انقسام إيراني حول عضوية بريكس.. فوائد تاريخية أم مكاسب محدودة؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
بينا أشاد مسؤولون إيرانيون بدعوة مجموعة "بريكس" بلدهم للانضمام إلى التكتل، شكك مصدر إيراني رفيع المستوى في جدوى هذه الخطوة التي تتماشى مع توجه طهران شرقا، بحسب تحليل لموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media) ترجمه "الخليج الجديد".
واختتمت قمة "بريكس" أعمالها في جوهانسبرج، يوم 24 أغسطس/ آب الجاري، بدعوة ست دول هي إيران والسعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا والأرجنتين إلى الانضمام للمجموعة الهادفة إلى تأسيس نظام اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب، بدلا من الهيمنة الاقتصادية الغربية ممثلة في مجموعة الدول السبع الكبرى، التي تقودها الولايات المتحدة وتضم كندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وفي كلمة أمام قمة "بريكس"، التي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن فوائد انضمام بلاده إلى المجموعة ستكون "تاريخية".
وأضاف أن "هذه العضوية ستشكل فصلا جديدا وخطوة جديدة نحو توسيع نطاق العدالة والإنصاف والأخلاق والسلام الدائم على الساحة الدولية".
وشدد على أن طهران ستدعم مساعي "بريكس" لإلغاء التجارة بالدولار الأمريكي واستخدام العملات الوطنية.
وقبل خطابه، التقى رئيسي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وقال إن قبول طلب إيران سيساهم في "تعزيز" هدف المجموعة في مواجهة "الأحادية الأمريكية".
كما اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن عضوية "بريكس" من شأنها "تعزز التعددية" ومساعدة إدارة رئيسي على تحقيق أهداف سياستها الخارجية.
وروجت وسائل الإعلام الإيرانية لفكرة أن الانضمام إلى "بريكس" سيساعد في تعزيز الضغط لإلغاء الدولار في التجارة الدولية، وتحدي سلطة الغرب في الشؤون العالمية، وتحييد الجهود الأمريكية لعزل إيران من خلال العقوبات.
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي، إذ تتهمها بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
اقرأ أيضاً
مستثمرون ومحللون: ظهور مزايا توسع بريكس ليست في حكم المؤكد
مكاسب محدودة
في المقابل، "يشكك المؤيدين للإصلاح داخل إيران في المكاسب" المحتملة من انضمامها إلى "بريكس"، التي أُسست في 2006.
وخفض مصدر إيراني رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، من التوقعات بشأن النتائج العملية للعضوية، إذ وصف في حديث مع الموقع الانضمام إلى المجموعة بأنه "إنجاز مهم من حيث المكانة"، لكنه لا يعود سوى "بمكاسب مالية" محدودة.
الموقع لفت إلى أن "الكثير من أعضاء بريكس لا يتعاملون مع البنوك الإيرانية؛ خوفا من العقوبات الأمريكية".
ونفى المصدر احتمال حدوث رد فعل سياسي عنيف ضد رئيسي بسبب الغياب المحتمل لمكاسب اقتصادية كبيرة من الانضمام إلى "بريكس".
اقرأ أيضاً
بريكس أصبحت بحجم فريق كرة قدم.. 8 خبراء بالمجلس الأطلسي يحللون المشهد
مشاكل البنك
ودول "بريكس" تضم نحو 40% من سكان العالم وتشكل اقتصاداتها نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقا للموقع.
وأردف أن "انضمام إيران والسعودية والإمارات يعني أن ستة من أكبر تسعة منتجين للنفط في العالم يمكن أن يصبحوا أعضاء في بريكس اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2024، ونظريا، قد يمنح هذا الكتلة بعض التأثير على إنتاج وأسعار الطاقة العالمية".
ولفت إلى أن إيران ومصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران ضمن أسوأ 20 دولة في العالم من حيث مستوى التضخم السنوي، وفقا لصندوق النقد الدولي.
ويعد الانضمام إلى "بريكس" ومن قبله منظمة شنغهاي للتعاون "إنجازا سياسيا مهما لإيران يتماشى مع توجهها شرقا، إلا أن المكاسب الاقتصادية العملية من المرجح أن تكون محدودة، حتى مع تركيز المراقبين الإيرانيين اهتمامهم على بنك التنمية الجديد، التابع لـ"بريكس"، كما أضاف الموقع.
وأفاد بأن "العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تسببت في مشاكل كبيرة للبنك، بالنظر إلى أن معظم اقتراضه مقوم بالدولار".
وأوضح أن الملكية الروسية شكلت نحو خمس رأسمال البنك في نهاية 2022، مما أثار مخاوف بين المستثمرين الغربيين، ولم يعد البنك إلى أسواق السندات الدولية إلا في أبريل/نيسان الماضي بعد توقف 16 شهرا بسبب الآثار العقوبات على روسيا.
كما واجه البنك صعوبات مع الارتفاع الكبير في نفقات خدمة الديون، إذ أصبح المستثمرون الغربيون أكثر ترددا في تزويده بالدولار، كما خفضت وكالة "فيتش" تصنيفه الائتماني العام الماضي، بحسب الموقع.
اقرأ أيضاً
انتقاد لاختيار إيران وعدم تمثيل الجزائر.. احتفاء بانضمام 3 دول عربية إلى بريكس
المصدر | "أمواج. ميديا"- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران بريكس عضوية عقوبات الولايات المتحدة الانضمام إلى
إقرأ أيضاً:
احتجاج إيراني رسمي نادر لدى حليفتها موسكو
احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف "عنيفة" لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية، وفق ما أفادت وكالة إرنا الرسمية للأنباء السبت.
ونقلت الوكالة عن القنصلية الإيرانية في المدينة "قام صباح الجمعة عدد من الطلاب في جامعة قازان الفدرالية من دول مختلفة منها أوزبكستان والصين وإيران وتركمانستان وغيرها، بزيارة مركز تجديد التأشيرات التابع للجامعة المذكورة لتجديد طلباتهم".
وأضافت "بعد مشادة بين الطلاب وتفعيل جهاز الإنذار من قبل أمن المركز المذكور، تم إرسال الشرطة إلى المكان، وبعد استمرار المشادة والضرب اللاإنساني وغير المهني للطلاب من قبل الشرطة، تم اعتقال طالبين إيرانيين".
وردا على ذلك، قدمت إيران "مذكرة احتجاج" إلى وزارة الخارجية الروسية نددت فيها بـ"المعاملة العنيفة التي تعرض لها الطلاب الإيرانيون من قبل الشرطة وطلبت توضيحات بشأن سبب الحادث والتورط غير المهني للشرطة المحلية في الأمر"، وفق ما أضافت وكالة الأنباء.
وأشارت إلى أن القنصلية الإيرانية العامة أكدت أنه "نتيجة للإجراءات المتخذة، تقرر إطلاق سراح الطالبين الإيرانيين وإعادتهما إلى سكنهما".
من جهته، قال المكتب الإعلامي لشرطة قازان عبر تلغرام الجمعة، إن مشاجرة كلامية بين طلاب تحولت إلى جسدية، مضيفا أن شرطيين "أوقفوا المحرضين" من دون ذكر جنسياتهم.
وذكرت لجنة التحقيق في قازان أنه تم توقيف مواطنَين أجنبيَين بتهمة "العنف ضد ممثل للسلطات".
ودان السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي الجمعة على منصة إكس "كل أشكال التصرف السيّئ بحق الطلاب الإيرانيين"، مطالبا بمحاسبة "السلطات الروسية المسؤولة".