اعتبر المحلل والأكاديمي جيمس دورسي، أن كل من السعودية وإسرائيل تطلبان ثمنا باهظا من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل ابرامهما اتفاق كامل للعلاقات الدبلوماسية (تطبيع).

وذكر دروسي في تحليل نشره موقع فير أوبزرفر الأمريكي وترجمه الخليج الجديد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي جمعهما الشهر الماضي، بأن تل أبيب تريد إبرام معاهدة أمنية مع واشنطن تركز على ردع إيران.

وأضاف أن الطلب الإسرائيلي يعقد جهود بايدن الصعبة بالفعل لإقناع البلدين بإضفاء الطابع الرسمي على علاقاتهما.

وبالمثل، طلبت السعودية تنازلات تلبي مصالحها الأمنية والجيوسياسية، ومن بين ذلك ترتيبات أمنية مع الولايات المتحدة، ودعم أمريكي لبرنامجها النووي السلمي، والحصول على أسلحة أمريكية متطورة.

وعلى غرار إسرائيل، تريد السعودية إبرام اتفاقية أمنية رسمية، حتى لو لم يستهدف هذا الاتفاق إيران بشكل صريح كما طلب نتنياهو من بايدن، كما وضعت الرياض شرطا للتقارب مع تل أبيب وهو قيام الأخيرة بتحركات لحل صراعها مع الفلسطينيين.

ومن المرجح أن تكون السعودية أكثر حذراً بعد اتفاق التطبيع الذي أبرمته مع إيران بوساطة صينية في مارس/آذار الماضي، بعد سنوات من التوتر بين طهران والرياض على خلفية اقتحام حشود البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران في 2016 احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي سعودي بارز.

وذكر دروسي أن حتى الآن، من وجهة نظر السعودية، لم تؤت الاتفاقية مع إيران ثمارها إلا جزئيا، لكن من المؤكد فإن الاتفاق، إلى جانب التقارب الأخير بين دول الشرق الأوسط الأخرى، بما في ذلك مصر وتركيا وإسرائيل وسوريا والإمارات، قد أدى إلى تهدئة التوترات الإقليمية.

وتبادلت السعودية وإيران الزيارات الوزارية، وأعادت فتح البعثات الدبلوماسية، وتحدثتا عن التعاون الأمني والاقتصادي، ودعوا قادة بعضهما البعض للزيارة.

والأسبوع الماضي، زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السعودية للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية في مارس/أذار الماضي.

والأهم من ذلك فيما يتعلق بالاتفاق مع طهران، من وجهة نظر الرياض، أن التحركات الإيرانية العدوانية الأخيرة في مياه الخليج تستهدف السفن الأمريكية والسفن المرتبطة بإسرائيل بدلاً من سفن الدولة الخليجية، وتستبعد الهجمات على النفط السعودي والإماراتي والبنية التحتية الأخرى.

يمكن أن يؤدي اتفاق غير رسمي بين الولايات المتحدة وإيران، يتضمن تبادل السجناء والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، إلى امتناع إيران عن مهاجمة السفن الأمريكية.

لكن الاتفاق غير الرسمي لا يشير إلى عودة محتملة إلى الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي حد من برنامج إيران النووي، على الرغم من التقارير التي تفيد بأن إيران أبطأت وتيرة تجميعها لليورانيوم المخصب الذي يقترب من درجة صنع الأسلحة وخففت بعض مخزوناتها.

اقرأ أيضاً

مسؤول إسرائيلي: اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية بداية العام المقبل

ومع ذلك، أوضح نتنياهو أنه لن يقبل بشيء أقل من الإنهاء الكامل لبرنامج إيران النووي، وأكد مكتبه في وقت سابق أن "الترتيبات التي لا تفكك البنية التحتية النووية الإيرانية لن توقف برنامجها النووي ولن توفر لها سوى الأموال التي ستذهب إلى العناصر الإرهابية التي ترعاها إيران”.

ويتناقض هذا بشكل صارخ مع الموقف الأمريكي الذي عبر عنه رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في مارس/آذار، والذي قال للكونجرس إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران "بامتلاك سلاح نووي ميداني"، لأن كلمة ميداني تترك مساحة كبيرة للمناورة على عكس ما تريد إسرائيل.

ورأي الكاتب أن إسرائيل والسعودية قد يكون لديهما موقف مشابه فيما يتعلق بإيران، لكن كل منهما له لهجة مختلفة، علاوة على ذلك، فإن إسرائيل أقل ميلاً للتعامل مع النظام الإيراني الحالي من السعودية.

