الأسبوع:
2025-01-31@02:04:04 GMT

(عطشان يا صبايا)

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

(عطشان يا صبايا)

وقفتنا هذا الأسبوع هى معبرة عن حالنا جميعًا، وأقصد هنا الطبقة البسيطة والفقيرة والمتوسطة، فنحن المواطنين المصريين أصبحنا عطشى للغاية، عطشى لتعليم مجانى متميز، مثل التعليم الذى تعلمناه زمان حيث كان الأستاذ فى المدارس نمبر وان حقيقيًا، ولا يترك طالبًا أو تلميذًا فى الفصل إلا إذا كان فاهمًا، ومستوعبًا لدرس الحصة، وإذا تبين له أن هناك طالبًا أو طالبة ليس أو ليست منصهرًا مع باقى تلاميذ الفصل، يبحث عن السبب هل هو تقصير منه؟ أم من الطالب؟ ولذلك كان المدرس منهم رحمة الله عليهم جميعًا يعيد، ويزيد فى الشرح حتى ينفى عن نفسه تهمة التقصير، بعد ذلك يرسل فى طلب ولى أمر الطالب الذى لا يتفاعل مع بقية طلبة الفصل، ليشرح، ويبين لولى الأمر سبب تراجع مستوى الطالب، ويحث ولى الأمر على الاهتمام والتعاون معه ومع المدرسة للارتفاع بمستوى الطالب، ولذلك نادرًا ما كنا نرى تلميذًا يأخذ دروسًا خصوصيةً، وكان الطالب منا يسعى، ويتعب ويبذل من الجهد الجهيد، حتى لا يتعرض لموقف محرج أمام زملائه، وأمام أبويه، وكانت مصروفات المدارس تقريبًا لا تتعدى الـ٧٥ قرشًا، بالمدارس الحكومية والمدارس الخاصة كانت قليلة للغاية تتعد على أصابع اليد الواحدة، وكنا نسميها مدارس لم ينجح أحد، وكانت عارًا على الطلبة، وأيضًا كان عارًا أن تسمع عن طالب يأخذ درسًا خصوصيًا، وكان لا يلجأ لها أولياء الأمور إلا للضرورة فى السنوات الفاصلة ألا وهى الابتدائية (سادسة ابتدائي)، والإعدادية (ثالثة إعدادى) والثانوية العامة، حيث كانت طول عمرها بعبع الطلبة وأولياء الأمور، ولكن زمان كانت بعبعًا للطالب فقط لأنه لا يريد الرسوب أو إعادة السنة لتحسين المجموع فقط، ولكن كانت المناهج متميزة وقابلة للفهم بمعرفة الطالب العادى، وكان كل هم الطالب ان يحصل على مجموع يدخله كلية نظرية كانت أم عملية، أو كليات الشرطة والكليات العسكرية، وأتذكر كان الإقبال شديدًا جدًّا على كلية الشرطة، وكانت الدفعة بها الكثير من الحاصلين على درجات فوق الـ٩٠%، ومش شرط يطلعوا من العشرة أو الخمسين الأوائل فى سنوات الكلية المختلفة، حيث كان يبرز مواهب تحب دراسة القانون والمواد العسكرية والعملية بشكل يعتبر موهبة بالفعل، وكان القبول بالكلية عن جدارة بالفعل، ولا بد أن يكون الطالب من عائلات محترمة رقم واحد، ولا تجد فاسدًا إلا اللى يجور عليه الزمن ويقع فى براثن موبقات الحياة ما أجمل أيام زمان، هذا حال التعليم.

أما بالنسبة للصحة فقد كان غالبية، أو معظم الناس جميع الفئات، تتعالج بالمستشفيات الحكومية لارتفاع مستوى العلاج، ومستوى الأطباء والتمريض، يعنى أتذكر أننى وأنا صغير كنت أتعالج بمستشفى أبو الريش للأطفال، وكان والداي الأحباب يقيمان تحليلاً كاملاً كل فترة لى ولأشقائى، وهذا كان حال أغلب المصريين فى ذلك الوقت، حيث كانت ثقافة عند المصريين، وكانت عمليات إزالة اللوز واللحمية وكأنها إزالة دمل، أو خراج بل كانت أسهل، وكانت الولادات كلها طبيعية، ولم نعرف القيصرية هذه إلا فى العصر الحديث بل كانت الولادات أغلبها على يد الداية، التى كانت معلوماتها فى طب النساء والولادة لا تقل عن خريجى كليات الطب، وكانت المرتبات أقل من الحالى بعشرات المرات، ولكنها كان بها بركة، يعنى إيجار شقة فى الزمالك أو جاردن سيتى أو المعادى القديمة سرايات قد لا يزيد عن عشرة جنيهات، وكان الزواج يسيرًا، الشقة إيجار قديم، ومتوفر فى أى مكان، والمهر والذهب مبلوع وبأسعار فى المتناول، وأيضًا الأثاث والأسر كانت أغلبها أسرًا محافظة، وسمعة البنت والولد تتعرف من أول الشارع، وغالبًا سمعة طيبة، كان من السهل على أي ضابط مباحث يتحرى عن الطالب المتقدم لكلية عسكرية بكل سهولة، لأن الناس كلها تعرف بعضها ليس فى العمارة السكنية فقط بل بالشارع السكنى أيضًا، عالمنا يتقدم كلما عدنا إلى الخلف مش عارف ليه، الله يرحم زمان وأيام وزمان وناس زمان والأقارب الأحباب بتوع زمان.. إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ندعو الله أن نكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حیث کان

