أعلنت قوات الدعم السريع، الأحد، ما قالت إنها رؤيتها لـ”حل الأزمة السودانية بشكل شامل وتأسيس الدولة الجديدة”، وجاءت هذه الرؤية في 10 مبادئ طالبت بنظام حكم ديمقراطي مدني، وإنشاء نظام فيدرالي، وإنهاء العنف، و”تأسيس جيش مهني جديد ينأى عن السياسة ويخضع لسيطرة المدنيين”.

ونشر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” هذه المبادئ في بيان عبر حسابه بموقع “إكس” (تويتر سابقاً).

وقال البيان إن حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون سلمياً، لافتاً إلى “استجابة الدعم السريع لجهود الأصدقاء الإقليميين والدوليين الهادفة إلى مساعدة الأطراف السودانية للوصول إلى حل سياسي شامل”.

وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي. وتوصل الطرفان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة.

وأكد أولى المبادئ العامة التي تُمثل رؤية الدعم السريع لحل الأزمة السودانية، على “البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقروناً بمبادئ الحل السياسي الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان”، ويقتضي هذا بحسب البيان “مخاطبة جذور الأزمة في السودان ومعالجتها على نحوٍ يرفع المظالم التاريخية، ويرد الحقوق، ويحقق الانتقال السلمي الديمقراطي والسلام المستدام، ويقر ويطبق العدالة الانتقالية.

واقترح المبدأ الثاني “أن يكون نظام الحكم في السودان ديمقراطياً مدنياً، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم، ويُمكن جميع السودانيين من المشاركة الفاعلة والحقيقية في تقرير مصيرهم السياسي، ومحاكمة الذين يديرون شؤونهم البلاد على كافة المستويات سياسياً في انتخابات دورية تنظم في أنحاء البلاد كافة، وأن تعكس الحكومة المدنية كل أقاليم البلاد”.

‏وأشار المبدأ الثالث إلى أن “النظام الفيدرالي غير التماثلي (أو غير المتجانس)، الذي تتفاوت فيه طبيعة ونوع السلطات التي تتمتع بها الوحدات المكونة للاتحاد الفيدرالي، هو الأنسب لحكم السودان”.

‏وشدّد المبدأ الرابع على “تصفية النزعات الاحتكارية للسلطة والنفوذ، سواء أكانت أيديولوجية راديكالية، أو حزبية، أو أسرية أو عشائرية”، معتبراً أن السودان “يجب أن يتأسس كجمهورية حقيقية في ظل نظام ديمقراطي فيدرالي حقيقي، قائمٌ على تقاسم السلطات وتشاركها”.

‏أما المبدأ الخامس فركّز على “إنهاء وإيقاف العنف البنيوي، الذي تمارسه الدولة ضد قطاعات واسعة من السودانيين، لا سيما في أطراف السودان”.

في حين أكد المبدأ السادس على “إشراك أكبر وأوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة والمرأة من كافة مناطق السودان، من دون إغراق المفاوضات السياسية بعناصر النظام القديم والقوى المعادية للديمقراطية”.

ونصّ المبدأ السادس الذي اقترحته قوات الدعم السريع على “إشراك جميع حركات الكفاح المسلح وأصحاب المصلحة من مناطق النزاع والحروب، لاسيما النازحين واللاجئين والرحل والمراة والشباب، أهمية خاصة”.

‏بينما اقترح المبدأ الثامن “تأسيس وبناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية، وذلك بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة، وتخضع لسيطرة وإشراف المدنيين”.

ورأى المبدأ التاسع “ضرورة تصفية الوجود الحزبي أو السياسي داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية”.

كما أكد المبدأ العاشر والأخير على ضرورة “احترام وتطبيق مبدأ محاربة خطاب الكراهية، والاتفاق على حزمة إصلاحات قانونية وتبنّي سياسات تُعزز التعايش السلمي وقبول واحترام الآخر”.

وفي ما يتعلق بقضايا التفاوض، قال بيان الدعم السريع إنها تشمل “بناء جيش جديد قومي مهني واحد، والفترة الانتقالية والحكم المدني الانتقالي، والسلام الشامل والعادل المستدام، والنظام الفيدرالي وهياكله ومستوياته وسلطاته وقسمة الموارد، والعدالة الانتقالية، وإجراءات وتدابير التحول الديمقراطي مثل الانتخابات وقضية التعداد السكاني وقومية ومهنية الخدمة المدنية والمؤسسات العامة، وقضية الفصل بين الدولة والانتماءات الهوياتية الضيقة، سواء أكانت دينية، أو ثقافية، أو عرقية، إضافة إلى قضية اللغات السودانية، وعملية صناعة الدستور”.

