"بقعة مظلمة" ضخمة وغامضة على نبتون لا يعرف العلماء سببها
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
لاحظ علماء الفلك بقعة داكنة ضخمة وغامضة على سطح كوكب نبتون يبلغ قطرها نحو 10 آلاف كم (6200 ميل) من الأرض لأول مرة، مع وجود نقطة مضيئة أصغر غير متوقعة بجوارها.
إقرأ المزيد غيوم نبتون اختفت بشكل مفاجئ والشمس هي الجانيوفي حين أن العلماء ما زالوا لا يفهمون منشأ هذه الرقعة الغامضة على السطح الأزرق للعملاق الجليدي البعيد، فإن الملاحظات الجديدة التي تم إجراؤها باستخدام التلسكوب الكبير جدا (VLT)، التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي (ESO)، يمكن أن تساعد على إلقاء بعض الضوء على هذه الميزة المحيرة.
اكتشفت بقعة مظلمة على نبتون لأول مرة بواسطة المركبة الفضائية "فوياجير 2" التابعة لناسا في عام 1989 عندما حلقت بالقرب من الكوكب الثامن من كواكب المنظومة الشمسية في طريقها للخروج منها.
وكانت البقع الداكنة على سطح الكواكب مألوفة لدى علماء الفلك أصلا منذ القرن التاسع عشر، وكانوا يدرسون "البقعة الحمراء العظيمة" لكوكب المشتري، وهي عاصفة ظلت تضرب الكوكب الغازي العملاق منذ 200 عام على الأقل. ومع ذلك، كانت البقعة المظلمة على نبتون غريبة، لأنها اختفت بعد ملاحظات "فوياجير 2".
ثم، في عام 2018، اكتشف تلسكوب هابل الفضائي العديد من البقع المظلمة الجديدة على نبتون في نصفي الكرة الجنوبي والشمالي للكوكب.
ويقول الخبراء إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد بقعة مظلمة على الكوكب الأزرق باستخدام تلسكوب أرضي.
وتُعد هذه المعالم العرضية في الخلفية الزرقاء للغلاف الجوي للكوكب لغزا بالنسبة لعلماء الفلك، لكن النتائج الجديدة قد توفر مزيدا من الأدلة حول أصلها.
???? Astronomers observe a mysterious dark spot — and adjacent bright spot — in #Neptune’s atmosphere for the first time from Earth ????
The #VLT observations shed new light on the nature of such spots, which have long puzzled scientists ➡️ https://t.co/f0YYB3gw0Jpic.twitter.com/r9YcrkwEz3
وقال المؤلف المشارك مايكل وونغ، الباحث في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، في الولايات المتحدة: "هذه زيادة مذهلة في قدرة البشرية على مراقبة الكون. في البداية، لم نتمكن من اكتشاف هذه البقع إلا عن طريق إرسال مركبة فضائية إلى هناك، مثل فوياجير. ثم اكتسبنا القدرة على رصدها عن بعد باستخدام هابل. وأخيرا، تطورت التكنولوجيا لتمكيننا من ذلك من الأرض".
والبقع الكبيرة هي سمات شائعة في الأغلفة الجوية للكواكب العملاقة، وأشهرها البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري.
إقرأ المزيد مركبة برسفرنس المريخية ترصد بقعة شمسية كبيرة ستكون مرئية قريبا من الأرضوأضاف باتريك إيروين، الأستاذ في جامعة أكسفورد والمحقق الرئيسي في الدراسة: "منذ الاكتشاف الأول للبقعة المظلمة، كنت أتساءل دائما ما هي هذه الميزات المظلمة القصيرة العمر والمراوِغة".
واستخدم العلماء بيانات من التلسكوب الكبير جدا (VLT) لاستبعاد احتمال أن تكون البقع الداكنة ناجمة عن اختفاء السحب.
ولكن بدلا من ذلك، تشير الملاحظات إلى أن البقع الداكنة من المحتمل أن تكون نتيجة جزيئات الهواء المظلمة في طبقة أسفل طبقة الضباب المرئية الرئيسية، حيث يمتزج الجليد والضباب في الغلاف الجوي لنبتون.
ونظرا لأن البقع الداكنة ليست سمات دائمة للغلاف الجوي لنبتون، ولم يتمكن علماء الفلك من قبل من دراستها بتفصيل كاف، لم يكن من السهل عليهم التوصل إلى هذا الاستنتاج.
لكنهم تمكنوا من القيام بذلك بعد أن اكتشفت وكالة ناسا وتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عدة بقع داكنة في الغلاف الجوي للكوكب، بما في ذلك واحدة في نصف الكرة الشمالي للكوكب تم اكتشافها لأول مرة في عام 2018.
