وقفتنا هذا الأسبوع هى معبرة عن حالنا جميعًا، وأقصد هنا الطبقة البسيطة والفقيرة والمتوسطة، فنحن المواطنين المصريين أصبحنا عطشى للغاية، عطشى لتعليم مجانى متميز، مثل التعليم الذى تعلمناه زمان حيث كان الأستاذ فى المدارس نمبر وان حقيقيًا، ولا يترك طالبًا أو تلميذًا فى الفصل إلا إذا كان فاهمًا، ومستوعبًا لدرس الحصة، وإذا تبين له أن هناك طالبًا أو طالبة ليس أو ليست منصهرًا مع باقى تلاميذ الفصل، يبحث عن السبب هل هو تقصير منه؟ أم من الطالب؟ ولذلك كان المدرس منهم رحمة الله عليهم جميعًا يعيد، ويزيد فى الشرح حتى ينفى عن نفسه تهمة التقصير، بعد ذلك يرسل فى طلب ولى أمر الطالب الذى لا يتفاعل مع بقية طلبة الفصل، ليشرح، ويبين لولى الأمر سبب تراجع مستوى الطالب، ويحث ولى الأمر على الاهتمام والتعاون معه ومع المدرسة للارتفاع بمستوى الطالب، ولذلك نادرًا ما كنا نرى تلميذًا يأخذ دروسًا خصوصيةً، وكان الطالب منا يسعى، ويتعب ويبذل من الجهد الجهيد، حتى لا يتعرض لموقف محرج أمام زملائه، وأمام أبويه، وكانت مصروفات المدارس تقريبًا لا تتعدى الـ٧٥ قرشًا، بالمدارس الحكومية والمدارس الخاصة كانت قليلة للغاية تتعد على أصابع اليد الواحدة، وكنا نسميها مدارس لم ينجح أحد، وكانت عارًا على الطلبة، وأيضًا كان عارًا أن تسمع عن طالب يأخذ درسًا خصوصيًا، وكان لا يلجأ لها أولياء الأمور إلا للضرورة فى السنوات الفاصلة ألا وهى الابتدائية (سادسة ابتدائي)، والإعدادية (ثالثة إعدادى) والثانوية العامة، حيث كانت طول عمرها بعبع الطلبة وأولياء الأمور، ولكن زمان كانت بعبعًا للطالب فقط لأنه لا يريد الرسوب أو إعادة السنة لتحسين المجموع فقط، ولكن كانت المناهج متميزة وقابلة للفهم بمعرفة الطالب العادى، وكان كل هم الطالب ان يحصل على مجموع يدخله كلية نظرية كانت أم عملية، أو كليات الشرطة والكليات العسكرية، وأتذكر كان الإقبال شديدًا جدًّا على كلية الشرطة، وكانت الدفعة بها الكثير من الحاصلين على درجات فوق الـ٩٠%، ومش شرط يطلعوا من العشرة أو الخمسين الأوائل فى سنوات الكلية المختلفة، حيث كان يبرز مواهب تحب دراسة القانون والمواد العسكرية والعملية بشكل يعتبر موهبة بالفعل، وكان القبول بالكلية عن جدارة بالفعل، ولا بد أن يكون الطالب من عائلات محترمة رقم واحد، ولا تجد فاسدًا إلا اللى يجور عليه الزمن ويقع فى براثن موبقات الحياة ما أجمل أيام زمان، هذا حال التعليم.
أما بالنسبة للصحة فقد كان غالبية، أو معظم الناس جميع الفئات، تتعالج بالمستشفيات الحكومية لارتفاع مستوى العلاج، ومستوى الأطباء والتمريض، يعنى أتذكر أننى وأنا صغير كنت أتعالج بمستشفى أبو الريش للأطفال، وكان والداي الأحباب يقيمان تحليلاً كاملاً كل فترة لى ولأشقائى، وهذا كان حال أغلب المصريين فى ذلك الوقت، حيث كانت ثقافة عند المصريين، وكانت عمليات إزالة اللوز واللحمية وكأنها إزالة دمل، أو خراج بل كانت أسهل، وكانت الولادات كلها طبيعية، ولم نعرف القيصرية هذه إلا فى العصر الحديث بل كانت الولادات أغلبها على يد الداية، التى كانت معلوماتها فى طب النساء والولادة لا تقل عن خريجى كليات الطب، وكانت المرتبات أقل من الحالى بعشرات المرات، ولكنها كان بها بركة، يعنى إيجار شقة فى الزمالك أو جاردن سيتى أو المعادى القديمة سرايات قد لا يزيد عن عشرة جنيهات، وكان الزواج يسيرًا، الشقة إيجار قديم، ومتوفر فى أى مكان، والمهر والذهب مبلوع وبأسعار فى المتناول، وأيضًا الأثاث والأسر كانت أغلبها أسرًا محافظة، وسمعة البنت والولد تتعرف من أول الشارع، وغالبًا سمعة طيبة، كان من السهل على أي ضابط مباحث يتحرى عن الطالب المتقدم لكلية عسكرية بكل سهولة، لأن الناس كلها تعرف بعضها ليس فى العمارة السكنية فقط بل بالشارع السكنى أيضًا، عالمنا يتقدم كلما عدنا إلى الخلف مش عارف ليه، الله يرحم زمان وأيام وزمان وناس زمان والأقارب الأحباب بتوع زمان.. إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ندعو الله أن نكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حیث کان
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: لوائح الجامعات المصرية تتوافق مع المعايير الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الإطار المرجعي للوائح الدراسة بمرحلة البكالوريوس والليسانس يسهم في بلورة متطلبات التخرج التي يجب أن يحصل عليها الطالب، والتي تسهم في بناء الشخصية الثقافية لشباب الخريجين، وتنمية مهاراتهم الشخصية، وزيادة الإدراك العام بقضايا المجتمع، مع التركيز على الهوية والارتباط بالوطن.
