كاتب: بعد تخلّف بوتين عن تعهداته ووعوده.. ما هي خطوته التالية؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
كشف مقال للخبير في الشؤون الروسية، مارك غاليوتي، بعنوان "ما التالي بالنسبة لبوتين بعد موت بريغوجين"؟، أن "انتقام بوتين لم يكن مفاجئا بالفعل، لكن توقيته كان سريعا بعد الإعلان عن العفو عنه، الأمر الذي أعطى الانتقام طابعا متباهيا".
وأوضح غاليوتي، في مقاله الذي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، أنه "بالصدفة البحتة كان رفقة أحد المسؤولين العسكريين البارزين في الغرب، عندما جاءت الأخبار العاجلة بمصرع زعيم ومؤسس مجموعة فاغنر الروسية، وإنه لم ير الكثير من علامات المفاجأة على وجه هذا المسؤول" الذي علق قائلا: "من سيثق في الزعيم بعد الآن؟".
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، أن "بوتين ربما يعتقد أن لحظة وفاة بريغوجين ستعزز من قوته، وتقلق معارضيه، لكنها لحظة مخادعة" مشيرا إلى قول معارض روسي في الداخل "لست متفاجئا بمقتل بريغوجين، لكنه كان صنيعة بوتين منذ البداية".
وتابع الكاتب بالقول إن "بوتين صنع بريغوجين، ثم انتقده، ثم اتهمه بالخيانة، قبل أن يلتقي به في الكرملين، ويوجه له دعوة لحضور قمة القادة الأفارقة في سان بطرسبيرغ الشهر الماضي، ثم أخيرا يوقع أمر اغتياله، ويطلق العنان لأجهزته الاستخباراتية بالبحث والاستقصاء، والتدقيق للعثور على الشخصيات الأخرى التي تورطت في العصيان".
وفي السياق نفسه، رجّح غاليوتي أن يكون قرار بوتين بالتخلص من بريغوجين "إما لأنه غير رأيه، ورأى أن رجل الأعمال بات يشكل خطورة أكثر، أو لأنه قرر أن يظهر للجميع قدرته على الحسم بسهولة ويسر".
وأكد الكاتب أن "المعضلة تكمن في أن ما فعله بوتين جاء بعد تعهده بعدم ملاحقة بريغوجين، لكن مقتله وعدد من قادة فاغنر في تحطم الطائرة، يلقي الشكوك في قلوب الجميع في وعود بوتين وتعهداته".
ونوه إلى أن "نظام بوتين لا يعتمد على القوانين الصريحة، قدر اعتماده على التفاهمات، والاتفاقات، حيث أن بريغوجين قد كسر قواعد اللعبة عبر تمرده، وزحفه إلى موسكو، لكن بوتين أيضا قد كسرها".
ولخص غاليوني مقاله، بالقول إن "بوتين نفسه يلعب على وتر الخوف، سواء في الداخل أو في الغرب، من أن قائد البلاد الذي سيليه ربما يكون أكثر سوءا، لكن كلما أخلف أو نقض بوتين عهوده واستمر في نشره للخوف، واستخدام الاعتقال التعسفي كلما زادت رغبة الدائرة المحيطة به في استغلال أي فرصة تسنح للتخلص منه".
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "فاغنر" شنّت عدد من المعارك في أوكرانيا، وشاركت في حروب في كل من سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي؛ فيما كثّف قائدها الراحل من جهوده بعد التمرد الذي شنّه في حزيران/ يونيو الماضي، لتعزيز وجودها في قلب أفريقيا.
وقبل انتشار أخبار تشير إلى "مقتله"، قال بريغوجين في مقطع مرئي نُشر الاثنين الماضي من دولة أفريقية لم يُذكر اسمها، "شركة فاغنر العسكرية الخاصة تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وتجعل أفريقيا أكثر حرية".
