نيودلهي (الاتحاد)

جددت دولة الإمارات دعوتها إلى حشد الجهود الدولية لضمان التدفق الحر للسلع والخدمات ورؤوس الأموال باعتباره المحرك الرئيسي لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة حول العالم.  

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية ، أمام الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين المشاركين في قمة مجموعة الأعمال لدول العشرين (B20) في العاصمة الهندية نيودلهي.

وأكد معاليه الحاجة إلى العمل الدولي الجماعي لدعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز سلاسل التوريد العالمية، وتحسين كفاءتها ومرونتها وشمولها عبر تسريع استخدام أحدث تطبيقات التكنولوجيا. 

وأشار إلى المسار الصاعد الذي تسجله التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات منذ عدة سنوات، بفضل اعتمادها سياسات تجارية منفتحة على العالم بعيداً عن الحمائية والانعزالية، واستراتيجية الدولة لتوسيع شبكة شركائها التجاريين عبر إبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع نخبة من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية إقليمياً وعالمياً على خريطة التجارة الدولية، وهو ما دفع التجارة الخارجية غير النفطية إلى تسجيل معدلات نمو متتالية على أساس ربع سنوي ونصف سنوي منذ عام 2020، محققةً أرقاماً قياسية بعدما تخطت لأول مرة في تاريخها حاجز تريليوني درهم مسجلةً 2 تريليون و 233 مليار درهم بنهاية عام 2022 بنمو نسبته 17 في المائة مقارنةً مع 2021. 

ومع اقتراب استضافة دولة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة أبوظبي فبراير المقبل، دعا معالي ثاني الزيودي المجتمع الدولي إلى العمل معا لتنشيط التجارة العالمية من خلال تعزيز آليات تسوية المنازعات، وتطبيق القواعد المتعلقة بالإعانات المشوهة للسوق، وضمان الوصول العادل إلى النظام التجاري العالمي، بالإضافة إلى تبني تقنيات جديدة لتحسين كفاءة سلاسل التوريد واستدامتها.

وعلى هامش قمة مجموعة الأعمال لدول العشرين، شارك معالي ثاني الزيودي ووفد الدولة في منتدى الأعمال الإماراتي الهندي والذي تم تنظيمه بشكل مشترك بين وزارة الاقتصاد واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية.

بحث الجانبان خلال المنتدى الفرص التجارية والاستثمارية وآفاق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تجمع الدولتين الصديقتين. 

 كما شارك معاليه والوفد الإماراتي في اجتماع طاولة مستديرة نظمته اتحاد الصناعة الهندي وناقش خلاله ممثلو القطاعين الحكومي والخاص بحضور نخبة من الشركات الإماراتية والهندية سبل تطوير العلاقات الثنائية والفرص المشتركة التي يمكن العمل عليها خلال الفترة القادمة تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة لتحقيق أفضل استفادة ممكنة من هذه المنصة الواعدة. 

 وخلال اجتماعات قمة مجموعة الأعمال لدول العشرين، كشف معالي الزيودي عن نتائج تقرير جديد لوزارة الاقتصاد بعنوان "مخاطر التجارة العالمية 2023: حواجز تعوق النمو"، والذي تم فيه استطلاع آراء أكثر من 500 من قادة الشركات من جميع أنحاء العالم حول تصورهم لأهم التهديدات التي تواجه التجارة العالمية في السنوات المقبلة. 

 ووفقاً للتقرير، يعتبر ارتفاع مستوى الدين العام والخاص، وتأثيره اللاحق على الاستثمار والسيولة المالية والطلب الاستهلاكي، أكبر تهديد منفرد للتجارة العالمية.

وقال 61 في المائة من المشاركين إن هذا سيكون له تأثير مرتفع أو مرتفع جدا أو مرتفع للغاية على حركة التجارة العالمية، وتوقعوا أن هناك احتمالاً كبيراً لحدوث هذا الأمر. 

 وحسب التقرير، كانت أكبر ثلاثة مخاطر تالية، متعلقة جميعها بالتكنولوجيا وطرق تنفيذها، وهي التقدم التكنولوجي السريع الذي يتطلب التكيف، والتهديدات السيبرانية للبنية التحتية التجارية، والمخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات. 

