الأسبوع:
2024-07-06@09:40:43 GMT

الاختيار الصعب (2)

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

الاختيار الصعب (2)

نستكمل هذا العدد القصة التي نشرتها (الأسبوع) العدد السابق، عن صاحبة الحكاية التي عانت لسنوات طويلة من معاملة زوجها وعائلته، وما زاد الأمر سوءًا هو اكتشافها أن زوجها يختلق قصصًا وهمية للنصب على الناس ولا تعرف أين تذهب أمواله، واعتراضها على أنه أطعمها وابنيها من مال حرام حتى اضطرت أن تحكي لأهلها ما يحدث.

تقول صاحبة الرسالة:

قبل أن أحكي لأسرتي ما يحدث بحياتي جلست مع زوجي مرات ومرات لأثنيه عما يفعله وطلبت منه مرارًا ألا يخدع الناس وأن يحاول الحصول على عمل حلال وأخبرته أنني وابنينا سنرضى بالقليل طالما أنه حلال، إلا أن زوجي اعتاد طوال الأعوام الأخيرة بعد عودته من الخارج أن يعتمد على هذه الطريقة للحصول على المال، وكان دومًا لا يلتزم في أي عمل يلتحق به، عاهدني زوجي كثيرًا لكنه أبدًا لم يلتزم بوعوده رغم أني ذكّرته كثيرًا أن لنا ابنة وابنًا لا بد أن نحافظ على سمعتهما بين الناس وأن ما يفعله يضر بنا جميعًا الآن ومستقبلًا، وتفاقمت المشاكل بيننا مع إصرار زوجي على العيش بهذه الطريقة، ولما يئست وفشلت كل محاولاتي معه اضطررت أن ألجأ لأهلي، تدخلوا كثيرًا بالحسنى لإصلاح الأمر لتستمر الحياة حتى يئسنا جميعًا وانتهى الأمر بطلبي الطلاق بعد أن اكتشفت أن زوجي لم يكتفِ بكل هذا، بل عرفت بالصدفة أن له علاقات نسائية، بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأخرى مع إحدى جاراتي، وما زاد الحكاية سوءًا كان علاقة مع والدة زميلة ابنتي في المدرسة! إلى هنا كان لابد للحياة معه أن تنتهي، تركت له منزل الزوجية وانتقلت وابنينا إلى شقة أخرى بنفس الحي، فلم يكن من المنطقي أن نعيش في منزل عائلته وإلا زادتِ المشاكل التي لن يكون لها آخر إلا الدم.

رفعت دعوى قضائية لطلب الطلاق بعد أن أصر زوجي على رفض طلاقنا، وكذلك دعوى نفقة للإنفاق على ابنينا حيث إني لم أكمل تعليمي الجامعي ولم أشتغل بأي وظيفة أو ألتحق بأي عمل في حياتي وإن فكرت في البحث عن عمل فمن هذا الذي يقبل بسيدة عمرها تخطى الأربعين عامًا وبلا أي خبرات عملية؟!.. ومنذ أكثر من عام يتم تداول القضايا في المحاكم وأتكفل وحدي بمصروفات ابنينا الدراسية ودروس خاصة و«يونيفورم» وكتب خارجية وأدوية وأطباء وانتقالات ومصروفات البيت من طعام وكهرباء ومياه وصيانة والكثير الكثير من النفقات التي جعلتني أستدين من إخوتي الذين يرفقون بحالي ويعطفون على ابنينا اللذين يتجاهلهما أبوهما بعد أن تركهما بلا سند في الحياة.. وكلما طلب منه ابنه أو ابنته أي مصروفات عاجلة تنصل من مسئوليته تمامًا ووعد بوعود كاذبة كعادته ثم تهرّب من الرد حتى يمر الوقت.

