أفضل وقت لقيام الليل والدعاء.. أحيي هذه الساعة بركعتين وكلمة مستجابة
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
يغفل الكثيرون عن أفضل وقت لقيام الليل والدعاء، خاصة وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم أجر ومكانة ساعة الثلث الأخير من الليل، وهي ما يعرف بموعد النزول الإلهي، لكن ما هو موعدها وما هو أفضل وقت لقيام الليل والدعاء.
وفي التقرير التالي نرصد أفضل وقت لقيام الليل والدعاء، والكلمات النبوية التي لا ترد في هذه الساعة.
أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ساعة الثلث الأخير من الليل بقوله: "إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة" رواه مسلم، وعنه صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"، متفق عليه.
وتقول دار الإفتاء المصرية في بيان فضل صلاة قيام الليل، قد شرع الله تبارك وتعالى الصلاة وفرضها على الأمة الإسلامية؛ لأنها الصلة التي تربط بين الخلق والخالق، فهي عماد الدين، حيث فرض الله تبارك وتعالى خمس صلوات في اليوم والليلة، وسن لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سننًا تابعة للفروض وغير تابعة لها، وسن لنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه وآله الجماعةَ في الصلاة المفروضة وغيرها، ويبين ثواب الجماعة وأن لها فضلًا عظيمًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» رواه الإمام مالك. وغير ذلك من الأحاديث الشريفة.
وتابعت: لقد صلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النوافل في جماعة؛ مثل قيام الليل لما حدث أن خرج في رمضان، فصلى وصلى خلفه الصحابة، وجاء في الليلة الثانية فصلى وصلى وراءه جمع أكثر، وفي الليلة الثالثة احتجب صلى الله عليه وآله وسلم عنهم فلم يخرج عليهم، فلما سئل سيدنا رسول الله عن ذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ» متفق عليه. والصلاة التي صلاها سيدنا رسول الله لا تخرج عن كونها من قيام الليل.
ولما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن جدته مليكة رضي الله عنها دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه ثم قال: «قُومُوا فَأُصَلِّيَ لَكُمْ». قال أنس بن مالك رضي الله عنه: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لُبس فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصففتُ أنا واليتيمُ وراءه، والعجوزُ وراءنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثم انصرف.
وفي رواية أخرى لمسلم عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، فقال: «قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بِكُمْ» -في غير وقت صلاة-، فصلى بنا، فقال رجل لثابت: أين جعل أنسًا منه؟ قال: جعله على يمينه، ثم دعا لنا -أهل البيت- بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمي: يا رسول الله، خويدمك ادع الله له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ». قال الإمام النووي في "شرحه لمسلم" (5/ 162-164) عند هذا الحديث: [وفيه جواز صلاة النافلة جماعة] اهـ.
وحول أفضل وقت لقيام الليل والدعاء، بينت أن وقت قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الوتر، وذلك لما رُوي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ» رواه الحاكم والنسائي والترمذي وابن خزيمة، وقال: حسن صحيح. وأفضلها عشر ركعات غير الوتر أو اثنتا عشرة ركعة غير الوتر.
ويبدأ قيام الليل والدعاء، من بعد أداء صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ففي الحديث عن خارجة بن حذافة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: إن الله أمدكم بصلاة، هي خير لكم من حمر النعم، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر فإذا أوتر الإنسان في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخره؛ فقد فعل السنة، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر؛ أوتر في أوله قبل أن ينام لقول النبي ﷺ: من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.
وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "من كل الليل قد أوتر رسول الله ﷺ أوتر من أوله، ومن وسطه، ومن آخره، ثم انتهى وتره إلى السحر، عليه الصلاة والسلام" يعني: في آخر حياته استقر وتره في آخر الليل.
وقال ﷺ: أفضل الصلاة صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه فإذا تهجد في السدس الرابع، أو السدس الخامس؛ فهذا أفضل ما يكون، وإن جعل وتره، وتهجده كله في الثلث الأخير؛ فذلك أفضل، كما في حديث جابر حيث قال ﷺ: من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.
وإذا صار تهجده في السدس الرابع، والخامس؛ صار ذلك أفضل؛ لأنه يوافق صلاة داود، فيجمع بين آخر الليل في السدس الخامس، والسدس الرابع في أول النصف الأخير، وكل ذلك بحمد الله فيه خير عظيم، نعم.
دعاء التعار مجربيعد دعاء التعار من الليل هو أفضل في هذا الوقت من الليل، حيث إنه دعاء ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال في جوف الليل، وسمي بهذا الاسم لوروده في الحديث الشريف: ما من عبدٍ يتعار من الليل أي يستيقظ"، والتعري هنا هو إزاحة الغطاء الذي يضعه المسلم على جسده وقاية من البرد أثناء النوم، وقد فضل الله تبارك وتعالى عباده الصالحين القانتين القائمين في الليل وجوفه وثلثه بفضائل عظيمة وذلك نظير ما قدموه من الطاعات وتفضيلهم لقاء ربهم عن راحة أجسادهم في وقت يتغافل غيرهم عنه، يقول تعالى: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
ووقت التعار هو وقت يطلق على المستيقظ في جوف الليل أو ثلث الليل، وقد ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت، فيما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا"، وعن خاتم الأنبياء والمرسلين أنه قال فيما أورده البخاري عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": "يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".
وقال تميم الداري: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة قيام الليل أفضل الصلاة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم ه صلى الله علیه وسلم سیدنا رسول الله رضی الله عنه من اللیل ذلک أفضل فی اللیل خیر من فی آخر
إقرأ أيضاً:
دعاء صلاة الوتر كامل .. ردد أفضل أدعية قيام الليل تفتح لك أبواب الخيرات
دعاء صلاة الوتر في قيام الليل لعله من أهم الأدعية التي على المسلم أن يرددها في صلاة الوتر، ويستحب أن نردد دعاء صلاة الوتر خاصة مع انقضاء الثلث الأول من الليل، واقتراب ساعات الليل الأخير، والتي تسمى بساعة النزول الإلهي، حيث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذه الساعة فيغفر ويجيب ويعفو عمن سأله.
دعاء صلاة الوتر كاملاللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت، وعافـِنا فيمـَن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِـنا شـر ما قضيت، أنك تقضي ولا يـُقضى عليك. إنه لا يذل مَن واليت، ولا يعـِـزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت.
نستغـفـُرك اللـهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا.
ومتـّعـنا اللهم باسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديننا. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا اٍلى النار مصيرنا. واجعل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمنا.
اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي اٍليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر. اللهم انا نسألـُـك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفتونين. ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب كل عـملٍ يقربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العـالمـين.
اللهم اغـفـر لجميع موتى المسلمين، الذين شهـِـدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهُم وارحمهُم وعافهم وأعفو عنهم، واكرِم نـُزلَهم، ووسِع مـُدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبـَرَد.ونقـّهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا اللهم برحمتك اذا صرنا الى ما صاروا اٍليه تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم اغـفـِر لنا، وارحمنا، وأعتق رقابنا من النـــار.
اللـهم تـقبـل منـا اٍنك أنت السميع العـلم، وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم ، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم لك أسْلَمْنا، وبك آمَنَّا، وعليك تَوَكَّلنا، وإليك أَنَبْنَا، وبك خَاصَمْنَا. اللهم إنَّا نعوذُ بِعِزَّتِكَ لا إلهَ إلا أنتَ أن تُضِلَّنا، أنْتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُون.
دعاء النبي عند الإفطار في أول أيام رمضان.. اعرف صيغته الصحيحة
دعاء للأب المتوفى في رمضان.. يستحب ترديده من الصائمين وقت الإفطار
اللهم إنا نَسأَلُكَ من الخيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا منه وما لم نَعْلَمْ، ونعوذُ بك من الشر كله عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمْنَا من وما لم نَعْلَمْ. ونسألكَ الجَنَّة وما قَرَّبَ إليها مِنْ قولٍ أو عمل، ونعوذ بك من النارِ وما قَرَّب إليها مِنْ قولٍ أو عمل.
ونسألك من خيرِ ما سألكَ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، ونعوذُ بك من شر ما استعاذك منه عبدُكَ ونبيكُ. ونسألكَ أن تجعلَ كُلَّ قضاءٍ قَضَيْتَهُ لنا خيرًا. اللهم إنا نسألكَ العَفْوَ والعافيةَ والمُعَافاةَ في الدنيا والآخرةِ، يا ذا الجَلالِ والإِكْرامِ، يا حيُّ يا قيوم. اللهم إنا نعوذُ بك من جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القَضَاءِ، وشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ.
اللهم إنا نعوذُ بك من زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وتَحُوُّلِ عافيتكَ، وفَجْأَةِ نِقْمَتِك، وجميع سَخَطِك. اللهم إنا نعوذُ بك من العَجْزِ والكسلِ والجُبْنِ والبُخْلِ والهَمِ وعذابِ القبر، اللهم آتِ نفوسَنَا تَقْواها، وزَكِّها أنت خيرُ مَنْ زَكِّاها، أنت وَليُّها ومَوْلاها. اللهم إنا نعوذُ بك من عِلْمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُسْتَجَابُ لها.