إقرأ المزيد مذنب مكتشف حديثا يصبح مرئيا للعين المجردة في غضون أيام قليلة قبل أن يغادر نظامنا الشمسي إلى الأبدوباستخدام أداة المستكشف الطيفي المتعدد الوحدات (Muse) الخاصة بالتلسكوب الكبير جدا (VLT)، تمكن العلماء من تقسيم ضوء الشمس المنعكس من نبتون وبقعته إلى الألوان المكونة له، أو الأطوال الموجية. وسمح لهم ذلك بدراسة المكان بتفصيل أكبر مما كان ممكنا من قبل.
وقال البروفيسور إيروين: "أنا سعيد للغاية لأنني لم أتمكن من إجراء الاكتشاف الأول لبقعة مظلمة من الأرض فحسب، بل أيضا من تسجيل طيف انعكاس لمثل هذه الميزة لأول مرة".
إن وجود الطيف مكّن علماء الفلك من تحديد الارتفاع الذي تقع فيه البقعة المظلمة في الغلاف الجوي للكوكب بشكل أفضل، كما قدم معلومات عن التركيب الكيميائي للطبقات المختلفة للغلاف الجوي، ما أعطى الفريق أدلة حول سبب ظهور البقعة المظلمة.
وقدمت الملاحظات أيضا نتيجة مفاجئة، وهي نوع نادر من السحابة الساطعة العميقة التي لم يتم التعرف عليها من قبل، حتى من الفضاء.
وظهر هذا النوع النادر من السحابة كنقطة مضيئة بجانب البقعة المظلمة الرئيسية الأكبر حجما، وفقا للملاحظات المنشورة في مجلة Nature Astronomy.
وأظهرت البيانات أن السحابة الساطعة العميقة الجديدة كانت على نفس المستوى في الغلاف الجوي مثل البقعة المظلمة الرئيسية. وهذا يعني أنها نوع جديد تماما من الميزات مقارنة بالسحب الصغيرة المصاحبة لجليد الميثان على ارتفاعات عالية والتي تمت ملاحظتها سابقا.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات الفضاء النظام الشمسي بحوث كواكب مركبات فضائية ناسا NASA فی الغلاف الجوی البقع الداکنة علماء الفلک على نبتون من الأرض لأول مرة
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يخطط للاستفادة من نموذج سبيس إكس للحفاظ على التفوق الجوي
دفعت تكلفة تطوير المقاتلات الأمريكية الباهظة، الجيش الأمريكي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار.
وتزداد تكلفة تطوير المقاتلات الحربية عشر مرات كل عشرين عامًا، مما يهدد استدامة القدرات الجوية الأمريكية، في ظل هذه الزيادة.
ونشر موقع "فورميكي" تقريرا أكد فيه أن النموذج الذي تقدمه شركة سبيس إكس قد يكون بديلا ناجحا، من خلال تقليل التكلفة والحفاظ على جودة المقاتلات المستقبلية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21 " إن البنتاغون خلص في عام 1979 إلى أن تكلفة الطائرات المقاتلة الأمريكية قد ارتفعت بمقدار عشر أضعاف كل عشرين عامًا، ولا تزال هذه الوتيرة مستمرة حتى اليوم وتبدو مرشحة للاستمرار في المستقبل، مما يهدد استدامة القدرات الجوية الأمريكية.
وأضاف أن الجيش الأمريكي بدأ يعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار لمواجهة هذه التحديات، وقد يكون النجاح الذي حققته شركة سبيس إكس في قطاع الفضاء دليلا على إمكانية الجمع بين الكفاءة والتكلفة المنخفضة.
زيادة متواصلة في التكاليف
وفقا للموقع، زادت تكلفة الطائرات المقاتلة من الجيل الجديد زادت بحوالي عشر مرات كل عشرين عامًا منذ عام 1910، ويبدو أن هذا الاتجاه مرشح للاستمرار فى المستقبل. هذه الظاهرة يُطلق عليها في البنتاغون "قانون أوغستين"، نسبة إلى نورمان أوغستين، وهو مسؤول رفيع سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أجرى دراسة عام 1979 حول ارتفاع تكاليف الطائرات المقاتلة في الولايات المتحدة.
علّق أوغستين بسخرية قائلاً في تلك الدراسة: "في عام 2054، سننفق كامل ميزانية الدفاع لشراء طائرة واحدة فقط، يتم تقاسمها بين القوات الجوية والبحرية لثلاثة أيام ونصف في الأسبوع، مع يوم إضافي لقوات المارينز في السنوات الكبيسة".