إقرأ أيضاً:

خلال ندوة بالمعرض.. كيف كانت الحياة اليومية في عصر الرعامسة؟

استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وتحت محور "مصريات"، ندوة لمناقشة كتاب "الحياة اليومية في مصر في عصر الرعامسة" لعالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه.

وتولي إدارة النقاش الباحث محمود أنور، بينما قدم التحليل العلمي للكتاب الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بجامعة القاهرة.

واستهل محمود أنور الندوة بالإشارة إلى عظمة الحضارة المصرية القديمة وما قدمته للبشرية من إنجازات لا تزال ماثلة حتى اليوم.

وأوضح أن كتاب "الحياة اليومية في مصر في عصر الرعامسة" يعد دراسة رائدة تبتعد عن السرد التاريخي التقليدي، وتقترب من تفاصيل الحياة اليومية للمصريين القدماء، متناولًا المساكن، الحرف، الفنون، النشاط الزراعي، الأسرة، والمعابد، ليقدم صورة أكثر حيوية وإنسانية عن المجتمع المصري القديم.

وأضاف أن مونتيه استند إلى مصادر أصلية غنية، وهو ما دفعه لاختيار عصر الرعامسة تحديدًا، إذ يتميز بوفرة الوثائق والنقوش التي تسجل ملامح الحياة خلال تلك الحقبة التي شهدت ازدهارًا حضاريًا واسع النطاق.


من جانبه، أكد الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أن الكتاب يشكل علامة فارقة في دراسات التاريخ المصري، حيث يتناول عصر الرعامسة، وهو العصر الذي شهد استعادة أمجاد الإمبراطورية المصرية بعد تأسيسها في الأسرة الثامنة عشرة.

عمق الدراسات الأثرية 

وأوضح أن بيير مونتيه ينتمي إلى المدرسة الفرنسية في علم المصريات، وهي إحدى أهم المدارس الأثرية التي أسهمت بعمق في دراسة الآثار المصرية، حيث كان على رأسها جان فرانسوا شامبليون، مكتشف رموز حجر رشيد. كما أشار إلى أن علم الآثار المصرية كان يُصنّف في الماضي ضمن الآثار الشرقية، إلا أن جهود علماء مثل مونتيه جعلته مجالًا مستقلاً بذاته.

وسلط الدكتور ميسرة عبد الله حسين الضوء على الرحلة البحثية لـبيير مونتيه، حيث بدأ اهتمامه بالآثار الشرقية، ثم انتقل إلى مصر عام 1932، وتوجه إلى منطقة تانيس حيث أجرى أهم اكتشافاته. وكان من أبرز إنجازاته العثور على المقابر الملكية للأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، حيث اكتشف خمس مقابر ملكية بحالة جيدة الحفظ عام 1939. وعلى الرغم من أهمية هذه الاكتشافات، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، مقارنة بمقبرة توت عنخ آمون التي اكتُشفت في ظروف أكثر استقرارا.

وأوضح الدكتور ميسرة عبد الله، أن مونتيه اتبع منهجية دقيقة في دراسة الحياة اليومية، حيث اختار فترة تاريخية محددة بدلًا من التعميم الذي لجأ إليه بعض الباحثين. فبدلًا من تقديم صورة شاملة عن مصر القديمة بكل عصورها، ركّز على عصر الرعامسة، مستعرضًا تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على تفاصيل الحياة اليومية.

وأشار إلى أن الكتاب يختلف عن الدراسات التقليدية من حيث التعمق في تفاصيل معيشة المصريين القدماء، إذ يناقش جوانب مثل أنماط السكن، أساليب الزراعة، النشاط الحرفي، وشكل الحياة الأسرية، مقدمًا بذلك صورة نابضة بالحياة عن المجتمع المصري في تلك الفترة.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج «فيديو»
  •  الداعية خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج «فيديو»
  • الشيخ خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج
  • خلال ندوة بالمعرض.. كيف كانت الحياة اليومية في عصر الرعامسة؟
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • ترامب يعلق على حادث تحطم طائرة الركاب في واشنطن: "وضع سيء وكان يمكن منعه"
  • جدة زمان: رحلة بصرية إلى قلب الحجاز قبل 95 عامًا .. فيديو
  • المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • فيديو.. معركة بين مسيرة وكلب آلي تكشف حروب المستقبل