وبالفعل، يمر الوقت ثقيلًا جدًا وأبواب ودهاليز المحاكم لا نهاية لها، إنها متاهة كبرى تدخلها النساء الحائرات بأبنائهن وكأنهن يتسولن حقوقهن التي شرعها الله والقانون، وإجراءات التقاضي طويلة جدًا ومعها تكثر أتعاب المحامين وطلباتهم، وأمام هذا رفع زوجي دعاوى قضائية ضدي، ألم يكن من الأولى أن ينفق أموال أتعاب المحاماة على ابنينا بدلًا من «البهدلة» في ساحات المحاكم لي وله؟ لقد اضطررت أنا لأن أفعل هذا بعد امتناعه عن الإنفاق على ابنينا رغم تخوفي من مصدر أمواله، ولكني لا أعرف كيف أدبر كل هذا المال الذي يعجز عن تدبيره الرجال في مثل هذه الأيام، ولولا وقفة أسرتي وإخوتي إلى جواري لصرت أتسول بابنينا في الشوارع.

صديقتي:

الموجع في هذه الحكاية أن هناك نوعًا من الرجال غير قادرين على تحمُّل مسئولياتهم بل يتنصلون ويتهربون منها بغضّ النظر عما يفعله هذا في حياة ونفسية أبنائهم، فهل يدرك هذا الأب ما تخلِّفه أفعاله في نفسية ابنته وابنه؟ وهل يعي مدى التأثير السلبي الذي ينعكس على ابنيه جراء أفعاله وتصرفاته وسلوكه من ناحية، وتهربه من مسئوليته تجاههما من ناحية أخرى؟

إن الشعور بالأبوة والأمومة لا يأتي أبدًا من فراغ، والبر بالوالدين لن يكون بلا سبب، وهذا كلام رب العالمين حين قال سبحانه في سورة الإسراء ﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا﴾ صدق الله العظيم.. أي شرط البر بالأبوين هنا هو رعاية الأبناء في الصغر والاهتمام بهم وتربيتهم وتحمُّل مسئوليتنا تجاههم حتى يكبروا، فإن كبرنا نحن وجب عليهم رعايتنا ورحمتنا والاعتناء بنا، فكيف سيرحم هذان الابنان أبًا لم يرحم ضعفهما وهما صغيران؟ بل إنه كان سببًا في عدم شعورهما بالأمان النفسي والاجتماعي، وكان سببًا في سلب كرامتهما والإقلال منهما عندما تركهما يتعرضان للإحراج وسط زملائهما حينما عجزا عن توفير مصروفات المدرسة؟ كيف سيرعيان أباهما في كبره وهو الذي كشف سترهما أمام أقاربهما وجيرانهما حين احترف النصب على القريب والغريب؟! ثم كيف يحظى باحترامهما له وهو الأب الذي تخلى عنهما تمامًا في كل صغيرة وكبيرة بينما لهث وراء نزواته تاركًا عمله وبيته وزوجته وولديه دون سند في الحياة؟!..

تلك الحكاية ننشرها لأمرين، الأول، آملين أن تنتبه الجهات المختصة بمحاكم الأسرة إلى ضرورة الإسراع في حسم قضايا النفقة رحمةً بالنساء والأولاد، فمثل هذه السيدة صاحبة الرسالة وجدت مَن يقف إلى جوارها، ولكن هناك الكثيرات الكثيرات اللاتي لا يجدن مَن يساندهن وأبناءهن، وهو الأمر الذي يفتح أبواب العديد من المشاكل المجتمعية الأخرى.

أما الأمر الثاني لنشر هذه الرسالة فهو دق جرس إنذار لكل أب وكل زوج غلبه الكِبر وأخذه العناد إلى الطريق الخطأ، فالرجولة هي الإحساس بالمسئولية تجاه مَن نُسأل عنهم، والأبوة أن يرعى الرجل أسرته ويتقي الله فيهم، فلا يطعمهم من مال حرام، ولا يقسو ويهجر ويتهرب فيتركهم فريسة لضعاف النفوس في الحياة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

