استمرار تصاعد مؤشرات التزام السعودية بالإملاءات الأمريكية الرافضة للسلام
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تتصاعدُ بشكلٍ متواصلٍ مؤشراتُ استجابة السعوديّة للرغبات الأمريكية في مواصلة الالتفاف على مطالب الشعب اليمني واستحقاقاته المشروعة، حَيثُ عادت وسائل إعلام النظام السعوديّ ونشطاؤه إلى محاولات تقديم المملكة كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”؛ الأمر الذي اعتبره سياسيون دليلاً على تمسك الرياض بتصوراتها وتقديراتها التقليدية الخاطئة تجاه اليمن.
وفي هذا السياق، زعم رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعوديّة، الأحد، أن على صنعاء أن تنخرط في ما أسماه “حوار يمني يمني” لرفع المعاناة عن المواطنين، في تعبير واضح عن تبنِّي الموقف الأمريكي المتعنت الذي يربط استحقاقات الشعب اليمني بشرط التفاوض مع المرتزِقة.
وكان ليندركينغ قد جَدَّدَ قبل أَيَّـام تأكيدَ تمسك الولايات المتحدة بهذا الشرط، حَيثُ زعم أن التفاوض مع المرتزِقة هو “الطريق الوحيد” لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن والتوصل إلى سلام شامل؛ وهو ما مثّل تعبيراً صريحاً عن إصرار البيت الأبيض على عرقلة الجهود التي تبذلها صنعاء مع الوسطاء لاستعادة حقوق اليمنيين التي تتحمل السعوديّة مسؤوليتها، وعلى رأسها مرتبات الموظفين.
ويهدف اشتراطُ التفاوض مع المرتزِقة إلى الالتفاف على عملية السلام بأكملها من خلال تحويل الصراع إلى صراع داخلي، وتقديم دول العدوان ورعاتها كوسطاء، مع فتح المجال أمامهم لمواصلة استهداف الشعب اليمني وتجويعه خلف واجهة المرتزِقة الذين لا يملكون أي قرار.
وكان النظام السعوديّ قد حاول خلال الفترات الماضية أن يقدِّمَ نفسَه إعلامياً كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”؛ مِن أجل تضليل الرأي العام والتنصل عن الالتزامات.
ورداً على حديث رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعوديّة، كتب عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، في تغريدة أن السعوديّة “شنت عدوانها على اليمن وأعلنته من واشنطن في الوقت الذي كان فيه اليمنيون يتحاورون في صنعاء برعاية أممية، وهذا كان وما زال بشهادة مبعوث الأمم المتحدة حينها جمال بن عمر، وقطعت الطريق على حوار اليمنيين ونتائجه التي كانت قاب قوسين أَو أدنى من الإعلان والتوافق اليمني”.
وَأَضَـافَ أن السعوديّة “لا زالت تنظر إلى الواقع بنفس العقلية القديمة التي أقحمتها في العدوان”، وأن هذه العقلية “ستغرقها في مستنقع اليمن”، لافتاً إلى أن “هناك من يدفع بالنظام السعوديّ إلى الهاوية”، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد مؤخّراً أن السعوديّة والإمارات تخضعان بشكل تام للرغبات الأمريكية والبريطانية، برغم إدراكهما لكلفة استمرار العدوان والحصار، مُشيراً إلى أن الاستمرار بتنفيذ التوجّـهات الغربية لن يكون في مصلحتهما، وأن اقتصاد المملكة لن يكون آمناً في ظل معاناة الشعب اليمني.
وفي سياق استجابةِ السعوديّة للتوجّـهات الأمريكية الرافضة للسلام، فَــإنَّ محاولة ترويج شرط “الحوار اليمني” ليس المؤشر الوحيد الذي عاود الظهور مؤخّراً ليثبت التزام الرياض بموقف البيت الأبيض؛ إذ لا زالت وسائلُ الإعلام السعوديّة كصحيفة “الشرق الأوسط” تواصل شَنَّ حملات دعائية لتحميل صنعاءَ مسؤوليةَ الأزمة الإنسانية وانقطاع المرتبات، وتحاول بث شائعات تهدف إلى إثارة صدامات بين الموظفين والسلطة الوطنية، في محاولة واضحة لابتزاز صنعاء ودفعها للقبول بمواصلة نهب عائدات الثروة الوطنية التي يطالب الشعب اليمني بتحريرها من قبضة السعوديّة وتخصيص عائداتها للرواتب والخدمات.
