كيف كان مناخ الشرق الأوسط خلال "العصر الجليدي"؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
وسط الحر الشديد الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط، خلال فصل الصيف، نستعيد دراسة عالمية سابقة، كشفت حال المناخ في منطقتنا، خلال العصر الجليدي.
ونشرت مجلة " كواتيرناري ساينس ريفيو" نتائج دراسة زراعية مناخية تاريخية، كشفت عن نتائج مذهلة حول المناخ والطقس والبيئة الزراعية في منطقة الشرق الأوسط طوال 20 ألف عام مضت.
وأظهرت الدراسة الانتقال من البرودة الجافة للغاية، إلى الأمطار الغزيرة الرطبة، وصولا للاعتدال الحراري، بعد نهاية العصر الجليدي وقتئذ.
وأثبتت كيف أن هذا التحول المناخي كان حدثا أساسيا خلال تلك السنوات، وسمح للبشر الساكنين في هذه المنطقة من التحول من نمط الصيد والالتقاط إلى نموذج الفلاحة والاستقرار الزراعية، وتاليا تأسيس البنية التحتية لتشكل الحضارات الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
وانطلقت الأبحاث العلمية التفصيلية من موقع أثري في منطقة وادي الحولة، في الضفة الغربية لنهر الأردن، حيث وجد علماء الآثار عام 1999 موقعا لأقدم مصنع زراعي في التاريخ، حيث وجدوا تراكما لأكثر من 60 نوعا من الرسوبيات الزراعية، التي تعود كُل واحدة منها إلى فترات زمنية متراكمة، تعود لأكثر من 12 ألف عام.
وباستخدام الكربون المُشع، وبعد أخذ مئات العينات من تلك الرسوبيات النباتية، تمكن العلماء من تشكيل نموذج وتصور لكيفية تطور المناخ في هذه المنطقة، التي تقع وسط بلدان الشرق الأوسط، وتشكل أداة لمعرفة الكثير من المعطيات عن التحولات المناخية التي جرت في هذه المنطقة.
وحسب معطيات الدراسة، التي شارك فيها عُلماء آثار من معهد TAU ومعهد "تل هاي" العلمي الإسرائيلي وجامعة مونبلييه الفرنسية، فأن فصل الشتاء في هذه المنطقة قبل 20 ألف عام كان أبرد مما هو عليه بحوالي خمسة درجات مئوية، بينما كان فصل الصيف أبرد بعشرة درجات، لكن مستويات هطول الأمطار مماثلة لما هي عليه اليوم.
في ذلك الوقت، حيث كان العالم يشهد مرحلة "ذروة العصر الجليدي الأخير"، لم تكن منطقة الشرق الأوسط مغطاة بالجليد طوال شهور العام، كما كان الحال في القارة الأوربية وأميركا الشمالية.
وقبل 12 ألف عام، انخفضت درجات الحرارة في أغلب أقاليم المنطقة، بحيث صار الجليد يُغطي أغلبها طوال شهور العام، في مطابقة لباقي مناطق العالم، مع تقلبات مناخية وهطول كثيف للأمطار على مدار العام.
تلك المرحلة التي تُغرف بـ"يونغ درياس"، لم تتطور فيها البُنية الزراعية بسبب البرودة الشديدة.
واستمر ذلك المناخ البارد وكثير الأمطار حتى قبل 5 آلاف عام، حيث ارتفعت درجات الحرارة وقتئذ، وصارت تنتشر أشجار الفستق والبلوط والزيتون في أغلب مناطق الشرق الأوسط، خصوصا في الأشرطة الساحلية، حسب الدراسة.
وأثر ذلك التنوع المناخي بعمق على نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة، حسبما يقول البروفيسور جونين شارون، في مقابلة مع صحيفة جورناليزم بوست، وهو أحد الباحثين المُشرفين على هذه الدراسة الموسعة "في دراسة عصور ما قبل التاريخ، تسمى هذه الفترة بفترة العصر الحجري الحديث. ففي بداية تلك التحولات المناخية، تم تنظيم الناس في مجموعات صغيرة من الصيادين وجامعي الثمار الذين كانوا يجوبون المنطقة، صرنا نشهد تغييراً كبيراً في نمط الحياة: ظهور الحياة المستقرة في القرى، وعمليات دراماتيكية إضافية وصلت إلى ذروتها من خلال الانتقال إلى طريقة الحياة الزراعية التي شكلت العالم كما نعرفه اليوم".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات العصر الجليدي التحول المناخي الأردن فصل الصيف نهاية فصل الصيف الحرارة تحمل الحرارة العصر الجليدي التحول المناخي الأردن مناخ منطقة الشرق الأوسط فی هذه المنطقة ألف عام
إقرأ أيضاً:
جي إف كوريس تعزز محفظة حلول الصرف الصحي بطرح نظام “جي اف الترا فلو” المبتكر والمصمم خصيصاً للمنطقة
أعلنت شركة جي إف كوريس، المزود الرائد لحلول المياه والتدفق في الشرق الأوسط مع أكثر من 45 عاماً من الخبرة في المنطقة، عن الإطلاق الإقليمي لحل الصرف الصحي “ألترا فلو”.
ويجمع النظام الرائد بين الجودة العالمية لشركة جي إف لأنظمة الأنابيب، والخبرة الإقليمية لشركة جي إف كوريس، ما يرسي معياراً جديداً للأداء والقيمة العالية في أنحاء الشرق الأوسط. ويعكس “ألترا فلو” التزام جي إف كويرس بالاستدامة وتحقيق رضا العملاء، مع تقديم قيمة استثنائية في كل مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع.
وقد تم تصميم “ألترا فلو” خصيصاً لمعالجة تحديات الصرف في المنطقة الناتجة عن عوامل مثل درجات الحرارة المرتفعة، وتراكم الرمال، ومتطلبات البناء الصارمة، مع توفير حلول مثالية للبنية التحتية. ويضمن التصميم المبتكر عدم وجود أي تسربات، ما يعد أمراً حيوياً للمناطق التي تعاني من ندرة المياه مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يؤدي إلى خفض كبير في هدر المياه و الحفاظ على موارد المياه الثمينة، مع دعم أهداف الاستدامة البيئية الأوسع في المنطقة.
وإضافة إلى الحفاظ على المياه، تم تصميم “ألترا فلو” لتعزيز درجة المتانة، حيث تم تصنيعها من مواد عالية الجودة واختبارها بدقة لتحمل الحرارة الشديدة والمواد الكيميائية القاسية النموذجية المستخدمة في مشاريع البناء المحلية. ويسمح تصميمها سهل الاستخدام بالتثبيت بشكل أسرع، ما يقلل من الوقت وتكاليف العمالة بالنسبة للمقاولين. وتسهم هذه المزايا مجتمعة في جعل “ألترا فلو” حلاً مثالياً لاحتياجات الصرف الصعبة في المنطقة.
ويمثل هذا الإعلان إنجازاً رئيسياً في مسيرة جي إف كوريس التي تنتقل من مرحلة شحن 500 طن من المواد من أوروبا إلى دولة الإمارات، إلى مرحلة التصنيع المحلي، ما يقلل حوالي 100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويحد من البصمة البيئية للشركة.
وقال بارت فان باستيلير، المدير العام لشركة جي إف كوريس: “يمثل طرح “ألترا فلو” نقلة نوعية في المنطقة. وبفضل الخبرة العالمية التي تتمتع بها شركة جي إف لأنظمة الأنابيب، تم تصميم هذا النظام خصيصاً لمعالجة التحديات الفريدة في الشرق الأوسط. ويأتي الطرح في الوقت المناسب بما يتوافق مع التزامنا بتوفير حلول تصريف مبتكرة ومستدامة تلبي المتطلبات المتطورة لتطوير البنية التحتية في الشرق الأوسط.”
من جانبه، أضاف محمد إسماعيل، مدير المنتجات في شركة جي إف كوريس: “تتوفر “جي إف ألترا فلو” الآن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع تقديم خدمة عملاء استثنائية ودعم فني رفيع المستوى من جي إف كوريس. ويقدم فريقنا من المتخصصين في الصرف الصحي كل المساعدة اللازمة للعملاء لاختيار حل”ألترا فلو” المناسب لمشاريعهم وضمان عملية تثبيت سلسة.”