YNP / إبراهيم القانص - 

تظل الحسرة تتآكل قلوب اليمنيين وهم يشاهدون جزءاً مهماً من أرضهم نهباً لقوى إقليمية وعالمية، تبسط نفوذها عليه وتتحكم في كل شئونه، وتغيّر هويته وثقافته وانتماءه،

وبما أن غالبية اليمنيين لم يتمكنوا يوماً من زيارة ذلك المكان الذي يحظى بخصوصية كونه من أجمل بقاع الأرض وأثراها تنوعاً بيئياً طبيعياً، تشتد حسراتهم وهم يتعرفون إلى المكان فقط من خلال صور ينشرها ضابط إماراتي بحكم أن بلاده أحكمت سيطرتها على ذلك المكان وانتهكت سيادة اليمنيين عليه، أو من خلال صور ينشرها ضابط في جهاز الموساد الإسرائيلي وصل إليه بتأشيرة سياحية منحتها له حكومة أبوظبي عبر مكتب خصصته لاختزال ومصادرة سيادة شعب على أرضه.

 

أرخبيل سقطرى اليمني، ينسلُّ من بين أصابع اليمنيين، لكنه يكبر ويكبر في وجداناتهم ومشاعرهم كجزء من أرواحهم، اصطدموا بخيبة أمل كبيرة حين فرطت حكومة الشرعية في الأرخبيل الأسطوري من حيث فرادته والاستراتيجي من حيث موقعه، وتركته نهباً للسلطات الإماراتية التي تجلب إليه من هَبَّ ودَبَّ بتأشيرات سياحية كما لو أنه إمارة ملحقة بتلك الدولة الخليجية، وتتكشف الحقائق تباعاً عن مخطط يصادر سقطرى ويغير هويتها وانتماءها اليمني، فهناك قواعد عسكرية مشتركة بين الإمارات والكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في جزر الأرخبيل، وهناك فعاليات ثقافية ترتفع فيها أعلام الإمارات ويقدم فلكلورها الشعبي، ليُقصى بذلك كل ما هو يمني.

 

ووصل التبجح الإماراتي في سقطرى اليمنية حد ممارسة سلوكيات وصفها ناشطون ومتابعون من كل فئات المجتمع اليمني بـ"الشاذة" والمنحرفة عن القيم والأخلاقيات والأعراف اليمنية، فقد استغل الحاكم الإماراتي لسقطرى، خلفان المزروعي، فتيات قاصرات في إحدى حفلات المُدَّجِّنة ليرقصن أمامه بأزياء إماراتية، وهو ما ظهر في تسجيل مرئي تداولته مواقع التواصل، في بداية شهر أغسطس الجاري، وأدانه اليمنيون بالإجماع.

 

أما الإسرائيليون، فقد أصبح دخولهم وخروجهم إلى سقطرى اليمنية متاحاً متى ما أرادوا، حيث تفوجهم أبوظبي بهيئة سياح يحصلون على تأشيرة منها، إلى درجة تبجحهم بالتقاط صور فاضحة، في أرجاء الأرخبيل التي تُعدّ من أجمل المناظر الطبيعية على مستوى العالم، كان آخرها صور لضابط في الموساد الإسرائيلي يتجول في الجزيرة حاملاً سلحه ومحاطاً بحراسة أمنية مشددة، وبالتأشيرة السياحية نفسها التي تمنحها أبوظبي، إلا أن زيارة هذا الضابط دوناً عن غيرها جاءت بالتزامن مع عقد لقاءات سرية بين قيادات في الانتقالي ودبلوماسيين وعسكريين إسرائيليين في أبوظبي، ومن أبرز تلك القيادات محافظ سقطرى، رأفت الثقلي، الموالي للإمارات، ومن جانب الصهاينة السفير الإسرائيلي في الإمارات، فيما تنشغل حكومة الشرعية في نزاعات أطرافها وسعي كل طرف لتثبيت منتسبيه وحصد المكاسب المادية وتسابقهم لإرضاء التحالف، تاركين البلاد لقوى الخارج تعبث بها كيف تشاء وبحسب ما توجهها بوصلات مصالحها وأطماعها.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس

