هل بات الحُلم الأوروبي -اليوم- الخيار الأوحد أمام شبابنا؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خــاص
مجاراة لهوس الشباب، وتماشياً مع الأنماط الاجتماعية المفروضة في عصرنا هذا، وربما انصياعاً للضغوطات المعيشية، يفكر الكثير من شبابنا اليوم وبإلحاح في الحلم الأوروبي، الحياة المعطاءة والميسرة، وفرة الفرص وسهولة العمل، وبالطبع بعيداً عن ظلم حكوماتنا وتقصيرها.
قصتنا اليوم تعود إلى شاب فتي سوري الجنسية، يدعة محمود أحمد مواليد سنة 2001، حيث أخذته الرغبة الملحة والحاجة ليترك بلده الأم وليتنقل من بلد لآخر باحث عن الفرص المرجوة التي لطالما انتظرها وسعى لأجلها.
يتابع المهاجر محمد أحمد قصه لرحلة هجرته التي بدأت بتركه سوريا بسبب الحرب وليتجه نحو السودان ومنها إلى مصر حيث عمل هناك، هاجر محمد لليبيا قاصداً العمل في درنة والذي حصل عليه بتوصية من معارف قد أحسنوا ضيافته، حيث باشر باستكمال الإجراءات الصحية والقانونية للعمل في ليبيا كما تيسر حاله وتمكن من الشروع في العمل أخيراً، إلا أنه لم يرغب بالاستمرار وحسب قوله أن ما جرى لبعض أصدقاءه -بعد أن تبيه اصابته بمرض وتعسر حاله وخياب فرصة العمل تلك بالنسبة له- ادخله في حالة من التعاطف والأسى أدت إلى عدم استمراره في العمل حسب قوله.
بعد محاولته للهجرة نحو أوروبا وتحديداً إيطاليا كما رغب، والتي باتت هي الأخرى بالفشل حيث تنقل من امساعد الى طبرق قاصداً العودة إلى مصر إلا أنه للقدر دوما رأي آخر ليفرض، فينتهي به الحال ليمكث في ذمة التحقيق في أحد المعتقلات الليبية التابعة لأمن وزارة الداخلية، تاركا مجبراً ودون حيلة ما رغب بالوصول إليه دون بلوغه.
إن محمود هو الابن البكر لوالده الذي يعاني ظروفا مادية تصل إلى حد التعحيز، وهو أخ لسبعة يعتبرونه قدوة، معلقي عليه الآمال ورامين برأس خطّافات أحلامهم نحوه، ليخيب محمود ويخيب أمالهم رامياً بوهن وعجز ثقل أحماله التي لميختر أن يكلف بها حتى.
إن محمود واحد من آلاف وربما ملايين الشباب في سنه ممن قد اتخدوا من الهجرة غير الشرعية طريقاً لهم، معتقدين أنه لا بد وإيصالهم لضافٍ تستوعب مساعيهم وأحلامهم التي رفضتها أرضهم أن تنمو، غير مبالين بكل ماقد يعكر رحلتهم نحو السلام الذاتي كما يعتبرونه والذي عهم معتقدون وبشكل قاطع أنه لن يُحقق قط في بلدانهم التي سلبتهم حق العيش بحرية وربما قد سلبت آدميتهم وحالت دون انتاجيتهم في سنهم هذا والذي يتطلب عادة الكثير والمثير من التخبط والتجارب ليصلو لما هم مبتغيه، ربما قد يكانوا محقين في وجوب مغادرتهم، وفي رؤيتهم لأرضهم قاحلة مميتة لبذرة شبابهم اليانع، إلا أن المخاطرة لم تتطلب قط هذا القدر من المجازفة غير المسؤولة والمضنية.
إن شبابنا اليوم إلى جانب ظروف بلدانهم، وفي مقابلة لشح الفرص وربما انعدامها أحيانا هم أيضا معرضون لتأثيرٍ كبير مستهين بحياتهم، إن تأثرهم وإقناعهم من قبل الأعضاء المتورطين في شبكات الهجرة غير المشروعة أو كما نسميهم بتجار الأرواح وبائعي الوهم، لا يزال مستمرا وبلا رادع حقيقي أو حتى أي توعية مؤثرة حتى هذه اللحظة، فهم يستغلون يأس وخيبة الشباب التي غلبته ظروفه، واستخدامها كمادة وحاجة دافعة لعبورهم المتوسط ونحو أوروبا الواعدة، وذلك بإيهامهم أن الطريق آمن وبذكرهم للمرات القليلة التي نجحت قوارب الموت فيها من الوصول للشواطئ الأوروبية، دون النظر في الطريقة التي تمكن بها الشباب المهلوك من جمع المال.
المصدر: أخبار ليبيا 24
إقرأ أيضاً:
ما العوامل التي ساعدت ترامب على العودة القوية؟
حقق الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب عودة استثنائية فجر الأربعاء، ليصبح الرئيس الأول الذي يفوز بولايتين غير متتاليتين منذ أكثر من قرن، بعد أن هزم المرشحة الديمقراطية نائب الرئيس كامالا هاريس، في معركة غير مسبوقة للدخول إلى البيت الأبيض.
أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.
