المتحف الوطني.. جسر ثقافي بين الماضي والحاضر والمستقبل
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
البلاد ــ الرياض
يشكّل المتحف الوطني السعودي جسراً ثقافياً يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومعلماً متخصصاً يعد الأكبر في المملكة لإبراز مكنونها المتجذّر بعمق تاريخ شبه الجزيرة العربية، وآثارها الدالة على عراقة الماضي، منتهجاً التسلسل التاريخي في عرض الحقب الزمنية من الأقدم إلى الأحدث مرورًا بالعصر السعودي، يحمل في جملته هويتها الثقافية وامتدادها الحضاري.
وانطلقت باكورة تأسيس المتحف عام 1383هـ / 1964م بهدف حفظ الآثار والمآثر الإنسانية والمادية وتجليات من التراث الثقافي السعودي، والتعريف بها للأجيال القادمة لتكون بذلك حاضنة للقطع التراثية الناتجة عن المسوحات والتنقيبات الأثرية، وفي عام 1398هـ / 1977م تم افتتاحه في إدارة المتاحف، وقد حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك.
وتوالت العناية بالمتحف حتى شهد الافتتاح الكبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- عام 1419هـ ومنذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي، يعد المتحف الوطني السعودي من أهم الوجهات الثقافية والسياحية والحضارية.
ويشمل المتحف ثمان قاعات موزعة على طابقين ومرتبة وفق تسلسل زمني من العصر القديم حتى العصر الحالي، حيث يبدأ الزائر رحلته بين أروقته بدءًا من قاعة الإنسان والكون التي تمتد على مساحة 1,500 متر مربع من المتحف، وتركّز على أربع موضوعات هي نشأة الكون والأرض، والعوامل الطبيعية التي شكّلت الكوكب، والبيئات القديمة، والسكان الأوائل لشبه الجزيرة العربية، كما تشتمل القاعة على حفريات حقيقية لحيوانات ضخمة، وأجزاء من عظام بشرية يعود تاريخها إلى 85,000 سنة.
ثم ينتقل إلى قاعة الممالك العربية التي تستعرض الحياة في شبه الجزيرة العربية من الفترة التاريخية الممتدة من الألف الرابع قبل الميلاد، إلى القرن الرابع الميلادي، وتركز على آثار العديد من المدن متعددة الثقافات، تليها قاعة عصر ما قبل الإسلام وتمثّل الفترة بين القرن الرابع الميلادي وصولاً إلى البعثة النبوية، حيث يستطيع الزائر التجول في أسواق العرب الشهيرة، وسماع مقتطفات من الشعر التاريخي والخطابة، بالإضافة إلى استكشاف الأبعاد الثقافية، والاجتماعية، والسياسية المختلفة التي كانت في شبه الجزيرة العربية آنذاك.
وتتواصل الفترات الزمنية بالانتقال إلى قاعة البعثة النبوية التي تسرد سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونسبه، ومولده، وحياته، كما تشتمل على نسخة مخطوطة مُستنسخة للقرآن الكريم، ثم تستكمل الرحلة في تسلسل شيق عند قاعة الإسلام والجزيرة العربية التي تعرض أهم الأحداث البارزة المفصّلة في السيرة النبوية، وما يعقبها من أزمنة الخلفاء الراشدين، والدولة الأموية، والعباسية، ثم العصر المملوكي.
وفي خط زمني متسلسل يتوقف الزائر عند مرحلة الدولة السعودية التي تشمل قاعة الدولة السعودية الأولى والثانية ومن ثم قاعة توحيد المملكة حيث يستطيع من خلال تلك القاعات التعرف على مراحل التطور عن قُرب، بدءاً من مرحلة التأسيس عام 1727م وقيام الدولة السعودية الأولى، والأحداث التاريخية التي مرت بها، مرورًا بالدولة السعودية الثانية تحت قيادة الإمام تركي بن عبد الله حتى فترة توحيد المملكة وينهي رحلته في قاعة الحج والحرمين الشريفين منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا والاطلاع على المقتنيات الإسلامية المحفوظة بالمتحف.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الجزیرة العربیة
إقرأ أيضاً:
برنامج ثقافي وفني عبر الوطن خلال الشهر الكريم
قامت وزارة الثقافة والفنون، بإعداد برنامج ثقافي وفني شامل، يغطي مختلف المجالات الثقافية والفنية والفكرية، يتم تنظيمه عبر كامل التراب الوطني، بمناسبة إحياء الليالي الثقافية لشهر رمضان الكريم 2025/1446.
وحسب بيان للوزارة، يتضمن البرنامج تفاصيل تشمل المتاحف الوطنية، المسرح الوطني الجزائري، والمسارح الجهوية. ودور الثقافة، وقصور الثقافة، وقاعات السينما، ومكتبات المطالعة العمومية وباقي المؤسسات تحت الوصاية، وكذلك مديريات الثقافة في الولايات 58.
ويتعزز هذا البرنامج بنشاط مميز ومكثف من طرف الجمعيات الناشطة في مجال الثقافة والثراث المادي وغير المادي.
برامج ثقافية وفنية متنوعةستقوم كل مديرية للثقافة في مختلف أنحاء الجزائر بتنظيم برامج متنوعة تشمل السهرات الفنية. التي تجمع بين الموسيقى والمسرح والندوات الفكرية.
وستكون هذه السهرات فرصة لتسليط الضوء على مواهب الفنانين. حيث ستتواصل الأنشطة الثقافية طيلة الشهر الفضيل في إطار فعاليات تبعث على البهجة والتواصل الاجتماعي والثقافي والعلمي.
وتشمل العروض الفنية مختلف الفنون التراثية والعصرية لتلبي أذواق كافة فئات المجتمع.
البرامج الفنية والثقافية لقصور ودور الثقافة عبر ولايات الوطن والمؤسسات تحت الوصايةتساهم المؤسسات الثقافية من قصور ودور ثقافة والمؤسسات الأخرى تحت الوصاية في تنفيذ برنامج فني مكثف ومتنوع ومتميز. من خلال سهرات ثقافية وفنية متنوعة.
حيث ستستضيف هذه المؤسسات أدباء وباحثين، وكذلك فنانين من مختلف الأنماط والطبوع الجزائرية. وذلك لتقديم عروض فنية مميزة تناسب أذواق الجمهور المتنوع.
وستكون هذه السهرات فرصة للاحتفاء بالتراث الغنائي والشعري و الأدبي الجزائري تنعش ذاكرة الحضور.
وتشارك الجمعيات الثقافية في إثراء البرنامج الثقافي عبر ربوع الوطن بنشاطات جوارية هادفة ومتنوعة.
البرامج الفكرية والأدبية في مكتبات المطالعة العموميةكما تولي وزارة الثقافة والفنون اهتماماً خاصاً بتنمية الفكر عبر برامج فكرية متنوعة. يتم تنظيمها خلال هذا الشهر الفضيل في المكتبات العمومية.
وستفتح هذه المكتبات أبوابها استثنائياً في فترات الليل، مما يتيح للمواطنين فرصة التفاعل مع الكتب والأنشطة الثقافية في أوقات مناسبة. بتنظيم محاضرات وندوات ثقافية وفكرية تحت إشراف مختصين وحضور للكتاب والأدباء. فضلاً عن ورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والعلمي وتعزيز المقروئية.
المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهويةيقوم المسرح الوطني الجزائري خلال هذا الشهر الفضيل بتقديم عروض مسرحية متنوعة.
وستشمل عروض مسرحية تتناول مواضيع اجتماعية وفكرية تحاكي الواقع الجزائري بأسلوب فني مميز في جو عائلي.
المسارح الجهويةتشارك المسارح الجهوية عبر الولايات في تنظيم عروض مسرحية متنوعة تتضمن فنونًا محلية. من خلالها ستساهم في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية عبر عروض مسرحية تعكس ثقافة وتقاليد وطننا الغالي.
وستشمل هذه العروض مسرحيات مستوحاة من التراث الشعبي الجزائري. وتستهدف كذلك إشراك المجتمع المدني، وإبراز الطاقات الفنية في مختلف الولايات.
برنامج قاعات السينماتم تسطير برنامج عروض سينمائية في مختلف دور السينما والسينماتيك. بهدف تسليط الضوء على الأفلام الجزائرية الجديدة والقديمة منها.
بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية التي تسلط الضوء على التراث الجزائري، مما يساهم في تعزيز وعي الجمهور بالتاريخ الوطني الجزائري.
كما ستُنظم عدة ندوات بعد العروض، حيث سيشارك المخرجون والكتاب السينمائيون في مناقشات مع الجمهور حول صناعة السينما في الجزائر وتحدياتها. وأهميتها في نقل الثقافة الجزائرية إلى العالم.
الأنشطة في المتاحف الأثريةأما على صعيد المتاحف الوطنية، ستستقبل زوارها في فترات الليل وأيام عطلة الأسبوع. مع تجنيد المرشدين المتحفيين لتأطير الزيارات بشكل سيكون ممتع وشيق.
وبذلك، فإنَّ برنامج هذا العام هو مناسبة ثقافية وفنية، حيث ستجمع الأنشطة بين الفن، الثقافة، والفكر، والتراث ليحظى رواد الثقافة والفن بتجربة غنية ومتكاملة.