عربي21:
2025-04-10@05:23:37 GMT

النهضة في منعطف خطيرة

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

كتب أحد الكوادر الفاعلة داخل حركة النهضة تدوينة لم ترق للبعض، وأثارت جدلا واسعا في الصفوف؛ جاء في تدوينة المحامي سامي الطريقي متوجها بالخطاب إلى أبناء الحركة ما يلي: "لا تنساقوا وراء خطاب ترذيل الدولة مهما كان الخلاف جديا. فسواء كنا في السلطة أو في المعارضة فإنه يجب علينا ألا ننساق وراء خطاب يضعف الدولة، لأنه لو سقط سقفها فسوف يسقط على الجميع".



على الرغم من أن صاحب هذا الرأي يعتبر من المقربين جدا لرئيس الحركة ومدافعا شرسا عنه، إلا أنه مع ذلك تعرض لحملة شرسة من داخل الحركة، بلغت حد اتهامه بالخيانة، والتنسيق مع دوائر السلطة من أجل التخلي عن الغنوشي خلال المؤتمر القادم للنهضة الذي يجري الإعداد له. ورد عليه العديد مه إخوانه بقولهم: "من رذّل الدولة هو قيس سعيد وليست النهضة"، وهو ما يؤشر على أن أجواء المؤتمر ستكون مشحونة في ظل تجاذبات بين تيارات متصارعة بعد أن استوت الرؤوس في غياب القادة التاريخيين للحركة.

ما يُخشى الآن هو أن ينقلب الصراع مع قيس سعيد بصفته رئيسا متهما بالانقلاب على الانتقال الديمقراطي، والاستحواذ على جميع الصلاحيات، إلى عداء مفتوح مع الدولة ومؤسساتها الشرعية
هذا الجدل/ الصراع "الداخلي" الذي تسرّبت أصداؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ يعكس الحيرة الجماعية التي يمر بها عموم النهضويين في هذا الصراع الذي يخوضونه دون استعداد مسبق، وبلا تخطيط واضح. فالرئيس سعيد بقراراته المتتالية وإصراره على إلغائهم من المشهد الوطني، نجح إلى حد ما في تعميق التناقضات في صفوفهم، وأربك مسارهم بشكل جلي، وجعل منهم، رغم ثقلهم العددي، جسما سياسيا غير قادر حاليا على التأثير في موازين القوى.

ما يُخشى الآن هو أن ينقلب الصراع مع قيس سعيد بصفته رئيسا متهما بالانقلاب على الانتقال الديمقراطي، والاستحواذ على جميع الصلاحيات، إلى عداء مفتوح مع الدولة ومؤسساتها الشرعية. إذ يفترض بأن أفراد الحركة على وعي عميق بوجود حد فاصل بين الرئيس والدولة؛ يمكّنهم كحزب معارض أن يعتبروا سعيد رئيسا "اغتصب السلطة دون حق"، وأن يخاصموه على هذا الأساس.

لكن ما يُخشى في المقابل هو التورط في بناء خطاب احتجاجي سقفه عال جدا يتجاوز ما يقوم به رئيس الدولة وما يفعله، ليشمل مؤسسات الدولة فيتم ترذيلها، والحط من شأنها، والتقليل من رمزيتها، والاستخفاف بأهميتها، وذلك في سياق المعركة السياسية الدائرة حاليا مع الرئيس، حتى لو اعتبرنا ان هذا الرئيس تجاوز بعض الخطوط الحمراء، ووضع نفسه فوق المحاسبة. فهناك من يعتقد بأن الدولة "انهارت يوم 25 تموز/ يوليو 2021"، وبالتالي لا توجد حاليا دولة شرعية وإنما نحن أمام "دولة الانقلاب". هذا موقف يضع أصحابه أمام نتائج خطيرة من شأنها أن تفضي إلى خيارات مغايرة تماما لما تبنته قيادة النهضة، خاصة بعد الثورة.

في غياب رؤية واضحية للمستقبل، يمكن أن يحصل تصعيد ما من هذه الجهة أو تلك من شأنه أن يؤدي إلى خلط الأوراق والتمهيد لسيناريوهات غير متوقعة، خاصة وأن الخلاف اليوم الذي يشق الصفوف يتمحور حول مسألتين أساسيتين: عقد المؤتمر من عدمه، وثانيا تنفيذ القانون الداخلي الذي يقتضي منع الغنوشي من الترشح مرة أخرى لرئاسة الحركة. وهما مسألتان مترابطتان ستؤدي كل منهما مهما كان الاختيار؛ إلى خسائر سياسية فادحة في مرحلة حرجة. وهو وضع ستستفيد منه السلطة كثير خلال الأشهر القادمة
فالسلطة التي انحرفت عن القانون لا تواجَه باللجوء بطرق ووسائل غير قانونية، والسلطة القامعة لا يعتبر سلوكها منطلقا لتبرير خروج معارضيها عن نواميس المقاومة السلمية، وتبنيهم لخطاب غير أخلاقي؛ لأن ذلك من شأنه أن يدفع بالسلطة إلى مزيد التصعيد واللجوء إلى وسائل أشد تنكيلا وانغلاقا، عندها تدخل البلاد في دوامة يصعب الخروج منها.

بالعودة إلى الماضي القريب وتحديدا في مطلع التسعينات عندما انفجر الصراع بين النهضة ونظام بن علي، شرعت القيادة لأبناء الحركة باللجوء إلى ما سمي بحرية المبادرة، ففتحت بذلك المجال إلى ممارسات خطيرة كادت أن تحولها إلى تنظيم إرهابي. وما حادثة باب سويقة، وإلقاء ماء الفرق (ماء النار) على الخصوم، وحرق مقرات حزب التجمع الدستوري، سوى أمثلة دالة على خطورة المنعرج الذي كلف النهضويين الكثير، وجعلهم يتيهون في الصحراء لمدة عشرين سنة.