إقرأ أيضاً:

عم عيدروس

د٠أحمد الرميلي

أريد أن أقول لك أن ثقافتنا في سقطرى تتوجب علينا إكرام الضيف والمبالغة في ذلك، وأنا متأكد أن الجماعة سيقومون بالواجب فقد فهموا ثقافتنا جيدا، وقد ظهرت بوادر ذلك بالسكن الذي اختاروه لك للإقامة فيه، فلا قلق من هذا الجانب.

ومن إكرام الضيف الحديث معه بكثرة ومسامرته وإعطاؤه الكثير من القصص السقطرية القديمة.

أتمنا أن تتاح لي الفرصة للسمر معك حتى أحكي لك قصتين من قصص الماضي السقطري ، لأني أعرف أن من يسمرون معك هذه الأيام لا يجيدون هذا النوع من القصص.

والقصتان هما:

القصة الأولى:

في عام 1835م كلفت الحكومة البريطانية القبطان هينس لتوقيع اتفاقية شراء سقطرى من السلطان عامر بن طوعري سلطان المهرة وسقطرى حينها ، وكان السلطان حينها طاعنا في السن وكفيف البصر حتى أنه دخل على هينس وقد قاده غلام صغير ، كما أنه فقير جدا وشعبه أفقر منه.

عرض هينس على السلطان شراء سقطرى بمبلغ كبير مع امتيازات أخرى ، فما كان من السلطان إلا أن هب واقفاً كالملسوع ثم قال:

سقطرى هي هبة الله للآباء والأجداد، ولن أفرط فيها أبدا ، والله لو ملأت هذه الغرفة ذهبا لما أعطيتك ما يوازي مساحتها … وداعاً يا قبطان هينس.

ففشلت الصفحة يا عم عيدروس.

القصة الثانية: حصلت في عهد السلطان حمد بن عبدالله بن عفرار.

حصل أن صرف أرضا لقبيلة من قبائل سقطرى وأعطاهم وثيقة في ذلك، فحصل أن سعى البريطانيون للتواصل مع تلك القبيلة وأغروهم بالمال حتى باعوا جزءا قليلا جدا من تلك الأرض، فعلم السلطان بالأمر فاستدعى القبيلة والغاء الوثيقة والبيع وعاقبهم معاقبة شديدة ، واستدعى البريطانيين وعنفهم تعنيفا شديداً على ما فعلوه وهدد بترحيلهم في حال تكرر منهم ذلك ، ولم يتكرر يا عم عيدروس.

أنا متأكد أنك لن تحصل على هذه القصص حتى من أحفاد السلاطين

فهل لي بالسمر معك؟

فلدي المزيد.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • عم عيدروس
  • حكومة أبوظبي تُسرع استراتيجيتها الرقمية بشراكة رئيسية بين «مايكروسوفت» و«جي 42»
  • حكومة أبوظبي تُسرع استراتيجيتها الرقمية بشراكة رئيسية بين “مايكروسوفت” و “جي 42”
  • جرائم الاحتلال في جنين.. تهجير جماعي وحرق للمنازل وتجريف للشوارع
  • النيران قتلته وأحرقت المكان.. كواليس مصرع عامل في حريق شقة بحدائق أكتوبر
  • عاجل : الكشف عن الموقع الذي استهدفته الغارات في العاصمة صنعاء وسماع سيارات الإسعاف تهرع نحو المكان 
  • وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: يجب تغيير حكومة نتنياهو بأسرع وقت
  • خامنئي: أمريكا مربكة أمام صمود اليمنيين
  • شاهيناز تحسم الجدل: أجريت عملية تجميل في هذا المكان
  • ارض مدينة ألعاب الناصرية.. مخطط استحواذ بوثائق مزورة