يمانيون – متابعات
تتصاعدُ بشكلٍ متواصلٍ مؤشراتُ استجابة السعوديّة للرغبات الأمريكية في مواصلة الالتفاف على مطالب الشعب اليمني واستحقاقاته المشروعة، حَيثُ عادت وسائل إعلام النظام السعوديّ ونشطاؤه إلى محاولات تقديم المملكة كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”؛ الأمر الذي اعتبره سياسيون دليلاً على تمسك الرياض بتصوراتها وتقديراتها التقليدية الخاطئة تجاه اليمن.

وفي هذا السياق، زعم رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعوديّة، الأحد، أن على صنعاء أن تنخرط في ما أسماه “حوار يمني يمني” لرفع المعاناة عن المواطنين، في تعبير واضح عن تبنِّي الموقف الأمريكي المتعنت الذي يربط استحقاقات الشعب اليمني بشرط التفاوض مع المرتزِقة.

وكان ليندركينغ قد جَدَّدَ قبل أَيَّـام تأكيدَ تمسك الولايات المتحدة بهذا الشرط، حَيثُ زعم أن التفاوض مع المرتزِقة هو “الطريق الوحيد” لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن والتوصل إلى سلام شامل؛ وهو ما مثّل تعبيراً صريحاً عن إصرار البيت الأبيض على عرقلة الجهود التي تبذلها صنعاء مع الوسطاء لاستعادة حقوق اليمنيين التي تتحمل السعوديّة مسؤوليتها، وعلى رأسها مرتبات الموظفين.

ويهدف اشتراطُ التفاوض مع المرتزِقة إلى الالتفاف على عملية السلام بأكملها من خلال تحويل الصراع إلى صراع داخلي، وتقديم دول العدوان ورعاتها كوسطاء، مع فتح المجال أمامهم لمواصلة استهداف الشعب اليمني وتجويعه خلف واجهة المرتزِقة الذين لا يملكون أي قرار.

وكان النظام السعوديّ قد حاول خلال الفترات الماضية أن يقدِّمَ نفسَه إعلامياً كـ”وسيط بين الأطراف اليمنية”؛ مِن أجل تضليل الرأي العام والتنصل عن الالتزامات.

ورداً على حديث رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعوديّة، كتب عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، في تغريدة أن السعوديّة “شنت عدوانها على اليمن وأعلنته من واشنطن في الوقت الذي كان فيه اليمنيون يتحاورون في صنعاء برعاية أممية، وهذا كان وما زال بشهادة مبعوث الأمم المتحدة حينها جمال بن عمر، وقطعت الطريق على حوار اليمنيين ونتائجه التي كانت قاب قوسين أَو أدنى من الإعلان والتوافق اليمني”.

وَأَضَـافَ أن السعوديّة “لا زالت تنظر إلى الواقع بنفس العقلية القديمة التي أقحمتها في العدوان”، وأن هذه العقلية “ستغرقها في مستنقع اليمن”، لافتاً إلى أن “هناك من يدفع بالنظام السعوديّ إلى الهاوية”، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد مؤخّراً أن السعوديّة والإمارات تخضعان بشكل تام للرغبات الأمريكية والبريطانية، برغم إدراكهما لكلفة استمرار العدوان والحصار، مُشيراً إلى أن الاستمرار بتنفيذ التوجّـهات الغربية لن يكون في مصلحتهما، وأن اقتصاد المملكة لن يكون آمناً في ظل معاناة الشعب اليمني.

وفي سياق استجابةِ السعوديّة للتوجّـهات الأمريكية الرافضة للسلام، فَــإنَّ محاولة ترويج شرط “الحوار اليمني” ليس المؤشر الوحيد الذي عاود الظهور مؤخّراً ليثبت التزام الرياض بموقف البيت الأبيض؛ إذ لا زالت وسائلُ الإعلام السعوديّة كصحيفة “الشرق الأوسط” تواصل شَنَّ حملات دعائية لتحميل صنعاءَ مسؤوليةَ الأزمة الإنسانية وانقطاع المرتبات، وتحاول بث شائعات تهدف إلى إثارة صدامات بين الموظفين والسلطة الوطنية، في محاولة واضحة لابتزاز صنعاء ودفعها للقبول بمواصلة نهب عائدات الثروة الوطنية التي يطالب الشعب اليمني بتحريرها من قبضة السعوديّة وتخصيص عائداتها للرواتب والخدمات.

وتعبِّرُ هذه الحملاتُ بوضوح عن إصرار الرياض على الالتزام بالإملاءات الأمريكية، من خلال الالتفاف على مطالب الشعب اليمني؛ وهو الأمر الذي حذَّرت القيادة الوطنية بشكل واضح من أنه سيعود على النظام السعوديّ بعواقب وخيمة.