وفي الوقت الذي وصف فيه الكرملين لـ"مزاعم الغرب بأنها محض كذب"، سرت عدد من التكهّنات بأن زعيم فاغنر قد يكون ضحية عملية اغتيال، دبّرها الكرملين لتحديه سلطة الرئيس الروسي.
وفي السياق نفسه، قالت لجنة التحقيق الروسية على منصة "تلغرام": "تم العثور على جثث القتلى العشرة في مكان الحادث، وجار الآن الفحوص الجينية لتحديد هويتهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الشؤون الروسية بريغوجين بوتين روسيا روسيا بوتين بريغوجين الشؤون الروسية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي ينتقد مواقف لوزير الخارجية ماركو روبيو
نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب هوارد فرنش تضمن انتقادات لاذعة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، موضحا أنه تبنى بعد توليه منصبه مواقف مخالفة لما كان يدافع عنه في السابق.
واستعرض الكاتب جوانب من مواقف روبيو عندما كان عضوا في الكونغرس، وبعد توليه وزارة الخارجية عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: نتنياهو دمّر إسرائيل وعهده المظلم يوشك على الانتهاءlist 2 of 2إندبندنت: النظام الدولي يتفكك والتطبيع مع صور الإبادة تهديد للجميعend of listوقارن بينه وبين وزراء الخارجية السابقين من أمثال هنري كيسنجر، وجيمس بيكر، وهيلاري كلينتون، وجون كيري، الذين قال إن الناس يتذكرونهم بإنجازاتهم ونفوذهم في رسم سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
مواقف متباينةوقال إن وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو له سجل حافل بانتقاد ترامب في ولايته الرئاسية الأولى ومواقفه في السياسة الخارجية، وكان يتوقع منه تبني نهج قوي في الإدارة الجديدة التي بدأت تزعزع العلاقات الأميركية طويلة الأمد.
لكن بدلا من ذلك، ظهر روبيو خلال الأشهر الأولى من توليه المنصب كشخصية تعتنق رؤية ترامب للعالم حتى لو كانت تتعارض بشدة مع مواقفه السابقة في السياسة الخارجية.
ولعل أبرز تلك المواقف -وفقا لفرنش في مقاله- تجلت في إخفاقات روبيو عندما أشاد بسياسة ترامب القائمة على وضع "أميركا أولا"، وتخلي الرئيس عن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتصرفاته تجاه حلفاء بلاده التقليديين الذين اعتبروا موسكو هي المعتدية.
إعلانوكان يتعين على روبيو كوزير للخارجية أن يكون -برأي الكاتب- أكثر صراحة تجاه الدول التي سارعت إلى إعادة التفاوض بشأن علاقاتها التجارية بعد فرض ترامب الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وذكر مقال فورين بوليسي أن روبيو درج على الإشادة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ. لكنه اتخذ موقفا مناقضا عندما ترأس عملية التفكيك المفاجئة للوكالة.
كما أنه لم يدافع عن وزارته ضد التقليص الحاد لمواردها، والتخفيض الجذري لعلاقات الولايات المتحدة مع أفريقيا، وفق الكاتب، الذي يؤكد أن وزارة الخارجية الأميركية ستلغي سفاراتها وقنصلياتها في العديد من الدول الأفريقية. كما ستغلق مكتبها للشؤون الأفريقية.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فقد تنكر روبيو أيضا لمواقفه السابقة إزاء حقوق الإنسان في العالم قبل تسلمه مسؤولية السياسة الخارجية. وبعد توليه زمام الوزارة، اتخذ موقفا متشددا ضد حقوق الطلاب الأجانب في حرية التعبير، مجادلا بأن أولئك الذين يتبنون مواقف مخالفة للسياسة الأميركية يجب ألا يُمنحوا تأشيرات طلابية.
وتابع أن وزير الخارجية روبيو أيد طرد مئات المهاجرين غير النظاميين، رغم أنه هو نفسه ابن مهاجريْن قدما إلى الولايات المتحدة من كوبا، طبقا للمقال.