حذّرت وزارة البيئة من المخاطر الجسيمة، التى تتسبّب فيها الانبعاثات الناتجة عن وقود الطهى، وتحديداً الفحم والخشب، فهما بمثابة أكثر الأنواع شديدة التلوث، مما يتسبّب فى أمراض منها المزمن والحاد، فجودة الهواء إذا تدنّت تؤدى إلى الإصابة بضيق التنفس، والغثيان، وأمراض الأنف والحنجرة، والصداع، والذهول الناتج عن تخدير ثانى أكسيد الكربون، بالإضافة إلى أمراض مزمنة كأمراض القلب، والالتهاب الرئوى، والسكتة الدماغية، وقد يصل إلى حد الإصابة بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن.

وأوضحت الوزارة أن التعرّض لجودة هواء رديئة يؤثر على إعتام عدسة العين، بالإضافة إلى المخاطر التى تحيط بالمرأة الحامل، فقد يتأثر الجنين ويعرّضها للولادة المبكرة أو حدوث انخفاض فى وزن الجنين.

وأكد أطباء ضرورة استخدام أنواع قليلة التلوث من الوقود أثناء الطهى، مثل الغاز الطبيعى، والبُعد فى المقابل عن الأنواع الأكثر ضرراً كالفحم والخشب، مشيرين إلى أن الآثار الصحية الضارة التى تنتج عنها قد تصل إلى الاختناق والتسمم، وصولاً إلى الإصابة بالسرطان، مشدّدين فى الوقت نفسه على أهمية وجود وسائل جيدة للتهوية كشباك أو شفاط لسحب الهواء والبخار بالمطابخ، للحفاظ على صحة ربة المنزل ومن يوجدون فى هذه المطابخ.

وقال الدكتور راجى غالى، مدرس واستشارى الصدر بكلية الطب جامعة عين شمس، إن السيدات اللاتى يستخدمن الخشب أو الحطب وروث الحيوانات كوقود للطهى يُصبن بأمراض كثيرة على المدى البعيد، منها التهاب مزمن فى الشّعب الهوائية، وهو مرض يعانى منه المدخنون، لافتاً إلى أنه قد يتسبب فى تعرضها للإصابة بسرطان الرئة.

وأضاف استشارى الصدر، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الوقود الناتج عن الغاز الطبيعى الذى تستخدمه النساء فى الطهى لا يوجد منه ضرر شديد، مشيراً إلى أن بخار الطهى قد يتسبّب فى حدوث حساسية قد يتسبب عنها استفزاز للشعب الهوائية، فتؤدى إلى حدوث نشاط للحساسية الصدرية.

استشارى «صدر»: المصابات بـ«أنيميا أو قلب» الأكثر عرضة للاختناق فى المطبخ

وأوضح «غالى» أن السيدات اللاتى يتعرضن للوقود فى مطابخ بها سوء تهوية يتسبب فى سحب الأكسجين فيحدث نقص فى الأكسجين، قد يتعرضن للخنق، وإذا كانت المرأة تعانى من أنيميا أو أمراض مزمنة فى القلب فإن نسبة انخفاض الأكسجين تصبح عالية، أما إذا كانت تستخدم الحطب أو الخشب فى عملية الطهى فى منطقة سيئة التهوية فإنها قد تُصاب بتسمم أول أكسيد الكربون، وقد يسبب لها الوفاة، لأن اختراق هذا الغاز للأكسجين يصعب إخراجه بسهولة من الجسم، أو تحتاج الذهاب إلى المستشفى لمساعدة الجسم على تكسير غاز أول أكسيد الكربون من الجسم لعودة الأكسجين.

وشدد «غالى» على ضرورة وجود أجهزة تهوية جيدة فى أماكن الطهى المغلقة كمروحة لشفط وسحب الهواء أو الأبخرة تجنّباً لتعرّض السيدة أو الأم للاختناق أو الإصابة بالأمراض فى الجهاز التنفسى.

«خطاب»: استخدام الوقود الطبيعى «آمن» فى عملية الطهى ولا يشكل ضرراً على السيدات

من جانبه، قال الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات، إن الوقود الحيوى المتمثّل فى مخلفات الحيوانات التى يستخدمها الفلاحون فى الطهى تسبب أمراضاً خطيرة منها مرض السدة الرئوية المزمنة، وهى عبارة عن كحة شديدة مزمنة يصاحبها بلغم شديد وضيق فى التنفس ونهجان.

وأضاف أستاذ الأمراض الصدرية لـ«الوطن»، أن الوقود الذى تستخدمه السيدات فى الطهى فى المطبخ لا يشكل ضرراً على صحتها، إلا إذا كانت تعانى من حساسية صدرية أو أمراض فى الجهاز التنفسى.