يختص دعاء صلاة الوتر بأحكام ذكرها الفقهاء في كُتبهم، وهم في ذلك على عدّة أقوال، على النحو الآتي:
المالكيّة: يُكرَه عندهم الإتيان بدعاء القنوت في صلاة الوتر على المشهور في مذهبهم.
الشافعية: يُسَنّ عندهم في النصف الثاني من شهر رمضان، أمّا في غير ذلك فهو مكروه، وذهب الإمام النوويّ من فقهاء الشافعية إلى أنّه مَسنون طيلة أيّام السنة.
الحنابلة: يُسَنّ القنوت في الوتر في كلّ ليلة على المشهور في المذهب عندهم.
الحنفية: يُعَدّ القنوت في صلاة الوتر سُنّة، واستدلّوا على ذلك بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما علّم الحسن بن عليّ -رضي الله عنه- دعاء الوتر، فقال: «علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلِماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ».
متى يقال دعاء الوتردعاء الوتر يختصّ بوقت مُعيَّن يُستحَبّ للمسلم أن يدعو به، وقد وردت عدّة أقوال للعلماء في ذلك، على النحو الآتي: الحنفية والحنابلة: يرون أنّ الدعاء مشروع في أيّام السنة جميعها، ودليلهم على ذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- علّم الحسن بن علي -رضي الله عنه- دعاء يدعو به في قنوت الوتر -كما سبق القول-.
الشافعية: يرون أنّ الدعاء في الوتر مشروع في النصف الأخير من رمضان فقط، كما يرون أنّه لا قنوت في الصلوات إلّا في صلاة الفجر على كلّ حال، أمّا القنوت في غير صلاة الفجر فهو مخصوص بحالة نزول نازلة بالمسلمين، وأدلّتهم على أنّ الوتر مشروع في النصف الأخير من رمضان ما يأتي:
ما رُوِي عن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقنُتُ في النِّصفِ من رَمضانَ إلى آخِرِه» وهو حديث ضعيف.
ما ورد عن أنّ عمر وعليّاً وأُبَيّ بن كعب كانوا لا يقنتون إلّا في النصف الآخر من رمضان. المالكية: يرون أنّه لا قنوت في الوتر مُطلقاً، وهذا على المشهور في مذهبهم.
ويرى الإمام الكثير من الفقهاء المعاصرين أنّ قنوت الوتر مشروع، ومُستحَبّ؛ سواء أكان في أوّل الليل، أم في وسطه، أم آخره؛ لأنّ دعاء الوتر مُتعلِّق بأداء الوتر، ووقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، بحيث يدعو المُصلّي في وتره ما يشاء في أيّ وقت من الليل، دون تخصيصه بوقت مُعيَّن، وإن ترك دعاء القنوت فلا حرج عليه.
ترك دعاء الوتراختلف الفقهاء في حُكم من نَسِي القنوت في صلاة الوتر على آراء، وبيان ذلك على النحو الآتي:
الحنفية: يرون أنّ القنوت جزء من صلاة الوتر؛ ولذلك يجب على من نَسِيه أن يسجدَ سجود السهو. الحنابلة: يرون إباحة سجود السهو لمَن ترك دعاء القنوت، وعدم وجوبه، وإن سجد فلا بأس، ودليلهم أنّ القنوت ليس بفرض، وأنّ تَرك المُصلّي له لا يُبطِل صلاتَه ولو عمداً؛ لأنّ القنوت لا يُعَدّ من أركان الصلاة.
الشافعية والمالكية: يرون أنّه لا سجود على من نَسِي القنوت، ودليلهم على ذلك أنّ القنوت ليس رُكناً من الصلاة، ولا جزءاً منها، وإنّما هو من الهيئات؛ والمقصود بذلك: أنّها من السُّنَن التي لا تُجبَر بالنقص؛ لعدم ورود جُبرانها به.
دعاء بعد صلاة الوتر مستجابيستحب للمسلم أن يُسبِّح الله بعد سلامه من صلاة الوتر كما كان يفعل سيدنا رسول الله، فقد كان يقول بعد الوتر: «سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثلاثَ مرَّاتٍ، يرفَعُ بِها صوتَهُ». [سنن النسائي].
اللـهم اهـدِنا فيمَن هـديت، وعافـِنا فيمـَن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِـنا شـر ما قضيت، أنك تقضي ولا يـُقضى عليك. إنه لا يذل مَن واليت، ولا يعـِـزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت.
ومتـّعـنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديننا. ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا اٍلى النار مصيرنا. واجعل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لا يخافـُـك فينا ولا يرحمنا.
اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي اٍليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر. اللهم انا نسألـُـك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا، واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفتونين. ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب كل عـملٍ يقربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العـالمـين.