وبشأن الأطراف المشاركة في عملية التحول الديمقراطي، قالت قوات الدعم السريع إنها يجب أن تشمل “القوى التي تصدت لجبروت قادة نظام (عمر) البشير الأيديولوجي وأسقطته، سواءً كانت هذه القوى في المركز أو الأطراف، وعلى رأسها المهنيين ولجان المقاومة والشباب والنساء.

وأشار البيان إلى أهمية التمثيل العادل لأطراف السودان، لا سيما المناطق المهمشة، التي عانت كثيراً وطويلاً من ويلات الحروب، مشدداً على أن “المشاركة يجب أن لا تشمل حزب المؤتمر الوطني وعناصر النظام القديم والشخصيات التي ظلّت تعمل من أجل إعاقة التحول الديمقراطي”.

قناة الشرق للأخبار

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

كيف تحصل الدعم السريع على الإمداد العسكري من الخارج؟

الخرطوم- بعد 4 أيام من الحملة العسكرية للجيش السوداني لاستعادة السيطرة على مواقع في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، ردت قوات الدعم السريع بأنها قررت وقف أي مفاوضات مع الجيش وأن الحسم العسكري بات خيارها الوحيد، في حين تباينت مواقف خبراء بشأن تأثير الإمداد العسكري والبشري من خارج الحدود على سير القتال.

وقال تقرير، أعده خبراء لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن شحنات عدة من الأسلحة والذخيرة تُفرغ كل أسبوع من طائرات الشحن في مطار أم جرس في تشاد، وتُسلم إلى قوات الدعم السريع على الحدود السودانية.

وكشف أن قوات الدعم السريع، تستخدم منطقة أم دافوق، على الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى، خط إمداد رئيسيا ومركزا لتجنيد مقاتلين جدد لمليشياتها.

وحسب التقرير، فقد جرى إنشاء جسر جوي لنقل العتاد العسكري من مطار بنينا في بنغازي إلى مطار الكفرة، ثم يسلم إلى قوات الدعم السريع في إقليم دارفور عبر الحدود المشتركة.

أسلحة جديدة

وفي اليوم الرابع من العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها الجيش الخميس الماضي، تفقد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش، الأحد، منطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وقال العطا، خلال مخاطبته الجنود في منطقة الكدرو العسكرية إن الجيش ألحق خسائر كبيرة في صفوف "العدو" بكل محاور القتال الدائرة منذ أيام.

وأوضح أن الحرب تشمل كل العاصمة وولاية الجزيرة إلى جانب البؤر التي يوجد فيها الدعم السريع في ولايات النيل الأبيض وشمال كردفان ودارفور.

وأكد العطا حصول الجيش على أسلحة ثقيلة بكميات كبيرة تشمل مضادات الطيران ومدافع دوشكا وقرنوف وغيرها، وصلت إلى ميناء بورتسودان في شرق البلاد.

وفي المقابل، أعلن محمد المختار النور، المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، والناطق باسم وفد المفاوض وقف التفاوض مع الجيش السوداني، مؤكدا أن "الحسم العسكري أصبح هو الخيار الوحيد".

وقال النور للجزيرة مباشر الأحد إن قوات الدعم السريع ستشن حربا شاملة للقضاء على "الجيش والمتحالفين معه من الآن".

وأضاف النور "كنا نريد السلام، لكن طالما أرادوها حربا، فنحن لها ولا تفاوض بعد اليوم، لأننا سنكون في ميدان القتال بلا هوادة.. سنلاحقهم حتى بورتسودان".

تدمير إمداد خارجي

من جانبه، يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد إبراهيم عقيل مادبو أن سلاح الطيران التابع للجيش ومجموعات قوات العمل الخاصة المشتركة من الجيش والمخابرات نفذت عمليات بمناطق وطرق تستخدمها قوات الدعم السريع لقطع خطوط الإمداد والمواصلات، والتمهيد لعمليات برية متزامنة انطلقت منذ 26 سبتمبر/أيلول الجاري، وتركزت على تحييد المركبات القتالية واصطياد القادة، وضرب مخازن السلاح والإمداد وتجمعات القوات لمنعها من توزيع الإمداد الذي بدأ في الوصول إلى قواتهم.

وحسب حديث الخبير للجزيرة نت، فإن تحركات الجيش دفعت قوات الدعم السريع لمحاولة فتح طريق جديد للإمداد من ليبيا عبر مناطق الصيَّاح وتخوم جبال مدو والمالحة شمال غرب الفاشر، ولكن استطاع الجيش ترقية وتنشيط "بنك الأهداف" الخاص بضرب الإمداد وتدمير أي متحركات تحمل الإمداد عبر هذا الخط.