موضوعيا لا توجد مؤشرات على وجود نهضويين يفكرون في اللجوء إلى العنف، وهذا امر جيد في حد ذاته، ذلك بالرغم من اعتقال رئيس الحركة وأهم قادتها بدون تهم واضحة. فالحركة حافظت على انضباط أبنائها وتمسكهم بالقانونية والشرعية والسلمية، لكن في غياب رؤية واضحية للمستقبل، يمكن أن يحصل تصعيد ما من هذه الجهة أو تلك من شأنه أن يؤدي إلى خلط الأوراق والتمهيد لسيناريوهات غير متوقعة، خاصة وأن الخلاف اليوم الذي يشق الصفوف يتمحور حول مسألتين أساسيتين: عقد المؤتمر من عدمه، وثانيا تنفيذ القانون الداخلي الذي يقتضي منع الغنوشي من الترشح مرة أخرى لرئاسة الحركة. وهما مسألتان مترابطتان ستؤدي كل منهما مهما كان الاختيار؛ إلى خسائر سياسية فادحة في مرحلة حرجة. وهو وضع ستستفيد منه السلطة كثير خلال الأشهر القادمة، لأن المعركة بين الطرفين ستطول كثيرا، وستكون لها تداعيات خطيرة على أكثر من صعيد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النهضة قيس سعيد تونس النهضة قيس سعيد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

النهضة يهزم الخابورة برباعية

حقق فريق النهضة فوزًا عريضًا على ضيفه الخابورة بأربعة أهداف دون رد، في المباراة التي جمعتهما على أرضية المجمع الرياضي بالبريمي، ضمن منافسات دوري عمانتل، ليؤكد النهضة تفوقه ويواصل نتائجه الإيجابية في المسابقة، رافعًا رصيده إلى 39 نقطة، بينما تجمد رصيد الخابورة عند 21 نقطة.

الشوط الأول من المباراة جاء بمستوى فني جيد، حيث شهد تبادلًا للهجمات بين الفريقين، وفرض النهضة سيطرته على مجريات اللعب، معتمدًا على الاستحواذ وبناء الهجمات من العمق وأطراف الملعب، بينما لجأ الخابورة إلى المرتدات السريعة والتمريرات الطويلة خلف المدافعين لمحاولة تهديد مرمى النهضة،

وأهدر مهاجم النهضة الحاجي مالك فرصة محققة للتسجيل بعد انفراده بالمرمى، حيث إن تسرعه في التسديد أدى إلى تصويب كرة ضعيفة استقرت في يد حارس الخابورة.

وفي الدقيقة 38، نجح النهضة في تسجيل هدف التقدم بعد ركلة ركنية فشل حارس الخابورة في الإمساك بها، لتسقط منه وسط ازدحام داخل منطقة الجزاء، وتصل إلى عابد المشايخي، الذي لم يتردد في تسديدها داخل الشباك، وحاول الخابورة في الدقائق المتبقية من الشوط إعادة تنظيم صفوفه والضغط على مرمى النهضة بغية تعديل النتيجة، لكن دون جدوى، واحتسب حكم اللقاء 4 دقائق وقتًا بدلًا من الضائع، لم تشهد تغييرًا في النتيجة، لينتهي الشوط الأول بتقدم النهضة بهدف دون مقابل.

في الشوط الثاني، كثّف النهضة من هجماته على مرمى الخابورة بحثًا عن تعزيز النتيجة، ونجح في الدقيقة 53 في تسجيل الهدف الثاني عبر ركلة ركنية وصلت إلى ثاني الرشيدي، الذي ارتقى لها برأسه وأسكنها الشباك، واستمر الضغط النهضاوي، ليضيف الفريق هدفه الثالث في الدقيقة 61، بعد سلسلة من التمريرات داخل منطقة الجزاء انتهت عند أحمد نواف، الذي سدد كرة قوية سكنت المرمى، وحاول الخابورة العودة إلى أجواء المباراة من خلال تنظيم صفوفه، والاختراق من العمق والأطراف، إلى جانب التسديد من خارج المنطقة، لكن دفاع النهضة كان في الموعد، وأحبط جميع المحاولات.

وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، اختتم علي الرشيدي مهرجان الأهداف بتسجيل الهدف الرابع للنهضة، لتنتهي المباراة بفوز مستحق للنهضة بأربعة أهداف دون رد.

أدار المباراة يحيى البلوشي، وساعده سالم العبري، وعمر العلوي، وعلي العجمي حكمًا رابعًا.

مقالات مشابهة

  • الحبري: هناك مؤشرات اقتصادية خطيرة تهدد مستقبل ليبيا
  • ممثلا لرئيس الجمهورية .. عطاف يُستقبَل من طرف قيس سعيد 
  • مخاوف على العملية التعليمية بعد دخولها منعطف “الصراع الفصائلي” في الجنوب
  • بن شرادة: بيان المركزي بمثابة دخول الوضع المالي للدولة العناية المركزة
  • مكتبة النهضة.. ذاكرة عراق في قلب بغداد (صور)
  • قوات الدعم السريع، من الذي أنشأ الوحش حقًا؟ لا هذا ولا ذاك، بل هو اختراق استخباراتي مكتمل الأركان
  • احتفاء العليمي بالذكرى الثالثة لتشكيل المجلس الرئاسي يُثير السخرية والتندر.. الذي اختشوا ماتوا
  • أحمد بن سعيد يفتتح النسخة الـ 49 من معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025
  • النهضة يهزم الخابورة برباعية
  • رئيس الدولة: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية