أشاد المعمارى أيمن ملوك، أستاذ العمارة بمعهد بحوث الإسكان والبناء، بمساعى وزارة البيئة لوضع كود موحّد للتصميم يراعى التخفيف من التعرّض لانبعاثات الطهى فى المطابخ، ووضع المواصفات القياسية الخاصة بمتطلبات خفض تلوث الهواء الداخلى، مشيراً إلى أن التصميم التقليدى للمبانى الخرسانية الشائعة الآن لا يسمح بخروج الهواء الساخن والتهوية الطبيعية، وأن التخطيط المثالى لـ«المطبخ الصحى» يجب أن يجعله بحجم غرفة النوم الرئيسية، مع وضعه بالجهة «القبلية» وزيادة عدد وارتفاع الشبابيك قدر الإمكان.

. وإلى نص الحوار:

كيف تُقيّم الخطوة التى اتخذتها وزارة البيئة بنشر دليل إرشادى خاص بتلوث الهواء الداخلى وإجراءات التخفيف من التعرّض لانبعاثات الطهى فى مطابخ المنازل؟

- بداية لا بد من القول إن راحة الإنسان وصحته فى أى فراغ أو مبنى يعيش فيه، هى المطلب الرئيسى الذى نحاول أن نُعلى منه فى الفترة القادمة، وهذا جزء من توجُّه الدولة لتبنى مبادئ المبانى الخضراء، وأن تجعلها أساساً لبعض مشروعاتها، وهو ما يدفعنا لأن نركز مع الدولة لزيادة هذا الاهتمام. وتبنى الوزارة هذا الدليل يعتبر إحدى المميزات الكبيرة، ولا بد أن يتم تبسيطه ليكون فى مستوى المواطن العادى، ليفهم ويستوعب مستوى الخطوات القادمة وكيف يمكن اتخاذها.

إلى أى حد تُعتبر تصميمات المطابخ الشائعة الآن بعيدة عن المواصفات المثالية والاشتراطات الصحية، ومنها تقليل تأثر مستخدمى المطابخ والسكان بالانبعاثات الضارة الناتجة عن الطهى؟

- للأسف الشديد نحن نلجأ إلى المبانى التقليدية الخرسانية ونجعل ارتفاع الشقق فى التخطيط العام للمدن لا يزيد على 3 أمتار، بخلاف التشطيب، لكى نُقلّل التكلفة، لذلك نصل فى النهاية إلى ارتفاع 2.60 متر، و2.70 متر، وهو ارتفاع لا يسمح بتحريك الهواء.

ولو عُدنا للتاريخ قليلاً، وبيوتنا قديماً فى الريف أو الحضر، سنجد أنه فى الريف المصرى معظم الطبخ كان يتم فى الأماكن المفتوحة، وكان فيه حاجة اسمها حوش أو ساحة يتم فيها الطبخ بصفة عامة، غالباً تكون بجوار غرفة الخزين، فبالتالى كان الموضوع صحياً من بدايته، صحيح أنه كان يستخدم وقود ينتج عنه ثانى أكسيد الكربون لكن بالإضافة لأن الطهى كان يتم فى مكان مفتوح، فإنه كان يتم مراعاة وجود مدخنة للتخلص من التلوث الناتج عن هذا الحرق.

وماذا عن بيوت الحضر؟

- بيوت الحضر كانت المطابخ تساوى غرفة كبيرة، كما كان الحال فى البيوت القديمة فى وسط البلد أو مصر الجديدة، حيث كانت المطابخ مساحتها كبيرة، وارتفاعاتها كبيرة جداً، وكان أقل ارتفاع 4 أمتار و4.5 متر، وكانت تصل إلى 5 أمتار أحياناً، وهذا كان يعطينا مساحة كبيرة جداً لتحريك الهواء بحيث لا يتراكم، وكانت له عوائد صحية مرتفعة، وكانت الأسرة تجتمع فى هذا المطبخ للأكل، والسفرة لم تكن تُستخدم إلا فى حالة وجود ضيوف.

وباب المطبخ كان كبيراً وارتفاعه قد يصل إلى 4 أمتار تقريباً، وهو ما كان يسمح بأن يدفع الهواءُ البارد الهواءَ الساخن الناتج عن الطهى، وشبابيك المطبخ أيضاً كانت كبيرة على ارتفاعات 2.5 متر أو أكثر من الأرض، وبالتالى كانت حركة الهواء كبيرة جداً جداً داخل المطبخ، وطبعاً لو الشقة كانت بحرية، كانت المطابخ غالباً ما توضع فى الجهة القبلية، وهو ما كان يساعد أيضاً على خروج الهواء الساخن بقوة اندفاع الهواء البارد القادم من داخل الشقة.

وهذا من الأُسس الرئيسية لما يُسمى فى العمارة بـ«التصميم السلبى»، الذى كان يؤدى مهمة تحريك وتغيير الهواء بشكل طبيعى ومن خلال ما يُعرف باسم «التهوية العكسية»، دون استخدام طاقة أو تكنولوجيا، كما هو الحال الآن بالنسبة لاستخدام الشفاطات ومراوح الشفط.

ما ملامح «كود مواصفات البناء» الجديد الذى يمكن وضعه لتقليل الآثار الصحية الضارة الناتجة عن التلوث الناتج عن انبعاثات الطهى؟

- من المبادئ الرئيسية التى يُفترض أن يتناولها هذا الكود الجديد، اعتماد ما يُعرف باسم «التصميم السلبى»، الذى يعتمد على الطاقات الطبيعية ويُقلّل استخدام الطاقة الأخرى، ومنها الكهربائية، وذلك يتم عبر مراعاة الارتفاعات المناسبة للدور المخصّص للسكن بما فيه المطبخ، وغرفة المطبخ لا تكون أقل فى مساحتها من غرفة النوم الرئيسية، لتسمح إلى جانب الأجهزة الكهربائية بوضع مائدة طعام يمكن تناول الطعام عليها، وبالإضافة إلى ذلك يجب مراعاة ارتفاعات الأبواب والشبابيك، وأن يكون مكان المطبخ فى الجهة القبلية، لأنه كلما زادت التهوية الطبيعية قلت الحاجة إلى استخدام الشفاطات، التى تعتبر فى النهاية استهلاكاً للكهرباء.

ضوابط التصميم

لا بد أن نُراعى فى تصميماتنا أيضاً أن تكون هناك وسائل لاستخدام الغاز الطبيعى و«الغاز الحيوى»، الذى يمكن توليده من المخلفات، خاصة بالنسبة للمساكن فى الريف، حيث يمكن أن نوجّه الناس هناك لاستخدام الوقود الحيوى، ونعلّمهم طرقاً مبسّطة لذلك، لا سيما أن هناك كماً من الأبحاث التى أعدّتها المراكز البحثية فى مصر والعالم، ولا بد أن نضع ذلك ضمن «الكود»، لكى يكون القائم بتصميم المبنى مضطراً للعمل على الوقود الحيوى ولا يستسهل، ويعتمد على الكهرباء أو أنبوبة الغاز أو الغاز الطبيعى.

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

مصدر حكومي:لا يسمح بدخول أي سوري للعراق أو عراقي لسوريا من خلال منفذ القائم

آخر تحديث: 23 دجنبر 2024 - 10:01 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال مصدر حكومي، الاثنين،إنه “بعد الاحداث التي جرت في دمشق بعد 8 من كانون الاول الجاري وارتداداتها على مستوى المنطقة والعراق، تم اغلاق معبر القائم الحدودي كاجراء احترازي تحسبا لأي طارئ”.وأضاف، أن “بغداد اعطت الضوء الاخضر بإعادة فتح المعبر وبشكل محدد جدا للسماح بعبور العالقين حصريا، سواء الاشخاص أو الشاحنات من الجانب السوري من خلال معبر القائم واعطاء السوريين ذات الخيار بالعبور الى بلادهم ولكن لا يسمح بدخول أي سوري للعراق أو عراقي لسوريا بالوقت الحالي”.وتابع، أن “السماح بعبور برادات تحمل مواد زراعية ومحاصيل من معبر القائم جاء لأنها لصالح تجار عراقيين قادمة من سوريا وهي عالقة منذ أيام”، مؤكدا، أن “آليات الدخول تتم وفق اجراءات أمنية محددة جدا”.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يهنئ البروفيسور عمر ياغي لفوزه بجائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية
  • مصدر حكومي:لا يسمح بدخول أي سوري للعراق أو عراقي لسوريا من خلال منفذ القائم
  • أستاذ علوم سياسية: نهاية نظام الأسد كانت مأساوية وغير متوقعة
  • أستاذ باطنة ومناعة: مصر شهدت نهضة كبيرة في قطاع الصحة بتوجيهات الرئيس
  • أستاذ مناعة: نهضة كبيرة في قطاع الصحة بتوجيهات الرئيس السيسي
  • أستاذ باطنة ومناعة: مصر شهدت نهضة كبيرة في قطاع الصحة بتوجيهات الرئيس السيسي
  • من المطبخ الخليجي.. طريقة عمل كبسة الدجاج بخطوات سهلة
  • خبراء يحذرون من حاويات وأدوات الطعام السوداء
  • نائب وزير الصحة: الولادة الطبيعية مفيدة لصحة الطفل «فيديو»
  • الصيد التقليدي الضواغي في ولاية صحم