ويعتقد الخبير أن أحد أهم أسباب استمرار الحرب هو الدعم اللوجيستي المتواصل من قوى إقليمية، والإمداد البشري بالمرتزقة من عدة دول مجاورة.

خريطة مرور الجيش السوداني من أم درمان (الجزيرة)

ويوضح الخبير أن الحرب على السودان أصبحت تُدار على المكشوف لإنقاذ قوات الدعم السريع، وسوف تعمل الدول الداعمة للتمرد بشكل مباشر واستغلال انحسار فصل الخريف "موسم الأمطار" وجفاف الأرض لفتح المطارات والمهابط وإرسال الخبراء العسكريين بهدف دعم القوات المنهارة.

ويتوقع المتحدث ذاته أن تشهد الفترة المقبلة تواصل الإمداد لقوات الدعم السريع خاصة ميناء دوالا في الكاميرون وأيضا عبر أفريقيا الوسطى، واستخدام مطارات ومهابط ترابية في دارفور وشمال كردفان وجنوبها كخط إمداد سريع.

ويكشف الخبير العسكري أن قوات الدعم السريع استجلبت مؤخرا ذخائر، ومركبات قتالية، ومنظومة دفاع جوي، وصواريخ مضادة للطيران لتحييد طيران الجيش المقاتل الذي استطاع إلحاق ضربات موجعة وتدمير هذا الإمداد مع تطبيق قواعد الاشتباك وفق القانون الدولي.

قوات الدعم السريع متهمة باستعمال المطارات لرفع إمداداتها من السلاح (الفرنسية) استخدام المطارات

ويكشف مسؤول عسكري في القوات المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش في دارفور أن قواتهم التي تنتشر مع الجيش في المثلث الحدودي مع ليبيا، وجزء من الشريط الحدودي مع تشاد، استطاعت خلال الفترة الأخيرة من تدمير إمداد عسكري لقوات الدعم السريع والسيطرة على أسلحة ومركبات قتالية جرى تخزينها في مستودعات بعضها تحت الأرض.

ويقول المسؤول العسكري للجزيرة نت إن ما ساعدهم في تنفيذ عمليات مؤثرة لقطع خطوط إمداد قوات الدعم السريع عبر الأراضي التشادية والليبية هي المعلومات الاستخبارية المؤثرة وطيران الاستطلاع الذي يراقب الحدود، ويوضح أن الإمداد لم يتوقف، ولكنه تراجع لذا لجأت قوات الدعم السريع وداعموها لاستخدام مطار نيالا ومهابط في ولاية شمال كرفان لنقل الأسلحة جوا.

وفي الشأن ذاته، أفاد أسامة عيدروس -أستاذ الدراسات الإستراتيجية والأمنية- بأن الإمداد الخارجي لقوات الدعم السريع لم ينقطع، وأن الحدود والأجواء السودانية لا يمكن إغلاقها بشكل كامل حتى في الأوقات العادية.

ووضح في حديثه، للجزيرة نت، أن الإمداد الخارجي لقوات الدعم السريع تراجع بسبب فضح عمليات الإمداد، والتقارير الأممية التي تدينها والرفض من الداخل التشادي لاستخدام أرضهم.

كما جرت محاولات لتشغيل مطار نيالا والجنينة في دارفور ونصب أنظمة دفاع جوي متطورة قام الطيران السوداني بتدميرها، وقتل خلال العملية أجانب من جهات راعية لقوات الدعم السريع، وكذلك تدفق أسلحة نوعية مثل المدافع التي يتم بها قصف المدنيين في الفاشر وأم درمان، وفقا للمتحدث.

مقالات مشابهة

  • وحدة خطاب (تقدم) و (مليشيا الدعم السريع) : اكذوبة إعدامات خارج القانون فى الحلفايا
  • وزير العدل يعلن عن فقدان بيانات الدولة منذ 1902 بيد “الدعم السريع” ويلعن استعادة 80% منها
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته
  • كيف تحصل الدعم السريع على الإمداد العسكري من الخارج؟
  • شاهد بالفيديو.. ناشطة سودانية تتحدث عن واقعة خلع سيدة “دعامية” لملابسها الداخلية ووضعها في متحرك للدعم السريع ورفض ارتدائها من جديد حتى يسيطر “الدعامة” على الفاشر
  • المصير الذي ستؤول إليه مليشيا الدعم السريع وحواضنها وحلفاءها سيكون مثل (..)
  • اردول: الخال “بشير” تهجمت عليه مليشيا الدعم السريع في منزله بالحاج يوسف
  • حاكم إقليم دارفور: جهات دولية دفعت الدعم السريع للسعي لامتلاك السودان بالقوة
  • السودان.. مقتل أكثر من 48 شخصا بقصف لقوات «الدعم السريع»
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم