المجلس الأعلى للمرأة تأسيس وطموح وإنجاز
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
في الذكرى الـ22 من التأسيس، علامة فارقة وتحول كبير شكلها المرسوم الأميري رقم 44، والصادر بتاريخ 22 أغسطس عام 2001 بتأسيس المجلس الأعلى للمرأه، ليأخذ شكل عمل المرأة في البحرين زخمًا غير مسبوق في تطبيق جميع موازين تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة بين الجنسين في البحرين. ولا يستطيع أحد اليوم أن يغلق عينه عن الإنجازات المتوالية التي حققها المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الاميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي بفضلها ورعايتها تحققت الإنجازات وتقدمت المرأة البحرينية، وبهندسة استراتيجية من سعادة الأستاذة هالة الأنصاري أمين عام المجلس وجميع العاملين بالأمانة العامة بالمجلس تحققت إنجازات كبيرة على كل المستويات لا يتسع حصرها في هذا المقال المتواضع، إنجاز يتلو إنجازا ويشهد بها القاصي قبل الداني، إلا أنه يمكننا أن نصفها بأنها إنجازات تعدت مرحلة التنمية والتمكين لتصل الى مرحلة الإبداع والتفوق للمرأة البحرينية على المستوى القيادي والريادي في المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية البارزة، بحيث باتت جزءًا أساسيا من إدارتها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
لا بيت ولا قبر للمرأة الذاهبة خطأً إلى إسرائيل
زعمت إسرائيل أن الجثة التي كان من المفترض أن تكون للأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس كانت لسيدة فلسطينية. فيما أكدت حركة حماس أن الأمر قد يتعلق بخطأ أو اختلاط أشلاء أشلاء ضحايا القصف الإسرائيلي على الموقع الذي كانت تُخبأ فيه الأسيرة.
جثة مَن وصلت إلى إسرائيل؟ المرأة المجهولة التي قد تُعاد مثل بضاعة غير صالحة للاستعمال ستكون واحدة من أكثر إدانات الحرب ثقلا على الضمير. أية إنسانية التي تقبل بمزاد على جثة يتوزع أطرافه ما بين كونها جثة أصلية وبين كونها جثة زائفة؟ لا أحد يفكر في المرأة التي غيبت روحيا وظل جسدها يشير إلى واقعة القتل.
"امرأة من غزة". ذلك هو العنوان الذي ورد في بياني الطرفين المتحاربين في جدل يفتح القوس على انهيار القيم الإنسانية. هناك عشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات ممَن قتلن في غزة أثناء حرب الخمسة عشر شهرا. هل كان هناك مَن تعنيه هوياتهن غير أسرهن التي قد تكون هي الأخرى قد دُفنت من غير أن يبحث عنها.
"إمرأة من غزة" لم يبحث عنها أحد. كما لو أنها كانت زائرة أو مرت بالخطأ بالأرض الحرام. لا وجه لها ولا علامة فارقة كانت قد كُتبت في سجلها المدني. لا عمر لها ولا طول ولا وزن ولا تملك صفات يمكن من خلالها التعرف عليها. قالت حماس إنها شيري بيباس فردت إسرائيل بأنها ليست هي فردت حماس قد يكون ذلك قد حدث بسبب خطأ وقع بسبب اختلاط إشلاء الضحايا.
قتلت إسرائيل شيري بيباس ضمن حرب الإبادة التي استمرت أكثر من سنة وثلاثة أشهر. ذلك صحيح. ولكن إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من النساء الفلسطينيات كانت المرأة المجهولة واحدة منهن. شيري بيباس ضحية مزدوجة. لقد تم اختطافها من بيتها مع طفليها لتكون أشبه بسد بشري وإن كان المقصود غير ذلك.
أما المرأة الفلسطينية صاحبة الجسد الذي وصل إلى إسرائيل أشلاءً فإنها هي الأخرى ضحية مزدوجة. لقد وُضعت هي الأخرى من غير أن يؤخذ رأيها على جبهة حرب، كان من الممكن ألا تقع لو أن القائمين عليها فكروا بمصيرها ومصير الآلاف من البنات والأمهات اللواتي كُتب عليهن أن يُصنفن باعتبارهن بضاعة جاهزة للإتلاف.
"شيري بيباس صهيونية""مَن قال إنها كذلك؟ حتى وأن كانت صهيونية فإن طريقة اختطافها من بيتها ألحقت بالقضية الفلسطينية عارا، كان من تداعياته أن العالم كله وقف ضد حركة حماس. أما الدفاع عن أهل غزة في مواجهة حرب الإبادة التي شنها نتنياهو فذلك أمر آخر. لقد جُرحت القضية الفلسطينية بفعل لا إنساني.
ستكون جثة المرأة الفلسطينية التي ذهبت إلى إسرائيل باعتبارها جثة شيري بيباس شاهدا على ذلك العار. تصعب علي تسمية الأشياء بأسمائها خشية سوء الفهم أو سوء الظن. وإذا أعيدت تلك الجثة إلى غزة باعتبارها بضاعة زائفة فإنها لن تستعيد المرأة التي كان لها اسم وعائلة وتاريخ وذكريات وعواطف ومطبخ ووطن. ستعود المرأة غريبة إلى بلاد لا تعرفها ولن تتعرف عليها.
"إمرأة من غزة" هل تكفي تلك الجملة للتعريف؟ لم يتم تعريف شيري بيباس بإنها امرأة من إسرائيل. كانت شيري بيباس كما وُلدت وكما عاشت وكما أُختطفت وكما تم الإفراج عن جثتها الزائفة. أما تلك المرأة التي هي من غزة فإنها ستنتظر جسدها الذاهب إلى مكان غريب من غير أي أمل في أن تتعرف عليه.
ما من أمل في أن تذهب شيري بيباس إلى قبرها الذي سيحمل اسمها. أما تلك المرأة التي هي من غزة فإن جسدها لو عاد إلى غزة فإنه لن يذهب إلى قبر يحمل اسمها. مأساة على الجانبين. قبر لإمرأة لن تستعيد جسدها وجسد لإمرأة يذهب إلى قبر لا يحمل اسما.
مَن يفهم تلك المعضلة الوجودية؟
سيُقال إنها الحرب. ولكن المسألة ليست كذلك بالنسبة للمرأتين اللتين تحولتا إلى جثتين. واحدة صارت تحت النظر وأخرى ليس لها وجود. ما الذي يقوله المتحاربون؟ لا أعتقد أن ما يُقال في ذلك المجال له قيمة تُذكر في مواجهة المأساة التي يمثلها القتل الذي يتعرض له بشر من الجانبين المتحاربين وهم بشر لم يؤخذ رأيهم في أي شيء يتعلق بالحرب.
لم تصل شيري بيباس إلى قبرها وهي التي كانت تحلم بالعودة إلى بيتها أما المرأة من غزة فإنها لا بيت لها ولا قبر.