يلتقي الفنان القطري المرموق يوسف أحمد بالفنان الإندونيسي ويدي بانغيستو سوغيونو في إطار تعاونهما ضمن الورشة الفنية الخاصة بمعرض «حوار الورق» التي ينظمها العام الثقافي قطر -إندونيسيا 2023».
يأتي اللقاء لاستكشاف شغفهما بصناعة الورق، وسوف تُشكل الأعمال الفنية، التي سوف يتمخض هذا التعاون عنها، أساسًا للنسخة الثانية من معرض «حوار الورق».

 
ومن المقرر أن ينطلق المعرض في إندونيسيا ديسمبر المقبل بينما تستضيفه الدوحة العام القادم.
وقالت الدكتورة عائشة عبد الله حمد المسند، خبيرة متاحف أول بمبادرة الأعوام الثقافية، والقيّم الفني للمعرض: إن «حوار الورق» فكرة مميزة تسمح لنا بسبر أغوار مادة أصبحت منتشرة في كل مكان في مجتمعنا، إلا أن تاريخها يقف شاهدًا على براعة الإنسان والتقدم الثقافي الذي وصلنا إليه. 
وأعربت عن الأمل في أن يتم خلال المعرض، فصل صناعة الورق بعيدًا عن كونها نشاطًا وظيفيًا وأن نستغل جذورها التاريخية كشكل من أشكال التواصل بين الثقافات، وأن نُبدع لوحات فريدة مشبعة بهويتي البلدين».
تتناول فكرة معرض «حوار الورق» لهذا العام قدرة الإنسان على التكيف مع محيطه والازدهار أينما حل وارتحل، كغابات إندونيسيا الغنية وصحراء قطر الفسيحة. إن التباين بين الغابة والصحراء يشبه مفهومي الامتلاء والفراغ، مفهومين ستتطرق إليهما الأعمال الفنية النهائية من خلال ممارسات لصناعة الورق طُورت خصيصًا لها. 
يشتهر الفنانان بنهجهما الدقيق في صنع الوسيط الذي يُبدعان به أعمالًا فنية شديدة الدقة.
في بداية مسيرته، استكشف يوسف أحمد الطباعة على الحجر (الليثوغرافيا) وفن ترتيب الحروف (التيبوغرافيا) من حيث صلته بالخط العربي، مُطورًا بذلك صِيَغًا وتفسيرات جديدة لأشكال الحروف، وقد ركز في الآونة الأخيرة، على استحداث شكل جديد بالكامل من الورق مصنوع من لب النخيل، مستمدًّا إلهامه من البيئة القطرية. بينما يشتهر ويدي بانغيستو بتجربته في عملية صنع الورق، مُجسِّدًا النتائج في أشكال للتعبير الفني، إنه ينظر إلى الورق على أنه مادة وظيفية ذات إرث تاريخي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وقد أُطلق «حوار الورق» كمشروع إرث للعام الثقافي قطر- اليابان، وهو معرض جرى تنظيمه للاحتفاء بالذكرى الخمسين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. سيصبح اليوم هذا المعرض الذي يقدم للمرة الثانية إحدى الفعاليات السنوية الرئيسية للمبادرة كبرنامج للإقامة الفنية للفنانين العالميين من البلدان الشريكة.
الجدير بالذكر أن برنامج الأعوام الثقافية قد انطلق عام 2012 تحت قيادة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، لتعميق التفاهم والاعتراف والتقدير المتبادل بين دولة قطر والعالم. 
وحقق البرنامج منذ ذلك الحين، نجاحًا ملحوظًا في الرسالة التي يحملها، إذ أقام شراكات مع كل من المملكة المتحدة، والبرازيل، وألمانيا، وتركيا، والهند، وفرنسا ودول أخرى طوال العقد الماضي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر يوسف أحمد

إقرأ أيضاً:

حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر

ليس خافيا ما يعيشه أنصار السيسي وحتى بعض القوى المعارضة من حالة ترقب وقلق بعد عديد التطورات في المنطقة وأهمها طوفان الأقصى وتداعياته، وانتصار الثورة السورية وتداعياتها أيضا، حتى أن السيسي نفسه حاول لمرات عديدة التدخل بنفسه لتبديد أو تخفيف هذا القلق ببعض كلمات جوفاء دون جدوى.

وعلى رأي المثل "أراد أن يكحلها فأعماها"، فإن السيسي حرص أكثر من مرة على إطلاق رسائل الطمأنة للقلقين خلال زياراته ولقاءاته المتكررة والمتزايدة للأكاديمية العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية بمناسبة وغير مناسبة، فتترس السيسي بالمؤسسة العسكرية وليس بالشعب هو عين القلق الذي يحاول تبديده لدى أنصاره. فالحاكم المطمئن غير القلق يتحرك بشكل طبيعي بين الناس، ويكون عنوان إقامته معروفا وليس مجهولا رغم مرور 12 عاما على انقلابه.

وحين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدري، فأنصار النظام في مصر الذين حرضوا على الانقلاب، ثم على قتل المعارضين لهذا الانقلاب في مجازر لن تمحى من الذاكرة الوطنية، يشعرون أنهم سيكونون هدفا لردود فعل غير منضبطة حال حدوث تغيير، ولذا فإن الرسالة المبطنة لهم هي التمسك بهذا النظام والعض عليه بالنواجذ حتى يتجنبوا ذلك المصير، لكن ذلك لا يبدد القلق لديهم بل يزيده.