وأوضح الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن الإطار المرجعي والاسترشادي للتعليم العالي يهدف إلى اتباع نهج تعليمي متمركز حول الطالب، يقوم على بناء المعرفة من خلال تفاعل الطلاب الإيجابي في التجارب التعليمية "كمشاركين فعّالين"، وهو ما يضمن ديناميكية العملية التعليمية واستمرار تطورها، تعزيزًا لقيمة "التعلم مدى الحياة".
وتضمنت محددات الإطار المرجعي للتعليم العالي، التي أعدها المجلس الأعلى للجامعات، والخاصة بلوائح الدراسة بمرحلة البكالوريوس والليسانس، نظام تكويد للمقررات، بحيث يكون الجزء الأول من كود المقرر هو القسم العلمي، والجزء الثاني هو الفرقة الدراسية أو المستوى، ويمكن تصميم اللائحة الدراسية وفق أحد ثلاثة أنظمة، وهي: نظام الساعات المعتمدة الأمريكي، نظام الساعات المعتمدة الأوروبي، أو نظام الدراسة المتعاقب (الفصول الدراسية المعدلة)، مع مراعاة ألا يزيد إجمالي ساعات الاتصال للطالب في الفصل الدراسي على الحدود التي يقرها المجال العلمي، لضمان توافق لوائح الدراسة بالجامعات المصرية مع نظيراتها في الجامعات العالمية.
وتُحسب تقديرات المقررات الدراسية التي يحصل عليها الطالب على أساس الدرجات التي يحصل عليها، متضمنة (الأنشطة، تقييم منتصف الفصل الدراسي، التقييم المستمر، التقييم النهائي)، ويجوز لمجلس الكلية المختص تعديل توزيع الدرجات وفقًا لطبيعة كل برنامج دراسي، بناءً على طلب مجلس القسم المختص، على أن يتم إعلان الطلاب بها قبل بداية الفصل الدراسي.
وفيما يتعلق بمتطلبات الحصول على الدرجة (ليسانس، بكالوريوس)، تتولى كل لجنة من لجان قطاعات التعليم العالي تحديد الحد الأدنى المطلوب الحصول عليه من الدرجات أو النقاط أو المعدل التراكمي لكل مقررات البرنامج الدراسي، كما يتم تحديد المقررات التي يجب على الطالب اجتيازها، والتي يكون التقييم فيها (ناجحًا أو راسبًا) دون احتسابها ضمن المعدل التراكمي، مثل: مقررات التدريب الصيفي، وحضور الندوات والأنشطة وغيرها.
ومن الجدير بالذكر، أن الإطار المرجعي يضع سجلًا أكاديميًا لكل طالب، يكون بمثابة وثيقة أكاديمية حيوية تقوم بدور مهم في رصد وتقييم أداء الطالب وتقدمه الأكاديمي، ويتضمن تفاصيل درجاته في مجموعة من المقررات والمواد الدراسية، مما يعكس مستوى فهمه للمحتوى، ومدى تحقيق الأهداف التعليمية. كما يوفر السجل الأكاديمي نافذة لتتبُّع مسار الطالب أكاديميًا، ويمكن استخدامه كأداة لتقييم القدرات الشخصية والمهارات العامة. وبذلك، يتيح هذا السجل لأصحاب الأعمال، وذوي القرار، أو لجان القبول في الدراسات العليا، فحص تفاصيل تقدم الطالب الأكاديمي ومدى جاهزيته لقطاع الأعمال. كما يتيح استخراج الإفادات المطلوبة من الطلاب عند التخرج لتقديمها لجهة عمل أو جامعة خارجية، متضمنة معلومات غير موجودة في الشهادة، مثل إفادة دراسة اللغة الإنجليزية، وترتيب الطالب على الدفعة، وساعات الاتصال، والرقم القومي، وغيرها من البيانات التي يحتاجها الخريج.