هل الخوف من الجن حرام وضعف إيمان؟.. 13 حقيقة عجيبة ينبغي معرفتها
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
لا شك أن مسألة هل الخوف من الجن حرام وضعف إيمان ؟ هي حالة عامة تعني كثير من الناس، فقليلين أولئك الذين لا يخافون من الجن، وفي هذا الخوف يتساوى الكبير والصغير ، وحيث إن عالم الجن مخفيًا عنا وفيه أسرار كثيرة تثير بداخلنا المخاوف ، من هنا تأتي أهمية الوقوف على حكم هل الخوف من الجن حرام وضعف إيمان أم أنه شعور طبيعي مقبول لا يترتب عليه إثم ولا يؤثر على إيمان العبد أو يقاس به.
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن القرآن الكريم أخبر عن الجن وأن له مواصفات وقوانين خاصة به، ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بيَّنه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة.
وأوضح " ممدوح" في إجابته عن سؤال: «هل الخوف من الجن حرام؟»، أن عقل الجن ضعيف مثل الأطفال، وإذا شعر بخوف الإنسان زاد في إخفاته، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى جعل لنا تحصينًا من هذا المخلوقات بـ«المعوذتين» -الفلق والناس-، وكذلك أداء الصلوات والإكثار من ذكر الله تعالى، والاستغفار.
وأضاف أن الشيخ محمود خطاب السبكي حينما كان يقول له أحد الأشخاص أنه ملبوس من جني كان يضرب على فخذه ويقول: «اخرج احنا مش ورانا غيرك، فيخرج»، مشيرًا إلى أن أحد المعالجين بالقرآن الكريم أكد له أن أكثر من 90% من الحالات التي تعامل معها كانت عبارة عن أوهام لا أصل لها ولا أساس بتلبسها بالجن.
وأوصى كل إنسان يشعر بالخوف من الجن أن يحصن نفسه ويقوي عزمه وهمه، ويحسن ظنه بالله تعالى، أن الله -عز وجل - لم يجعل لأحد من خلقه عليه سبيلًا ليضر به، مستشهدًا بما قال الله تعالى في كتابه العزيز: « إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» الآية 67 من سورة النساء .
الخوف من الجنورد في حكم الخوف من الجن ، أنه لا إثم على العبد من الخوف الذي يجده الإنسان بطبيعته، مما يؤذي، كأن يخاف مما يضره من الجن .. فهذا خوف جِبِـلِّي، لا إثم فيه، ولا حرج في الخوف من الرقية إن كنت تخاف ضررهم.
كيفية علاج الخوف من الجنوعن كيفية علاج الخوف من الجن ، فينبغي التحلي بالشجاعة، والثقة بالله تعالى، والتوكل عليه، وإزالة أوهام الخوف عنك، والتضرع إلى الله، والتعوذ به من الجبن، إضافة إلى لزوم الطاعة، والإكثار من ذكر الله تعالى؛ لما روى أحمد والترمذي وصححه الألباني من حديث الحارث الأشعري، وفيه: ... وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل. وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
الإنس والجنخاطب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز صِنفين من مخلوقاته وهما الإنس والجن؛ فالإنس هم ذرية آدم - عليه السلام - الذين استخلفهم الله تعالى في الأرض وأمرهم بعبادته وتوحيده، ورتب لهم يوم القيامة ثواباً للصالحين وعقاباً للمسيئين، والإنس كرمهم الله تعالى على كثيرٍ من خلقه بأنْ خلقهم في أحسنِ تقويم، ورزقهم من صنوف الطيبات والخيرات المسخّرة لهم في البر والبحر. الجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله تعالى
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم، الأحد، بالحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم "المقيت" هو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشددًا على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق.
وبيّن شيخ الأزهر، أن اسم الله "المقيت"، ورد في القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعدد أسماء الله الحسنى، موضحا أن أصل المقيت مشتق من "القوت" الذي يُقيم حياة الإنسان، موضحًا أن الفعل "قاتَ يَقُوت" يرتبط بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الأحياء، وهو ما ينطبق على الله تعالى كمُمدِّد الأرزاق لكل المخلوقات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.
كما تطرق فضيلته إلى الخلاف اللغوي حول معنى "المقيت"، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الاسم يحمل معنى "الشاهد" أو "القادر"، مستندين إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما الذي فسَّر "مقيتًا" بـ"قادرًا"، وإلى استشهادات من الشعر الجاهلي الذي استخدم اللفظ بمعنى القدرة على الفعل، مثل قول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا» (أي قادرًا على رد الإساءة).
وأشار فضيلته إلى أن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم القرآن الكريم، لافتًا إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء – مثل "المقيت" – قد تخرج عن القياس النحوي المألوف، لكنها تثبت بالسماع (كاستخدامها في القرآن والشعر العربي)، حيث أعطانا معنى شاهد بحروف مختلفة عن المصدر، مؤكدًا أن «السماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل».
وختم الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية عبادة، لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى، الذي نزل بلسان عربي مبين، مشيرًا إلى أن إعجاز القرآن لا ينفد، وأن من إعجاز القرآن أنك تجد المفسر مثلا حجة في البلاغة، أو فقيه يملأ تفسيره من هذا الفقه، كما أن كل عصر يكتشف فيه جوانب جديدة من حكمته.