وقد أوضح غريغوري سي. ألين، مدير مركز وادواني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، وزميله في المركز إسحاق غولدستون، في مقال لهما بعنوان "تحديث قانون أوغستين: نمو تكاليف الطائرات المقاتلة في عصر الذكاء الاصطناعي والاستقلالية"، إن "القانون لا يزال صالحًا". وفي 2010، قامت مجلة "ذي إيكونوميست" بتحديث التحليل، مؤكدة أن تضخم التكاليف الذي توقعه القانون استمر دون انقطاع.
وأضاف الموقع أنه عندما دخلت طائرة إف-35 إلى الخدمة في 2016، كان متوسط تكلفة الطائرة الواحدة 140 مليون دولار، دون احتساب تكاليف البحث والتطوير والصيانة. مؤخرًا، قدّر وزير القوات الجوية الأمريكية، فرانك كيندال، أن تكلفة المقاتلة من الجيل القادم للهيمنة الجوية ستبلغ 300 مليون دولار.
ومن المنتظر أن ترتفع هذه التكلفة أكثر من المتوقع، ويخطط البنتاغون في 2025 لشراء 86 مقاتلة فقط، بانخفاض قدره 72% مقارنة بعام 1985.
وتشير التحليلات إلى أن الارتفاع في التكاليف يُعزي إلى التعقيد المتزايد للأسلحة الحديثة، لكن بحثا أجرته وكالة داربا عام 2009، أظهر أن قطاعات تكنولوجية معقدة مثل صناعة السيارات وأشباه الموصلات حققت تقدما هائلا في الأداء دون زيادة كبيرة في التكاليف.
نموذج سبيس إكس
أضاف الموقع أن البنتاغون، ضمن مساعيه لمواجهة تحديات ارتفاع تكلفة الطائرات المقاتلة التقليدية، أطلق برنامج الطائرات القتالية التعاونية (Cca)، الذي يهدف إلى تطوير آلاف الطائرات المقاتلة دون طيار، بتكاليف أقل. ووفقًا للتقديرات، ستبلغ تكلفة الطائرة الواحدة من طراز الطائرات القتالية التعاونية حوالي 30 مليون دولار، أي أقل بعشر مرات من تكلفة طائرات الجيل السادس المأهولة.
يأتي هذا البرنامج، الذي يتجاوز حجم استثماراته 9 مليارات دولار، ضمن مبادرة أوسع للبنتاغون أُطلق عليها مبادرة "ريبليكاتور"، والتي تم إطلاقها في أغسطس 2023 بهدف تطوير آلاف الأنظمة المستقلة بحلول عام 2025. تستند الفكرة إلى أن القدرات المتزايدة للذكاء الاصطناعي واستقلالية الأنظمة قد تمثل أفضل فرصة لتجاوز "قانون أوغستين" من الناحية الاقتصادية، وضمان استدامة الهيمنة الجوية الأمريكية.
وحسب الموقع، ترتكز هذه الاستراتيجية على النجاح الذي حققته شركات التكنولوجيا في قطاع الفضاء، من خلال تبني منطق مختلف عن النهج الحكومي في المشتريات الدفاعية، وتستند الاستراتيجية بشكل خاص إلى نماذج ناجحة مثل شركة سبيس إكس.
في عام 2011، أجرت وكالة ناسا تحليلًا تساءلت فيه عن التكلفة التي كان سيستغرقها تطوير صاروخ فالكون 9 تحت إدارة الحكومة الأمريكية.
ووفقًا لتحليل الوكالة، بلغت التكلفة الإجمالية لتطوير الصاروخ، بدءًا من تأسيس شركة سبيس إكس، حتى أول إطلاق له في عام 2010، حوالي 400 مليون دولار.
وحسب ناسا، فإنه باستخدام الهيكلية والثقافة التقليدية للوكالة، كان من المتوقع أن تصل تكلفة تطوير صاروخ فالكون 9 إلى أكثر من أربعة مليارات دولار، أي أكثر من عشرة أضعاف استثمارات شركة سبيس إكس لتطوير الصاروخ.
وحتى مع تبني نهج إداري أقرب للنموذج التجاري، كانت التكاليف ستصل إلى نحو عن ملياري دولار، أي أكثر من أربعة أضعاف ما أنفقته شركة إيلون ماسك.
وختم الموقع بأن هذه الفجوة أبرزت أن النماذج التي تعتمدها ناسا وسلاح الجو الأمريكي لتحديد تكلفة برامجها، لا تأخذ بعين الاعتبار مسارات تحسين الكفاءة الاقتصادية، بينما أثبتت الشركات الرائدة مثل سبيس إكس أن تقليل التكاليف دون التضحية بالجودة والإخلال بالمواعيد ممكن وقابل للتنفيذ.