وشدّد «خطاب» على ضرورة البُعد عن استخدام روث الحيوانات فى عملية الطهى لما ينتج عنه من أضرار للجهاز التنفسى، مشيراً إلى استخدام الوقود الطبيعى الآمن فى عملية الطهى.

أما عن السيدات اللاتى يقضين وقتاً طويلاً فى المطبخ، فقالت إيمان السيسى، أم ومدرسة، إن الوقوف فى المطبخ لساعات كثيرة يتسبّب لها فى الكثير من الإرهاق، من بينها الشعور بالحر الشديد والهبوط نتيجة للبخار الذى يتصاعد من الطعام وسخونة المطبخ.

وأوضحت «إيمان» لـ«الوطن» أن الوقوف أمام البوتاجاز يؤثر على عينيها من شدة الحرارة، بالإضافة إلى آلام فى الظهر، أما عن التهوية فهى دائماً تستخدم الشفاط للتخلص من الهواء، لافتة إلى أنها بدون الشفاط أو الشباك تشعر بأن درجة حرارة المطبخ عالية جداً، ولا تستطيع تحملها، مما يجعلها تشعر بضيق فى التنفس والضغط، والغاز الطبيعى أفضل من أنبوب البوتاجاز، بالنسبة لها كوقود للطهى.

ومن جانبه، قالت عزة فرغلى، ربة منزل، إن الشفاط والشباك من الأمور المهمة فى المطبخ، مشيرة إلى أنه بدونهما تشعر بالاختناق بسبب الحر الشديد والرطوبة اللذين يتسبب فيهما بخار الأكل والبوتاجاز بجانب الشعور بالإرهاق وضيق فى النفس، كما تحرص على عدم الوقوف لفترات طويلة فى المطبخ وتقليل مدة الطهى.

وأشارت ربة المنزل لـ«الوطن» إلى أنها تستخدم الغاز الطبيعى كوقود فى عملية الطهى، وهو أكثر نظافة من الوقود التقليدى كالخشب والحطب الذى كانوا يستخدمونه قديماً، والأمر يختلف فى فصل الشتاء عن فصل الصيف، ففى فصل الشتاء يكون الوضع أسهل من الصيف لعدم ارتفاع درجة الحرارة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطهى التلوث البيئة الغاز الطبیعى لـ الوطن إلى أن

إقرأ أيضاً:

عضو اللجنة العامة بالنواب يكشف أبرز مميزات قانون لجوء الأجانب

أكد النائب سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تحتضن ملايين اللاجئين، وتتعامل مع هذا الملف بـ"أخلاقية وإنسانية" كبيرة، فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تستضيفهم ولا تقوم بعمل مخيمات فيها،حيث  يوجد لديها لاجئين من 52 دولة فى العالم منصهرين فى أوساط الشعب المصرى.

وقال عضو اللجنة العامة لمجلس النواب، في بيان له، إن مشروع قانون لجوء الأجانب، شهد العديد والعديد من المميزات التى تقدم كافة أوجه الدعم والرعاية والخدمات للاجئين في مصر، وأحقيتهم في الحصول على وثيقة سفر تصدرها وزارة الداخلية بعد موافقة اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، وحظر تسليم اللاجئ للدولة التي يحمل جنسيتها أو دولة إقامته المعتادة، مع حرية في الاعتقاد الديني، ويكون لأصحاب الأديان السماوية منهم الحق في ممارسة الشعائر الدينية بدور العبادة المخصصة لذلك.

وأوضح النائب سيد سمير، أن الدولة المصرية تقدم لهم العديد من الخدمات الإنسانية دون المزايدة بهم والزج بهم فى صراعات سياسية إقليمية،موجهاً  لشكر إلي لجنة الدفاع والأمن القومي ومكاتب لجان الشئون الدستورية والتشريعية وحقوق الإنسان والتعليم والخطة والموازنة على جهودهم في المناقشة وإعداد هذا التقرير.

مقالات مشابهة

  • "اليوم" ترصد مخاطر نجم البحر الشوكي على الشعب المرجانية 
  • وزيرة الخارجية النمساوية السابقة تحذر النمساويين من تداعيات رفض الغاز الروسي
  • طبيبة توضح أبرز أعراض التهاب المعدة
  • استمرار مبادرة التوعية ضد مخاطر العنف الرقمي بتمريض عين شمس
  • عضو اللجنة العامة بالنواب يكشف أبرز مميزات قانون لجوء الأجانب
  • «اللافي» يهنئ الليبيين بنجاح عملية الانتخابات البلدية
  • عودة التلوث الى سماء بغداد: معامل تستخدم الوقود الثقيل لم تغلق او تعاقب
  • وزير الكهرباء يزور محطة توليد كهرباء التبين البخارية
  • وزير الكهرباء يتفقد محطة التوليد البخارية بالتبين
  • وزير الكهرباء: الجولات الميدانية كشفت عن ضرورة تغيير أنماط تشغيل محطات التوليد