وتعبِّرُ هذه الحملاتُ بوضوح عن إصرار الرياض على الالتزام بالإملاءات الأمريكية، من خلال الالتفاف على مطالب الشعب اليمني؛ وهو الأمر الذي حذَّرت القيادة الوطنية بشكل واضح من أنه سيعود على النظام السعوديّ بعواقب وخيمة.
وتأكيداً على استحالة تحقُّقِ أهداف النظام السعوديّ في التنصل عن مسؤولياته والتزاماته، أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، القحوم، أن على المملكة “تغيير توجّـهاتها العدائية تجاه اليمن ورفع وصايتها وترك التدخلات في الشؤون الداخلية لليمنيين”.
وتؤكّـد صنعاء بشكل مُستمرّ أن الحوار بين الأطراف اليمنية يجب أن يأتي بعد إنهاء كُـلّ أشكال التدخل الأجنبي، بما في ذلك العدوان والحصار والاحتلال؛ وهو ما تحاول السعوديّة والولايات المتحدة القفز عليه.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: النظام السعودی الشعب الیمنی السعودی ة
إقرأ أيضاً:
«الرئاسي اليمني»: استعادة صنعاء صار أقرب من أي وقت مضى
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد الرئاسي اليمني بأن استعادة صنعاء، وباقي مدن الوطن الخاضعة بالقوة لجماعة الحوثي، صارت أقرب من أي وقت مضى، مشدداً على الحاجة الى اصطفاف وطني حقيقي، وبناء جبهة جمهورية صلبة، وموحدة، تُنهي الانقلاب الإمامي، وتُعيد للدولة حضورها، ولليمن دوره، ومكانته.
وخاطب رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد قائلاً: «نحن اليوم أكثر ادراكاً لتطلعاتكم، وأولوياتكم من أجل العبور الى المستقبل، الذي يبدأ بتجاوز آثار الماضي، والخطابات المهزومة، والتفرغ لمعركة استعادة مؤسسات الدولة التي نعاهدكم أنها ستظل هدفاً لا نحيد عنه، وقريبة المنال بإذنه تعالى». وأضاف، «هذه هي لحظة استعادة الحق التي لم يكن طريقنا اليها سهلاً على مدى السنوات الماضية لولا صمودكم، ودعم حلفائنا الأوفياء». وقال العليمي إن بشائر النصر تلوح في الأفق، وإن هذه اللحظة أصبحت وشيكة، وإن التحالف الجمهوري بات اليوم أكثر قوة، وعزماً، على استكمال معركة استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب ووضع بلدنا على طريق الاستقرار، والسلام المستدام.
وتابع، «حرصاً على عدم تكرار نوبات الصراع بين مكونات الشرعية، وعملاً بمبدأ المسؤولية الجماعية، أقر مجلس القيادة الرئاسي، استراتيجية شاملة للتعاطي مع تحديات المرحلة، واستحقاقاتها المستقبلية للمرة الأولى منذ انقلبت جماعة الحوثي على التوافق الوطني، كما توجت هذه الفترة بإنجاز المسودة النهائية للقواعد المنظمة لعمل المجلس، وهيئاته المساندة».
وحمل العليمي الحوثي المسؤولية الكاملة عن مفاقمة معاناة اليمنيين وجلب العقوبات الدولية، والتصعيد العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، واستدعاء ضربات المجتمع الدولي، كرد متوقع على مغامراتها وسلوكها الإرهابي وهجماتها وقرصنتها على خطوط الملاحة الدولية، وسفن الشحن البحري، فضلاً عن سجلها الملطخ بالعنف، والقتل بحق الشعب اليمني. وأكد أن إنهاء هذه المعاناة، وإعادة بلدنا إلى مكانته الطبيعية كعضو فاعل في محيطه العربي والأسرة الدولية، لن يتحقق إلا بتعزيز الاصطفاف الواسع حول المشروع الوطني، والتركيز على جذر المشكلة المتمثلة بالانقلاب على مؤسسات الدولة، ووضع اليمن على طريق الاستقرار، والسلام المستدام.
وشدد العليمي على الحاجة الملحة للشراكة الدولية المتكاملة والعمل الوثيق على الأرض مع الحكومة اليمنية لتحرير ما تبقى من ترابها الوطني، ووضع حد للتدخلات الخارجية.