أفريقيا.. هزائم متوالية تتجرعها فرنسا لصالح روسيا (إطار زمني)
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
تمثل أفريقيا ساحة نزال مفتوحة على النفوذ بين روسيا وفرنسا وسط هزائم متتالية تتلقاها الأخيرة آخرها كان في النيجر.
وفي السنوات الأخيرة تعيش بعض دول أفريقيا فترة تحولات كبيرة جعلتها تبحث عما يثبّت سلطتها وتجد روسيا أقرب ما تكون في استجابتها لذلك لعدة أسباب.
ومن أبرز هذه الأسباب عدم وجود تاريخ استعماري لروسيا في أفريقيا، وعدم تدخل روسيا في الشأن الداخلي الأفريقي كما تفعل الدول الغربية، واعتماد موسكو نهج التعاون مع تلك الدول بدلا من المساعدات المشروطة.
وتنتشر الشركات الروسية في أفريقيا، إذ تنقب عن البوكسيت في غينيا والألماس في أنغولا، كما تعمل على استخراج الغاز الصخري من موزمبيق، ضمن استراتيجية تقوم على توسيع نفوذ موسكو الاقصادي والعسكري في أفريقيا بشكل متسارع، إذ تقدم نفسها بديلا عن القوى الاستعمارية السابقة، وعلى رأسها فرنسا.
كما ترجع أسباب اهتمام روسيا بأفريقيا إلى الرغبة في إعادة إحياء روابط الحقبة السوفيتية مع القارة الأفريقية لاستخراج الموارد مقابل المساعدة الأمنية.
أيضا تعد أفريقيا الحدود الثانية بعد أوروبا الشرقية بالنسبة لروسيا لتطويق أوروبا الغربية من خلال استغلال تداعيات وارتدادات ظواهر الهجرة والإرهاب وانعدام الأمن في منطقة الساحل الأفريقي بغرب أفريقيا كورقة ضغط وتهديد لأوروبا، لكون هذه المنطقة جوارًا غير مباشر.
وسعى الاتحاد السوفيتي إلى استغلال الإرث الاستعماري الغربي لتقويض النفوذ الغربي في القارة، حيث أقام أولًا علاقات مع شمال أفريقيا، وفي النهاية أقام علاقات مع القادة في أفريقيا جنوب الصحراء، ووقع الاتحاد السوفيتي معاهدات تعاون مع 37 دولة أفريقية، وقدم مجموعة من المساعدات الاقتصادية للتنمية الزراعية والرعاية الصحية والبنية التحتية.
وترتكز سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ وصوله السلطة في العام 2000 على إعادة نفوذ روسيا في المناطق التي كان الاتحاد السوفيتي حاضراً فيها بقوة، ومن بينها مناطق واسعة من أفريقيا ودولها.
اقرأ أيضاً
روسيا تنقضّ على المصالح الفرنسية
وفي ما يلي يرصد "الخليج الجديد" أبرز الهزائم التي تلقتها فرنسا لصالح روسيا في أفريقيا:
الغابون (أكتوبر/ تشرين الأول 2017)
في أكتوبر 2017 وقعت شركة "روس نفط" الروسية مذكرة مع وزارة النفط في الغابون لاستثمار مشترك في حقول النفط وبناء البنية التحتية للنفط والغاز.
وفي أكتوبر 2021 أعلنت الغابون انسحابها من المنظمة الفرانكوفونية وانضمت إلى الكومنولث وتحللت من الهيمنة الفرنسية.
والمنظمة الدولية للفرانكوفونية هي أيضًا مؤسسة مكرَّسة منذ عام 1970 لتعزيز اللغة الفرنسية والتعاون السياسي والتعليمي والاقتصادي والثقافي بين البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
مالي (أغسطس/آب 2020)
في أغسطس 2020 نجح المجلس العسكري في مالي بانقلاب عسكري على السلطة، وبدأ بسياسة عدائية ضد فرنسا لصالح روسيا الذي وقع معها اتفاقيات عسكرية وصفقات أسلحة.
وفي أغسطس 2022 غادر آخر جنود قوة برخان الفرنسية دولة مالي بعد مرور 9 أعوام على وجودهم فيها.
وواصل النفوذ الروسي تمدده في البلد الأفريقي مع تلقي باماكو أسلحة وطائرات من موسكو ووصول آلاف الجنود الروس إليها.
بوركينا فاسو ( يناير/ كانون الثاني 2022)
في يناير/ كانون الثاني 2022 وقع انقلاب عسكري في بوركينا فاسو، تمكن العسكريون فيه من إبعاد الرئيس روش مارك كريستيان كابوري، وإعلان وصول "الحركة الوطنية للحماية والاستعادة" بقيادة الكولونيل بول هنري سانداوغو داميبا إلى السلطة، ثم أعقب توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية مع روسيا.
وجاء ذلك على حساب فرنسا التي تلقت هزيمة جديدة في القارة السمراء، إذ أعلنت بوركينا فاسو في مارس/ آذار 2023 وقف العمل بـ"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقع عام 1961 مع فرنسا.
وجاءت هذه الخطوة بعد رسالة رسمية في يناير/ كانون الثاني 2023 طلبت بموجبها واغادوغو من باريس سحب قواتها من أراضيها خلال شهر.
وفي فبراير/ شباط أعلنت بوركينا فاسو انتهاء عمليات القوات الفرنسية على أراضيها، تنفيذا لقرار إنهاء اتفاقية التعاون العسكري مع باريس.
وفي يوليو/ تموز من نفس العام أعلنت روسيا، اعتزامها إعادة فتح سفارتها في بوركينا فاسو، بعد 31 عاما على إغلاقها عام 1992.
اقرأ أيضاً
تحولات جيوسياسية بأفريقيا.. لهذا تفقد فرنسا نفوذها التاريخي لصالح روسيا
أفريقيا الوسطى (نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)
في نوفمبر 2022 وجهت جمهورية أفريقيا الوسطى ضربة قوية للنفوذ الفرنسي فيها، بإنهاء عمادة السلك الدبلوماسي الممنوحة حصريا للسفير الفرنسي بشكل دائم في انتصار جديد لروسيا.
وجاءت هذه الخطوة بعد تعاون متزايد بين موسكو وبانجي كان من أبرز ملامحه وصول آلاف الجنود الروس إلى أفريقيا الوسطى بالسنوات الأخيرة.
بينما غادر في ديسمبر/ كانون الأول 2022 آخر جندي فرنسي أراضي البلد الأفريقي.
النيجر (يوليو/ تموز 2023)
في 26 يوليو 2023 بدأ المجلس العسكري في النيجر تحت مسمى "المجلس للوطني لحماية الوطن" انقلابا على الرئيس محمد بازوم المحتجز في قصره منذ ذلك التاريخ، فيما جرى تعليق العمل بالدستور.
ومطلع أغسطس أعلن الانقلابيون تعليق العمل باتفاقيات عسكرية مع باريس.
والجمعة 25 أغسطس أعطى المجلس العسكري في النيجر السفير الفرنسي مهلة 48 ساعة لمغادرة نيامي بينما وردت فرنسا على الفور بالرفض معتبرة أن "الانقلابيين لا يملكون أهلية" لتقديم مثل هذا الطلب.
يأتي ذلك في ظل نية فرنسا قيادة تدخل عسكري ضد النيجر لإعادة الرئيس بازوم إلى السلطة.
اقرأ أيضاً
لمواجهة النفوذ الروسي.. فرنسا تعكف على ترميم استراتيجيتها بالساحل الأفريقي
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أفريقيا فرنسا روسيا النيجر انقلاب النيجر مالي بوركينا فاسو بورکینا فاسو لصالح روسیا فی أفریقیا العسکری فی روسیا فی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الغاني: تحالف دول الساحل كيان قائم وشريك بالمنطقة
قال الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما إن تحالف دول الساحل أصبح كيانا قائما يتمتع بجميع المقومات، وينبغي العمل معه كشريك مهم على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه منطقة غرب أفريقيا.
وجاءت تصريحات دراماني على هامش زيارة "صداقة وعمل" قام بها إلى العاصمة باماكو يوم السبت الماضي.
وقد أنهى الرئيس الغاني صباح الاثنين من عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو جولة رسمية استمرت 3 أيام إلى دول "تحالف كونفدرالية الساحل" الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وتأتي زيارة دراماني إلى المنطقة بعد طلب من رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا بضرورة التدخل والقيام بوساطة لدى دول الساحل من أجل العودة إلى منظمة إيكواس التي أصبح كيانها مهددا بفعل الخلافات بين قادتها، والمغادرة الجماعية من بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
وتعتبر غانا شريكا موثوقا لدى تحالف دول الساحل، وتشترك معه في علاقات تجارية متعددة، ويشكل ميناؤها أحد أهم المنافذ البحرية التي تستغلها حكومات التحالف في الاستيراد والتصدير.
ومؤخرا شكلت حكومة غانا لجنة عليا لتمتين العلاقات مع قادة المجالس العسكرية الحاكمة في منطقة ليبتاكو غورما.
وساطة مختلفةوسبق لمنظمة إيكواس أن كلفت الرئيس السنغالي باسيرو ديو ماي فاي، ونظيره التوغولي غناسينغبي بالوساطة والتباحث مع تحالف دول الساحل، لكنهما لم يفلحا في إقناع قادته بالرجوع إلى المنظمة.
إعلانوتتميز الوساطة الجديدة بكونها تأتي بمبادرة خارجة عن إدارة المنظمة، ولا تهدف إلى الرجوع أو الانضمام عبر شروط جديدة، بل تسعى إلى خلق فضاء آخر من التنسيق عنوانه التعاون الاقتصادي ومحاربة الإرهاب.
وقال دراماني إنه يرغب في إعادة فتح الحوار بين مجموعة تحالف دول الساحل والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
ودعا الرئيس الغاني إلى تصحيح انعدام الثقة، وإقامة علاقات تقوم على الاحترام المتبادل بين الكيانين، حتى يتم التوصل إلى أرضية مشتركة تمكن من التنسيق والعمل من أجل مصالح الشعوب.
وكانت مالي والنيجر وبوركينا فاسو قد وقعت على بيان مشترك في يناير/كانون الثاني 2024 يقضي بالخروج الفوري من إيكواس بسبب العقوبات التي فرضتها على هذه الدول عقب الانقلابات العسكرية.
واتهمت الدول الثلاث المنظمة بالعمل وفق أجندات أجنبية في إشارة إلى التناغم مع السياسة الفرنسية في منطقة غرب أفريقيا.
وكونفدرالية دول الساحل، تحالف تم التوقيع عليه عبر ميثاق "ليبتاكو غورما" في سبتمبر/أيلول 2023 بين دول غير ساحلية متقاربة جغرافيا تجمعها حدود مشتركة هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وتصل مساحته الإجمالية إلى 2.8 مليون كيلومتر مربع، أي أكثر من 50% من مجموع مساحة دول إيكواس، ويصل سكانه إلى قرابة 80 مليون نسمة.