حين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدريقوى سياسية مدنية لا تخفي قلقها أيضا من احتمالات تغيير يمكن أن يفتح الباب لتصفية حسابات، وإسالة دماء، وهي أيضا مذعورة مما حدث في سوريا، خاصة أن بعضها كانت داعمة لنظام بشار الأسد، أو أنها في خصومة أيديولوجية مع التيار الإسلامي عموما في المنطقة، وساهمت هذه القوى في نشر الذعر مما حدث في سوريا في معركة الساحل الأخيرة ضد فلول نظام الأسد، وإن وجب التنويه هنا لرفضي واستنكاري التام لجرائم القتل على الهوية التي تمت للعلويين، فانتماء الأسد أو معظم أركان حكمه لهذه الطائفة لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء منها، وحسنا فعلت السلطة السورية بفتح تحقيقات لمحاسبة الجناة.

لا يمكن لعاقل تجاهل هذه المخاوف وهذا القلق، وبعضه مشروع، خصوصا لدى بعض الأقليات الدينية أو الثقافية، ولكن الاحتماء بحكم عسكري يستغل هذا الخوف لتعزيز قبضته لن يمحو هذه المخاوف وهذا القلق، لأنه يتغذى بالأساس عليه، كما أن احتماء النظام بقواه العسكرية والأمنية، وبنائه الأسوار حول عاصمته الإدارية أو قصور حكمه لحمايته، أو بناء المزيد من السجون لاعتقال معارضيه؛ ليس كافيا لتحقيق الأمن والاستقرار، أو الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية. وهنا نستحضر ما كتبه أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقِّ طرقها من الظلم.

بدلا من تغذية المخاوف والقلق تعالوا بنا إلى حوار مجتمعي حقيقي، يطرح فيه كل طرف مخاوفه وهمومه، فليس صحيحا أن أطرافا بعينها فقط لديها مخاوف، بل إن كل الأطراف المنشغلة بالشأن العام لديها مخاوف من بعضها، إذن لنكن صرحاء ومباشرين في الحوار حول هذه المخاوف، ليس لمجرد الفضفضة أو البحث عن خلاص وأمان شخصي أو طائفي،كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية ولكن بحثا عن أمان للشعب كله، وللوطن كله، بحثا عن صيغة مقبولة للعيش المشترك، بحثا عن عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، والتحديات المشتركة، وسبل التنافس الشريف سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالح الوطن والمواطن.

كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية، ولذا فقد دعوت أكثر من مرة -وها أنا أكرر الدعوة- لحوار تقوده جهة موثوقة مثل الأزهر الشريف، أو بيت العائلة، أو لجنة مشتركة من النقابات المهنية، أو لجنة من شخصيات وطنية تحظى بقبول عام، وتقوم هذه الجهة الداعية للحوار بوضع أجندته، وتحديد مساراته، وتحدد توقيتاته، وتحدد قوائم المستهدفين بالحوار من كل التيارات، والفئات، من المصريين المقيمين داخل الوطن أو خارجه، لتكون النتيجة وثيقة تأسيسية جديدة، تضع الحلول والتوجهات العامة لإنقاذ الوطن، واستعادة اللحمة الوطنية، وتضع تقييما أمينا لما جرى خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تجنبه مستقبلا، وترسم الحدود الدقيقة بين ما هو مدني وما هو عسكري، وما هو ديني وما هو دنيوي، وعلاقة هذا بذاك، كما تحدد الثوابت الوطنية التي يلتزم بها الجميع، ويمكن أن تكون الخطوة العملية العاجلة هي الإفراج عن السجناء السياسيين، والدعوة لانتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية وفق ضمانات نزاهة كافية، وتنافسية حرة لا تستبعد أحدا.

إن حوارا وطنيا مجتمعيا حقيقيا هو الكفيل فعلا بطي صفحة العشرية السوداء، بكل مآسيها، والانتقال بمصر إلى الحكم المدني الرشيد، واستعادة مكانتها اللائقة في إقليمها وفي العالم، وبدخولها مرحلة جديدة من التنمية والحرية والاستقرار والرخاء.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • بعلامة النصر.. زيزو يعبر عن فرحته بالانضمام لمنتخب مصر
  • بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
  • أتلتيك بيلباو يعبر إشبيلية بهدف في الدوري الإسباني
  • فيديو صادم.. فتاتان تثيران الجدل بلعب الورق في المقابر بتركيا
  • حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
  • أنوشكا: شخصية إجلال تحمل العديد من المفاجآت.. ولا أفضل طرح المسابقات الفنية لهذا السبب |حوار
  • الفيحاء يعبر الاتفاق بثنائية
  • شاهيناز: الاجتهاد والإصرار سر الاستمرار في الساحة الفنية
  • الاستقلال بين الورق والواقع.. هل أنهى تصريح 28 فبراير الاحتلال؟
  • الأهلي يعبر عن استيائه من تعديل موعد مباراة فريق كرة السلة