وفي كلمته أمام اجتماع مغلق في أوروبا مع خبراء في شؤون الشرق الأوسط، قال مسؤول سعودي كبير مؤخراً إن "أمل" المملكة هو حل القضايا مع إيران، وشبه العلاقات السعودية الإيرانية بعلاقات أوروبا مع روسيا.

وقال المسؤول السعودي إن أوروبا لديها “علاقات دبلوماسية مع روسيا، لكنك في حالة حرب مع روسيا”.

واعترف المسؤول بأنه بسبب العقوبات الأمريكية، تظل آفاق التعاون الاقتصادي مع إيران محدودة دون إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

اقرأ أيضاً

تحليل: لا مصلحة أمريكية في تطبيع سريع بين السعودية وإسرائيل

  المصدر | جيمس دروسي/ فير أوبزرفر- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التطبيع السعودي الإسرائيلي العلاقات الإيرانية السعودية الولایات المتحدة مع إیران

إقرأ أيضاً:

لافروف: نرى مشاكل في سوريا وإسرائيل تخطط للبقاء بلبنان

تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "مشاكل لدى السلطات الجديدة في سوريا"، وقال إن إسرائيل تخطط للبقاء في لبنان وسوريا بعد توغلها هناك.

وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر في موسكو أكد خلاله أن الحوار الداخلي في سوريا "لا يسير بشكل جيد".

وانتقد لافروف ما وصفه بـ"محاولة استبعاد روسيا والصين وإيران من التسوية السورية"، واعتبر أن ذلك يكشف "خطط الغرب لإبعاد المنافسين".

وأكد أن وجود "مساعدة نشطة وبناءة للحوار الوطني في سوريا أمر ضروري بما في ذلك المساعدة من قبل اللاعبين الخارجيين".

وفي 28 يناير/كانون الثاني، زار وفد روسي يرأسه ألكسندر لافرينتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، العاصمة دمشق، في أول زيارة روسية من هذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ومنحه حق "اللجوء الإنساني" في موسكو.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية حينها أن لقاء الوفد مع الإدارة السورية الجديدة أسفر عن الاتفاق على استمرار المشاورات للتوصل إلى اتفاقات بين موسكو ودمشق.

إسرائيل وغزة

من جانب آخر، تحدث لافروف عن التوغل الإسرائيلي في لبنان وسوريا، وقال إن إسرائيل تخطط للبقاء هناك.

وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نقل موقع روسيا اليوم عن لافروف حديثه عن "إشارات بوجود مشاكل في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق.. لأن بعض الدوائر في القيادات الإسرائيلية ترسل إشارات بأنها غير راضية عن تنفيذ حماس للمرحلة الأولى من بنود الاتفاق، لهذا فكل البدائل مطروحة على الطاولة".

إعلان

وأضاف "تواصل إسرائيل، بلا خجل، عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، فيما تقول مصادر موثوقة إن من بين خطط إسرائيل، إلى جانب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، السيطرة على الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية لنهر الأردن، وكذلك البقاء داخل الأراضي اللبنانية، وكذلك الجولان، التي أعلن ترامب الاعتراف بها كأراض إسرائيلية"، وفقا لما نقله موقع سبوتنيك الروسي.

واعتبر لافروف أن "مفتاح حل المشاكل في الشرق الأوسط كافة هو إقامة الدولة الفلسطينية"، وتابع "تم تبني العديد من القرارات من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن هذا الموضوع. يحظى حل الدولتين بدعم كل القوى الخارجية بما فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. إدارة ترامب لم تعلن بعد موقفها بشكل واضح بشأن هذه المسألة".

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • "حقوق الإنسان الأممي" يوضح وضع الولايات المتحدة وإسرائيل بالمجلس
  • خبير: إيران لن تسارع إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع أمريكا
  • محسن أبو النور: إيران لن تسارع إلى دخول مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة
  • بعد الاتفاق مع ترامب..المكسيك تنشر 10 آلاف جندي على الحدود مع أمريكا
  • لمنعها من الحصول على النووي.. ترامب يستأنف "الضغط الأقصى" على إيران
  • لدينا إشارات حول مشاكل في تنفيذ الاتفاق بين حركة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.. لافروف يشير إلى خطط تل أبيب في المنطقة
  • لافروف: نرى مشاكل في سوريا وإسرائيل تخطط للبقاء بلبنان
  • نيويورك تايمز: إيران قد تلجأ إلى تطوير النووي للرد على أمريكا وإسرائيل
  • الشيباني: المشهد سيستمر على حاله ما لم يصمم الليبيون على التغيير ويدفعون ثمناً باهظاً