د.حماد عبدالله يكتب: الألقاب العلمية المغتصبة !!
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
فقط فى المحروسة تغتصب الألقاب العلمية ويختلط الحابل بالنابل دون ضابط ودون رابط ودون محاسبة وعلى سبيل المثال وليس الحصر.
وموضوع المقال اليوم هو اللقب الذى يغتصبه البعض ويطلق بجرأة شديدة فى الإعلام بلقب "دكتور" يسبق أسماء غير معلوم مصدرها.
فلقب دكتور لا يمنح للحاصل على بكالوريوس طب فى أى نوعية من كليات الطب أو الصيدلة فاللقب يمنح لمن يحصل على درجة الدكتوراه مقدمة من الدارس سواء كان طبيبًا أو صيدليًا أو مهندسًا أو محاسبًا أو أى تخصص أخر اللقب العلمى "الدكتوراه" بعد مناقشة علمية فى موضوع الرسالة من قبل لجنة المناقشة والحكم على منح الدرجة وهنا فقط يصبح المذكور دكتور ويسبق إسمه هذا اللقب ولا يتجزأ عنه حتى مماته وحتى بعد وفاته إذ يقال عنه المرحوم الدكتور "فلان الفلانى" !!
وفى الدول المحترمة حينما يوجه المضيف فى برنامج تليفزيونى أو إذاعى يشاهده المواطنون كلمة دكتور للضيف وهو ليس حاملًا لهذا اللقب يوجب القانون والعرف أن يصحح الضيف للمضيف فى البرنامج فورًا بأنه ليس بدكتور وفى قصة حقيقية أسردها بمناسبة هذا الموضوع أخ فاضل مستثمر مصرى الأصل أوروبى الجنسية ومدير محفظة مالية ضخمة بالبلد الذى إكتسب جنسيته وأسرته فيها وهو خريج إحدى الكليات العملية من إحدى الجامعات المصرية إستضافته القناة الأولى بالتليفزيون الأوروبى وذلك بمناسبة تقدمه لشراء شركة ذات صفة وطنية وتمثل لأهل هذه الدولة "كرامة وطن" وأثارت هذه الصفقة ردود فعل سياسية وإقتصادية بالغة الخطورة فى هذه الدولة ولكن الحرية الإقتصادية تسمح لأى مستثمر بالدخول فى مفاوضات لشراء أنصبة بقدر معين من الشركة المذكورة.
وأثناء حديث المضيف فى البرنامج مع الضيف " أخونا المصرى الأصل " نودى بلقب دكتور "إكس" أكثر من مرة ولم يعترض ولم يصحح سيادته للمضيف (المذيع) بأنه لا يجمل درجة دكتوراه أى أنه وافق على اللقب الذى تعامل به المذيع معه أمام ملايين المشاهدين.. وإنتهى البرنامج وذهب السيد "إكس" إلى بيته ولم يمضى 48 ساعة إلا ووجد إستدعاء من محكمة "العاصمة" –للتحقيق معه ومحاكمته بتهمة إغتصاب لقب لايحمله وهى كلمة " دكتور " وتصوروا حكم على سيادتة بست شهور سجن وقضاهم فى السجن وهذه قصة مشهورة ومعروفة لكثير من الأصدقاء فى مصر وأعتذر على ذكر الواقعة ولن أذكر إسم صاحبها إلابإذن منه !!
وعلى العكس تماماَ نجد على التليفزيون المصرى يستضاف وزير لا يحمل سوى
4 سنوات عجاف أو خمس بالجامعة المصرية ويقال له مارأيك يادكتور فلان فى كذا ويفتى الوزير ويستسيغ اللقب وكأنه حقه !! وهذا عيب !!
ونجد محاسب محترم له قيمة عظيمة وصاحب مشروع أستثمارى عقارى ضخم فى البلد يستضيفة التليفزيون المصرى فى برنامج من أشهر برامجه وينادية المضيف
( مقدم البرنامج ) بالدكتور فلان الفلانى وإذا بالضيف يستسيغ اللقب بسهولة ولا يصححه وطبعاَ الشعب فاهم أنه دكتور مهندس وعلامة وهذا فى رأى لايزيده قدراَ بل ينقص من قدره كمحاسب شاطر وصاحب مشاريع كبيرة !!
كما يستحب بعض حاملى درجة الدكتوراه ومن غير ذوى الوظائف الجامعية أن يطلقوا على أنفسهم الأستاذ الدكتور وهذا غير حقيقى وغير مقبول..