وحل استنفاد الموارد الطبيعية لا سيما تأثير انخفاض فرص الحصول على المياه على المجتمعات المحلية والزراعة ونظم إنتاج الأغذية، على رأس أكبر خطر بيئي حدده المشاركون في الاستطلاع، والذين اعتبروا أن فرص حدوثه أكبر من إمكانية اجتياح جائحة أخرى العالم. 

وذكر معالي الزيودي أن التقرير سلط الضوء على هشاشة النظام التجاري العالمي، وحدد سبل العمل اللازمة للعودة إلى وضع أكثر ثباتا ومرونة. 

 وقال معاليه إن وجهات النظر المعروضة في التقرير تعد مفيدة في إمكانية صياغة القرارات المطلوبة لإعادة تشكيل نظام تجاري عالمي أكثر استدامة وإنصافا ومرونة. 

وأضاف أنه مع قرب انعقاد قمة مجموعة العشرين، والمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، يجب وضع مخاوف القطاع الخاص حول العالم في الحسبان، وأن يتم تبني برنامج فعال لمعالجتها بشكل صحيح خصوصاً المتعلقة باعتماد التكنولوجيا وتنظيمها في سلاسل التوريد بهدف إنشاء نظام تجاري عالمي يناسب القرن الواحد والعشرين. 

وتعد اجتماعات مجموعة الأعمال لدول العشرين (B20) منتدى الحوار الرسمي لمجموعة العشرين الذي يمثل مجتمع الأعمال العالمي، وقد انطلقت عام 2010 ويشارك فيها ممثلو الشركات ومنظمات الأعمال، ويعرض خلالها قادة الأعمال من مختلف دول العالم آراءهم حول قضايا الحوكمة الاقتصادية والتجارية العالمية. 

حضر اجتماعات هذا العام أكثر من 800 مشارك من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وممثلي مجتمعات الأعمال. 

وركز الاجتماع، الذي نظمه اتحاد الصناعة الهندي على قضايا متعددة أبرزها: سلاسل القيمة العالمية الشاملة، مستقبل العمل والمهارات والتنقل، والتحول الرقمي، وتمويل الانتعاش الاقتصادي العالمي، والطاقة وتغير المناخ وكفاءة الموارد. 

جدير بالذكر أن الوفد الإماراتي المشارك في مجموعة الأعمال لدول العشرين الذي ترأسه معالي الدكتور ثاني الزيودي ضم أكثر من 70 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص في الدولة يمثلون قطاعات اقتصادية متنوعة كالخدمات الصحية والطاقة والزراعة والأمن الغذائي والسياحة والخدمات اللوجستية والطيران والتمويل والبنوك وغيرها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وزارة التجارة الخارجية التجارة العالمیة قمة مجموعة

إقرأ أيضاً:

برنامج تعاون لتعزيز نمو واستدامة نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

وقعت هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اليوم برنامج تعاون مع مجموعة نماء، لدعم نمو وتوسع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ برامج وأنشطة تعزز رواد الأعمال العمانيين.

يشمل برنامج التعاون توفير فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الكهرباء والمياه والصرف الصحي من خلال برامج ومبادرات القيمة المحلية المضافة، وتقديم جميع الخدمات الفنية والاستشارية، بالإضافة إلى تسجيل الموردين من فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاستفادتها من سلسلة التوريد وفرص الأعمال الخاصة بمجموعة نماء.

وقع برنامج التعاون سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأحمد بن عامر المحرزي الرئيس التنفيذي لمجموعة نماء، في الموقع الرئيسي للهيئة في محافظة مسقط.

وقالت سعادة حليمة الزرعية: "تأتي هذه الخطوة مواصلة للجهود المتكاملة لاستدامة نمو نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان وتعزيزا لنهج الشراكة والتعاون الاستراتيجيين في منظومة ريادة الأعمال عبر تعظيم القيمة المحلية المضافة وتقديم الفرص التي تساهم في دعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما تجسد خطوة استراتيجية لتقديم الدعم اللازم لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعكس التزام الشركاء بتوفير فرص حقيقية للنمو والتمكين في مختلف المجالات بما يتماشى مع مبادرات القيمة المحلية المضافة".

ومن جانبه قال أحمد المحرزي: تحرص مجموعة نماء على إدماج المؤسسات المحلية ضمن سلسلة التوريد الخاصة بها مما يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة وتوسيع سوق هذه المؤسسات، حيث قامت المجموعة بتوقيع عقود وفرص أعمال مع عدد من المؤسسات المحلية لتنفيذ المشاريع المتعلقة بقطاع الكهرباء والمياه والصرف الصحي ضمن برنامج تعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف: "تأتي هذه الشراكة لتترجم مدى التزامنا بتحفيز منظومة ريادة الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز القيمة المحلية المضافة، مساهمين بذلك بدورنا في استدامة التنمية الاقتصادية في سلطنة عمان".

كما تم التوقيع على 4 عقود وفرص أعمال بين شركات مجموعة نماء وأربع مؤسسات صغيرة ومتوسطة، حيث وقعت مجموعة نماء عقدا مع شركة ثريابز لإعداد الإستراتيجية الاتصالية للمجموعة، ووقعت نماء لخدمات المياه عقدا مع أطلس الدولية للاستشارات الهندسية للإشراف على الخدمات الاستشارية لإنشاء شبكات الصرف الصحي في عدد من المناطق بولاية السيب، ومع مشاريع الربى التجارية لتوريد صمامات تقليل الضغط، ووقعت شركة نماء لخدمات ظفار عقدا مع مشاريع النجد للخدمات البتروكيماوية لتصميم وإنشاء توصيلات الصرف الصحي الجديدة في منطقة ظفار.

وفي تصريح صحفي قال صالح بن ربيع السلماني مدير عام المشتريات والقيمة المحلية المضافة بمجموعة نماء: تجسد الاتفاقية التعاون المستمر بين مجموعة نماء وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال زيادة عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القائمة بأعمال المجموعة. وأوضح أن المجموعة بصدد الإعلان عن مناقصة لتطوير الموردين وهي الآن في مراحلها الأخيرة، التي بدورها ستساعد شركات المجموعة في الحصول على مؤسسات صغيرة مؤهلة فنيا للقيام ببعض الأعمال أو الفرص المتوفرة في مجموعة نماء.

من ناحيتها أوضحت ريم بنت سليمان الكلبانية رئيسة قسم البرامج الداعمة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن برنامج التعاون مع مجموعة نماء يحقق عدة أهداف منها برامج لتطوير الموردين، وزيادة نسبة حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على فرص أعمال من خلال العقود والمناقصات مع الشركات التي تتبع مجموعة نماء.

وأضافت: تستهدف مذكرة التعاون فرص الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جميع محافظات سلطنة عمان في مجال الصرف الصحي، والمياه، والكهرباء، وتمكن فائدة مذكرة التعاون في تنمية قدرات رواد الأعمال التسويقية والفنية لتمكينهم من الحصول على فرص من قبل الشركات التي تتبع مجموعة نماء ليكونوا قادرين على استيفاء جميع المعايير والشروط المطلوبة للحصول على فرص أكبر للدخول والتنافس على الفرص التي تطرحها مجموعة نماء.

من جهة أخرى قال أحمد إبراهيم العجمي رائد عمل ومؤسس شركة ثريابز إن العقد الذي أبرمته مؤسسته مع مجموعة نماء يختص بالعمليات الاتصالية وبناء وتطوير استراتيجية التواصل بشكل عام، مشيرا إلى أن مثل هذه المناقصات والعقود تعطي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الثقة في التسويق بشكل كبير وتساعدها على المنافسة في مثل هذه القطاعات المتغيرة.

مقالات مشابهة

  • معالي سعيد محمد الطاير يفتتح “أسبوع الرشاقة المؤسسية 2024” بمشاركة واسعة من مؤسسات محلية وعالمية رائدة
  • برنامج تعاون لتعزيز نمو واستدامة نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • تخرج 220 طالباً إماراتيا في برنامج ماجستير العلوم في البيانات الضخمة وتحليل الأعمال من كلية ESCP بدبي
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • الجديد: جمعية الدعوة الاسلامية أصبحت باباً للارتزاق
  • ” مجموعة العشرين” تناقش اقتصاد الفضاء وتغير المناخ
  • «الخيرية العالمية».. 3 ملايين درهم لتصحيح أوضاع المخالفين وإصدار إقاماتهم في الإمارات
  • الإمارات تواصل ريادتها العالمية في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
  • النائب أيمن محسب يطالب بتضافر الجهود الدولية لتعزيز القانون الدولي دون تمييز
  • مسؤول سعودي: حريصون على تعزيز دور المملكة الريادي في منظمة التجارة العالمية