وتأكيداً على استحالة تحقُّقِ أهداف النظام السعوديّ في التنصل عن مسؤولياته والتزاماته، أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، القحوم، أن على المملكة “تغيير توجّـهاتها العدائية تجاه اليمن ورفع وصايتها وترك التدخلات في الشؤون الداخلية لليمنيين”.

وتؤكّـد صنعاء بشكل مُستمرّ أن الحوار بين الأطراف اليمنية يجب أن يأتي بعد إنهاء كُـلّ أشكال التدخل الأجنبي، بما في ذلك العدوان والحصار والاحتلال؛ وهو ما تحاول السعوديّة والولايات المتحدة القفز عليه.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی الشعب الیمنی السعودی ة

إقرأ أيضاً:

مكتب حقوقي: نحو 2500 انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في صنعاء

أفاد مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، بارتكاب مليشيا الحوثي نحو 2500 انتهاك في صنعاء، خلال عامي 2022 و2023م.

وسلط التقرير الحقوقي، الذي يحمل عنوان "صنعاء غاضبة" تزايد الغضب الشعبي في أمانة العاصمة صنعاء، بسبب سياسة التجويع والقهر والإفقار الممنهج، ونهب مرتبات الموظفين وعسكرة المناخ العام، والتضييق على حرية الرأي والتعبير، واستهداف النظام الجمهوري ومنع المواطنين من الاحتفال بالعيد الوطني ليلة السادس والعشرين في سبتمبر الماضي، والذي يعتبر أعظم حدث في حياة اليمنيين، والاعتداء على العلم الجمهوري، واختطاف المواطنين بتهمة الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، التي قضت على حكم الإمامة والعبودية، وتحاول مليشيا الحوثي إعادة تلك الحقبة المظلمة من جديد.

وتضمن التقرير، الذي استمد معلوماته من قاعدة بيانات الرصد الحقوقي لكافة انتهاكات الحقوق الأساسية التي تتمتع بحماية كفلتها الشرائع السماوية والمعاهدات والمواثيق الدولية، وتنوعت الانتهاكات في التقرير بين القتل خارج نطاق القانون والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الاطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وانتهاكات التطييف والتعسف الوظيفي، والاعتداء على المؤسسات القضائية، وانتهاك الحريات العامة والخاصة، ونهب المرتبات والتضييق على الناس في سبل العيش.

وقال مدير مكتب حقوق الإنسان بالأمانة فهمي الزبيري، إن استمرار مليشيا الحوثي في الانتهاكات دليل على عجزها في تطييف المجتمع، مؤكدا بأن الشعب اليمني يرفض سياستها الطائفية والسلالية ونظرية التمييز العنصري التي تتناقض مع النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي تعمل المليشيات على طمسها من ذاكرة اليمنيين، لكنها فشلت في خضم استمرار المقاومة الشعبية الرافضة للمليشيات، وأشار إلى استمرار مليشيا الحوثي في انتهاكاتها مع غياب كامل للمنظمات الحقوقية في مناطق سيطرتها، واجراءات القمع بسبب الخوف الذي يعتريها مع تزايد الغليان الشعبي والغضب الواسع واحتمالية اندلاع ثورة شعبية عارمة ضدها.

وشدد الزبيري، على أهمية رصد وتوثيق الانتهاكات وكشفها للعالم عبر مختلف القنوات المتاحة، موضحاً أن على وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية دورا مهما في التوعية الحقوقية والقانونية ورصد وتوثيق انتهاكات الحوثيين، وأن حقوق المتضررين والضحايا لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب والملاحقة القانونية محلياً ودولياً، لتحقيق العدالة وجبر الضرر والانتصاف للمظلومين.

ودعا مدير مكتب حقوق الإنسان بالأمانة، كافة الهيئات والمنظمات والجهات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان إلى اتخاذ مواقف حازمة والضغط على المليشيا لإيقاف انتهاكاتها بحق أبناء الأمانة والشعب اليمني والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً في السجون.

مقالات مشابهة

  • 10 سنوات من الانقلاب.. الحوثيون يحتفلون في عز معاناة الشعب اليمني
  • شاهد - الصاروخ اليمني فلسطين (2) الذي ضرب قلب يافا
  • تحالف الغرب يفشل في كبح هجمات أنصار الله البحرية وسط تصاعد الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية
  • الخارجية تستهجن التدخلات الأمريكية في الشأن اليمني
  • الخارجية تستهجن التدخلات الأمريكية في الشأن اليمني وتؤكد أن الوصاية أمر غير مقبول
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • مؤشرات البورصة الأمريكية تغلق على تباين
  • مكتب حقوقي: نحو 2500 انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في صنعاء
  • حماس: تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة يستدعي مزيدا من العمل المقاوم
  • تطورات جديدة بشأن حالة لاعب المنتخب السعودي فهد المولد .. مؤشرات سلبية لحالته الصحية