ويقول موقع "ذا هيل" إن هذه العودة مذهلة لأسباب عدة، بينها أن مسيرة ترامب السياسية بدت كأنها انتهت بعد إنكار هزيمته في انتخابات 2020، وحفز أنصاره على تنظيم مسيرة إلى مبنى الكابيتول، الحدث الذي تسبب في شغب وإخلاء الكونغرس. وبعد هذا الحدث، بات ترامب أول رئيس على الإطلاق يساءل مرتين أمام الكونغرس، واتهم في أربع قضايا جنائية منفصلة، واعتبر مسؤولاً عن اعتداء جنسي في قضية مدنية، وأدين في المحكمة الجنائية بـ 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية.BREAKING: Donald Trump wins second term in historic return to White House, defeating Kamala Harris, ABC News projects. @rachelvscott has more. https://t.co/05YwkDwzOR pic.twitter.com/mZcr8HBeBC
— Good Morning America (@GMA) November 6, 2024 لكن ترامب كان مدعوماً من قاعدة شديدة الولاء، ومعظمها يصدق سرديته القائلة، إنه وقع ضحية ظلم مؤسسة سياسية وقانونية وإعلامية فاسدة.وقال ترامب لأنصاره في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا في الساعات الأولى من صباح اليوم: "تغلبنا على العقبات التي لم يكن أحداً يعتقد أنه يمكن التغلب عليها"، واصفاً فوزه بـ "نصر رائع للشعب الأمريكي".
كما استفاد من عدم السخط العام عن سجل الرئيس جو بايدن.
وكانت علامة التحذير الأولى لهاريس، عبارة عن إعلان مبكر جداً، مفاده أن ترامب سيفوز بولاية فلوريدا. لم تكن النتيجة في حد ذاتها صادمة، لكن فوز ترامب بما يقرب من ضعف هامش الست نقاط الذي تنبأت به متوسطات استطلاعات الرأي، كان نذير شؤم للمرشحة الديمقراطية.
5 takeaways as Donald Trump wins White House for a second time https://t.co/lUyv3hfxuo
— The Hill (@thehill) November 6, 2024واستمر النمط المؤيد لترامب معظم ليل الثلاثاء، مع وجود ولايات ديمقراطية يفترض أنها آمنة مثل فرجينيا، وحتى نيوجيرسي معلقة ومترددة لفترات طويلة، ما كان باعثاً على قلق فريق هاريس، بينما قفز ترامب إلى الصدارة المبكرة في كل ولاية متأرجحة.
الناخبون السودوركزت الكثير من التغطيات الإعلامية غداة الانتخابات على قدرة ترامب، على النجاحات في أوساط الناخبين السود، خاصةً الرجال منهم، أو مع الناخبين الأصغر سناً.
وفي الواقع، كانت التغييرات في تلك المجموعات الديموغرافية متواضعة، على الأقل وفق استطلاعات الرأي الحالية، والتي قد تتغير إلى حد ما مع إضافة بيانات جديدة.
ولكن كانت هناك صدمة حقيقية واحدة. فقد تحول الرجال اللاتينيون نحو ترامب بهامش مذهل، وفق استطلاعات رأي لشبكة سي إن إن الأمريكية.
وفي 2020، أظهرت استطلاعات الرأي هذه، أن الرجال اللاتينيين يصوتون لبايدن في مواجهة ترامب بفارق 23 نقطة، أي 59% مقابل 36%.
وأظهرت الاستطلاعات المتكررة لآراء الناخبين، لسي إن إن الثلاثاء، أنهم يصوتون لترامب في مواجهة هاريس بفارق 10 نقاط، أي 54% مقابل 44%، وسيؤدي الفارق المذهل بـ 33 نقطة إلى الكثير من الأسئلة غير المريحة. وسيزعم أنصار ترامب أن توجهاته الثقافية المحافظة ووعده باقتصاد أفضل، ساعدا في تحويل مجرى الأمور.
وبطبيعة الحال، أصبحت هاريس الآن ثاني مرشحة ديمقراطية تخسر أمام ترامب، بعد هيلاري كلينتون في 2016.
وكانت الكثير من آمال الديمقراطيين معلقة على فكرة خروج النساء بأعداد غير مسبوقة لانتخاب أول رئيسة للبلاد، بعد عامين فقط من إسقاط المحكمة العليا قضية رو ضد وايد. لكن ذلك لم يحدث.
ومن المؤكد أنه كانت هناك فجوة واسعة بين الجنسين، لكن استطلاعات الرأي حتى الآن لا تظهر أنها كانت أكبر، بطريقة ذات معنى، عما كانت عليه منذ أربع سنوات.
وعلى العكس، صوتت النساء لبايدن ضد ترامب بفارق 15 نقطة في 2020، وفقاً لاستطلاعات الرأي لسي إن إن. هذا العام، تظهر الاستطلاعات أن هاريس تتقدم في الحصول على أصوات الناخبات بفارق 10 نقاط فقط. وهذا لا يعني أن الإجهاض تحول إلى قضية رابحة عند الجمهوريين. لم يحدث ذلك.
وُثبت ذلك أن قضية الإجهاض لم تثبت فعاليتها بالقدر الذي احتاجته هاريس. والنتيجة كارثة للديمقراطيين. لقد خسرت مرشحتهم أمام رجل يعتبره كثيرون في حزبهم خطراً حقيقياً على الديمقراطية الأمريكية. لذلك، سيبدأ توجيه أصابع الاتهام على الفور.
وسيهب الكثير من الديموقراطيين للحديث عن تسلسل الأحداث، التي أدت إلى انسحاب بايدن من السباق في يوليو (تموز) الماضي، بعد فشل المناظرة في أواخر يونيو(حزيران).
ولعل عدد الذين يعتقدون أن الرئيس كان سيُبلي أفضل من هاريس، قليل جداً.
لكن قراره برفض التنحي بعد فترة ولاية واحدة، وافتقار الحزب إلى الرغبة في انتخابات تمهيدية تنافسية ضده، سيكون موضع شكوك من قبل الذين يشعرون أن مثل هذه العملية، إما كانت ستعزز هاريس أو تفرز مرشحاً أفضل. كما سيخضع خطاب هاريس خلال حملتها لتدقيق شديد.