعلّم الآلة، نستطيع تحليل توجهات الجهات المانحة وتصميم استراتيجيات التفاعل معها، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإبقاء على المانحين وزيادة مساهماتهم. وقد أدى اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز مبادراتنا الخيرية، لا بل وأظهر قدرة التكنولوجيا على إحداث تأثير اجتماعي إيجابي».
وذكرت أنه من أبرز الجوانب التي استحوذت على انتباهها وتقديرها التركيز على التعاون والعمل الجماعي بهدف توليد الأفكار وحل المشكلات الذي أتاح تبادل الأفكار بين العاملين في مختلف المجالات فرصة فريدة للتعلّم من الاستراتيجيات والممارسات المختلفة، وتعزيز الإبداع والقدرة على التكيّف.
وقالت: «لقد شكّل كوني امرأة عاملة في قطاع التكنولوجيا تحديات بالنسبة إلى، إلا أنه في الوقت عينه كان مثمراً جداً، وعلى الرغم من أن هذا القطاع قد شهد تغيّرات كبيرة من حيث المساواة بين المرأة والرجل، إلا أنه لا يزال يشمل عقبات لا بد من التغلب عليها، وأعتقد أن هناك حاجة إلى مواصلة بذل الجهود لإرساء بيئات شاملة، وتعزيز تكافؤ الفرص للمرأة في الأدوار القيادية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية جامعة محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی فی مجال الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی فی شرکة فی قطاع من خلال
إقرأ أيضاً:
«الذكاء الاصطناعي» يتعلم من «قطاع النشر»
باريس (أ ف ب)
أخبار ذات صلة الإمارات وفنلندا تعقدان الدورة الثانية من أعمال اللجنة المشتركة في هلسنكي عبدالله آل حامد يستعرض رؤيته «لمستقبل الإعلام»مع تزايد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر في التفاوض مع منصات توفر هذه التقنية لحماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.
واقترحت دار نشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى على بعض مؤلفيها عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي. وفي رسالة عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «ال ال ام» لمدة ثلاث سنوات.