فلقب دكتور قد يمنح لأى حاصل على درجة دكتوراه فى أى تخصص أو حتى درجة دكتوراه فخرية!
ولكن لقب أستاذ يضاف إلى الدكتور بعد جهد فى العمل الجامعى والبحثى وبناءًا على إنتاج علمى لايقل عن خمس سنوات للحصول على لقب أستاذ مساعد دكتور ثم خمس سنوات أخرى على الأقل للحصول على لقب أستاذ دكتور وهذه من خلال لجان علمية محترمة تفحص الأنتاج العلمى للمتقدم لوظيفة أو لقب أستاذ !!
ولكن للأسف الشديد السباك فى المحروسة باشمهندس والنجار باشا، ورجل الأعمال الذى أشترى شهادة دكتوراه من روسيا أو كندا أستاذ دكتور مهندس !!!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
في ذكرى أول عالم مصري يحصل على دكتوراه علم الحشرات.. كيف حاز عليها؟
رائد علم الحشرات، الذي خلَّف مساهمات علمية عديدة في مجال الكائنات الحية الدقيقة، العالم محمود حافظ، أول مصري يحصل على الدكتوراه في علم الحشرات، والذي ساهم في تطوير بحوث ناقلات الأمراض، وقدم المئات من الكتب العلمية في مجال الأحياء، فكيف كانت محطات حياته؟ وما خطوات حصوله على الدكتوراه حتى حاز على العديد من الجوائز والأوسمة على مجهوداته؟
محطات في حياة العالم محمود حافظوُلد في 10 يناير عام 1912، في فارسكور بدمياط، وحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية وتبحر في قراءة الأدب والشعر وهو في معهد دمياط الديني، وبعدما أنهى المرحلة الابتدائية كان يهوى جمع الحشرات، وكان يذهب مع زملائه إلى كفر أبو عضمة لتجميع الحشرات الدقيقة والمختلفة وذات الألوان، وكان لا يعرف أن هذه الهواية ستغير مسار حياته العلمية لاحقًا، وتجعله أول عالم مصري يحصل على دكتوراه علم الحشرات.
حصول محمود حافظ على دكتوراه علم الحشراتوعقب إنهاء دراسته الثانوية في المدرسة السعدية دخل كلية الطب بمجموع 91%، ولكنه لم يكمل فيها لحبه للعلوم لينتقل إلى كلية العلوم بجامعة القاهرة، وتخرج وعُين معيدًا في الكلية، وسافر عام 1937 إلى إنجلترا لاستكمال دراسته، حتى حصل على درجة الدكتوراه في علوم الحشرات عام 1940 في جامعة كامبردج، ليكون أول مصري يحصل على هذه الدرجة في هذا التخصص، بحسب كتاب علماء مصريون عظماء، للدكتور حامد عبد الرحيم.
إنجازات عديدة للدكتور محمود حافظوهناك العديد من الإنجازات التي قدمها الدكتور محمود حافظ، ونقدمها لكم في التالي:
في عام 1964 تولى الدكتور محمود حافظ رئاسة قسم الحشرات في كلية العلوم بجامعة القاهرة. قدم الكثير من البرامج البحثية وكان هو من يشرف عليها وعلى تنفيذها وإعداد الكوادر العلمية بها. كتب المئات من الكتب العلمية في مجال الأحياء أبرزهم تاريخ علم الأحياء وعالم النحل. أعد الجزء الخاص بعلم الحيوان في الموسوعة العلمية العربية. تولى رئاسة المجمع العلمي ومجمع اللغة العربية. ترأس هيئات وجمعيات علمية وبحثية مثل اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية. تولى رئاسة الجمعية المصرية لتاريخ العلوم والجمعية المصرية لعلم الحشرات والاتحاد العلمي المصري. كما تولى رئاسة اللجنة القومية للعلوم البيولوجية بأكاديمية البحث العلمي والجمعية المصرية لعلم الطفيليات والمجمع المصري للثقافة العلمية. ساهم في إنشاء قسم الآفات ووقاية النبات في المركز القومي للبحوث في مصر عام 1956. نال الدكتور محمود حافظ على جائزة مبارك في العلوم لعام 1999. حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم لعام 1977. حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1978. حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981. وعند بلوغه الـ99 عامًا توفي في 23 ديسمبر عام 2011، بعدما قدم إرثا لا ينتهي من العلوم.