سيدة تلاحق جد أطفالها بدعوى نفقة أقارب وتتهمه بالتسبب فى خلافاتها مع زوجها

"والد زوجى ميسور الحال وبالرغم من ذلك يرفض مساعدة نجله، وعندما ذهبت لأحصل على مصروفات علاج زوجى منه بعد تدهور حالته الصحية رفض وانهال على بالضرب المبرح، فقمت بهجر زوجى 6 أشهر حتى أجبر والده على التكفل بنفقاته لكنه رفض وتركه بين الحياة والموت، فقمت بالرجوع لزوجى من أجل أولادي، ولاحقت والده بدعاوي لإلزامه بالنفقات" كلمات جاءت على لسان إحدى الزوجات بمحكمة الأسرة بالجيزة، أثناء ملاحقتها والد زوجها بدعوي نفقة أقارب.

وقدمت الزوجة والأم لثلاثة أطفال مستندات لإثبات يسار حالة والد زوجها المادية، واتهمته بالامتناع عن مساعدتهم، ورفضه بسداد مصروفات نجله العلاجية، وأرفقت دعواها بصور رسائل التهديدات التى أرسلها والد زوجها لها ليدفعها بالتنازل عن الدعاوي والبلاغات المحررة ضده.

وأشارت الزوجة فى دعواها: "والد زوجي دمر حياتنا بسبب بخله ورفضه مساعدة أولاد نجله، ليتفنن في إيذائي وملاحقتي بالسب والقذف، والتحايل بالغش والتدليس لإخفاء يسار حالته المادية، ورفضه منحي أي نفقات بحجة أنه متعسر رغم أن لديه ملايين الجنيهات بالبنوك".

وأكدت: "تدهورت حالة زوجي المادية، وقمت بإقامة ثلاث دعاوي ضد والده، لكنه للأسف رفض السداد بسبب مشاكل سابقة جمعتني به، وحرض أشقاء زوجي ضدنا، ومنعني من الدخول لمنزل العائلة، وطردني وزوجي وأولادي خارج منزل الزوجية، وبالرغم من أن الإساءة من جانبه، إلا أنه ادعي أنني تعديت عليه بالضرب، واستولى على كل شىء ورفض مساعدة نجله، ليتكفل شقيقي بالنفقات لعلاج زوجي طوال العام الحالي".

ومستحقو نفقة الأقارب وفقا لقانون الأحوال الشخصية بالمادة 3 من قانون 1 لسنة 2000، يشمل كلا من الأبوين وآبائهما وأمّهاتهما، كما يجب على الأولاد وأولادهم، وذلك بحيث يكون بالقدر الذى يكفى الحاجة الضرورية لمعيشة طالب النفقة.

ونفقة الأب والأم تستحق لمن اعسرا وزادت احتياجاتهما المعيشية الضرورية من دواء وغيرها، فى حين أن لهم أبناء موسرون فوجب على الأبناء الإنفاق عليهم وديا وإن لم يحدث يجوز أن يطالبوهم بدعوى نفقة أقارب .







مقالات مشابهة

  • ديدييه ديشامب يُبدي سعادته بالفوز الصعب على البرتغال
  • علامة التحقق الخضراء على واتساب تتحول قريبًا إلى اللون الأزرق.. كيف تفيد المستخدمين
  • مركز استشفائي في عكار يتعرّض للاعتداء... ونقابة المستشفيات تستنكر
  • فرنسا.. هدف بـ «نصف مليار يورو»!
  • حاضنة تبحث عن نفقة لأطفالها الأربعة بعد هجر زوجها لها فى أكتوبر
  • سيدة تلاحق جد أطفالها بدعوى نفقة أقارب وتتهمه بالتسبب فى خلافاتها مع زوجها
  • الرئيس التونسي الوحيد الذي لم يقدم التعازي للملك محمد السادس
  • «200 سؤال».. المراجعة النهائية في مادة الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة
  • أستاذ علم نفس تربوي: تطوير مسيرة التعليم مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع
  • كيت وينسلت تتسلم تكريمها في مهرجان ميونخ السينمائي