خرج الفريق أول عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة العامة بعد 130 يومًا من اندلاع الحرب وتمرد قوات الدعم السريع على الجيش السوداني، كان ظهور البرهان طول هذه المدة لا يتعدي التحرك بين جنوده في مقار قيادات الجيش، وهو لم يظهر طوال تلك الفترة سواء أربع مرات فقط وتعددت الروايات حول خروج البرهان كما حاول الانتهازيون تسلق العملية لجني ثمارها، وهم الذين أوقعوا السودان في كل هذه البرك من الدماء.
حاول البعض ترويج الرواية تصدرت صفحات التواصل الاجتماعي تقول إن البرهان خرج من مقر القيادة وفقًا لصفقة بين الجيش الدعم السريع وبحسب هذه الرواية فإن السعودية والإدارة الأمريكية قامتا بواسطة نجحت في عقد صفقة بين الجيش والتمرد تسمح للبرهان بالخروج الآمن مقابل التوقيع على اتفاق سياسي في جدة مع قوات التمرد من ناحية وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مضافًا إليها أطرافًا أخرى واستندت تلك الرواية إلى ما ذكرته قوات الدعم السريع بأنها هي من سمحت البرهان بالخروج إضافة إلى ترحيب قيادات الحرية والتغيير وعلى رأسهم ياسر عرمان وأبا بكر فصيل بهذا الخروج ولكن ما يضعف هذه الرواية هو تغريدة السفير الأمريكي في الخرطوم جون جود فري الذي قال عقب ظهور البرهان في عطبرة أقصى شمال البلاد إنه لا توجد فرصة لقيادة الجيش وقيادة الدعم السريع للعودة للسلطة لأنهما فشلا في ذلك والحل إلا بتسليم البلاد لحكومة مدنية، فري يعلم ربما أن قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، حمدتي، قتل في الأيام الأولى للحرب وتحديدًا عندما اقتحم مكتب البرهان لتصفيته أو اعتقاله ونجح ساعتها في قتل 35 ضابطًا من حرسه الشخصي وما تناقلته الروايات ساعتها أن البرهان هو من قتل الرجل بسلاحه الشخصي مستخدمًا مهارة القنص التي يجيدها.
إذًا الإدارة الأمريكية وعلى سفيرها في الخرطوم لا ترحب بخروج البرهان ولا تريده أن يكون جزءًا من صفقة سياسية من حكم البلاد وهي بالضرورة لا تريد انتصار الجيش السوداني ولا تريد إنهاء التمرد وفقط تريد جلب أعوانها إلى مقاعد السلطة حتى لو أنتج ذلك حربًا أهلية تستمر عشرات السنين.
ولكن مصادر خاصة لـ"الأسبوع" ذكرت رواية أخرى لخروج البرهان تضمنت خططًا متعددة من بينها السماح بدخول عدد من سيارات الدعم السريع لمقر قيادة المدرعات وأثرها والسيطرة عليها وإعادة خروج البرهان من خلالها حتى يكون تحركه أمانًا في مناطق سيطرة قوات الدعم وهو ما يفسر الحشد الكبير الذي استجمعت فيه قوات الدعم كل سياراتها الأسبوع الماضي للهجوم على مقر وقيادة سلاح المدرعات الأكثر أهمية بين أسلحة الجيش السوداني.
ويلاحظ المراقبون أن الجيش حقق انتصارات متعددة ومتلاحقة عقب خروج البرهان وهو ما يشير إلى أن الحديث عن صفقة بين الجيش والدعم هو مجرد أمنية لقيادات الحرية والتغيير التي تنعق كالبوم حول أطلال وجثث السودانيين وتخطط لاختطاف السلطة بدعم أمريكي غربي وحماية قوات التمرد التي لا يريدون لها أن تنهزم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدعم السریع خروج البرهان قوات الدعم
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
قالت قوات الدعم السريع في السودان، إنها استعادت السيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية في شمال دارفور، اليوم الأحد، بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه السيطرة عليها.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي
وبحسب"روسيا اليوم"، أضافت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها "استعادت السيطرة على قاعدة الزُرُق التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية لها غرب السودان.
واتهمت قوات الدعم السريع "مقاتلي الجيش والقوات المتحالفة معه بارتكاب تطهير عرقي بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة".
وقد فنّد الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، أحمد حسين مصطفى، بيان قوات الدعم السريع بتحرير منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.
وقال حسين في تصريحات صحفية اليوم الأحد، إن "حديث مليشيا الدعم السريع عن استعادة منطقة الزرق غير صحيح، وقواتنا ما زالت موجودة بالمنطقة".
وأضاف: "بقايا المليشيا هربت من الزُرُق جنوبا باتجاه كُتم وكبكابية".
وتابع: "نتوقع هجوما من مليشيا الدعم السريع في أي وقت بعد ترتيب صفوفها، ونحن جاهزون لها تماما".
وكان الجيش السوداني قد أعلن أمس السبت، السيطرة على قاعدة الزُرُق الاستراتيجية بشمالي دارفور بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وقال في بيان له إنه "تمكن بمساعدة الفصائل المتحالفة معه من السيطرة على القاعدة العسكرية، بعد معارك استمرت عدة ساعات"، مشيرا إلى أنهم "كبدوا من قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري".
وتقع قاعدة الزُرق العسكرية في منطقة صحراوية، على الحدود المشتركة ما بين السودان وتشاد وليبيا، وتم تأسيسها عام 2017، وتعتبر من أهم القواعد العسكرية لقوات الدعم السريع، حيث تستقبل الإمدادات العسكرية واللوجستية القادمة من دولتي تشاد وليبيا.
وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.